hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

ندوة في الحركة الثقافية عن كتاب "تاريخ لبنان القديم في الكتب المدرسية"

الجمعة ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 16:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت الحركة الثقافية - انطلياس في مسرح الاخوين رحباني - دير مار الياس انطلياس، ندوة عن كتاب "تاريخ لبنان القديم في الكتب المدرسية اللبنانية من القرن التاسع عشر إلى اليوم" لأستاذ التاريخ القديم في كلية الآداب والعلوم الانسانية في الفرع الثاني لكلية الآداب والعلوم الانسانية في الجامعة اللبنانية الدكتور مروان أبي فاضل، شارك فيها الدكتوران عصام خليفة وأنطوان قسيس، وادارها الدكتور أنطوان ضومط.

وقال ابي فاضل: "شهد القرن التاسع عشر في لبنان نموا في عدد المدارس، اهتمت، مع الوقت، بتعليم مادة التاريخ، اعتمدت بعضها كتبا باللغة العربية، وغيرها اعتمدت كتبا أجنبية فرنسية أو انكليزية. يمكن أن نميز عموما بين ثلاثة تيارات أساسية أثرت على كتابة التاريخ القديم في تلك الفترة. التيار الفرنسي اليسوعي نرى مؤثراته في كتاب الأب مرتين اليسوعي مؤلف "تاريخ لبنان"، وهو سعى إلى التركيز على تمايز لبنان عن محيطه، وعلى استقلاله منذ أقدم العصور.

التيار الأميركي البروتستانتي نشأ في رحاب الجامعة الأميركية في بيروت، ومن أبرز ممثليه فان نس ميرز مؤلف كتاب "التاريخ العام"، وجايمس براستد" مؤلف كتاب "العصور القديم".

كتب المؤرخان تاريخ الشرق القديم ومن ضمنه تاريخ فينيقيا، من دون أن يخصا لبنان بإشارة مستقلة، فلم يربطا بين تاريخه وتاريخ الفينيقيين. 

أما التيار الثالث فعبر عنه مؤلفون لبنانيون، تأثروا بانتماءاتهم الطائفية والفكرية، وتركوا كتبا تاريخية اعتمدت عليها بعض المدارس لتعليم طلابها، أبرز هذه الكتب: "تاريخ لبنان" لمؤلفه لحد خاطر الذي أبرز فيه تاريخ لبنان المستقل عن محيطه، و"نيل الإرب في تاريخ العرب" لمؤلفه أديب لحود الذي درس فيه تاريخ العرب قبل الإسلام واكتفى بإشارة بسيطة إلى تاريخ لبنان القديم؛ و"في سبيل لبنان" لمؤلفه يوسف السودا، والكتاب الأخير حمل دعوة سياسية واضحة، تدعو إلى استقلال لبنان، وتحض الجيل اللبناني الشاب على تعلم التاريخ ليحقق استقلال بلده وليحافظ عليه".

واضاف: "بعد الحرب العالمية الاولى، وضعت سلطات الانتداب الفرنسي مناهج التعليم الابتدائية والتكميلية (1924) والثانوية (1929)، ومنها برامج التاريخ. كانت المناهج موحدة للبنان وسوريا، وضعت المناهج خطوطا عريضة، ولم تدخل في التفاصيل، فاستفاد بعض المؤرخين من هذا الواقع، ووضعوا كتبا سعوا من خلالها إلى إبراز تاريخ لبنان المستقل. وبرز التناقض خصوصا بين تيارين:

الأول: برز خصوصا في كتاب "تاريخ لبنان الموجز" لفؤاد افرام البستاني وأسد رستم، يعكس وجهة نظر لبنانية سعت إلى إبراز تاريخ لبنان المستقل عن محيطه منذ أقدم العصور.

الثاني: برز في كتاب "تاريخ سوريا ولبنان المصور" لزكي نقاش وعمر فروخ، وهو يعكس وجهة نظر قومية سورية تنظر إلى لبنان كجزء من وطن أوسع.

تأثرت بعض الكتب بالتيار الأول، وتأثرت بعضها الآخر بالتيار الثاني، فيما التزم معظمها المنهج الرسمي".

