hit counter script

أخبار محليّة

سليمان من الكويت: نؤيد تشكيل قوة عربية مشتركة

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 17:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شدد الرئيس العماد ميشال سليمان خلال رعايته عشاء خيريا نظمه مركز سرطان الأطفال "جود"، في الكويت بحضور عدد من الوزراء والسفراء والفاعليات الكويتية واللبنانية على "ضرورة عدم التضحية بديمقراطية لبنان وعراقته على مذبح مصالح المحاور الإقليمية التي تمسك بورقة الانتخابات الرئاسية للضغط من أجل إيجاد الحلول للملفات التي تعنيها"، مؤيدا "تشكيل قوة عربية مشتركة"، داعيا "القادة العرب الى محاربة الإرهاب".

والقى سليمان كلمة قال فيها: "في شهر تشرين الاول 2008 اي بعد خمسة أشهر من إنتخابي رئيسا للجمهورية، لبيت تمني الطفل كريم الزين في إجراء مقابلة صحافية متلفزة معه، وكانت المقابلة الأولى لي كرئيس للجمهورية. ولم أستقل الطائرة تلبية لدعوتنا زوجتي وأنا للمشاركة في هذا العشاء الخيري، قبل أن ألتقي مجددا الشاب كريم، التلميذ الذي تماثل للشفاء بنسبة تزيد عن 90%".

اضاف: "هذه الشهادة الحية تدفعنا جميعا، إلى تقديم الدعم والثناء على تضحيات المسؤولين عن مركز سرطان الأطفال في بيروت، وعلى جهود العاملين المبذولة بلا كَلل، على الإهتمام بملائكتنا الصغار، بإرادة صلبة وبعزم لا يلين، في تحد يومي لهذا المرض والشفاء منه، وإعطائهم الأمل وإعادة الحياة إلى أجسادهم الطرية والطمأنينة الى محبيهم. في هذا المركز، بات الأطفال المصابون على يقين بالشفاء خاصة ان أياد مخلصة ومتفانية تؤازرهم وقلوبا دافئة عامرة بالمحبة المجردة تحتضنهم.
العناية بهؤلاء الأطفال تلامس حد الرسالة كي يكونوا بأمان على المستويين النفسي والعائلي. إنهم أجيال الغد. إنهم مستقبل مجتمعاتنا وأوطاننا، لهم الشفاء. كيف لي أن اتردد في المشاركة في هذه المناسبة التي ترعاها دولة أميرها قائد إنساني بإمتياز. علاقتي به بدأت بالتعاون العسكري يوم كنت قائدا للجيش اللبناني واستمرت طيلة ولايتي الرئاسية ولا تزال الى الآن وهي علاقة معقودة على الخير العام للبلدين وللأمة العربية ومواطنيها".

وتابع: "إسمحوا لي في هذه المناسبة أن اتوقف بإيجاز عند محطات مضيئة في تاريخ العلاقات اللبنانية الكويتية. دولة الكويت وقفت إلى جانب لبنان في كل محطات التاريخ السياسية والإقتصادية والإنسانية كما وقف لبنان إلى جانب الكويت عندما تم غزو ارضه وانتهكت سيادته من طرف النظام العراقي البائد. ولا عجب أن تتبادل الدولتان الدعم والتعاون كونهما يتبادلان الشبه إلى حد كبير بطبيعة وجودهما الجيو سياسية، بعراقة نظاميهما الديمقراطيين وبالاطماع التاريخية والمخاطر المحدقة بكل منهما.
لم تقتصر العلاقة فقط على تبادل المواقف الداعمة بل جاءت مآثر سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح الديبلوماسية والسياسية، الحوارية، الإنمائية والاقتصادية لتجعل منه رجل كل المراحل في العالم العربي ولبنان والعالم. فعلى المستوى اللبناني نفذت الكويت قراراته بإنشاء مشاريع عمرانية متعددة في كافة المناطق وخاصة بعد الحروب التي عصفت بلبنان وخاصة حرب تموز 2006. هذه المشاريع طاولت إعادة الإعمار والبنى التحتية والمدارس والمراكز الطبية والسدود والملاعب الرياضية وتوسيع مداخل العاصمة والمواصلات والمتحف التاريخي لمدينة بيروت".

واردف: "في لبنان من أقصاه إلى أقصاه لا تقوم ورشة إلا وترى فيها بصمات الأمير المعطاء ودولة الكويت الشقيقة وشعب هذا البلد الطيب الذي يستضيف أبناءنا اللبنانيين بالالآف ويؤمن لهم فرص العمل والإستثمار والحياة الكريمة، ولحكام الكويت ودول الخليج وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين وعمان وقطر. أنقل محبة ووفاء الشعب اللبناني والدعاء بالعزة والخير وعودة السلام والاستقرار لليمن وسوريا والعراق".

