hit counter script

الحدث - فادي عيد

هل تسرّع "عاصفة الحزم" معركة القلمون؟

الثلاثاء ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 06:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أعاد حديث وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان بالأمس عن التحدّيات الحدودية التي يواجهها لبنان والجيش اللبناني جراء تهديدات "داعش" وجبهة "النصرة"، تسليط الضوء على الواقع الميداني في القرى الحدودية، خاصة مع تزايد المؤشّرات اللوجستية، كما العسكرية، إلى اقتراب موعد الحسم في القلمون مع حلول فصل الربيع. وإذا كان الإنشغال الداخلي والإقليمي ب"عاصفة الحزم" قد غطى على أية أحداث أخرى أمنية أو سياسية في لبنان، فإن تقارير أمنية تحدّثت عن قرار متّخذ على مستوى عال بإتمام كافة الإستعدادات لحسم الوضع الأمني في القلمون، حيث يتزايد، وبشكل يومي، نفوذ جبهة "النصرة"، وذلك بعد أشهر من المراوحة، نفّذ خلالها المسلّحون عدة محاولات تسلّل باتجاه القرى اللبنانية على الحدود ووقف الجيش اللبناني بقوة في وجهها، فيما نفّذ خلال الأسابيع الماضية سلسلة عمليات إستباقية، سمحت بتعزيز مواقعه العسكرية في جرود رأس بعلبك وعرسال، وصولاً إلى إرساء معادلة ميدانية تؤمّن الإستقرار والثبات والصمود، فيما لو عاود الإرهابيون في الجهة المقابلة من الجرود تنفيذ عمليات هجوم.
وفي سياق متصل، تبدو معركة القلمون التي باتت وشيكة، كما كشفت هذه التقارير الأمنية، وذلك انطلاقاً من اعتبارات عدة أبرزها قرار "حزب الله"، برسم مسار أمني جديد في المنطقة بعد التطوّرات العسكرية على الحدود السورية ـ الأردنية، وتهديد "داعش" و"النصرة" للمناطق الحدودية في البقاع الأوسط، مع ما يحمله هذا التهديد من استهدافات وتحديات ميدانية فيما لو جرى تقويض المعادلة الأمنية القائمة منذ الصيف الماضي. وأضافت أن المرحلة الأخيرة قد لحظت تجهيزاً واستنفاراً من قبل الحزب تزامناً مع تعزيزات عسكرية بهدف تحصين المنطقة الحدودية مع بدء العدّ العكسي لانطلاقة معركة القلمون.
وقالت التقارير نفسها، أن التطوّرات العسكرية الإقليمية قد أثّرت بشكل طفيف على توقيت هذه المعركة، والذي كان محدّداً منذ نحو 3 أسابيع، لكنها جزمت بأن الإستعدادات مكتملة وفقاً لروزنامة معدّة سلفاً، وبالتالي، فإن الإشتباك الكلامي الذي يخوضه الحزب مع تيار "المستقبل"، أو الإنشغال الإقليمي بالحدث اليمني، لن يشكّلا عائقاً أمام المعركة التي باتت حتمية وتكتسب طابعاً حيوياً بالنسبة للإمساك بزمام المبادرة العسكرية في القلمون قبل انفلاش التنظيمات المسلّحة وارتفاع مستوى تهديدها للأمن البقاعي.
 

  • شارك الخبر