وتابع: "بعد استقلال لبنان (1943)، عمل اللبنانيون على توحيد نظرتهم إلى تاريخ بلادهم، وتم عام 1946 وضع برامج تعليم جديدة للبنان المستقل، وأدخلت مادة التاريخ في الامتحانات الرسمية لشهادة البريفيه والسرتفيكا، وأصبح تعليمها باللغة العربية، وتقاربت مضامين الكتب المدرسية من بعضها البعض، لكن الأساليب التربوية كانت متفاوتة. وفي عام 1968 تم تجديد المناهج، وتطورت الكتب من حيث الشكل ولكن المضمون لم يشهد تطورا علميا واضحا. أما في العام 1997 فوضعت مناهج جديدة للتعليم في لبنان، وتم استثناء مادة التاريخ، وكانت الحكومات اللبنانية المتعاقبة قد ألفت لجانا عدة لتجديد المناهج، ولكن محاولاتها باءت جميعها بالفشل".

وقال: "الدافع الأساسي لتأليف هذا الكتاب ينطلق من الرغبة في تطوير الكتاب المدرسي اللبناني ليواكب التطورات العلمية والأركيولوجية، عبر الاطلاع على الكتب السابقة، وتحديد مكامن ضعفها وقوتها، لعلنا ننجح في تأليف كتاب علمي وتربوي حديث على غرار الكتب المعتمدة في الدول المتقدمة. وهدفنا إخراج الدراسات الجامعية من حلقات علمية ضيقة يهتم لها بعض الأساتذة، إلى دائرة أوسع يفيد منها أساتذة المدارس وطلابها".

وختم: "يبقى الأمل أخيرا بوزارة التربية، التي يقع عليها كامل المسؤولية لوضع المنهج الجديد، عبر الاستعانة بأفضل المؤرخين اللبنانيين، ليضعوا الخطوط الأساسية لمنهج عصري، لعله يسهم في تغيير نظرة الطلاب والمجتمع لمادة التاريخ، كمادة علمية تحمل هدفا شريفا يتمثل بتعريف المواطنين على أخبار أجدادهم وآبائهم، وحثهم على الاطلاع والمعرفة، والتواصل مع محيطهم والانخراط في العالم المعاصر".

وقال الدكتور ضومط في مداخلته: "في العصور الحديثة طرحت اشكالية مهمة جدا تمثلت بالسؤال الآتي: هل التاريخ علم او فن؟ ما ادى الى نشوء عدد من مدارس التأريخ طورت المناهج وبلورتها، وتقاطعت جميعها، على الرغم من الاختلافات في الوسائل، حول التحري الجدي عن حقيقة الماضي، التي هي في اساس مطلقة، وقد لا يعرفها كليا من شارك في صنعها او شاهد الحادثة بأم العين. وبالتالي يظل الوصول اليها كاملة نسبيا، ومرهونا بتوفر المصادر واخضاعها للنقد الموضوعي. لأن الوثيقة او نص معين زاخر بالمعلومات بمقدار ما تطرح عليه اسئلة ذكية يجيبك. ما يعني العمل الجدي لاعادة صوغ الماضي كما حدث. لان التأريخ عملية مجهدة ومضنية، وتطلب الكثير من الجرأة والجهد والحياد. ويسعى المؤرخ الرصين الى الحصول على اكبر قدر من المصادر على اختلاف انواعها، ويتبحر بالاخبار والروايات، من اجل غربلتها ومقارنته بعضها بالبعض الآخر، ومن ثم يعيد تركيبها للاقتراب قدر المستطاع من صوغ الماضي كما حصل، لا كما يشتهي هو حصوله. لأن من يكتب التاريخ بمواقف مسبقة ليس مؤرخا انما مؤدلج يخدم فقط تطلعاته ورؤى الخط الذي ينتمي اليه".

اضاف: "في لبنان ننتمي الى طوائف ومذاهب وعائلات وعشائر ونخضع لمؤثرات محيطنا الاجتماعي والذهني والعاطفي والسياسي والاقليمي، ما يشوش رؤية بعض المؤرخين الى الماضي. فيتم اعادة تركيبه كما يشتهي بعضهم لا كما يفترض ان يكون. فتسقط مصادر عمدا، وتجتزأ بعض الروايات، وتهمل روايات أخرى، ويلقى الضوء على نواح، ويمر على بعضها الآخر هامشيا، فتضيع الحقيقة، ويصبح التارخ مشوشا. ما يعيدنا الى بعض مفاهيم مناهج العصور الوسطى. وقد يكون بعض مؤرخي تلك العصور أكثر موضوعية لأنهم لم يؤرخوا من منطلق ايديولوجي. ويحضرني سؤال مركزي: كم من الذين ألفوا كتبا مدرسية يتقن لغات قديمة، على الاقل لغة واحدة؟ باعتقادي انهم اعتمدوا على مراجع محددة. ومن البديهي القول: ان المراجع ليست كلها موثوقة، فبعضها قد يقع في خطأ اعادة التركيب من غير قصد، والبعض الآخر عن دراية. وبالتالي من يعتمد في التأليف، ولا اقول التأريخ، على المراجع فقط سيقع في الخطأ مرغما.