وقال: "في ظل الأزمة التي تعصف بالعالم العربي وفي سوريا العزيزة ولمساعدة الدول المضيفة للنازحين السوريين وعلى رأسهم لبنان في تحمل الأعباء، عقد أمير الكويت ثلاث مؤتمرات ناجحة حيث كانت الكويت في طليعة المانحين، لكن للأسف، فالوعود المعقودة من قبل بعض الدول لم يتم إيفاؤها حتى الأن. كما إن مبادرات سمو الأمير تناولت:
تأسيس صناديق استثمار للمواطنين العرب للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وتقديم مليار دولار قروض ميسرة للدول الافريقية على مدى 5 سنوات.
تشجيع المشاريع الانسانية، الصحية، الاجتماعية، التربوية والبيئية ومجابهة الفقر والتغيير المناخي والهجرة على مساحة الوطن العربي.
إنني باختصار، أرى كيف أن القادة الكبار وهم قليل يضعون العمل السياسي في خدمة الناس والخير العام والاقتصاد، فيما يعمد أكثرية العاملين في الشأن العام إلى استغلال الدستور والوضع الاقتصادي وشؤون الناس الحياتية في خدمة حضورهم السياسي ومصالحهم".

اضاف: "اليوم في ظل الشغور الرئاسي المستمر والمتمادي منذ احد عشر شهرا في لبنان ندرك تماما معنى هذا الاستغلال، الذي بلغ حد المراهنة على الإطاحة بالعقد الإجتماعي واللجوء إلى مؤتمر تأسيسي جديد. ولكن رغم إنهم يريدون وطنا على قياس مصالحهم، أثبت الشعب اللبناني خلال السنوات العشر الأخيرة، أي منذ 2005 حتى 2015، تمسكه بنهائية الكيان والشراكة التي نصت عليهما وثيقة الوفاق الوطني (الطائف)، التي كان لسمو الأمير اسهام كبير في الإعداد لصدورها، عبر دوره المحوري في اللجنة الثلاثية ومن ثم في اللجنة السداسية اللتين كانتا معنيتين بمعالجة الأوضاع في لبنان.
هذا الإتفاق الذي وضع حدا نهائيا لحرب الآخرين على أرض لبنان، يجب العمل على تحصينه من خلال تطبيق "إعلان بعبدا"، الذي وجد للحؤول دون حروب اللبنانيين على أرض الآخرين، وإيجاد المخارج للاشكالات الدستورية ومتابعة تنفيذ خلاصات المجموعة الدولية لدعم لبنان (I S G) وإعادة هيكلة المؤسسات وإقتلاع الفساد.

وتابع: "بالاضافة الى تحصين هذا الاتفاق كما أشرت، ينبغي المضي سريعا وقبل فوات الآوان في استكمال تطبيق الدستور بدءا من الامور التالية:
- إقرار قانون انتخاب عصري على قاعدة النسبية وإشراك المغتربين وتخصيص المرأة بحضور لائق وإشراك الشباب من عمر الثامنة عشرة في الإنتخاب.
- إقرار قانون اللامركزية الادارية الموسعة.
- إقرار خطة إنمائية شاملة ومتوازنة متوسطة أو طويلة الآمد تشمل البنى التحية والبيئة وتستفيد من الموارد الطبيعية مثل النفط والمياه والانسان اللبناني.

واردف: "هكذا نؤسس للجمهورية التي نطمح إليها والتي توصلنا الى دولة المواطنة والغاء الطائفية السياسية مع المحافظة على مشاركة متوازنة للطوائف في ادارة الشأن العام. هكذا نحول دون تعطيل انتخابات الرئاسة كل 6 سنوات. هكذا نحارب الارهاب وندعم الجيش اللبناني الذي يقدم التضحيات الجسام يوميا والذي اثبت أنه أقوى وأصلب وأمنع من العديد من الجيوش الكبيرة في منطقتنا. هذا الجيش الذي أثبت أنه "جيش للوطن وللمواطنين" وليس جيشا للنظام.
الجيش بحاجة إلى الغطاء الدستوري المتمثل برئيس الجمهورية (القائد الأعلى للقوات المسلحة) الذي يجب انتخابه في أقرب الآجال، وعدم التضحية بديمقراطيتنا وعراقتها على مذبح مصالح المحاور الإقليمية التي تمسك بورقة الانتخابات الرئاسية للضغط من أجل إيجاد الحلول للملفات التي تعنيها. لبنان يجسد الصورة الحقيقية للعروبة، والدول العربية مدعوة الى دعم هذا الوطن الذي أرادوه موطنا للعيش المشترك وللحرية وللديمقراطية، ونموذجا مثاليا للعالم الجديد. أمتنا العربية مدعوة إلى استعادة قضيتها المحورية فلسطين وعدم التخلي عنها لتصبح قضية إسلامية".

وقال: "نحن إذ نؤيد تشكيل قوة عربية مشتركة، ونؤيد أيضا قرارات القمة العربية ومجلس الأمن المتعلقة باليمن، ندعو القادة العرب الى محاربة الإرهاب والأفكار الظلامية والدول الطائفية والمحافظة على مختلف مكونات هذا الوطن العربي وإشراكهم في الحياة السياسية على قدر حضاراتهم وليس على قياس عددهم. جميعنا مدعوون إلى الاقتداء بأمير الكويت، والإستثمار في الانسان العربي، المنفتح والأصيل في حضارته وقيمه وتقاليده. مدعوون إلى اعتماد برامج التنمية البشرية المستدامة كإجراء إستباقي ووقائي لمجتمعنا في مواجهة البطالة والشر والإرهاب. مدعوون إلى إيلاء الشأن الإنساني الإهتمام الأساسي ودعم مبادرات المجتمع المدني في سبيل الخير العام وبخاصة المبادرات الرائدة مثل مركز سرطان الأطفال".
 

  • شارك الخبر