hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

لحام رعى احتفال منح داوود الصايغ وسام الصليب الاكبر

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 21:10

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 رعى بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غرغوريوس الثالث لحام، احتفالا في المقر البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك في الربوة، لمناسبة منح البابا فرنسيس مستشار الرئيس سعد الحريري الدكتور داوود الصايغ، وسام فارس الصليب الاكبر للقديس سيلفيستروس، في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير السياحة ميشال فرعون، ممثل الرئيس ميشال سليمان النائب السابق ناظم الخوري، ممثل الرئيس أمين الجميل وزير العمل سجعان قزي، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب عاطف مجدلاني، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب أحمد فتفت، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس مطر، ممثل مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان الشيخ محمد أروادي، السفير البابوي في لبنان غبريللي كاتشيا، النواب: جمال الجراح، ميشال موسى، روبير غانم، أمين وهبه، أنطوان سعد، زياد القادري ونديم الجميل، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع النائب فادي كرم، أمين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري، المطارنة: يوسف بشارة، كميل زيدان، كيريللوس بسترس، عصام درويش، إيلي حداد، إدوار ضاهر، الآباتي أنطوان خليفة، ممثل المطران الياس عودة الأب قسطنطين نصار، وحشد من النواب والوزراء السابقين والشخصيات السياسة والإعلامية والإجتماعية وأصدقاء المحتفى به وأفراد عائلته.

بعد تلاوة كاتشيا مرسوم منح الوسام ونقله تحيات البابا الى الدكتور صايغ والحضور، ألقى البطريرك لحام كلمة من وحي المناسبة جاء فيها: "تضاف إلى فرحة العيد الكبير، عيد القيامة والحياة، فرحة لقاء هذا اليوم الفرح. وفيه يسعدني أن أقلد أخي وأخانا وإبننا وابن الطائفة البار وإبن لبنان وإبن مشغرة، أن أقلد الدكتور والصديق الحبيب داوود الصائغ وسام القديس سلفستروس، الذي أراد قداسة البابا فرنسيس أن يمنحه للأخ العزيز داوود بتوسطنا وتوسط سيادة السفير البابوي المطران غابريال كاتشيا الموقر، يقول القديس بولس: "إذا فرح عضو فرحت معه سائر الأعضاء". ويقول أيضا: "بادروا بعضكم بعضا بالإكرام" وهذا لسان حالنا اليوم ، نفرح مع ولأجل أخينا الدكتور داوود لنيله هذا الوسام الرفيع. فرحة اليوم هي مبنية على شخصية الذي نكرمه اليوم، هذه الشخصية التي أنضجتها مزايا وإنجازات ومسؤوليات وتضحيات وخدمات الدكتور داوود.

اضاف"الدكتور داوود وجه لامع من وجوه وشخصيات كنيستنا الرومية الملكية الكاثوليكية والمجتمع. لا بل خدماته ومسؤولياته في المجتمع كانت دائما مستوحاة من إيمانه وانتمائه وعلاقته مع كنيسته، مع راعيها الأكبر البطريرك، ومع رعاتها ومع مؤمنيها. إنه ابن الكنيسة الأمين الصادق الوفي.وهو لبناني بامتياز. سياسته خدمة المجتمع. كسب احترام الجميع، لأجل نبل خلقه، وصفاء شخصيته ونصاعتها، وفكره النير، ورؤيته اللبنانية المشرقة.معتدل. يجمع ولا يفرق. بيئته البيتية والمجتمعية والمهنية صهرت شخصيته، فكان دائما الإنسان المسؤول الذي يعرف كيف يوفق بين الأطراف والمواقف.

وفي هذا كله سخر ما حباه الله به من نعم، وما جناه بكده في التحصيل الأكاديمي والعلمي في لبنان وفي فرنسا، سخر هذا كله في خدمة الأجيال من خلال التعليم، وفي عطاء اجتماعي وكنسي وسياسي مميز.

وقد كسب ثقة السياسيين فكان مستشارا مع فخامة الرئيس الياس سركيس وفخامة الرئيس أمين الجميل، ومع دولة الرئيس المرحوم رفيق الحريري شهيد لبنان، ومعيد جمال معالم بيروت.

