زار السفير المصري في لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد غرفة طرابلس ولبنان الشمالي، وعقد مباحثات مع رئيس الغرفة توفيق دبوسي، ثم عقدا والوفد المرافق لقاء موسعا مع رجال الاعمال في طرابلس.

وأكد دبوسي "أهمية العمل على توثيق الروابط بين مصر ولبنان في المجالات كافة، لافتا الى "أن لبنان تربطه علاقات ممتازة مع أشقائه العرب، إلا أن العلاقات الثنانية المصرية اللبنانية تبقى لها نكهة خاصة ومختلفة، بفعل الروابط التاريخية الممتدة التي تجمع بين البلدين"، وقال: "أننا اليوم، بالمناسبة، نعول على الدور المميز لسعادة السفير الدكتور زايد في تعزيز تلك العلاقات وتطويرها نحو الأوسع والأفضل".
واضاف: "إنني إذ أرحب بسعادة السفير والوفد المرافق وضيوفنا الكرام، ألفت إلى أننا نتوسم في هذا اللقاء جلاء أمور كثيرة أمام المصدرين اللبنانيين وخصوصا الزراعيين منهم، في هذه المرحلة التي يواجهون فيها ظروفا قاسية ناتجة عن حالات إستثنائية تشهدها بوابات العبور البرية في بلدان الجوار العربي".

من جهته، اشار السفير زايد الى "العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان"، وقال: "لعب اللبنانيون في مختلف إختصاصاتهم دورا إيجابيا وبناء، ولا سيما المفكرون والمثقفون منهم الذين إحتضنتهم مصر في بدايات القرن التاسع عشر، وبرعوا علميا خلال عصر النهضة الذي نعمت به مصر والبلدان العربية حينذاك، وما زالت الروابط تشتد وثوقا إجتماعيا وإقتصاديا، إلا أن علينا أن نقرأ تحولات العصر بشكل جيد لأن العلاقات الدولية ولا سيما في وجهها الإقتصادي، باتت متغيرة دون أن يغرب عن بالنا أهمية العمل على تطوير العلاقات الإقتصادية وتحديث علاقات التبادل التجاري بين البلدان العربية الشقيقة، لأن العلاقات العربية البينية في كل المجالات يجب أن تبنى على أسس التفاهم والتكامل، وأن تتم دراستها بشكل علمي دقيق ومختلف عن الماضي كليا، من حيث الأسس والمنهج"، مشددا "على ضرورة تطوير العلاقات الإقتصادية البينية العربية وتعميقها وتعزيز حركتها، بالتزامن مع إنفتاحنا على الدول الأخرى خارج المجموعة العربية، ومنها الصين على سبيل المثال لا الحصر، وأن تتعزز حركة التفاعلات الإيجابية في العلاقات العربية العربية والتي نراها خطوة مهمة في سبيل إقامة بنى تحتية قوية من العلاقات التكاملية في المجالات المختلفة والمتعددة".
ولفت السفير زايد الى أن "التفاهم قائم بشكل عميق بين رئيس الحكومة تمام سلام وغرفة طرابلس ولبنان الشمالي في مضمار الصادرات اللبنانية، وأنا اقولها بصراحة متناهية وبشفافية مطلقة ليعمل سفير لبنان في مصر على تسويق بلده لبنان مثلما اقوم انا بتسويق بلدي مصر".

ثم دار حوار بين السفير المصري والحاضرين من تجار ومصدرين ومستوردين زراعيين، واستأثر ملف "الشاحنات والسائقين وحركة النقل الترانزيت التجاري البري" على جانب كبير من الحوار.
وأعلن السفير المصري "أن المسالة لا يمكن معالجتها، خصوصا بالنسبة لسائقي الشاحنات المبردة وخلافها من الشاحنات الأخرى، دون توفر لائحة فعلية بأسماء الناقلين والشاحنين والسائقين المعتمدين من شركات أو مؤسسات مسجلة أصولا، وذلك وفقا للوائح صحيحة وحقيقية، وان تكون هذه اللوائح ممهورة بتوقيع النقابة التي ينتمي اليها هذا السائق وأن تكون مصدقة من السلطات الرسمية أي من الوزارات المعنية لكي يصار الى القيام بما يمكن القيام به حيال هذه المسألة التي سنوليها العناية الكاملة بالتشاور مع سلطات بلدنا ذات الإختصاص والصلاحية".
وأبدى في ختام الحوار "إستعداده الكامل لتقديم كل التسهيلات الممكنة أمام رجال الأعمال واصحاب مؤسسات القطاع الخاص وخصوصا بالنسبة للعلاقات المصرفية اللبنانية والمصرية، وتأشيرات الدخول الى مصر وغيرها من التسهيلات التي توفرها سفارة جمهورية مصر العربية في لبنان"

ورفع دبوسي مذكرة الى الحكومة المصرية عبر السفير زايد، تضمنت محاور أساسية من شأنها أن تلعب دورا حيويا في تعزيز العلاقات بين مصر ولبنان في كل المجالات، ومنها:
1- إقامة أسبوع لبنان في جمهورية مصر العربية بالتعاون بين غرفة طرابلس ولبنان الشمالي وإتحاد الغرف المصرية والوزارات المختصة (إقتصاد، تجارة، صناعة، زراعة، سياحة) في كلا البلدين الشقيقين حيث سيشكل خطوة مهمة في سبيل إقامة بنية تحتية قوية من العلاقات التكاملية في المجالات المذكورة.
2- تعزيز التعاون الثنائي في مجالات صناعية وبشكل خاص العمل على تفعيل حركة إستيراد الأدوية الطبية المصرية خاصة "الجينيريك" منها، وذلك بفعل المكانة العريقة التي تتمتع بها تلك الصناعة، إضافة إلى تقديم التسهيلات الممكنة من الجانب المصري الشقيق لإستيراد كافة الصناعات والمنتجات المصرية إلى لبنان وبشكل خاص تقديم التسهيلات الممكنة للمستوردين والمصدرين من طرابلس وشمال لبنان.
3- إقتراح شراء المنتجات الزراعية اللبنانية من تفاح وزيت زيتون لصالح المؤسسة العسكرية المصرية.
4- طلب توفير التغطية الممكنة لتكاليف رسوم العبور للصادرات الزراعية اللبنانية في قناة السويس.
5- تنمية التبادل السياحي مع مصر الشقيقة عبر خط بحري مباشر ما بين الإسكندرية وميناء طرابلس Ferryboat وبأسعار تشجيعية.
6- العمل على تفعيل التنسيق الإعلامي وتعزيز الروابط الثقافية بين البلدين.
7- البحث بصيغة للتعاون الفاعل في مجال الزراعة الخضراء أو "الزراعة العضوية"، مساهمة مشتركة في مكافحة مفاعيل التلوث البيئي الضار.
8- تشجيع الإستثمارات الصناعية وتبادل الخبرات بين البلدين ولا سيما في مجال "الإقتصاد الأخضر".
ومن ثم أقيمت مأدبة تكريمية على شرف السفير والوفد المرافق والحاضرين.