hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - روبير فرنجية

أوستراليا بلد الأحلام والطموح

الخميس ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 05:47

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بينما تضيء الصحافة الأوسترالية على النائب الأسترالي المتحدّر من أصل لبناني توماس جورج الذي خاض بنجاح الإنتخابات الأوسترالية يوم السبت الماضي في ولاية نيو ساوث ويلز وتحديداً عن مقعد ليندا ديل، مرشحاً عن الحزب الوطني، أتذكرهذا الرجل ،فهو نسيبي، ووالدته هي نهاد فرنجية الجعيتاني خالة أمي. وقد تعرّفت إليه في لبنان، وتعمّقت معرفتنا بين إهدن وسيدني خلال مشاويره الأربعة إلى لبنان وفي مشواري الوحيد إلى أوستراليا.
تفاجأت كيف يجمع الذكاء بالبساطة، والطيبة بالحنكة، ومحبته للناس وللأقارب والتقاليد، وبقدرته على أن يكون مواطناً عادياً بدون "نمرة زرقاء" في ساحة الميدان ـ إهدن. يستخدم "الأوتوستوب" للتنقّل إلى منزل قريبه فهد الجعيتاني من دون حرس وبكثير من العفوية ، فرح لأنه في بلد الأجداد والأهل والجذور. وهو كذلك بنفس التواضع وراء مكتبه في المجلس في أوستراليا، لا يخفي عفويته بالمزاح وتقليد اللكنة الزغرتاوية. وقد نجح، وهو المولود في سيدني، في تعلّم اللغة العربية، ويتحدث بلكنة سريانية قديمة.
يقول لي مثلاً "كيفك يا مووو" وهو يقصد "يا إبني" كما كانت تتحدّث المرحومة والدته أو والده نديم الجعيتاني. ثم ينادي بصوت مرتفع "حولوو.." ويقصد دعوة المارة إلى قهوة أو غداء، كما كان يفعل الناس في الماضي. أو يمازحني بكلمة "تقبرني" أو "كيفا أماك والله يرحم بياك" كما يستذكّر هذه الكلمات التي كانت تستعملها والدته.
لم أتناقش مع توماس جورج كثيراً في السياسة الأوسترالية تجاه لبنان، لكنني حين لبّيت دعوته إلى البرلمان الأوسترالي، واصطحبنا أحد أنسباؤنا في سيدني، صادف أن قام بركن سيارته في ساحة المجلس في موقف مخصّص للنواب، نظر إلي توماس وقال: أنظر إلى قريبنا فهو ولد في أوستراليا لكنه يعتقد نفسه في لبنان. وما هي إلا لحظات حتى اقترب أحد عناصر شرطة البرلمان وحرّرمحضر مخالفة. لم يبدِ توماس أي ردة فعل وقال: آسف إنه القانون يجب أن نحترمه.
ضحكت وبادرت: ولو ألا تستطيع إلغاء المحضر؟ تخيّل أننا في لبنان وفي ساحة النجمة تحديداً، وأن قريب النائب عاصم قانصو أو نسيب النائب معين المرعبي حصل على مخالفة، لكان عنصر الأمن نُقل عقاباً إلى مخفر مارون الراس أو مخافر مزارع شبعا (لو وجدت). ردّ توماس جورج وهو يبتسم: إستحق قريبنا ما ناله، وعسى أن يتعلّم درساً من ذلك.
وكما توماس جورج المسجّل في سجلات نفوس زغرتا (سايد نديم جرجس الجعيتاني مواليد 15 كانون الثاني 1948)، هكذا الوزيرة بربارة بيري التي التقيتها أيضاً على هامش زيارتي منذ سنوات إلى أوستراليا، وكان أخبرني عنها في لقاء مع وزير العدل الأوسترالي يومذاك فيليب رادوك، شارحاً لي أن بربارة التي هي بربارة عبود تيمّناً بجدّتها اللبنانية الأصل.
بربارة التي خرجت اليوم من السباق النيابي على مقعد أوبرن، قالت لي يومها: أهميتنا في هذا البلد أننا نحبه بالعمل وليس بالكلام. لا يوجد للواسطة أي مفعول. أنا اليوم وزيرة هنا في أوستراليا، لو بقيت في بلدي كنت سأبلغ في أقصى طموحي منصب معلمة في المدرسة الرسمية لبلدتي كفرصغاب، إن أوستراليا أعطتنا الحلم والطموح.
 

  • شارك الخبر