ولم يبخل بخدماته على كنيسته. وقد كان ناشطا في المجلس الأعلى للروم الكاثوليك، وقريبا إلى سلفي المثلث الرحمة البطريرك مكسيموس الخامس، وبالطبع إلي. وشارك في أحداث كنسية، منها السينودس لأجل لبنان 1995، وتهيئة زيارة القديس البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان 1997. وكان ولا يزال دائما قريبا إلى السياسيين ورعاة الكنيسة وهموم الكنيسة ورعاتها.

إنه إنسان لبناني بك أبعاد هذه الكلمة. ولا أغالي إذا قلت إنه يجسد في كل ما ذكرت أعلاه من صفات ونشاطات، إنه يجسد شعار السينودس لأجل الشرق الأوسط "شركة وشهادة". فهو يعرف أن يحافظ على هويته المسيحية والرومية الملكية، ويبقى منفتحا على الآخر: يقبله، يحاوره، يشاركه الحياة، مرها وحلوها.

إنني مع احترامي للجميع، ولجميع مقومات وأطياف مجتمعنا اللبناني، أحب ان أؤكد أن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك تريد أن تتميز في تحقيق هذا الشعار، الشركة والشهادة. وهي لا يمكن أن تنسى وصية وشهادة وتقدير القديس البابا يوحنا بولس الثاني لها، عندما ?ستقبلني مع سبعمائة من أبناء كنيستنا وقال لنا: "أنتم كنيسة قوية متماسكة".

في هذين الشعارين أرى كنيستي أيها الأحباء، وأرسم طريقها وأصف مسلكيتها وأتشاوف رؤيتها وآفاق تاريخها وحاضرها ومستقبلها. هذا هو دور كنيستنا. وهذا هو الدور الذي لعبه من نكرمه اليوم بهذا الوسام البابوي الرفيع. وهذا هو الدور الذي على كنيستنا أن تقوم به في لبنان، وفي بلاد الانتشار، وفي باقي البلاد العربية. فنحن متواجدون في كل مناطق لبنان الحبيب. ونحن متواجدون بأعداد وأعمال ومشاريع في البلاد العربية، لاسيما في لبنان وسورية وفلسطين والأردن ومصر. ومنها لدينا 100 مدرسة ومؤسسة ثقافية.

ودورنا يعني مسؤوليتنا تجاه وطننا لبنان الحبيب، وتجاه هذا الشرق مهد المسيحية والحضارات...

هذا الدور يتميز ويجب أن يتميز بالعطاء والإبداع والخدمة والتفاعل والمشاركة والتضامن والتعاطف والتواصل والانفتاح والحوار والإغناء والإثراء المتبادل والعمل لأجل القيم الإيمانية والإنسانية والوطنية.

وما أحوجنا اليوم إلى هذا الدور وإلى هذه القيم في خضم الأزمة التي تجتاح عالمنا المشرقي، التي خطرها الأكبر يكمن في فقدان وضياع وانحسار هذه القيم! هذا هو الخطر الكبير التي تمثله الفرق التكفيرية والجهادية، التي تضرب قيم المشاركة وقبول الآخر واحترامه والمواطنة وحرية الفكر والعقيدة والعبادة... وتدمر الأخوة والإنسانية والبشر قبل الحجر.
حضورنا اليوم معا، وتكريمنا للأخ والصديق والابن الحبيب الدكتور داوود الصائغ، هو مناسبة للتذاكر حول هذه القيم وهذه الأخطار وهذه المسؤولية التي هي مسؤولية كل واحد منا.

وسنبقى في طليعة من يخدم ويعطي ويبني ويطور ويبدع في هذا الوطن بلدنا الحبيب لبنان. وبهذا نجابه مع جميع المواطنين والمسؤولين، المخاطر الجسيمة التي تهدد قيم لبنان الفريدة، لا بل تهدد المنطقة بأسرها وقيم الشراكة والعيش المشترك والحوار واللقاء.

