hit counter script

أخبار محليّة

لودريان: الجيش اللبناني يستحق دعمنا لأن عليه أن يكون خط الدفاع الأساسي ضد أي تهديد

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 20:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام السفير الفرنسي باتريس باولي حفل استقبال على شرف وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان في قصر الصنوبر، حضره ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري محمود بري، ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، سفراء الولايات المتحدة الاميركية ديفيد هيل، الاتحاد الأوروبي أنجلينا إيخهورست والسعودية علي عوض عسيري، النائب سامي الجميل، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وفد من "اليونيفيل" ممثلا بالجنرال اريك هوتكلوك رايس، وشخصيات سياسية وأمنية واقتصادية وإعلامية.

وألقى السفير الفرنسي كلمة رحب فيها ب"الوزير الفرنسي، الذي يزور لبنان للمرة الثانية منذ سنتين ونصف سنة تقريبا".

وحيا "الجهود التي يقوم بها لتوطيد العلاقات بين البلدين".

وألقى وزير الدفاع الفرنسي كلمة قال فيها: "إسمحوا لي أن أعبر لكم أولا عن السعادة التي تغمرني لوجودي معكم اليوم، في قصر الصنوبر العزيز جدا على قلوب الفرنسيين، في بيروت، في لبنان".

أضاف: "في ختام جولة في الشرق الأدنى استمرت ثلاثة أيام، أولا في الأردن ومن ثم هنا في لبنان، يسرني أن أتمكن من قضاء بعض الوقت معكم، أصدقائي الأعزاء، لا سيما أنكم في صميم هذه العلاقة الفرنسية-اللبنانية التي نحن جميعنا متمسكون بها أشد تمسك. بالطبع، لقد ورثت فرنسا من التاريخ هذه العلاقة الوثيقة والأخوية مع لبنان، وعلى نحو أشمل، مع الشرق الأدنى والشرق الأوسط. ولكن بصفتي وزيرا للدفاع، أنا أعاين كل يوم مدى تجذر هذا الرابط في الحاضر أيضا. فالجغرافيا والروابط الإنسانية والثقافية والاقتصادية كلها عوامل تسمح لفرنسا بأن تكون حاضرة في المنطقة. وهي لا ترغب في ذلك أصلا. وهذا ما أراه كل يوم، في إطار مهامي الوزارية: إن قواتنا موجودة اليوم في الإمارات العربية المتحدة وفي جيبوتي بموجب إتفاقيات دفاع موقعة مع هذه البلدان، وهي متواجدة كذلك هنا في لبنان، في إطار اليونيفيل، كما أنها في الأردن ضمن إطار مكافحة داعش، بعد أن شاركت في الجهود الإنسانية دعما لمئات آلاف اللاجئين السوريين الذين توافدوا إلى هذا البلد كما إلى لبنان".

وتابع: "ثمة رابط مباشر بين أمننا، أي أمن فرنسا وأوروبا من جهة، واستقرار منطقتكم وتنميتها من جهة أخرى. فنحن جيران من حيث التاريخ والجغرافيا، وبما أننا جيران، مصير كل منا مرتبط ارتباطا وثيقا بمصير الآخر. إن استراتيجية الدفاع التي نعتمدها، كما تم عرضها في الكتاب الأبيض عام 2013، تستخلص كل العبر من هذا الواقع. فالتغييرات التي حصلت في العالم العربي منذ العام 2011، وآمال الديمقراطية التي تحققت -وقد أعطتنا تونس مثالا جميلا جدا عن ذلك- ولكن أيضا المآسي والفوضى التي تتجلى بشكل أساسي في الوضع في سوريا، كلها أمور تشكل أحداثا كبرى بالنسبة إلى الشرق الأوسط بلا شك، ولكن أيضا بالنسبة إلى الأوروبيين، والفرنسيين على وجه التحديد. إزاء هذا الشرق الأوسط، الذي يصح فيه القول إنه عند مفترق طرق، أود أن أعرض عليكم السياسة التي نعتزم انتهاجها في هذه المنطقة، على الصعيدين العسكري والاستراتيجي".