وتابع: "على هذا، لا يعتبر كتاب الدكتور مروان ابي فاضل "تاريخ لبنان القديم" الزاخر بالاسس المنهجية الآنفة الذكر تأريخا بقدر ما هو نقد لنظرة المؤرخين الذين تناولوا تاريخ لبنان والمشرق العربي في مرحلة التاريخ القديم. فهو، في هذا المجال، عملية تقويمية للكتب المدرسية التي تناولها. فكل واحد من مؤلفيها قدم رؤيته لهذا "اللبنان" فجاء عند بعضهم مستقلا منذ ان نشأ، وعند البعض الآخر مستقلا نسبيا، ورأه فريق ثالث فينيقيا فقط. والفينيقيون عند فريق ساميون جاؤوا من الخليج العربي، ويرد فريق آخر اصلهم الى الفرس او غيرهم. ونظر مسيحيون مستشرقون الى لبنان على انه وطن للمسيحيين فقط، ورسموا له حدودا تتوافق مع نظرتهم. وهو عند بعض المسيحيين اللبنانيين مستقل منذ فجر التاريخ، وقد اسسه اجدادهم. وتواضع فريق منهم وسمح للمسلمين ان يكونوا شركاء فيه. ومر مؤرخون مسلمون على لبنان والفينقيين مرورا هامشيا، فلم يعد لبنان بنظرهم سوى جزء من عالم سامي واسع، ولا وجود له خارج انتمائه الجغرافي والاتني العربيين على الاقل".

وقال: "ان محاولة الدكتور ابي فاضل النقدية مهمة جدا كشفت بدقة ايديولوجية من كتب تاريخ لبنان القديم، من دون ان يتخذ موقفا مسبقا من المؤرخين، انما اضاء على الثغر في مؤلفاتهم، واشاد بمن اجاد مبرزا حيادهم. وهذا منهج مهم لتعرية اصحاب المواقف المسبقة من التاريخ. وبالتالي أتساءل مع مؤرخين آخرين: ما الافادة من كتابة تاريخ موحد في مراحل التعليم المدرسية؟".

وختم: "ان هذا التخبط بكتابة تاريخ لبنان في مراحله كلها القديم والوسيط والحديث والمعاصر، لن تصير تأريخا ما دامت الطائفية تذر قرنها وتتلاعب بمواقف المؤرخين، وما دام من يدعون التأريخ يخضعون للسياسيين، او على الاقل يحابونهم. ومع ذلك نجد قلة من المؤرخين نبذوا تلك المواقف، ولا ينقادون لاحد وجهدوا في سبيل تبيان الحقيقة الماضوية، ويكدون دوما وقدر المستطاع لاعادة رسم الماضي كما حصل. وانني آمل ان يزداد نضالهم وينهج كثيرون نهجهم. ولا أغالي ان قلت ان من بينهم من سينتدي معنا في هذه اللقاء الفكري في هذا المساء". 

وقال الدكتور خليفة في مداخلته: "الاستاذ الجامعي الذي لا ينشر الابحاث الاكاديمية باستمرار، هو استاذ لا يجب ان يستمر في الجامعة. وبالمقابل على الجامعة ان توفر لهذا الاستاذ كل الظروف المادية والمعنوية للبحث.

في الفصل الاول عرض الدكتور ابي فاضل "مضمون تاريخ لبنان كما ورد عند الأب مرتين اليسوعي.
ثم "مختصر تاريخ لبنان" لمؤلفه لحد خاطر.
بعده يتوقف عند "نيل الارب في تاريخ العرب" لمؤلفه اديب لحود. 

