hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

تفاصيل معركة أمس الحكومية

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 06:15

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كما توقّع لم يؤدِّ الانقسام حول كلمة رئيس الحكومة تمّام سلام في القمّة العربية في شرم الشيخ إلى تفجير جلسة مجلس الوزراء، فمرّت الجلسة أمس «ع سَلام»، ولو اتّسَمت بحدّة المواقف، إلّا أنّها لم تخرج عن إطار النقاش الهادئ.

وعلمَت «الجمهورية» أنّه في بداية الجلسة، طلبَ وزيرا «حزب الله» محمد فنيش وحسين الحاج حسن الكلامَ، فاعتبَرا أنّ موقف سلام لا يُعبّر عن موافقة كلّ الأفرقاء. وقال الحاج حسن: «النقطة الجوهرية هي أنّنا في حكومة وفاقية وائتلافية، ونأخذ في الاعتبار الأمور الخلافية، ومواقف الفرقاء اللبنانيين من أحداث اليمن هي مسألة خلافية ولا يجوز أن ينفرد أحد بتعبيره عن موقف لبنان الرسمي، بينما هو موقف قِسم من اللبنانيين».

وسأل: «أيّ إجماع عربي وضَع لبنان نفسَه في خانته؟ هل الدور الباكستاني والتركي هو ضمن الإجماع العربي؟ ونحن نَعتبر أنّ الحوثيين هم يَمنيون والصراع هو يمني ـ يمني، فنحن نَعتبر أنّ اليمن تتعرّض لعدوان سعودي».

فرَدَّ عليه الوزير أشرف ريفي بالقول: «آسَف أن أقول إنّكم تتصرّفون كالنعامة التي تضع رأسَها في الرمال وتتجاهل حقيقة الأمر، فأنتم تتجاهلون الدور الإيراني في الصراعات العربية.

نحن نعلم ويجب أن تعلم أنّ دور إيران خطير في المنطقة، وهو مَدَّ مجموعات في كلّ من لبنان وسوريا والعراق واليمن بالسلاح والمال، ويدير المعارك إمّا مباشرةً من خلال الحرس الثوري أو عبر المجموعات التابعة له كـ«حزب الله» و«أنصار الله»، فأنا أعتبر أنّ إيران نَقلت الصراع من عربي إسرائيلي أو إسلامي إسرائيلي إلى صراع عربي فارسي أو إيراني، وأنا كأشرف ريفي أرفض أن أعتبر أنّ الصراع سنّي شيعي، في اعتبار أنّ هناك عدداً كبيراً من الشيعة العرب لا يوالون الإيرانيين ولا يتبنّون نظريتكم ولاية الفقيه.

فواقعُكم ذكّرَنا بفصيلٍ فلسطيني اعتبَر أثناء الحرب اللبنانية أنّ تحرير فلسطين يمرّ عبر جونية، واليوم أنتم وإيران تعتبرون أنّ تحرير فلسطين يمرّ عبر العواصم العربية الأربعة، وسمعنا أخيراً عدداً من المسؤولين الإيرانيين يتبجّحون وكأنّهم يحكمون هذه العواصم أو أنّها تقع تحت سيطرتهم».

وهنا قاطعَ الحاج حسن ريفي معلِناً رفضَه هذا الكلام، فاحتدَّ ريفي قائلا: «سمعتُك حتى النهاية، وأطلب منك أن تسمعني حتى أنهي كلامي». وتابع ريفي كلامه مثنِياً على موقف سلام ومؤكّداً أنّه لا يحتاج الى موافقة أحد لأنّه يَعلم مصلحة لبنان، مستغرباً أنّ الحاج حسن ينادي بسياسة النأي بالنفس في وقتٍ يشارك فيه الحزب في القتال في سوريا. وفي نهاية مداخلتِه أكّد ريفي حِرص الجميع على التهدئة وحفظ أمن البلد واستقراره.

وتدخّلَ الوزير محمد فنيش، فسأل عن الإجماع العربي، فيما الجزائر والعراق وسوريا وعمان خارج هذا الإجماع، وقال: «لماذا لم يقف العرب مع الشرعية في سوريا ولماذا السلاح العربي لا يعرف طريقَه إلّا إلى اليمن والبحرين، وأين كان عندما تعرّضَ لبنان لأبشع عدوان في تمّوز وغيرها؟ وأين السلاح العربي من قضية فلسطين»؟

وتوسّعَت المداخلات، وكان اللافت فيها ما قاله الوزير رشيد درباس، محَذّراً من الفتنة السنّية ـ الشيعية، وقال: «كنّا نَسمع بالهلال الشيعي، بِتنا نسمع بالهلال السنّي، وإذا ما اصطدم الهلالان، تضحَك نجمة داوود».

وسأل الوزراء الوزيرَ جبران باسيل عن سبب غياب إعلان بعبدا عن خطابه في شرم الشيخ، فأوضَح لهم أنّ إعلان بعبدا لم يُعتمد في البيان الوزاري واستُعيض عنه بمقرّرات الحوار الوطني.

وكشفَت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» أنّ التباساً حصلَ بين كلمة سلام التي تُعبّر عن موقفه من موقعِه كرئيس مجلس وزراء، أمّا موقف لبنان الرسمي فجاء على لسان وزير الخارجية، وهو تشاوَر فيه مع رئيس الحكومة وأرسَل له الخطاب، ولم يعتمِده إلّا بعدما وافقَ سلام عليه، وبالتالي فإنّ موقف لبنان بالنسبة إلى أحداث اليمن هو النأي بالنفس انطلاقاً من دعم الشرعية في كلّ بلد عربي، وعدم التدخّل في شؤون الدوَل العربية، واعتماد الحلول السياسية وليس العسكرية، ولبنان مع الإجماع العربي وإلّا النأي بالنفس، إذا لم يتحقّق، وفي وضع اليمن ليس هناك من إجماع عربي.أمّا في شأن موقف لبنان من تشكيل قوّة عربية فهذا أمرٌ منفصل ولا علاقة له بأحداث اليمن، ولبنان غير ملزَم في المشاركة فيها وقرارُه اختياري».

وفي السياق، يعقد باسيل مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم، يشرَح خلاله هذا الالتباس وموقفَ لبنان ممّا صَدر عن القمّة العربية.

 

 

  • شارك الخبر