hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ملاك عقيل

مرقت على خير...

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 06:16

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بالمبدأ عادت الأمور في المبنى "د" في سجن رومية إلى طبيعتها. لكن بالتأكيد، لا أحد باستطاعته الجزم بأن ما حصل لن يتكرّر. المسألة تتوقف على عاملين أساسيين: في الشكل إيجاد حلّ جذري لمسألة الإكتظاظ المزمنة، فكيف الأمر مع وجود نحو 600 من الموقوفين الإسلاميين المتهمين بالإرهاب ومنهم الصادرة بحقهم أحكام إعدام.
 في المضمون تبلور الرؤية السياسية بشكل واضح من خلال الفصل التام لملف العسكريين المختطفين مع "داعش" و"النصرة" عن ما يحكى عن تسهيلات قد تمنح لسجناء رومية، وبينها إعادة جزء من الإمتيازات السابقة إليهم، ربطاً بالمفاوضات القائمة بين الجانبين عبر الوسطاء، إضافة إلى تسريع المحاكمات.
بعد ظهر يوم الجمعة الماضي الذي شهد بداية بوادر الإنتفاضة لدى إسلاميي رومية، وجد آمر السجن في المبنى "د" النقيب كميل البعيني صعوبة حقيقية في إجراء عملية تعداد للسجناء، خصوصاً بعد أن تكفّل السجناء بخلع جميع الأبواب الحديدية للغرف الـ 180 في المبنى وتكسير المراحيض والغسالات. لكنه عاد واستأنف مهمته، وفق المعلومات، منذ الساعة السابعة من صباح يوم الإثنين، أي مباشرة بعد انتهاء العملية الأمنية.
في خلفية كل هذا المشهد كلام مباشر كان يصدر عن "ضحايا" رومية، أي الضباط والعسكر في الأسابيع الماضية، بما يعكس أحد أسباب وصول الأمور إلى ما وصلت إليه. وهو واقع يضاف إلى سلسلة الأسباب التي كوّنت بذور التمرّد داخل السجن. هؤلاء كانوا يردّدون في الأسابيع الماضية ما مفاده "أن العسكري أو الضابط الذي يعتبر نفسه غير مدعوم داخل بقعة يفترض أن تكون الأمرة له فيها، سيجد من يستغلّ نقطة الضعف هذه وصولاً إلى حدّ تجاهله كلياً". حتى قبل التمرّد بعد ظهر الجمعة بساعات رفع أحد السجناء الإسلاميين المحكومين بالإعدام سكيناً بوجه عسكري فتمّت حمايته من سجناء ينتمون إلى طائفة العسكري نفسها. بعدها لم تحصل عملية تفتيش للغرف، ولا فُتح تحقيق بالموضوع.
وما حصل في اليومين الماضيين لن يحجب التساؤلات عن لغز صرف مبلغ نحو خمسة ملايين دولار على مبنى رُمّم لمرّتين، فيما تبيّن أن أبوابه الحديدية قابلة للخلع خلال دقائق (المتعهّد نفسه ينفّذ أعمال ترميم المبنى "ب")، وسبب تجاهل التقارير التي كانت تشير إلى اكتظاظ في الزنازين قد يؤدي إلى انفجار محتّم، بحيث أن أم الأزمات، أي "زنازين الكبيس"، انتقلت كما هي من المبنى "ب" المغضوب عليه، إلى المبنى "د" المرمّم حديثاً...
وتطرح التساؤلات أيضاً حول تأثير التحرّكات التي يقوم بها أهالي الموقوفين الإسلاميين على أوضاعهم والتي دشّنوها بداية من طرابلس، ومن دارة الوزير أشرف ريفي تحديداً، ولاحقاً أمام مبنى وزارة الداخلية. ويرى متابعون أن مشهد الإعتصام أمام دارة ريفي كان معبّراً وذات دلالات. حركة اعتراض أمام منزل وزير العدل للمطالبة باستقالة وزير الداخلية، مع العلم أن الرجلين ينتميان إلى الفريق السياسي نفسه! وربما يفسّر هذا الأمر، برأي كثيرين، الإزدواجية التي تطبع أداء تيار "المستقبل" في مقاربة ملفات الأمن والحوار وسجن رومية والتوقيفات وأسلوب التعاون والتنسيق مع"حزب الله".
 

  • شارك الخبر