hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - د. ريتا الصياح نعمة

الرقابة على الإعلام غير المطابق للمواصفات

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 07:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لو كانت للوزير وائل أبو فاعور صلاحية فيما خص مسألة الرقابة على الإعلام في لبنان، لكان أقفل مكاتب المسؤولين عنها بالشمع الأحمر، لأنها باتت، وأكثر من أي وقت مضى، غير مطابقة للمعايير "الصحية" المطلوبة. فمما لا شك فيه أننا اليوم نعيش حرية تعبير مطلقة، حرية صحافة مطلقة، حرية فنية مطلقة. ومع إنفتاح العالم على بعضه البعض رغم الإختلاف الديني والعرقي والإجتماعي والإقتصادي والسياسي، الذي أصبح واقعاً بفضل الأقمار الصناعية والإنترنت والتكنولوجيا المعلوماتية وآخر العنقود مواقع التواصل الإجتماعي... مع هذا الانفتاح، لم تعد الرقابة على الإعلام التي تمارسها بعض الدول، ومن ضمنها لبنان، ذات قيمة حقيقية، بل أضحت من عصر ولّى، من جاهلية منسية، من دكتاتوريات عفنة...
ما زالت الدولة وأجهزتها تمنع كتباً من دخول الأراضي اللبنانية، فتقرأ سيناريوهات المسرحيات والأفلام قبل عرضها، فتحذف ما تراه غير مناسب للشعب "القاصر" لأن يقرأه ويسمعه ويشاهده.
وكانت الدولة وأجهزتها تمارس الرقابة على الإعلام لأن البلد على كفّ عفريت. الحزازيات الطائفية موجودة والتشنج السياسي في أوجه، فمن الممكن لكلمة واحدة أن تقيم الدنيا ولا تقعدها. وللقيم الأخلاقية قيمتها واحترامها. المحرمات الدينية - الإجتماعية ما زالت الشغل الشاغل للشارع اللبناني.
ولست هنا في معرض الهجوم على الرقابة في لبنان، بقدر ما أنا مقتنعة، أن لا قيمة لها على الإطلاق: فلا يمكن لأحد احتواء المشادات الكلامية التي تملأ صفحات الفايسبوك وتويتر، والتي قد تثير النعرات الطائفية وتزيد الشرخ السياسي. ومن المعلوم أنه لا يمكن السيطرة على محتوى ملايين المواقع الإلكترونية الإباحية أو المخلّة بالآداب العامة.
من هو مخوّل أن يراقب اليوم إثنان: الأهل لما يشاهده أولادهم ويقرأونه، لأن صغار السن يتأثّرون بأمور قد تضّرهم جسدياً أو نفسياً أو أخلاقياً؛ والإنسان نفسه عبر الرقابة الذاتية، فإن كنتُ صحفياً أو وسيلة إعلامية أو كاتباً سينمائياً أو مخرجاً مسرحياً...فأنا بموقع مسؤولية وعندي النضوج الكافي والخبرة الضرورية وحسّ المسؤولية اللازم لأدرك حدود اللياقة والخطوط الحمر التي أعرف رسمها، وبإتقان. فلكل عمل خصوصياته واعتباراته: فالمسرح شيء، والكتاب شيء آخر، والتلفزيون، الضيف الدائم في كل بيت، هو شأن آخر أيضاً.


 

  • شارك الخبر