hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ناصر زيدان

عن الصحافة اللبنانية ونقابتها

الإثنين ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 08:27

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الانباء الكويتية

نقاشٌ واسع يدور في الاوساط السياسية اللبنانية، وبين نُخب المُثقفين، حول دور الصحافة اللبنانية ومكانتها، ذلك ان مجموعة من المُستجدات التي تدور حول مصاعب المهنة، حملت بعض المقاربات التي لم تَعتَد عليها السلطة الرابعة في بلدٍ تميَّز برقي صحافته، وبوجود مُبدعين وكتاب اغنوا المكتبة العربية، ومنهم مَن استشهد بسبب ارائه المُتقدِّمة، ومن اجل القلم الحُر- الموضوعي والمُتجرِّد.
الاوساط السياسية والدبلوماسية تتذاكر في الصالونات المُغلقة ما يتداوله الناس في العلن، وتتحدث هذه الاوساط عن تراجع كبير اصاب جزء يسير من الصحافة اللبنانية، وتحولت المنابر ذاتها التي وقف عليها الكبار امثال الشهيد نسيب المتني والمغفور لهم غسان تويني و رياض طه وسليم اللوزي، الى منابر يستخدمها البعض من جيل جديد من الصحافيين يغلُبُ على كتاباتهم الولاءات السياسية العمياء، على حساب الابداع والموضوعية والتجرُّد.
وتُؤكد العديد من التجارب الشخصية لصحافيين مرموقين، على اضطرار بعض هؤلاء للهجرة الى الخارج، او للكتابة في الصحافة الدولية او الخليجية الصاعدة، هرباً من الانحساب السياسي الذي اصبح قيداً كبَّل محابر أقلامهم في بلاد الحريات.
ومع اقتراب موعد عيد شهداء الصحافة اللبنانية مطلع الشهر القادم، تستذكر شخصيات سياسية واكاديمية الرُقي التاريخي الذي كانت تتمتع به مهنة "المتاعب"، وما كان لدور الاعلام في لبنان من تأثير على الرأي العام العربي. ومن هذا الاستذكار، مقارنات بين مكانة ودور الصحافة اللبنانية اليوم، وما كان عليه الوضع في السابق – حتى ايام الحرب الاهلية المشؤومة التي عاشتها البلاد في الربع الاخير من القرن الماضي.
وبعض هذه الاستذكارات تتوقف عند حملة التهديد والشتائم التي اطلقتها بعض الصحافة اللبنانية، ضد دول عربية شقيقة يعيش فيها عشرات الاف من اشقائهم - وللبنانيين فيها مصالح كبيرة - وهذه الدول وقفت الى جانب لبنان على الدوام، وانقذته عدة مرات من خطر السقوط المالي والاقتصادي، لاسيما المملكة العربية السعودية، وليس للبنان اي مصلحة، لا سياسية ولا اقتصادية ولا امنية من وراء هذه الحملات الاعلامية التي تجاوزت كل الحدود. بينمايُفترض ان تكون مهمة الصحافة: المُساعدة في الحفاظ على مصالح اللبنانيين، وعلى سمعة ومكانة لبنان في الخارج.
ومن هذه الزاوية تدخُل الاوساط السياسية والدبلوماسية المراقبة الى مسألة تراجع دور نقابة الصحافة في لبنان. تلك النقابة التي كانت مُهابة الجانب من القريب والبعيد، وتتمتَّع بمكانة مرموقة بين اقرانها من نقابات المهن الحرَّة، تخلَّت عن جزء كبير من دورها، ولم يصدر عنها كلمة واحدة تلفتُ فيها الى ضرورة احترام المعايير الموضوعية من قبل بعض الصحافيين، حفاظاً على مصالح لبنان، و على سمعةِ صحافته.
واكثر من ذلك، فللأوساط السياسية ذاتها، ملاحظات واسعة على اداء النقابة، بعد الانتخابات التي جرت في 12 كانون الثاني/ يناير الماضي. ومن هذه الملاحظات: ان النقيب الجديد الذي تحكَّمت بوصوله اعتبارات بيروتية، خلق جدالاً واسعاً كونه كان من اكثر المَحضوضين ايام الوصاية السورية، وتحولِه الى الموقع المُقابل كان سريعاً، ولم يقتنع به الكثيرين من كبار الصحافيين، من دون ان نتحدث عن الكفاءة المهنية.
ومن ابرز الملاحظات على النقيب الجديد - ودائماً وفقاً لللأوساط ذاتها – انه حوَّل النقابة اكثر من مرَّة الى منبر لتناوُّل القضاء والدفاع عن مُرتكبين، او لطرح قضايا شخصية هامشية، وليس لها علاقة بحرية الصحافة، او بحق التعبير عن الرأي، كما ان نوعية رواد صالونات النقابة اليوم تراجعت، ولم تعُد تُشبِه روادها السابقين.

  • شارك الخبر