وينتقل الى "التاريخ العام" لمؤلفه فيليب فان نس ميرز ثم يعرض مؤلف يوسف السودا "في سبيل لبنان"، الاستنتاج، في هذا الفصل، فلحد خاطر ويوسف السودا كان هدفهما توسيع مساحة لبنان، فيما اعتمد مرتين اليسوعي على ما ورد في الكتاب المقدس ليؤكد تمايز لبنان عن محيطه، اما الكتب الانكليزية فلم تحمل دعوة سياسية للبنان مستقل.
في الفصل الثاني ثمة مقدمة حول برامج العام 1924 الابتدائية والتكميلية حول مادة التاريخ، والمناهج الثانوية عام 1929. 

في الفصل الثالث ينطلق الباحث من مناهج التاريخ التي صدرت عام 1946 ليعرض ما ورد في بعض الكتب.
الفصل الرابع والاخير يقسم الى قسمين:

قسم يتناول الكتب المتعلقة بتعلم التاريخ القديم بحسب المناهج الحالية. والقسم الثاني يطرح اقتراحات جديدة من حيث المضمون والمنهجية والسائل التربوية.

بعد عرض التاريخ القديم في المناهج الحالية في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية يعرض الدكتور مروان ما ورد في التاريخ العلمي والوافي بالتاريخ.
يذكر (ص 207) ان مؤلفي التاريخ العلمي في الطبعة الاولى هم وهيب ابي فاضل، علم العلم، اجود فرنسيس، كريستيان الحلو. والطبعة اللاحقة كانت من تأليف وهيب أبي فاضل، علم العلم، منير سلامه، زياد غمراوي، كريستيان الحلو.
مع العلم ان الطبعة الأولى كانت من تأليف: وهيب ابي فاضل، حسان ابو عكر، عصام خليفة، هاشم قاسم.

و"الوافي فيب التاريخ" كان من تأليف علي بدران، وليد الطويل، سمير جلول.
بين ص 252 و 260 يعرض الباحث وجهة نظره في التقنيات الحديثة في تعليم التاريخ القديم.
فعلى صعيد الكتاب المدرسي ثمة مواصفات يذكرها منها:

- الاخراج الجيد والترتيب.

- اعتماد الصور الملونة

- لحظ الخرائط التاريخية الدقيقة

- وضع نصوص ومستندات متنوعة

وهناك شروط لمن يريد ان يؤلف الكتب المدرسية منها:

-ان يكون من أصحاب الاختصاص في مادة التاريخ.

-الاستعانة بالمصادر وترجمة النصوص الى العربية.

- الاطلاع على المراجع الحديثة القيمة.

- متابعة المنشورات الدورية.

وبموازاة الكتاب المدرسي وشروط المؤلف، ثمة تأكيد لأهمية استخدام الوسائل التعليمية المساعدة: كالتلفزيون والافلام وبرامج الكومبيوتر. وفي هذا السياق من واجبات المدارس ان توفر للطلاب والاساتذة الوسائل اللازمة ومنها:

- مكتبة تاريخية وخرائط تاريخية ورسوم ومنحوتات

- تخصيص متحف صغير في المدرسة وغرفة لمادة التاريخ والمستندات العائدة لها

- اجهزة عرض حديثة لعرض الصور والافلام وبرامج الكومبيوتر.
في الخاتمة يخلص د. ابو فاضل الى ضرورة وضع مناهج جديدة لمادة التاريخ بمضمون حديث ومنهجية تربوية متطورة.

ويستنتج ان الكتاب المدرسي هو حاجة وطنية لتنشئة جيل لبناني منفتح، يتمتع بحس وطني لا عائلي او طائفي او مذهبي، يقرأ فيه الطلاب المستندات المتنوعة ويحللونها وينقدونها ويرفضون المعلومات والافكار المعلبة والميتولوجيات والايديولوجيات غير العلمية.

وبالنسبة الى التاريخ القديم يولي الباحث الاهمية للواقع الجغرافي واثره على السكان، والتسلسل التاريخي للاحداث والمظاهر الحضارية. وهو لا يؤيد توحيد الكتاب المدرسي لكنه مع تشديد الرقابة على تنوع الكتب من اجل الحفاظ على الشروط العلمية والتربوية والوطنية.

