hit counter script

أخبار محليّة

تفاصيل لقاء العسكريّين في جرود عرسال

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 07:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

آباءٌ يعدّون الأسابيع، أمّهات يحسبنَ الأيام، زوجاتٌ يَحصينَ الساعات، أبناء يتعقّبون الدقائق... أجواءُ التفاؤل تُخيّم على الأهالي بالتزامن مع التطمينات والمساعي الحثيثة التي يبذلها مدير عام الأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم. وسط الحديث عن اقتراب موعد إطلاق سراح العسكريين، زارَت عائلتا سليمان الديراني وعبّاس مشيك ابنَيهما في جرود عرسال.
يَحارُ أهالي العسكريين المخطوفين ما بين التعبير عن فرحتهم، أو كبتِ مشاعرِهم، لاعتبارات مختلفة، أبرزُها: «التكتّم يخدم القضية»، «وعَدونا كتير، ما شِفنا شي»، إلّا أنّ لزيارة عائلتَي ديراني ومشيك أجواءً مغايرة، خصوصاً بعد معرفتِهم أنّ ابنَيهما بصحّة جيّدة.

تفاصيل الزيارة

عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الخميس (أمس الأوّل)، تلقَّت ليالي ديراني اتّصالاً هاتفياً، مِن رقم دوليّ لأحد عناصر جبهة النصرة، يُبلّغها أنّ بوسعِ العائلة التوجّه الجمعة (أمس) إلى جرود عرسال لزيارة شقيقها سليمان، للوهلةِ الأولى تفاجَأت العائلة، خصوصاً أنّها في القريب العاجل لم تطلب موعداً، بل منذ نحو 4 أشهر طالبَت برؤية ابنها.

في هذا الإطار، تروي ليالي لـ«الجمهورية» تفاصيلَ الزيارة: «قرابة الثامنة والربع صباح اليوم (امس) توَجّهنا: أمّي، شقيقتي، وأنا، إلى الشيخ مصطفى الحجيري، الذي بدوره نَقل عائلتي وأسرة مشيك، بسيارته الرباعية الدفع. وقد سمحَ لنا بأخذ الطعام له فقط، وليس الملابس. بعد نحو ساعة وربع الساعة وَصلنا إلى الحاجز، فأقفَلنا خطوطَنا قبلَ تسليم هواتفنا، لذا ما عُدنا نعرف التوقيت تحديداً، إنّما نقدّره».

تتنهّد ليالي، تصمتُ دقيقة وتتابع موضحةً: «بعدما عبَرنا حاجزاً للجيش، رافقَتنا مجموعة من المسلحين، لنعبرَ 3 حواجز، واحداً للنصرة، واثنين للدولة الإسلامية. نهاية المطاف وصَلنا إلى مغارة، إنتظرنا نحو 10 دقائق قبل أن يصلَ شقيقي وعبّاس». وتلفتُ ليالي، إلى أنّ عملية الانتظار عينها تكرّرت بعد انتهاء اللقاء، «فلم نخرج من المغارة إلّا بعد نحو 10 دقائق على مغادرة العسكريين لها».

أمّا بالنسبة إلى الأجواء التي رافقَت الزيارة، فتؤكّد ليالي: «الصخر كان بكِي» لشِدّة الحنين، فأمّي عجزَت عن مقاومة دموعِها في وقتٍ إنهمكَ شقيقي سليمان في التهدئة من روعها، والتخفيف عنها...».

ولدى استفسارنا عن صحّة العسكريين، ومضمون كلامِهم، سرعان ما قاطعَتنا ليالي لتُعربَ عن امتنانها، قائلةً: «الحمد لله كتِير كتِير منيح، يعاملونهم بطريقة محترَمة، وفق الشريعة الإسلامية، والحمد لله صحّتهم جيّدة، يعدّون الطعام لأنفسِهم، يصَلّون في ما بينهم...». وعمّا إذا كانت تتمّ الاستعانة بالعسكريّين في الأعمالٍ الشاقة، تلفتُ ليالي إلى أنّها لم تلحَظ أيّ جرحٍ

أو خِدشٍ على يدَي شقيقها، «وجهُه ناصعٌ أبيض، ولو أنّ تحت عينيه ملامحَ تعبٍ نظراً إلى تبَدّلِ نمط حياته، ولكنّ ملمسَ يديه أنعمُ من يدَي الطفل».
في وقتٍ حُدّد للعائلتين 25 دقيقة فقط لرؤية ابنَيهما، ورغم التمديد لهما نحو 10 دقائق، تمنَّت العائلتان لو يطول اللقاء، نظراً إلى شدّة حنينهم».

إلى المختارة اليوم

في موازاة ذلك، يتوقّف رئيس لجنة أهالي العسكريين المخطوفين حسين يوسف عند أهمية توقيت الزيارات، قائلاً لـ«الجمهورية»: «جاءت الموافقة على توجّه الأهالي إلى جرود عرسال على نحو عفويّ، خصوصاً بعد مرور فترة طويلة على طلب الموعد ، لذا نتحلّى بالتفاؤل أكثر من أيّ وقت مضى».

ويضيف: «لا أنكر أنّ أجواء الترقّب والحَذر تسكننا، ولكن علينا التفاؤل بالخير لنجِدَه، لا سيّما وسط ما تشهده المنطقة من غليان، لا نريد أن نكون كبشَ محرقة، بل رؤية أبنائنا في أقرب فرصة ممكنة بينَنا». مؤكِّداً «أنّهم بعيدون كلّ البُعد عن أيّ تصعيد قريب».

وعن زيارة المختارة يقول يوسف: «سبقَ أن تلقّينا دعوةً عن طريق وزير الصحّة وائل أبو فاعور للتوَجّه إلى المختارة يوم السبت، ما يَعني وجودَ مستجدّات مشَجّعة قد نسمعها من النائب وليد جنبلاط».

في الختام، تبقى عيون الأهالي مشدودةً إلى أبعد مِن زيارة أبنائهم في مكان خطفِهم، فهل تشهَد الأيام القريبة فرَجاً طالَ انتظارُه؟

  • شارك الخبر