hit counter script

أخبار محليّة

زاسبيكين: الخضوع للمطالب الغربية نهاية لروسيا وطبيعي ان نتحمل الاعباء

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 21:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد في المركز الثقافي الروسي لقاء اعلامي، مساء اليوم، مع سفير روسيا الاتحادية الكسندر زاسبيكين، تحدث فيه حول "الرؤية الروسية بعد عودة القرم الى روسيا".

حضر اللقاء الذي دعا اليه المركز حشد من الفعاليات السياسية والاكاديمية والباحثين وعدد من اركان السفارة، وقدم له مدير العلاقات الخارجية في المركز الدكتور طارق شومان الذي اشار الى ان موضوع اللقاء المتعلق بمسألة شبه جزيرة القرم، اخذ حيزا كبيرا من النقاشات والتعليقات في وسائل الاعلام العالمية والخطابات التي اتسمت في بعض الاحيان بالكذب والمبالغة المقصودين لوضع روسيا في موقف حرج واتهامها بأنها المهدد الاستراتيجي الاول لامن اوكرانيا ومصالحها.

ثم تولى السفير زاسبيكين الحديث عن شبه جزيرة القرم وما حدث خلال الفترة الماضية وقال "ان هذا الموضوع هو تاريخي وسياسي وبالنسبة لنا هو الاهم انه موضوع اخلاقي"، مشيرا الى انه "جرى في العام 1954 تسليم القرم من جمهورية روسيا الاشتراكية الى جمهورية اوكرانيا الاشتراكية"، لافتا الى "عدم وجود قرار لمجلس السوفيات لجمهورية روسيا الاشتراكية وبالحجة المعلنة كأنها هذه هي من الشعب الروسي الى الشعب الاوكراني".

واشار الى انه "خلال الفترة الممتدة حتى تفكك الاتحاد السوفياتي فان هذا الامر لم يكن يعتبر ذات اهمية كبرى ونحن كنا نعيش هذه المرحلة ان القرم كان روسيا ومن ثم اصبح في الطور الاوكراني، لكن من دون اية آثار ملموسة".

وقال "ان ذلك كان نتيجة العلاقات الاخوية بين الاشقاء في اسرة الشعوب السوفياتية، وكان واضحا انه كانت هناك حضارة واحدة وثقافة واحدة ما بين شعوب الاتحاد السوفياتي"، لافتا الى انه "بعد تفكك السوفيات بات واضحا مدى اهمية هذا الخطأ للانتهاك السافر لحقوق الناس الذين كانوا في هذه المنطقة واصبحوا يشعرون انهم بعيدون عن الوطن، والذي بات واضحا ان تفكك الاتحاد السوفياتي اصبح الكارثة لملايين الناس وبالدرجة الاولى للناس المقيمين في القرم كما بالنسبة لعدد كبير من الناس في اماكن اخرى."

اضاف "منذ ذلك الوقت الكفاح المستمر والجهود المتواصلة للناس في القرم للعودة الى روسيا، ولذلك عندما يقولون في اطار الحرب الاعلامية وكأن الاستفتاء حدث على ايام معدودة او كأنه حدث شيء مفاجىء، ويجب ان نعرف ان هذه المواقف للناس في القرم كانت منذ اوائل التسعينات، وخلال كل الفترة فقط، الامر الوحيد ان الظروف لم تنضج حتى ان تحقق الامر في العام 2014، لذلك جرت محاولات عدة لاجراء الاستفتاء واتخاذ القرارات وكان الاستفتاء في بداية التسعينات، وجرى اتخاذ القرار من عاصمة كييف ورغبة الشعب كانت واضحة تماما.

وتابع بالعودة الى العام 1954 هناك في المجتمع الدولي عندما يتحدثون اليوم عن هذا الموضوع، هناك اهمال للجانب القانوني لما حدث دوليا بالنسبة للشرعية الدولية لأنهم يقولون في اطار الدولة الموحدة وهي الاتحاد السوفياتي، ولكن عيب الاشارة الى ان جمهورية روسيا الاشتراكية وجمهورية اوكرانيا الاشتراكية كانتا دولتين ذات حقوق سيادية، واوكرانيا كانت عضوا في الامم المتحدة منذ تأسيس هذه المنظمة، لذلك كل شيء يتعلق بتغيير الحدود الاوكرانية كان يجب ان يكون موضوع اهتمام من جانب المجتمع الدولي، اذا كان يجب ان نكون في الوضع الموضوعي وليس فقط استخدام اي شيء يحدث للاهداف السياسية، لان الشرعية الدولية هي واحد للجميع ط.

واشار الى "ان الهدف الاساسي كان تأمين الحق للناس في القرم لتقرير المصير والصورة كانت واضحة بالنسبة لنا ان القوميين الراديكاليين الذين وصلوا الى السلطة في كييف لن يسمحوا بتقرير المصير، فلذلك كان يجب ايجاد الحل السريع لأنه ما حدث هو دلالة واضحة على تطلعات للراديكاليين الاوكرانيين".