وسأل: "ما هو معنى وجودنا العسكري في هذه المنطقة؟ في البداية، كما سبق وقلت لكم، ثمة مسألة متعلقة بالأمن. عنيت بذلك أمن مواطنينا، الذين تتزايد أعدادهم على نحو مطرد في الشرق الأوسط. أفكر بطبيعة الحال بلبنان، حيث يقطن 24000 فرنسي، ولكنه ليس البلد الوحيد. فأكثر من 20000 فرنسي يعيشون في الإمارات العربية المتحدة وحدها، بعد أن كان عددهم لا يزيد عن 5000 منذ عشر سنوات. ولكن علاوة على الإنعكاسات المباشرة للوضع الإقليمي على رعايانا، من الواضح أن أمننا على أراضينا مرتبط كذلك بما يحصل هنا. فقد أثبتت إعتداءات باريس في شهر كانون الثاني الماضي للفرنسيين أن الوضع في اليمن وتنامي القاعدة في شبه الجزيرة العربية في هذا البلد يشكلان خطرا داهما. كما أنها ذكرت، إن كان من داع لذلك، بخطورة ما يجري اليوم في العراق وسوريا، مع هذا التدفق الكثيف، وغير المسبوق، لآلاف المقاتلين الأجانب ومن بينهم العديد من الفرنسيين".

وأردف: "ما عسانا نقول بعد في الغضب الذي تشعر به حكوماتنا وكل واحد منا أمام المأساة التي تتوالى فصولها منذ أكثر من أربعة أعوام على حدودكم؟: عمى النظام وهروبه نحو استراتيجية تعتمد مبدأ "العنف المتزايد أكثر فأكثر"، حتى لو كان الثمن تدمير سوريا بالكامل، المأساة الإنسانية الناجمة عن ذلك بالنسبة إلى جميع عائلات الضحايا البالغ عددهم 250000 كما بالنسبة إلى عشرات آلاف المفقودين و 4 ملايين ونصف نازح و3 ملايين لاجىء في البلدان المجاورة، الضغط الذي يشكله تدفق اللاجئين بالنسبة إلى الأردن وتركيا وبالطبع أيضا لبنان، المعروف تقليديا بحسن ضيافته غير أن قدرته على الإستيعاب قد تم تجاوزها اليوم...، الغرق في أعمال العنف التي تغذي كل يوم تصاعد المجموعات المتطرفة، فها داعش وجبهة النصرة أقوى اليوم في سوريا من أي وقت مضى".

وقال: "أمام هذا الوضع غير المسبوق، يشكل العمل، بما في ذلك العمل العسكري، أول عنصر في استراتيجيتنا، وهذا ما نأخذه على عاتقنا. لدي قناعة بسيطة للغاية: عندما يكون أمن فرنسا على المحك، على فرنسا أن تنكب على العمل، وهذا ما تقوم به اليوم. هذا هو الدرس الرهيب الذي استخلصته من المأساة السورية. فقد فرضت القوة نفسها نظرا لغياب المبادرة المتكرر إلى أخذ هذه المأساة على العاتق بما يتناسب والتحديات التي كانت تضعها على المحك. وعدم القدرة هذا على القيام بعمل ما عندما كان الوقت لا يزال يسمح بذلك ربما ولد أيضا هذا الوضع الرهيب الذي يتمثل، في الوقت نفسه، بوجود نظام يستمر بمعاقبة شعبه، ومجموعة إرهابية تمركزت كمعارضة لهذا النظام علما أننا نعرف الروابط بين الإثنين. من البديهي أن هذه المعادلة لا حل لها، ويجب أن نخرج منها. هذا هو الخيار الذي اعتمدته فرنسا بدعمها للإئتلاف الوطني السوري".

أضاف: "على الصعيد العسكري، إن تدخل قواتنا خارج أراضينا يضفي على أمن فرنسا العمق الاستراتيجي الذي يشكل بالنسبة إليه ضرورة قصوى. بصفتي وزيرا للدفاع، أعلم أن حماية أرض الوطن، ومواطنينا بالطبع، تتأثر بما يجري في القريب القريب كما في البعيد البعيد. وهكذا فقد تدخلنا في مالي وفي منطقة الساحل، حيث أتاح انخراط القوات الفرنسية تدمير معاقل المجموعات المسلحة، حتى أن الجماعات التي ما زالت تمارس الترهيب هناك لم تعد بمأمن في أي مكان من هذه المنطقة. ونحن نعمل في هذا الوقت بالذات على تقليصها. في الشرق الأوسط، ثمة تحديات أوسع نطاقا لأن داعش استولت على أراض جعلتها معقلا حقيقيا لها. وهي تستغلها لاستخراج الموارد وتطوير مفهوم منحرف عن الدولة، علما أن هدفها، هنا وفي أماكن أخرى، يقضي بإطاحة هيكليات الدولة والنسيج الاجتماعي من أجل نشر الفوضى وتوسيع نفوذها".

