hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الراعي في سيامة شبير: ستكونون على مستوى انتظارات المسيح والكنيسة في اللاذقية

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 19:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداسا احتفاليا على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، رقى خلاله المونسنيور انطوان شبير إلى الدرجة الأسقفية راعيا لأبرشية اللاذقية المارونية. وعاونه في القداس، أساقفة الطائفة ولفيف من الكهنة، بمشاركة السفير البابوي في سوريا المونسنيور ماريو زيناري ممثلا البابا فرنسيس، السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشيا، ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والرهبان والراهبات من مختلف الطوائف.

حضر القداس ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون توفيق سلوم، النائب هادي حبيش، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الدكتور جوزف خليل، قائمقام كسروان- الفتوح جوزف منصور، القنصل العام لجمهورية ملاوي انطوان عقيقي، العميد فادي نجيم، وفاعليات سياسية وعسكرية ودينية ونقابية وحزبية وأهالي المطران الجديد وحشد من المؤمنين.

وألقى الراعي عظة بعنوان "يا سمعان بن يونا، أتحبني؟ إرع خرافي"، استهلها بالقول: "سأل يسوع سمعان بطرس ثلاثا "أتحبني؟" لتذكيره بسقطته التي أنكره فيها ثلاث مرات بسبب ضعفه البشري. وقد بكى بطرس خطيئته بكاء مرا للدلالة على توبته الصادقة وحبه الشديد ليسوع، فأجابه ثلاثا بكل صراحة وإخلاص: "نعم يا رب. أنت تعلم أني أحبك". وثلاثا سلمه يسوع رعاية خرافه لكي يؤكد له غفرانه وثقته، ويعده بنعمته التي تعضد ضعفه".

أضاف: "هذا السؤال عينه موجه إليك من الرب يسوع، راعي الرعاة، أيها الأخ الجليل المطران انطوان، في هذه الرسامة السرية المقدسة. وقد اختارك الروح القدس ومطارنة سينودس كنيستنا المارونية المقدس أسقفا، ومنحك قداسة البابا فرنسيس الشركة الكنسية، كنائب للسيد المسيح، وراع للكنيسة الجامعة، لكي تحمل محبة المسيح إلى أبناء وبنات أبرشية اللاذقية العزيزة، إكليروسا وعلمانيين. بسؤاله يذكرك بسقطاتك السالفة التي غفرها بحنانه، وقد رأى توبتك المخلصة، وعودتك الدائمة إلى حضن الآب. ويدعوك دائما لتتذكرها، لكي تكون رحوما مثله مع الضعفاء والخطأة في القطيع الذي يقيمك الروح عليه راعيا، في أبرشية اللاذقية في سوريا الجريحة. وأنت، إدراكا منك لهذه الحقيقة، اخترت شعارا لأسقفيتك "توبة ورحمة". "خراف المسيح" هي النفوس التي اقتناها بدمه، مائتا على الصليب من أجل خطاياها، وقائما من الموت لكي يهبها الحياة الجديدة. ولأنها "خرافه"، فالرب يدعوك لكي تحبها بمحبته، وتجود بنفسك عنها اقتداء بالمسيح الفادي الذي يشركك في حبريته. أما أخوتك الكهنة، معاونوك الأول في الخدمة المثلثة، التعليم والتقديس والتدبير، فأظهر لهم محبة دافئة، وثبتهم في إيمانهم، وفي الالتزام بوعودهم الكهنوتية".

وتابع: "إن الكنيسة الحاضرة والمحتفلة بهذا السر المقدس، تفرح بك وتصلي من أجلك. إنها حاضرة من خلال هذه الجماعة المتحلقة من حولك وبخاصة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس، وسيادة السفير البابوي ممثل قداسة البابا فرنسيس، والسادة المطارنة والإكليروس والعلمانيون والرسميون، إخوتك وأخواتك والأنسباء، الأبرشية البطريركية- نيابة جونيه، وبلدتك غوسطا، ورعيتك سيدة العطايا- أدما، مدينة طرطوس حيث الكاتدرائية الأم والكرسي الأسقفي، بل كل كهنة وأبناء أبرشية اللاذقية التي تنتظرك بشوق، وأنت تتسلم مشعل الخدمة من يد سلفك سيادة أخينا المطران الياس سليمان، الذي عيناه مع مجمعنا الدائم رئيسا لمحكمتنا البطريركية الاستئنافية، خلفا للمثلث الرحمة المطران منصور حبيقة".