هذا كله مسؤولية مشتركة، تلقى على المسيحيين والمسلمين في لبنان وفي المنطقة. إن نجاحنا في المحافظة عليها وحمايتها وتنميتها هو الضمانة لحمايتها في العالم. فإن خبرتنا معا مسيحيين ومسلمين في لبنان وفي العالم العربي عموما، هي نموذج لا بد من الحفاظ عليه وتنميته. وهو النموذج وهو الجواب أمام قوى العنف والإرهاب والعنصرية والأصولية وضياع القيم الإنسانية والإيمانية المقدسة. وهذا النموذج الذي نفاخر به يجب أن يكون الحافز الأكبر لكي نحقق آمال اللبنانيين بأن يروا من جديد صورة رئيس الجمهورية المسيحي الوحيد في العالم العربي، بما لهذه الصورة ولهذا النموذج من رمز وأمل يصبو إليه جميع اللبنانيين.

ونفرح أن نزف إليكم أيها الأحباء وبهذه المناسبة المفرحة خبر إعلان قداسة ابنة من كنيستنا، فريدة في قداستها، وهي مريم يسوع المصلوب الراهبة الكرملية المعروفة بمريم العربية، والتي ستعلن قداستها يوم الأحد 17 أيار 2015! آمل أن يشارك بعض من أولاد كنيستنا في فرحة القداسة! وعلى الطريق الأب المكرم بشارة أبو مراد المخلصي، وأيضا سمعان السروجي (من الناصرة) الراهب الساليزي... وبطرس كساب من كنيستنا في مصر.

أيها الأخ الحبيب داوود إن الاحتفال بتقليدك هذا الوسام البابوي، فرصة للتذاكر في قيم هي ثروة لبنان وتراث أبنائه وأبناء هذا المشرق.

ثم ألقى الصايغ كلمة قال فيها: "من المهمات العديدة التي أديتها ولا أزال، أرى أصعبها اليوم التحدث عن نفسي. ولذا سأكون مختصرا جدا.

هذا المشهد العامر في دار الروم الكاثوليك يبهر يا صاحب الغبطة بحضوره المتألق، كصورة زاهية عن لبنان الذي نريد عبر هذه الوجوه النبيلة التي لبت مشكورة دعوة للمشاركة بحفلة التكريم بمناسبة منحي الوسام البابوي، وهو وسام للفكرة التي حملتها، أكثر منه لشخصي.

وإني واثق إننا مجمعون، في هذا الوقت بالذات، والأحداث المصيرية تعصف بكيانات المنطقة وشعوبها، أن لبنان يمثل، وأكثر من أي وقت مضى، ليس نموذجا وقدوة ومرجعية تجربة فحسب، بل صمودا صلبا ، لشعبه أولا ، ولجميع الذين نظروا إليه من قريب أو من بعيد، كأنه كيان حائر أو بيت معرض للإهتزاز.

"لماذا إرتجت الأمم وهذت الشعوب بالباطل ؟ " ، قال المزمور. لم يكن الباطل يوما من منبعنا، لأن يد الله باركت في الأساس كما قال البابا بيندكتوس عن لبنان. فتجربتنا تكونت مع الزمن كما تتكون معالم الطبيعية، فلا تضيرها العواصف مهما اشتدت.

فيما بعد، مع الآباء المؤسسين، سياسيا وفكريا، لمعت الفكرة في ضمائر المدركين لأهمية التجربة، من الباباوات الى شارل ديغول الى القادة العرب، ملوكا ورؤساء الذين وجدوا في هذه التجربة غنى للعرب. وعندما أذن موعد العمل لإعادة لبنان الى حالته الطبيعية بعد إنتهاء الحروب وبداية العمل بإتفاق الطائف، كان إعادة الإعتبار الى التجربة أولى المهمات التي إعتمدها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لإيمانه بها وبأن الحوار العالي هو أسلم الوسائل إليها، فإندفع في سبيلها لبنانيا ودوليا وفاتيكانيا . وكان لي حظ رفقته في تلك المهمات، كما في رفقة الرئيس سعد الحريري.

إن لبنان هذا لم أكتشفه. إنه دخل في كياني منذ البدء مع الدم النقي في العروق. من نشأتي في عائلتي وبيئتي، وربما من ذلك القمر، قمر مشغرة، الذي يطل من وراء حرمون، وينير السهل الواسع بالخير والعطاء والألفة والوفاء والإعتدال، بدأت رحلتي اللبنانية. لم أعرف بعد ذلك غيرها، كأن مقويات البداية حصنتني في وجه الصعوبات والإغراءات معا، فلم أشف من لبنان هذا، ولن أشف منه.