وتابع: "نحن نضرب داعش مباشرة في العراق، بطلب من الحكومة العراقية. وقد تم كسر دينامية هذه المجموعة هناك. ولكن كما هنا كما في الساحل، نهدف أيضا إلى تمكين القوات المسلحة الوطنية، العاملة تحت رقابة السلطات السياسية الشرعية، من هزيمة القوات المسلحة الإرهابية. وهذا هو معنى الدعم الذي نقدمه إلى القوات الكردية في العراق وإلى قوات الأمن العراقية. فهذه هي القوات التي يتعين عليها غدا المحافظة على أمن العراق الموحد".


وقال لودريان: "أما الشق الثاني من استراتيجيتنا في الشرق الأوسط، فيتعلق بإقامة شراكات قوية والحفاظ عليها. بالإضافة إلى العمل العسكري الذي تقوم به فرنسا، إنه لأمر أساسي بالنسبة إلينا أن نتعاون مع دول المنطقة، الموجودة على الخطوط الأمامية لتأمين استقرارها واستقرار محيطها، لأننا نواجه التحديات نفسها المتعلقة بالأمن. وبما أننا في بيروت، على هذه الأرض الأخوية بالنسبة إلى جميع الفرنسيين، أود بادىء ذي بدء أن أتطرق إلى بلدكم وإلى شركائنا، كالأردن، الذين هم على الخطوط الأمامية إزاء الفوضى الناجمة عن الأزمة السورية. إن القمع الدموي الذي يمارسه بشار الأسد بحق شعبه أدى إلى تهجير الملايين من السوريين. وقد عبر مئات الآلاف منهم حدود البلاد بحثا عن ملجأ في لبنان أو الأردن أو تركيا. وبالطبع فإن التضامن الرائع الذي تعبر عنه هذه البلدان الثلاثة يثقل كاهل مجتمعاتها. ولكن علاوة على ذلك، فإن أحداث عرسال والوضع في القلمون تثبت وجود خطر أمني داهم، ألا وهو خطر تسلل مجموعات إرهابية عازمة على توسيع نطاق القتال ضد دول المنطقة إلى مسارح عمليات جديدة".

أضاف: "وكما في الأردن أمس، جئت أقول للبنان إنكم لستم لوحدكم. قواتكم المسلحة وقوى الأمن الداخلي، التي تقاتل عدوا وحشيا، يمكنها الاعتماد على فرنسا. وهذا هو معنى برنامج تجهيز القوات المسلحة في بلدكم، الذي قمنا بإعداده بدعم سخي من المملكة العربية السعودية. إن الجيش اللبناني، هذا الجيش المتعدد الطوائف، جيش جميع اللبنانيين، هو مدعاة فخر للبلاد. وهو يستحق دعمنا لأن عليه أن يكون خط الدفاع الأساسي ضد أي تهديد خارجي وعليه يعتمد أمن لبنان. يتأثر شركاء آخرون لفرنسا في هذه المنطقة، بطريقة غير مباشرة، بالضغط الناجم عن الأزمة السورية. لكنهم هم أيضا نسجوا مع بلدنا علاقات دفاعية منذ القدم. معهم أيضا، تمكنا إذا من تطوير شراكات في خدمة الاستقرار في المنطقة. فدول الخليج، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت، لاعبون مهمون على الساحة الدولية. بإمكانها القيام بدور حاسم في التحولات الإقليمية وطبعا عليها الحفاظ على مصالحها".