وقال: "دعاك الروح القدس بانتخاب السينودس المقدس للخدمة الراعوية في أبرشية اللاذقية العزيزة، على أرض سوريا التي تمزقها حرب مشؤومة مفروضة عليها، وآخذة في التدمير والقتل والتهجير من دون رحمة أو شفقة، والآذان صماء، في الداخل وفي الخارج، عن نداءات الاستغاثة والمطالبة بإيقاف دوامة الحرب وآلياتها، لكننا بالرجاء نواصل الصلاة مع الكنيسة جمعاء والكنيسة التي في سوريا لكي يعمل ذوو الإرادات الحسنة في العالمين العربي والدولي على إيجاد حل سلمي، يضمن على أرضها سلاما عادلا وشاملا ودائما. كما نصلي بالنية نفسها من أجل الأراضي المقدسة والعراق واليمن. أنت تذهب إليها يإيمان واع، ورجاء ثابت، ومحبة شديدة، لكي تردد لأبناء أبرشيتك وللنازحين إليها كلمة المسيح في قلب العاصفة: "لا تخافوا!" (مر 6: 50). إنك تنضم إلى راعيي أبرشيتينا المارونيتين في حلب المصلوبة وفي دمشق القلقة، بل إلى أساقفة الكنائس الشقيقة الأخرى في سوريا، لتشهدوا معا لمحبة المسيح، وتعملوا على تثبيت المؤمنين والمؤمنات في الرجاء". "وطوبى لأقدام المبشرين بالسلام" (روم 10: 15).

أضاف: "إنك تضع في خدمة أبرشيتك كل ما أنعم به الله عليك من مواهب وروحانية وعلم وخبرة، ثمرتها وأنضجتها في سنوات كهنوتك السبع والعشرين. فتمرست على الخدمة الراعوية في رعية سيدة العطايا في أدما، وقبلها في رعايا خارج لبنان: في الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإيرلندا، وفي الإدارة كأمين سر النيابة البطريركية في منطقة جونيه ورئيس ديوانها؛ وفي العمل الروحي والكنسي في ما قمت به من مسؤوليات في لجنة الدعوات، والتنشئة الكتابية للشباب والكبار، وفي إلقاء مواعظ للكهنة، والتعليم والتأليف وترجمة الكتب الروحية. وفي كل ذلك كنت خير معاون لسيادة أخينا المطران انطوان نبيل العنداري، نائبنا البطريركي العام في المنطقة، ومن قبله مع سيادة أخينا المطران شكرالله حرب. وجاء عملك متقنا وبناء بفضل ثقافتك الفلسفية واللاهوتية وبخاصة اختصاصك العالي في اللاهوت الكتابي، وإتقانك اللغات الحديثة والقديمة. هذا كله أهلك لكي يدعوك الله إلى الخدمة الأسقفية، "وفق قلبه" (إرميا 3: 15) ومقاصده الخلاصية. تشجع، أيها الأخ الحبيب، في تلبية نداء الروح، ومواصلة الرسالة في أبرشية اللاذقية المحبوبة التي سبقك إليها في وضع أساساتها راعيها الأول المطران جورج أبو صابر، ثم المثلث الرحمة المطران انطوان طربيه، ومن واصل العمل بمحبة وإخلاص على التوالي المطران يوسف مسعود، والمطران الياس سليمان. جميعهم عملوا وضحوا مع كهنة الأبرشية ورهبانها وراهباتها وشعبها المخلص. ولذا أنت تدخل أبرشية منظمة فيها شعب مؤمن ومحب، وكهنة ورهبان وراهبات مستعدون لموآزرتك. فليبق في أعماقك سؤال المسيح، راعي الرعاة: "أتحبني؟ إرع خرافي!". يريد منك المسيح الرب أن تحبه لكي تتفانى في خدمة النفوس التي اشتراها بدمه وأوكلها إلى محبتك، لا في خدمة نفسك. يريد منك أن تطلب مجده في خدمة أبناء الأبرشية وبناتها، لا مجدك، وأن توطد سيادته لا سيادتك، وأن تبحث عن ربح النفوس للمسيح لا ربحك. يريد منك أن تعتني بخرافه، فوق أي اعتبار أو عمل أو نشاط آخر، لئلا تضيع النفوس وتفترسها الذئاب".

