hit counter script

أخبار محليّة

باسيل اختتم جولته في زحلة: يجب إصلاح نظامنا وإعادة الاعتبار له وللميثاق

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 19:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

جال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد ظهر اليوم، في قرى قضاء زحلة، منطلقا من بلدة تربل في سهل زحلة، يرافقه الوزير السابق كابي ليون والنائب السابق سليم عون، حيث كان في استقباله رئيس كتلة "نواب زحلة" النائب طوني أبو خاطر ورئيس البلدية فادي الخوري ومختارا البلدة بطرس صغبين وجورج فرج وحشد من أبناء البلدة.

وعقد لقاء في قاعة البلدية، تحدثت خلاله نتالي عيسى حميدون معرفة، ثم ألقى أبو خاطر كلمة شكر فيها لوزير الخارجية زيارته بلدات المنطقة لتفقد أوضاعها.

وكان لباسيل استقبال شعبي في باحة كنيسة مار تقلا، تحدث فيه ابو خاطر فقال: "نشكر للوزير جبران باسيل هذه البادرة، وأقول له اننا بحاجة اليوم الى موقف لبناني جامع، فحيدوا لبنان عن الاضطرابات التي تعم المنطقة. كما اننا بحاجة الى وضع مصلحة لبنان فوق مصالح كل القوى والتيارات والطوائف. فقد آن الأوان لنخفف عن أهلنا واقتصادنا، ولنبتعد عن التجاذبات الخارجية ونسعى جاهدين لانتخاب رئيس للجمهورية الذي يشكل رمز الوحدة الوطنية".

بدوره، قال باسيل: "سمعت من الكلمات تساؤلات عن أسباب قيام وزير الخارجية الآن بجولات داخلية في المناطق. نقول لكم، إننا لا نتكلم بل نعمل على الأرض للاطلاع على ما يعانيه المواطن، ونأخذ منكم الروح والقوة، نعرف معاناتكم أنتم الذين تدافعون عنا في بيروت، في صمودكم ببلداتكم وأنتم سياج الوطن".

اضاف: "نحن وإياكم واحد، نريد أن نعيش مع بعضنا بالمساواة، سواء كنا أبناء طائفة محمدية أو ابناء طائفة مسيحية، فكلنا أبناء وطن واحد ونريد أن نعيش مع بعضنا ولا يربحنا أحد جميلا انه يساعدنا فنحن نساعد كل العالم بصمودنا هنا حيث نحافظ على منطقة ووطن وشرق أوسط بتنوع أطيافه وأقلياته، والذي إذا فقد منه تنوعه، أي أقلياته وهم المسيحيون، فالعالم يفقد أغنى منطقة حضارية ودينية تتميز بتعايش أديانها مع بعضها البعض. هنا أرض ابراهيم والمسيح ومحمد والتي هي أرض الديانات السماوية التي شعت كل الايمان والخير بوجه الشر الذي إذا تغلب على الخير هنا، يكون تغلب عليه في كل العالم".

وتابع: "نحن أهل إيمان وثبات وصمود، وكما تمكنا من مواجهة 400 سنة من الطغيان العثماني والقتل بالسيف والتجويع، وطبعا نحن لا ننبش أحقادا بل نستذكر لأنه ما صعب علينا سنوات عدة من الانتداب الفرنسي، وسنوات من الاحتلال السوري، وسنوات من الاحتلال الاسرائيلي، وطبعا من "داعش" وحركات التكفير، إذا نحن أناس يجب أن نعرف كيف ان أجدادنا وآباءنا بقوا في هذه الأرض كي نبقى ونستمر كما عاشوا هم. لذلك نستذكر كلنا مع بعضنا تاريخنا المجيد والناصع بوجه كل محتل، ونستذكر أيضا كيف مر التجنيس وأنتم عاينتم وتعانون من هذا الموضوع".

وختم: "لا يمكن إلا نكون موحدين مع بعضنا البعض، وبالرغم من خلافاتنا السياسية أشكر سعادة النائب أبو خاطر على حضوره اليوم، ويجب أن نكون دائما حاضرين مع بعضنا ولا عقد لدينا في ذلك".

ثم انتقل باسيل الى بلدة رياق، حيث استقبلته فاعليات البلدة وأهاليها في كنيسة مار روكز، تقدمهم رئيس البلدية جان معكرون، وتلا كاهن الرعية الأب فادي الحاج موسى صلاة.