في هذا الزمن حيث تهدم مطارق "داعش" مدينة الحضر ومينة نمرود وتدمر متحف الموصل، وحيث تمعن عصابات القتل والسرقة والارهاب بنهب ثروات سوريا والعراق الاثرية ينجز لنا الصديق مروان كتابا قيما يستعرض فيه ما ورد في غالبية الكتب المدرسية عن تاريخ لبنان القديم. وكأنه يقوم بدفاع استباقي يحاول ان يولي ذاكرة شعبنا التاريخية، في المرحلة القديمة، الاهتمام بوعي طلابنا والاساتذة المسؤولين".

ولفت الى ان "الصديق مروان استند لانجاز مؤلفه الى:
- 59 مرجعا باللغة العربية، 84 مؤلفا وبحثا باللغات الاجنبية، 6 مواقع الكترونية
وهذا ما يدل على جدية العمل واهميته. وبرغم وجود بعض الاخطاء الطباعية فان الكتاب صيغ باسلوب سهل وقريب للفهم رغم صعوبات الخوض في موضوعات التاريخ القديم".

واورد ملاحظات عدة: "في الصفحة 5 ذكر الباحث ان "الحكومات اللبنانية المتعاقبة قد الفت عدة لجان لتجديد المناهج، ولكن محاولاتها باءت جميعها بالفشل". الحقيقة ان الاكثرية الساحقة من اللجان توصلت ليس فقط الى وضع مناهج وانما ايضا الى انجاز كتب مدرسية. لكن في مرحلة الوصاية السورية كان يتم تدخل من قبلها، كما حصل مع الوزير عبد الرحيم مراد، وأخير كان الخطأ في تدخل بعض السياسيين والاحزاب على رغم وجود ممثلين لغالبية الاطراف في لجنة صوغ المناهج.

- يذكر الباحث (ص 89) ان بعض المدارس الخاصة لا تلتزم تعليم مادة التاريخ بحسب المناهج الرسمية. وان بعض المدارس لا يدرس المادة الا في صفوف الشهادة المتوسطة والنهائية (ص 202) هذا الواقع صحيح وغير صحي ويجدر بكل مسؤول ان يتوقف عنده ويبادر الى معالجته.

- يتصف المؤلف بالتواضع العلمي فهو لا يزعم انه اقفل النقاش في الموضوع الذي يعالجه،

- كنت افضل ان يتحرى الباحث عن اسماء مؤلفي كتاب "العصور القديمة" (ص 176) (لجنة من اساتذة المدرسة البولسية) وليس البوليسية كما ورد.

- يشير الدكتور مروان الى الحرب الاهلية التي اندلعت في وطننا بين العامين 1975 و 1990. انا اتحفظ عن هذا المصطلح وافضل مصطلح الحروب اللبنانية المركبة.

- يبرز الباحث "ان الوقت المخصص لمادة التاريخ (ساعة في الاسبوع) لا يكفي لاعطاء المعلومات كافة". وهذا المطلب يجب ان يكون اولوية عند رابطات الاساتذة وعنه كل حريص على بناء جيل محصن بذاكرة تاريخية وطنية.

- لاحظت ان المؤلف استشهد بأبحاث قليلة للمؤرخ Ernest Will، وكنت افضل ان يطلع على مجمل دراساته المجموعة في الكتاب الذي صدر عام 1995 وهو بعنوانDe l'Euphrate au Rhin aspects de l'hellenisation et de la Romanisation du Proche -Orient. وفيه الكثير مما يساعد على التعمق في تاريخنا القديم (فيه 12 فصلا عن المناطق اللبنانية) وفيه ايضا توضيح لتنظيم بعض المدن في المرحلة القديمة وهو جانب يجب (ايلاؤه) الاهتمام اللازم في الكتب المدرسية".

وخلص: "ان الروحية التي عالج فيها الدكتور مروان ابي فاضل موضوعه يفرض علينا ان نشكره على كل الجهد الذي بذله، كما يجعلنا ان نأمل النجاح في اقسام التاريخ في جامعاتنا، وضرورة التدريب المستمر لمدرسي مادة التاريخ في دور المعلمين وفي كلية التربية، وتجعلنا نأمل ايضا إنزال الهزيمة بالفكر "الداعشي" على تنوع طبعاته وحتمية انتصار لبنان الدولة ومجتمع المعرفة القائم على العلم والديموقراطية والانماء والحرية وحقوق الانسان".
 

  • شارك الخبر