وختم: "أنت بالنعمة المعطاة لك في هذه الرسامة المقدسة وفي كل يوم ستكون من دون أي شك على مستوى انتظارات المسيح والكنيسة التي في اللاذقية. وستجد الضمانة في سماعك صوت الرب لك في كل صباح، مثلما ردده لسمعان بطرس "اتبعني" على طريق محبتي حتى النهاية. وأنت من جهتك تلبي دعوته بروح "التوبة والرحمة".

بعد العظة أقيمت رتبة السيامة وصلوات وضع اليد، ثم أعلن الراعي سيامة الأسقف الجديد الذي ألبس الشارات الحبرية وأجلس على العرش المخصص له أسقفا على كرسي أبرشية اللاذقية.

وتلا كاتشيا رسالة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وجاء فيها: "فيما تجتمع الكنيسة المارونية بمناسبة سيامتك الأسقفية، أضم إليك صلاتي للتشفع من أجلك لدى الرب ليباركك وتتم رسالتك كأسقف على اللاذدقية، أقدم التهاني لغبطة البطريرك الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي، وللسفير البابوي في لبنان والأساقفة والرهبان والراهبات والمؤمنين الذين يرافقونك اليوم في هذا الإحتفال، كل أعضاء مجمع الكنائس الشرقية يشجعونك في بداية خدمتك للمؤمنين في الكنيسة المارونية في سوريا، ونحن نصلي من أجل السلام في الشرق الأوسط، وبنوع خاص في سوريا التي تستقبلك".

وفي ختام القداس ألقى الأسقف الجديد كلمة قال فيها: "دعاني الرب إلى خدمة ابرشية اللاذقية المارونية الحبية من خلال مجمع اساقفته المقدس برئاسة صاحب الغبطة والنيافة أبينا مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، انتخاب فاجأني، في منتصف سنة رعوية في أبرشيتي، ابرشية جونيه، وفي رعيتي الحبيبة، رعية سيدة العطايا في أدما، فغير مجرى حياتي وسلخني عن أحبائي ومسؤولياتي وارتباطاتي، وأعاد الى ذاكرتي كلمات الرب لابراهيم حين دعاه "أترك ارضك، بيتك، واهل بيتك واذهب الى الارض الذي أريك". فمرت امام ناظري 22 سنة قضيتها في المطرانية في عرمون وأدما، ذقت خلالها طعم حلاوة السلطة ومرها الى جانب صاحبي السيادة المطران شكر الله حرب وانطوان نبيل العنداري السامي احترامهما، و18 سنة في خدمتي في رعية أدما، أتاح لي الرب فيها ان أنمو وأنضج انسانيا وروحيا من خلال خدمتي لشعبه. فماذا أرد الى الرب عن كل ما كافأني به وأفاضه علي من نعم وبركات طوال حياتي، بخاصة السنون ال27 من خدمتي الكهنوتية".

وختم شاكرا للراعي وللبطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والمطارنة "الثقة والمحبة اللتين منحتموني إياهما". كما شكر الحضور وخصوصا "الحاضرين معنا من ابرشيةاللاذقية، الذين تكبدتم مشاق الطريق للمشاركة في هذا الاحتفال"، وكذلك "كل اخوتنا في سوريا من أبرشيتي حلب ودمشق. لهم مني جميعا تحية خاصة وأدعية وصلوات حارة إلى الله كي يعم السلام سوريا الحبيبة والشرق الأوسط والعالم". وشكر أيضا "صاحب القداسة البابا فرنسيس، بابا روما وخليفة بطرس، الذي قبلني في الشركة الأسقفية في الكنيسة الجامعة".

وفي الختام تقبل المطران الجديد التهاني من الحاضرين.
 

  • شارك الخبر