مع التجربة ومسالك الحياة المختلفة أيقنت أن العيش الواحد هو في الأساس إرادة واحدة. والتقريب هو العمل على التوصل الى لغة مشتركة. وفي لبنان لا يجب أن تتعطل لغة الكلام. فالمساحة المشتركة هي قيم مشتركة، والباقي يترك لثراء التنوع، وهذا ما لم نبخل به إطلاقا. غنى التجربة يكمن هنا. نحن موحدون في التنوع ولكن أوفياء للأصول، فلم يخطئ لبنان يوما ً لا مع أشقائه ولا مع أصدقائه.

أثناء الأحداث التي شهدتها باريس في شهر كانون الثاني الماضي، وخلال المظاهرة الكبيرة يوم 11 منه رفعت يافطة كتب عليها:‹فلنجرؤ على العيش معا. وابتسمنا نحن اللبنانيين إزاء دعوة هي خبزنا اليومي تأتي متأخرة من شعب فرنسي صديق له فضل كبير على الحضارة الإنسانية، ولكنه في صدد أن يكتشف أن قواعد العيش المشترك وقواعد الإختلاط الواسع لا بد أن تتقدم على العلمنة المفروضة. فنحن المعلمون هذه المرة، نحن المرجعية الحقة، نحن النبع العالي، الذي يغذي ذلك النهر العظيم الدافق بالسنى والذي من شأنه أن ينير ظلمة النفوس وظلام المعتقدات من أي نوع كانت. إنه نهر لبنان. فللديجور جولة وللنور ألف جولة، ولبنان هو الباقي وصاحب الجولة الأخيرة.

لقد وعدتكم بألا اطيل فسأكتفي بهذا القدر. إن لبنان بما يمثل هو قيمة فاتيكانية. نظر إليه الكرسي الرسولي منذ بداية تكوينه البشري كأنه علامة خاصة في الشرق، قبل أن يصل البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى وصفه بالرسالة للشرق كما للغرب. وفي سنوات المحن الطويلة التي عشناها، لم يكن لنا أحيانا سوى تلك المرجعية الكبيرة لتحرك الضمائر من أجل لبنان، بالموقف والكلمة والوسيلة الناجعة في التحرك.

وإذا كان قداسة البابا فرنسيس قد شملني اليوم بعطفه الكريم بمبادرة خاصة، وهو الذي ما زال يحرك الضمائر في العالم منذ إنتخابه، فما ذلك إلا لتدعيم صورة عن لبنان، ملتقية حتما مع قيم الفاتيكان قد أكون، بكل تواضع، قد أسهمت بإعلاء شأنها وشأن الحوار مع مرجعيات، ومع بكركي بصورة خاصة التي كان لها بإستمرار دور أساسي في تاريخ لبنان. وكذلك الإسهام الرائد لطائفة الروم الكاثوليك في مختلف المراحل، ومواقف مجلسها الأعلى. فمع إعترافي بالفضل، أود أن أعبر عن شكري وإحترامي لسيادة السفير البابوي المونسينيور غبريالي كاتشا، الذي يخدم هذه العلاقة منذ سنوات بإخلاص وكفاءة وحكمة عالية، مدركا تمام الإدراك لحقيقة لبنان الأساسية، ولكن لأزماته الحالية أيضا ويساعد على إيجاد الحلول.

أما البطريرك غريغوريوس الثالث، والذي شرفني بعاطفته منذ سنوات طويلة، وهو يعاني اليوم في روحه وأكاد أقول في جسده، آلام مسيحيي الشرق، فله مني عميق الإحترام والإمتنان، متمنيا ً له مع السنين الطويلة الصحة والتوفيق والنجاح.

وأما كلمتي الأخيرة لحضراتكم، للعائلة المحبة، للوجوه الكريمة المسؤولة، للأصدقاء الذين أحبوا اليوم مشاركتي هذه المناسبة، محتفلين جميعا بالأمل المتجدد، وأن تسطع قريبا شمس لبنان في سماء الشرق".

وختم الإحتفال بتقديم الحضور التهاني للمحتفى به . 

  • شارك الخبر