تنظم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني، معرضا خاصا للصور، في الذكرى الأربعين لبداية الحرب الأهلية في لبنان، يوم غد الجمعة، في فيلا باراديسو - منطقة الجميزة، ويستمر لغاية 26 الحالي. وسيضم المعرض صورا من أرشيف الصليب الأحمر وأخرى لمصورين لبنانيين، تجسد العمل الإنساني الذي قامت به اللجنة الدولية والصليب الأحمر اللبناني أثناء النزاع.

ورأى رئيس بعثة اللجنة الدولية في بيروت فابريزيو كاربوني ان "الحرب اوجدت الكثير من التحديات غير المسبوقة، وكانت لها عواقب وخيمة على منظمتنا، وعملنا في بيئة تشهد تغيرات وتقلبات سريعة. وكنا نضطر غالبا للعمل تحت القصف في المناطق الحضرية، عابرين خطوط المواجهة الأمامية التي تتحرك باستمرار".

وقال: "ساهم ذلك في تغيير طريقتنا في التفكير والعمل على الصعيد العالمي، وفي تشكيل اللجنة الدولية على النحو الذي أصبحت عليه اليوم. كما ساهم النزاع في إعادة تسليط الضوء على أهمية الحياد والاستقلال وعدم التحيز عند محاولة مساعدة المتضررين من النزاع، الذي كان ينطوي على بعد داخلي وتدخل أجنبي وانخراط عدد كبير من الجماعات في القتال".

اضاف: "لا بديل عن وجوب احترام موظفي المساعدات الإنسانية وحمايتهم في جميع الأوقات، وحصول المتضررين على ما يحتاجون من مساعدات دون عوائق"، لافتا عن "أطلاق، في عام 2012، برنامج مكافحة الاختفاء الذي يهدف إلى الكشف عن مصير المختفين وفتحنا خطا ساخنا لنتواصل مع أقربائهم. ونحن نشجع أيضا السلطات المعنية على اتخاذ خطوات محددة لمحاولة تسوية هذه المسألة المهمة".

واشار الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة الى ان "هذا المعرض ما هو إلا محاولة متواضعة لتسليط الضوء على تاريخ ملئ بالألم. لقد مرت أربعون عاما، ولكن الذكريات لا تزال موجعة، وكأنها محفورة في قلوبنا وعقولنا، وقال: "كان الموظفون يعملون على تقديم المساعدات الإنسانية في ظروف غير آمنة أثناء النزاع".

اشارة الى ان الجزء الأكبر من العمل الذي تقوم به اللجنة الدولية والصليب الأحمر اللبناني يتعلق بآثار الحرب في سوريا المجاورة والنزوح الجماعي الهائل للاجئين منها إلى لبنان، وستوضح الصور المعروضة في المعرض مسائل إنسانية عديدة تعين مجابهتها في لبنان أثناء العقود الأربعة الماضية.