ولفت الى ان "اليمن هو اليوم أفضل مثال يعبر عن هذا الوضع الجيوسياسي: أرادت دول المنطقة، وبمبادرة سعودية، توحيد قواتها من أجل وضع حد للمساعي التي تحظى بدعم من الخارج والهادفة إلى زعزعة الاستقرار، والتي ذهبت ضحيتها الحكومة الشرعية للرئيس هادي. حتى ولو لا نتدخل بطريقة مباشرة، فنحن نقف إلى جانب من يتحرك في سبيل إعادة بسط الاستقرار في هذا البلد. لن تتساهل فرنسا أبدا مع الذين يريدون مرة أخرى تدمير المؤسسات الشرعية لدولة من أجل تعزيز نفوذهم وتحقيق حلم قوة إقليمية مهيمنة، والعقوبات التي أقرها مجلس الأمم في الأمم المتحدة إنما تشهد على ذلك".

وعلى الصعيد الاستراتيجي، قال: "كان أيضا خيارنا السير مع إرادة هذه الدول لبناء قوة دفاعية مستقلة وذلك في خدمة استقلالها. يفسر هذا الخيار العلاقات القديمة التي تحافظ عليها فرنسا مع بلدان الخليج أو مصر في مجال الدفاع. فالنجاحات التي حققتها شركاتنا مؤخرا -أفكر هنا بشكل خاص بالرفال- إنما هي دليل آخر ليس فقط على الثقة في تكنولوجياتنا، لكن أيضا على مصداقيتنا كبلد مزود وكشريك استراتيجي يعمل في سبيل حوار ندي يجري باستقلالية تامة. في حال تجسدت غدا الفكرة الممتازة التي تقضي بإنشاء قوة عربية للتدخل والتي تم عرضها خلال قمة الجامعة العربية في شرم الشيخ، ستكون فرنسا طبعا إلى جانب البلدان المعنية، لمرافقتها في إطار منطق الشراكة نفسه. في إطار هذا المنطق المزدوج الخاص بالعمل وبالشراكة الاستراتيجية، تنوي فرنسا استخدام القدرات العسكرية التي ستسمح لها بالانخراط في المناطق التي تشكل أولوية من أجل الدفاع عنها وصون أمنها، ألا وهي: المحيط الأوروبي والحوض المتوسطي وجزء من أفريقيا -من منطقة الساحل إلى أفريقيا الاستوائية-، الشرق الأوسط والخليج العربي - الفارسي والمحيط الهندي".

اضاف: "هذا هو سبب الإنشاء التاريخي لقاعدتنا في جيبوتي وسبب إنشاء القاعدة العسكرية المشتركة مؤخرا في أبو ظبي. هذا هو تجسيد للمسؤوليات التي تنوي فرنسا، كقوة عالمية، تحملها إلى جانب شركائها المميزين، في قلب منطقة حساسة. إنشاء هذه القواعد العسكرية يأتي، كما تكونون قد لاحظتم، لترجمة التزام طويل الأمد، إلى جانب الشركاء والأصدقاء، وهذا دليل وفاء. لقد أظهرت التطورات التي حصلت خلال السنوات الماضية أن فرنسا كانت دوما حاضرة، كلما كانت دولة ما أو شعب صديق بحاجة إليها".

واردف: "أخيرا، أقول في ملاحظتي الثالثة، إنه ما من نجاح عسكري مستدام من دون مرافقة سياسية. فعلى المصالحة والانتخابات وعودة دولة القانون أن تسمح هنا ببروز مجتمعات مدنية قوية، كونها الحصن المنيع الوحيد في وجه عودة الظلامية. في وقت يضرب فيه التعصب والإرهاب أفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا ويهدد كافة أرجاء العالم، إنه من الأهمية بمكان أن نرى بأنه في قلب العالم العربي هناك قوى تخلق وتبتكر وتعمل من أجل بناء عالم أفضل. يمكن أن يكون للمآسي التي نشهدها في هذه الأوقات المضطربة تبعات على الشعوب: يمكن لها أن تسحق هذه الشعوب وأن تذلها وأن تخضعها. أو على العكس، يمكن لها أن توقظها وترفع من شأنها وتدفعها نحو إبراز أفضل ما لديها. هذه هي حالة فرنسا، حيث أدت اعتداءات كانون الثاني إلى تعزيز التلاحم الوطني حول من اختار الدفاع عن الوطن بدلا من أن تؤدي إلى تقسيم البلاد وتوليد مشاعر الخوف والحقد لدى مواطنينا".