ثم توجه الجميع إلى صالون الكنيسة، حيث تحدث عريف اللقاء كميل الكك ورئيس البلدية. 

بعدها، ألقى باسيل كلمة قال فيها: "هنا نموذج عن التعايش المسيحي - الاسلامي اللبناني، فأنتم تعطون النموذج عنه، هنا في بلدتكم ويجب ان تحافظوا عليه. هذه تربيتنا الوطنية التي تجعلنا نتمسك بلبنان ونحافظ على وجودنا الحر في لبنان بتنوعنا. رغم أننا استعملنا أكثريتنا خطأ في الماضي، استعملنا أقليتنا خطأ أيضا. ومهما كان العدد، لا يمكن لأحد أن يستقوي على الآخر، فنحن أقوياء ببعضنا وبمفهومنا للبنان المناصفة والعيش الواحد، الذي إذا غاب يذهب معه لبنان. وعندها، تبقى الأرض، ولكن لبنان الفكرة يذهب، ويكون العالم قد خسر قيمة كبيرة، ونكون خسرنا أغلى ما عندنا، وهو وطننا المميز. هذا أمر لا يمكن أن نعرف قيمته اليوم، إلا عندما نذهب إلى بلاد العالم، ونرى مغتربينا الذين لديهم حسرة كبيرة لبعدهم عن وطنهم. لذلك، نقول إن قوتنا من قوتكم وبقاءنا في بقائكم، ونستمد منكم فكرة القوة بالبقاء في أرضنا".

أضاف: "سوريا لن تبقى مدمرة في المستقبل فسيعاد إعمارها. وكما كنا في جوارها بزمن الحرب سنكون بجوارها في وقت السلم، وكما نأوي شعبها اليوم، استقبلنا هو يوم كنا بحاجة. نحن نريد ان نمد لهم يدنا ومساعدتنا لنبني سوريا بحجرها، ولنساعد بقدر امكاناتنا لنبقيها برسالتها العلمانية، التي كانت تقدمها، حتى جاءت يد الارهاب لتدمرها. إن أخطر أمر في سوريا ليس النظام ولا الاشخاص ولا السلطة ولا الحكم، بل قدرة الشعب على أن يعيش مع بعضه بفكرة دولة مدنية، لا أن ينقسم إلى طوائف ويتناحر مع بعضه وينعكس هذا التنتاحر على كل المنطقة، وهو مشروع ليس غريبا علينا، فنحن الشعب الوحيد في العالم الذي فهم هذا الامر وانتصر عليه".

وختم: "هذا التحدي الذي امامنا هو أن نعيش في وحدتنا كلبنانيين، ونتعالى عن خلافاتنا حتى نواجه الاخطار الحقيقية المحدقة بنا، والتي هي ارهاب تكفيري، ويده قادرة على أن تطال كل العالم، ويماثله إرهاب تكفيري اسرائيلي يده قادرة على أن تطال كل العالم ايضا، ويريد أن يدمر كل الذين حوله. فالنموذج اللبناني هو نقيض "داعش" واسرائيل، ونحن نقدمه إلى البشرية، ومن خلاله نقدم الخير والسلام إلى العالم، وان شاء الله نقدمه ايضا إلى محيطنا".

ثم انتقل الوزير باسيل الى بلدة أبلح - غربي قضاء زحلة، حيث أقيم له استقبال حاشد، ضم رئيس البلدية توفيق أبو زيدان ونائبه بشارة أبو زيدان، رئيس البلدية السابق روبير سمعان، المختار جوزف جبور، الأب فادي الفحل وأبناء البلدة.

ثم عقد لقاء في صالون كنيسة السيدة العذراء، وألقى باسيل كلمة تطرق فيها إلى "المشاريع الحيوية الكبيرة التي يسعى إليها التيار الوطني الحر من خلال وزرائه في كل المناطق"، وقال: "هناك مغتربون في بلدتكم، وعندما تحدثنا عن المغتربين لمسنا لمس اليد كم لهؤلاء من حقوق علينا، فهم لبنانيون لا نستطيع أن ندير ظهرنا لهم. وكما أتينا اليكم في أبلح اليوم، زرناهم في ساوباولو وكندا واوستراليا واستوكهولم واوروبا وإفريقيا، ويجب أن نعود لنشركهم معنا في لبنان، فهم قوة اقتصادية ومالية حقيقية، ونحن نحتاج إلى مساعدتهم التي يؤمنونها مجرد عودتهم إلى الوطن، فيكفينا أن يأتينا كل سنة 10 في المئة من مغتربينا، فهذه تكون أفضل سياحة، بدل أن نشحذ سياحا من العالم".

