hit counter script

أخبار محليّة

السفير الروسي: تحَمُّل العقوبات خيرٌ من الخضوع للغرب

السبت ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 07:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لو قُدّر للتاريخ أن يُعاد لكانَ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتّخذَ القرار نفسَه حيال ضمِّ شِبه جزيرة القرم التي عادت بَعد استفتاء 16 آذار 2014 إلى «حضن الوطن» أي روسيا الإتّحادية. فقيصر الكرميلن استعاد من أوكرانيا هديّة الزعيم السوفياتي الراحل نيكيتا خروشوف إليها في عام 1954، بعدما تأكّدَ من رغبة سكّان القرم بالعودة، واستغاثتِهم به لحمايتهم من القوميّين الراديكاليين الذين وصَلوا إلى السلطة في كييف.
روسيا دفعت ثمن ذلك عقوبات غربية أنهكت اقتصادَها وأدّت إلى تراجُع قيمة عملتها «الروبل» بشكل مطّرِد. لكنّ استغاثة الناس والخوف من تكرار سيناريو دونباس في أوكرانيا دفعَ بوتين الى المضيّ قدُماً من دون أن يرفّ له جفن، فكان قرار عودة القرم إلى روسيا الإتحادية، وفقَ ما يؤكّد في الفيلم الوثائقي الطويل «القرم: الدرب إلى الوطن» والمتبنّى رسمياً، والذي يتضمّن عرضاً للأحداث من وجهة نظر روسيا، منذ لحظة اندلاع المواجهات في كييف حتى انضمام القرم إلى روسيا.

فيلم عُرض في «المركز الثقافي الروسي في بيروت» وسبَقه حوار مع السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين بشأن «الرؤية الروسية بعد عودة القرم إلى روسيا».

يبدأ الفيلم بحديث مع الرئيس الروسي يقول فيه: «دعوتُ إلى الكرملين قادةَ القوات الخاصة ووزارة الدفاع، ووضعتُ أمامَهم مهمّة إنقاذ حياة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش»، وذلك طوال ليل 22-23 شباط 2014. وقبَيل أن يترك بوتين مكتبَه عند السابعة من صباح 23 شباط، قال لمرؤوسيه: «الأوضاع تطوّرَت في أوكرانيا، قد نضطرّ إلى بدء العمل في اتّجاه إعادة القرم إلى روسيا.

لأنّه لا يمكننا أن نترك تلك المنطقة والناس الذين يقطنونها يواجهون مصيرهم تحت رحمة القوميين». لكنّ كلّ ذلك لن يحدث إلّا إذا كنّا مقتنعين تماماً، بأنّ ذلك يريده الناس أنفسُهم القاطنون في القرم، فيجب علينا أن نعطيَ الناس حرّية التعبير عن آرائهم». أمّا أمنية بوتين إلى شعب القرم فهي أن ينعموا بـ»السعادة».

السفير الروسي في لبنان بدوره ألكسندر زاسبكين يُعيد التذكير بأنّ الإستفتاء الذي أعيدت بموجبه شبه الجزيرة الإستراتيجية ومدينة سيباستوبول على البحر الأسود الى روسيا الإتحادية، لم يكن وليدَ لحظة الأحداث في أوكرانيا. فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وفي بداية التسعينات جرَت عدة محاولات لعودة القرم الى حضن الأمّ، لكنّ الظروف لم تنضَج لتحقيق ما جرى في 2014.

فبُعَيد تلك الحقبة، حصلَ انتهاك سافر لحقوق الناس الذين شعروا أنّهم بعيدون عن الوطن. الشقّ الأهم بقضية القرم، «مرتبط بدوافع الناس فيها ورغبتهم بالانضمام الى روسيا»، والذي أظهرَته نتائج الاستفتاء بنسبة 96.77 في المئة.

ويقول: «كان الهدف تأمين حق الناس في تقرير مصيرهم وحمايتهم من القوميين الراديكاليين الذين وصلوا إلى السلطة في كييف»، محَذّراً من «الثورات الملوّنة التي أصبحت ظاهرةً تشمل عدداً كبيراً من الدوَل والأسلوب الأساسي للمؤامرة ضد الدول والشعوب، فدوَل الشرق الأوسط أيضاً طالتها هذه المؤامرة».

ويُذكّر بأهمية ميناء سيفاستوبول مجد البحرية الروسية منذ أكثر من 250 سنة. فطالما كانت سيفاستوبول ميناء روسيا في البحر الأسود على المياه الدافئة مع منفذ مباشر على البحر الأبيض المتوسط ومنه على العالم أجمع.

ويقول زاسبكين، ردّاً على سؤال لـ«الجمهورية»: «إنّ ما جرى في أوكرانيا هجمةٌ ضدّ روسيا، هجمةٌ يجب ان نقاومها، وما تعرَّضنا له ليس فقط بسبب موقفِنا من أوكرانيا بل ضد استقلالية نهج روسيا على الساحة الدولية».

ويرفض مقاربة موضوع القرم من ناحية الربح والخسارة. ويشَدّد على أنّ أنضمام القرم ليس لديه معنى مادّي بل يحمل معنى أخلاقياً.
ويقول: «إذا نظرنا فقط الى تاثير العقوبات علينا، كنّا لنفقدَ مصداقية روسيا عالمياً. ونكون خضعنا للمطالب الغربية، وعندها سيكون ذلك نهايةً لروسيا كدولة مستقلة. العقوبات طرحها الغرب، وأن نتحمّلَ الأعباء شيءٌ طبيعي».

ويشير إلى أنّه بعد الحرب الباردة بدأ يتّضح نهج توسّع الغرب بدلاً من السير باقتراحنا بشراكة على الصعيد الدولي. الموضوع ليس مقايضة، هناك ثَمنٌ ندفعه نتيجة مواقفنا، المهمّ المستقبل لروسيا كدولة مستقلة».

أمّا مسؤولية القيادة الروسية الحاليّة فتتمثل بالعمل على برامج لتطوير القرم بأسرع ما يمكن لتتغلّب على الصعوبات، ولا سيّما لناحية البنى التحتية.
في الملف الرئاسي اللبناني، يوضِح زاسبكين لـ»الجمهورية» أنّه ليس لروسيا موقفٌ خاص من أيّ مرشّح للانتخابات الرئاسية في لبنان، وبالتالي موقفُنا يأتي في إطار رغبة المجموعة الدولية بإنجاز هذا الاستحقاق.

ويقول في معرض ردّه عن لقاء بكركي الذي دعا إليه البطريرك مار بشارة الراعي»: «ليس لدينا مصلحة لترشيح شخصية معيّنة، نحن نعمل في الإطار العام للتأثير على القوى السياسية للاستعجال في حلّ الموضوع... القرار لبنانيّ، وتأثيرُنا له حدود، لا نستطيع أن نضغط على اللبنانيين ليقرّروا ما هو المناسب لهم».

  • شارك الخبر