وتابع: "هذا صحيح أيضا بالنسبة إلى العالم العربي الذي يعيش ساعات عصيبة وخطرة، والذي يظهر في الوقت نفسه وبشكل يومي بأن لديه كافة الطاقات اللازمة للمضي قدما ولطرد هذه القوى التي تنتحل صفته، ساعية إلى التقسيم والاقصاء والفصل. في الماضي، عرف لبنان أوقات حالكة أججت الانقسامات المذهبية. أما اليوم، فيمكنه أن يشكل مثالا من حيث قدرة التعالي على الفروقات. إلا أنه من الضروري أن يتمكن اللبنانيون من التوحد من جديد من أجل انتخاب رئيس فعلى لبنان أن يحمل رسالة أمل إلى كل المنطقة، فيما تسمع أصداء بعض الدعوات التي تنادي بالتقسيم وبارتكاب مجازر، خصوصا ضد الأقليات والفئات الأكثر هشاشة من الشعوب: قتل المجتمعات المسيحية أو الأيزيديين في العراق، الجرائم النكراء التي ارتكبت في سوريا، الاعتداءات، العنف، الدعوات إلى الحرب التي تقسم التيارين الأساسيين في الإسلام بين سنة وشيعة. مسؤولية كل فرد تقضي بعدم تأجيج الانقسامات على أساس الهوية لغايات سياسية دنيئة، كما هي الحال اليوم ولسوء الحظ في اليمن أو في الماضي في العراق، حيث كانت حكومة نوري المالكي تقود البلاد بطريقة تنفع مجموعة مذهبية على حساب مجموعات أخرى، مساهمة بتقسيم البلد وبنهاية المطاف بخسارته على المستوى الأمني".

وقال: "لاحظنا افتقار حس المسؤولية هذا في سوريا: وهو يتمثل باستعداد بعض الدول لدعم بشار الأسد في مسعاه لتدمير البلد، وأيضا بالتدخل المباشر عبر إرسال قوات عسكرية على أراض أجنبية للمشاركة في عمليات تستهدف مدنيين، وأيضا من خلال الحفاظ على مناطق نفوذ بدم الآلاف من الأبرياء. بسبب افتقار حس المسؤولية هذا، وجدت الأسرة الدولية نفسها أمام الطريق المسدود. من خلال العودة الضرورية إلى السياسة أيضا، يجب أن ينحسر التوتر الذي لا يزال يشكله الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. يظل الشعور بالظلم، الناجم عن عدم تحقيق الوعد بإنشاء دولة للفلسطينيين، يسبب التوتر ويشكل مصدر عدم استقرار لكافة المنطقة. والمجموعات الأكثر تطرفا تتغذى اليوم من هذا المصدر. لهذا السبب، تعمل اليوم فرنسا مع لوران فابيوس، ومع أطراف آخرى، من أجل إطلاق مبادرة في الأمم المتحدة تسمح بضمان حل عادل ومتوازن ومستدام للطرفين".

وختم: "الأزمة التي تشهدها اليوم منطقة الشرق الأوسط تلقي بظلالها قبل كل شيء على المدنيين. فهؤلاء هم أولى ضحايا الهمجية المفرطة التي تشهدها سوريا والعراق. كل يوم، ترتكب جرائم شنيعة، تتداول الشبكات الاجتماعية صورا لا يمكن تحملها، والبعض يعتاد في نهاية المطاف على القسوة، فيما البعض الآخر يرى فيها مصدر إلهام مروع. في أوروبا، يجب أن نعي هذه الحقيقة في داخل مجتمعاتنا. يستفيد بعض المجموعات الإرهابية من الفوضى من أجل تهديد أمن القارات، من غرب أفريقيا حيث يعيث فسادا بوكو حرام، إلى الشرق الأوسط وآسيا. في كل مكان، يكون الإرهاب وليد الفوضى والظلم. للرد على ذلك، ستكون فرنسا دائما صارمة ومتضامنة مع البلدان العربية التي تشاطرها تاريخا ولكن أيضا تحديات مشتركة. اليوم، تعيد فرنسا تأكيد أهمية العلاقات الأخوية التي تربطها بلبنان وتلتزم بالرد بقوة بطريقة مشتركة على التهديدات التي قد تطالنا معا. الرهان كبير، لكن عزمنا للعمل معا لا يتزعزع".

وفي الختام، اولم باولي تكريما للوزير الفرنسي.
 

  • شارك الخبر