واردف "ان الاستفتاء الذي جرى وكانت هناك ملاحظة للرئيس بوتين ان يكون القرار للجانب الروسي وفقا لقرار شعب القرم، لأنه اذا صوتوا في منحى آخر يكون الموقف الروسي نفسه ولا مجال ابدا لأي ضغط او اجبار احد لرأي مخالف لرأيه الخاص. لذلك ما حدث نتيجة للاستفتاء يمكن اعتباره نجاحا للشرعية ونجاحا متكاملا ليس فقط لانه جرى الاستفتاء انما ايضا لانه جرى من دون اية اشكالات، وفي ظروف سلمية ومن دون اي زعزعة للاوضاع، بالرغم من الاقاويل عن وجود للجنود الروس، ولكن الاهم من كل هذا انه حدث في ظل اجواء هادئة بالمقارنة مع ما جرى في يوغوسلافيا واجبار الجانب الصربي من خلال القصف او قتل الالاف من الناس. ونحن اليوم نشاهد الاوضاع في اوكرانيا ونشهد مرحلة ما يسمى المرحلة القمعية من قبل السلطات في كييف ضد المناطق الشرقية. نحن نعرف جيدا ان هذا كان مبرمجا مصير القرم بالدرجة الاولى ونحن نبذل اليوم الجهود لعدم استئناف المعركة في اوكرانيا ولتطبيق اتفاق مينسك 2، وهناك احتمال ان تتقدم المسيرة السلمية ولكن ما حدث من دمار وخراب ووقوع ضحايا ابرياء سيبقى وهذه مسؤولية على اؤلئك الناس في كييف الذين بدأوا يواجهون الاعمال القمعية في هذه المناطق".

واضاف "علينا ان نواصل دراسة ظاهرة الثورات الملونة التي اصبحت اليوم ظاهرة تشمل عددا كبيرا من الدول والمناطق المختلفة، فأصبحت الاسلوب الاساسي للمؤامرة عند الدول والشعوب والانظمة، وبالنسبة لنا في الشرق الاوسط لهذا الموضوع اهمية خاصة لأننا نعيش وسط هذه المؤامرة ولا توجد ضرورة للاشارة للاسباب وكل العوامل لهذه الظاهرة وهذا مهم جدا لنا لتبادل الآراء بصورة مستمرة حول كل ما يحدث في الدول العربية او في اوكرانيا لنكون نحن مسلحين بالمعرفة حول هذه المؤامرة ضد الشعوب."

ثم جرى حوار مفتوح شارك فيه الحضور ورد السفير زاسبيكين على الاسئلة التي وردت من الحاضرين ، لا سيما حول العقوبات التي تتعرض لها روسيا نتيجة موقفها في مسألة القرم فأوضح ان هناك هجمة غربية ضد روسيا التي تقاوم هذه الهجمة، مشيرا الى ان روسيا اتخذت المواقف ليس فقط بالنسبة لاوكرانيا بل في كل شيء يتصل باستقلالية ونهج روسيا. واكد ان الخضوع للمطالب الغربية يكون نهاية لروسيا وشيء طبيعي ان نتحمل الاعباء" لافتا الى ان المسألة ليس مسألة ثمن لهذه المواقف بل مستقبل روسيا ورأي تصويت الناس في القرم لم يحدث بسبب الرواتب في روسيا ان كانت اعلى بل هو قرار حول تقرير المصير وليس لكسب مادي، لذلك ما حدث من جانب الناس في القرم ومن جانب الترحيب في روسيا لا يحمل المعنى المادي بل الاخلاقي.
وعما اذا كانت روسيا قد ربحت اقتصاديا ام خسرت جراء انضمام القرم شدد على ان اهمية الموضوع لا يتصل بمعنى الربح والخسارة، لافتا الى انه "علينا ان نتغلب على العقوبات التي هي نتيجة للسياسة الاوكرانية لأن القرم كان مرتبطا باوكرانيا في مجال الطاقة والمياه وجرى من قبل سلطات كييف، لذلك يجب ان نعتبره مرحلة انتقالية.

وسئل عما اذا كانت روسيا سعت من خلال الاستفتاء كنوع من ضربة استباقية للاحتفاظ بالقاعدة العسكرية في القرم اجاب "هذا موضوع مهم واستراتيجي حيث كانت هناك معلومات تشير الى مخطط لاقامة قاعدة بحرية اميركية في القرم، موضحا ان القاعدة العسكرية الروسية الموجودة في سيباستول كانت قاعدة عسكرية اميركية، خصوصا ان اوكرانيا كانت نتيجة للدخول في حلف الناتو وهذه القاعدة تمثل المجد الروسي عند روسيا القديمة ومن الصعب التخلي عنها.

ومن ثم انتقل السفير الروسي والحضور الى صالة مسرح المركز حيث جرى عرض فيلم وثائقي تحدث فيه الرئيس فلاديمير بوتين بعنوان "القرم الدرب الى الوطن".
 

  • شارك الخبر