hit counter script

متل ما هي - ابراهيم درويش

في ذكرى قانا: خائف أن يصلب وطني ولا تكتب له قيامة

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 20:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

تفتحت ورود نيسان... كل وردة على صورة برعم شهيد...لن تنجح كل المحاولات في قمع الربيع... ستبقى أزهاره المتجددة في كل عام... شاهدة سرمدية على الحقد الاسرائيلي الأعمى...
سننفض عنا غبار الشتاء الموحل... لنتسلق شمس المجد المتربعة في سماء الصمود والعزة...
صموا آذانكم عن صرير الفتنة الذي يؤرق ليلنا الهانئ... لا تخنقوا صرخات الأطفال العصية على الركام الوحشي المفلوش فوق أجسادها الطرية..
هناك في تلك الارض الجنوبية الموجوعة، في كل عام يهب نسيم نيسان على الورود المتفتحة فوق الجثامين الممزقة جسداً والمخلدة روحاً، لتلبس الربيع وشاحا اسود يندى له الجبين على التخاذل والصمت الدوليين على مجزرة ترتجف الايدي عاجزة عن تسجيلها...
خلف الحدود الجنوبية، وحش تقمص دور الحمل، وأطل برأسه من العواصم الغربية متضامنا مع الحريات والديموقرطيات...
خلف الحدود عدو، يختبئ خلف جدارات النسيان، بعد أن نفخ في أبواق الاقتتال العربية، فاستحالت حدودنا الى سيوف تحز الرقاب، ومارسنا بصلف وتجبر سفاح القربى...
عذرا اطفال قانا... ان غابت ذكراكم هذا العام، فعالمنا العربي تحول الى جثة عفنة ينخر بها دود الداخل، ولا زال العالم الغربي يقذفها بموبقات الارهاب والتطرف، وأصبح لدينا الف قانا.
أحمل أحلامي المعلقة على أرز الخوف، أحلم بالعودة الى تلك الحقبة المؤلمة من تاريخ الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، فلا نسمع حديث عن عدو غير ذلك العدو الاسرائيلي الوحشي، نعم ارضى بالتخاذل العالمي، أرضى أن نبقى نحن اللبنانيين في المعركة وحيدين، نبسلم جراحنا، بأيدينا المتماسكة المخضبة بالدم، لكن يقتلني ان اصبح عدوا في عين شريكي في الوطن.
أرضى أن تراق دمائي فوق أرض الجنوب الطاهرة، فتجبل بحكايا التبغ، وأوراق الزيتون، التي لا تعرف التفرقة، وأفخر أن أزرع في قرى العرقوب وشبعا، ورميش والقليعة، ومرجعيون، بقناصة اسرائيلية الصنع والمصدر، لكن يرعبني أن اقتل برصاصة شقيق.
لكنني خائف على وحدة الكيان،خائف على التنوع، خائف على وطن الأرز، خائف على حكايا جدودي، خائف من التقسيم، خائف من الدماء التي قد تغرق المنطقة،خائف على الاقليات، ويرعبني التطرف، وخائف أن تصلب أوطاننا، ولا يكتب من بعد الصلب قيامة..
 

  • شارك الخبر