أضاف: "كل 6 سنوات بدل أن نحتكم إلى القواعد الديموقراطية ليكون لنا رئيس، ننتظر من الخارج موقفا لنظهر أننا بلد يحتاج إلى رعاية ووصاية واحتلال، ولا نقدر أن نحكم أنفسنا، هذه العقلية يجب أن نكافحه. كما يجب مكافحة إرادة عدم بناء دولة. فها أنتم ترون ما يحدث حولنا، فالعالم حتى اليوم ما زال يصدر لنا أزماته، ونحن نأخذها ونتحملها، ونحن مختبر العالم كله في صراع الحضارات، وها هم العرب من سوريا إلى العراق واليمن ومصر وليبيا، فلبنان ما زال واقفا وجبارا بفضل صمود شعبه، ومطلوب منا أن نبقى صامدين، فلبنان وطننا، وعندما يسقط الشعي، يسقط السني والمسيحي أيضا. واجبنا أن نتكاتف بعضنا مع البعض، ونقف جنبا إلى جنب، لأننا شعب واحد".

ثم انتقل باسيل الى بلدة نيحا في زحلة، حيث استقبله الأهالي في باحة كنيسة مار انطونيوس، يتقدمهم رئيس البلدية عجاج غانم والنائبان السابقان كميل معلوف وحسن يعقوب والأبوان طوني قضماني وجورج عازار.

وقدم رئيس البلدية درعا تقديرية إلى الوزير باسيل، الذي قال: "إن قانون مثل قانون استعادة الجنيسة اللبنانية يعتبره البعض مطلبا مسيحيا. أما نحن فلا نستعيد جنسية، بل نحافظ على هوية شعب ووطن. لذلك، موضوع الاغتراب أساسي، لأن الاغتراب هو هذا اللبنان الآخر المكمل لنا، ويجب أن نحافظ عليه ليعود الى أهله بالثقافة والأرض والاقتصاد، فهو كامل الهوية والمواصفات، وكنا نحرم لبنان من هذه الثروة. فهذه الرسالة نقوم بها اليوم، ويجب أن نشد على أيدي بعضنا البعض، ونتطلع إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية، رغم الوضع الأسود حولنا. ولبنان وضعه لا يزال بخير، نسبة لما يجري حولنا وفي أوروبا والغرب كله".

وفي الختام، توجه باسيل إلى بلدة الفرزل، حيث استقبله رئيس اتحاد بلديات زحلة ابراهيم نصرالله، رئيس البلدية ملحم الغصان، وأعضاء المجلس البلدي في مبنى البلدية.

ثم توجه الى صالون دير سيدة النياح في البلدة، حيث عقد لقاء شعبي تحدث فيه باسيل فقال: "نحتاج في السياسة إلى أفعال وليس إلى أقوال، كما تعودنا. وإن تحقيق ما يحتاجه لبنان يتطلب وجود أشخاص ينفذون ما يقولونه، وهذا الكلام لا نستطيع أن نقوله الا في الفرزل، "ونفش خلقنا"، فالسياسة ليست بالكلام".

أضاف: "المسيحيون في لبنان يمرون منذ عام 1990 بمرحلة إحباط، حتى بات يتم التعاطي معهم على هذا الأساس، ونقول هذا الكلام في الفرزل لأنها بلدة قدمت شهداء، وفيها أناس اشداء يقفون في سبيل قضيتهم لنيل حقهم، نريد استعادة إيماننا ببلدنا، وعدم السكوت عن هذه التنازلات على حساب المسيحيين. يجب إصلاح نظامنا وإعادة الاعتبار له وللميثاق الذي ارتضيناه من أجل لبنان. ومن دون هذه المفاهيم، لا يمكن الحفاظ على لبنان".
 

  • شارك الخبر