hit counter script

أخبار محليّة

المفتي دريان: لبنان الموحد لا يكون الا برئيس للجمهورية

الأربعاء ١٥ نيسان ٢٠١٥ - 12:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح المركز الثقافي الاسلامي موسمه الرابع والاربعين في دار الفتوى، برعاية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وحضوره، في حضور ممثل الرئيس سعد الحريري النائب عمار حوري، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة وزير البيئة محمد المشنوق، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز القاضي غاندي مكارم، سفير مصر محمد بدر الدين زايد، القائم بالأعمال في السفارة السعودية فواز الشعلان وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية وثقافية وعسكرية.

استهل الحفل بتلاوة آيات من القران الكريم ثم النشيد الوطني، وقدم الدكتور وجيه فانوس الحفل مشيرا الى النشاطات التي يقوم بها المركز، تلا ذلك عرض فيلم وثائقي عن المركز.

والقى رئيس المركز الثقافي الإسلامي الدكتور عمر مسيكة كلمة، رأى فيها "أن الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، تعصف بها رياح شديدة، وتنبئ بمتغيرات كثيرة وتوقعات لأمور خطيرة، وقد يكون في بعضها محاولة لتفكيك وحدة الأمة، أو إدخال المنطقة في حروب قريبة أو بعيدة، لذا يتوجب علينا أن نحصن انفسنا في تقدير هذه الرياح وصدها في الوقت المناسب".

وقال: "لأول مرة تتحول القمم العربية من مجرد الأقوال والشجب والإدانة إلى الأفعال على ارض الواقع"، مشيرا الى "تشكيل قوة عسكرية عربية تكون على أهبة الاستعداد للتدخل في حال تعرض أمن أي دولة عربية للخطر".

أضاف: "الوضع الراهن يستوجب من سائر المسؤولين والمواطنين في العالم العربي والإسلامي أن يعتبروا انفسهم في حالة دفاع وطني مستمر، انهم أصحاب الحق المصيري لإنقاذ الأمة، وعليهم ان يعملوا على تحقيق دور أساسي لمواجهة التحديات الخطيرة، وان ينطلقوا نحو نهضة واسعة، بالحكمة والقدرة لدرء المؤامرات الخارجية والداخلية، وتحقيق الخطط الكافية لصد الرياح والعواصف التي تهب علينا من كل جهة، وألا نكون قد أضعنا الفرصة الأخيرة في مواجهة المصير".

ثم قدم مسيكة للمفتي دريان درع الثقافة.

من جهته، اكد المفتي دريان "ان دار الفتوى ومفتي الجمهورية لا يحتاجان إلى إقناع لان يكون المركز الثقافي الإسلامي في قلب دار الفتوى. فقد أعلنا ليس منذ اليوم الأول، بل منذ الساعة الأولى، ان دار الفتوى مفتوحة للجميع، للعلماء، للمسلمين، للجمعيات والمؤسسات الإسلامية، لكل شخصياتنا الإسلامية، هذه الدار لكم جميعا بدون تفرقة او تمييز، ولن تكون هذه الدار قوية ومتماسكة إلا بقوتكم وتماسككم جميعا، هذه دار الفتوى، وهذا هو توجهها وهذه هي رسالتها".

وقال: "أما عن المركز الثقافي الإسلامي فهو تاريخ حافل، تاريخ مجيد من العطاء في تأصيل هويتنا وثقافتنا الإسلامية، هذا التاريخ عايشناه مع كبار أهل الفكر والعطاء والثقافة والأبداع، هؤلاء يستحقون منا جميعا أن نقف الأن كلنا وقفة لنقرأ على أرواحهم الفاتحة".

أضاف: "أمامنا جميعا تحديات كبيرة في ثقافتنا، لا بل في ديننا وفي أوطاننا، أمام المركز الثقافي الإسلامي رسالة كبيرة، فحواها ومضمونها انه مؤتمن على ثقافة الأمة العربية والإسلامية، هذه الثقافة التي تتعرض اليوم للتشويه من أعداء الإسلام، وتتعرض للتشويه أيضا من بعض من ينتسبون إلى الإسلام، هذا التشويه باتجاهاته المتعددة الفكرية والمتجه أيضا إلى الشخصية والهوية، والمتجه أيضا إلى الممارسات والجرائم الفظيعة، هذا الأمر يجعلنا جميعا نتكاتف كل على مستوى، في عمله وأدائه وجهده. المركز الثقافي الإسلامي يحمل الأن مشعل الدفاع عن الإسلام والثقافة الإسلامية، ومن هنا كان المركز الثقافي الإسلامي وسيكون في المستقبل جناح دار الفتوى الثقافي".

وأكد دريان اننا "منفتحون بأوامر الدين وباسم الدين على الناس أجمعين، الدين الإسلامي بقواعده وأصوله وتشريعاته هو رحمة، ليس للعرب فقط، وليس للمسلمين فقط، انه رحمة للعالمين، علينا جميعا أن نبلغ هذه الرسالة، رسالة الرحمة. أين هي الرحمة اليوم من بعض من يمارس وما يمارس من الفظائع والتدمير والتهجير والقتل والذبح والإحراق باسم الدين الإسلامي؟ هذه الأفعال ليست من رحمة الإسلام، هذه الأفعال ليست من الأخلاق في شيء، لان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

وقال: "أمامنا عدو تاريخي لا يمكن ابدأ أن نتغافل عنه، العدو الإسرائيلي الصهيوني هو العدو الأول، علينا نحن ان نواجه ما يخططه لنا، هذا العدو يهود القدس، يهود الأرض الفلسطينية، فلسطين هي ارض عربية إسلامية وستبقى، وستبقى القدس بإذن الله هي عاصمة كامل التراب الفلسطيني، علينا جميعا ان ندعم صمود المقدسيين في أرضهم، علينا ان نواجه ما يخطط للمسجد الأقصى ولكنيسة القيامة".

وتابع: "العدو الثاني، الإرهاب القادم الينا والى غيرنا باسم الدين او باسم المذهب، الإرهاب والتطرف موجود لدى الجميع، ولكن هذا التطرف والإرهاب قد يتصاعد حينا ويهبط حينا اخر، ولكننا نقول: نحن نرفض الإرهاب باسم ديننا الإسلامي، نرفض الإرهاب باسم إسلامنا السني، الاختلاف المذهبي لا يفسد في حبنا لبعضنا وفي إسلامنا ابدا، وهذا الأمر لا يؤثر على علاقتنا في اطار الوحدة الإسلامية. نقول "الإسلام السني" لأن الجرائم ترتكب باسم هذا المذهب، ونحن من نمثل هذا المذهب، ونقول: لن نسمح لهذا الإرهاب القادم الادعاء باسمنا أن يكون له صوت مرتفع. صوت الاعتدال، صوت دار الفتوى سيبقى عاليا فوق صوت هذا الإرهاب القادم".

وقال: "يكفي فراغا في سدة الرئاسة الأولى، نريد رئيسا لجمهوريتنا، لبنان بدون رئيس جمهورية مشلول ومعطل ومضطرب امنيا، نحن نريد ان يكون وطننا آمنا مطمئنا ومستقرا، ونريد كل مؤسسات الدولة اللبنانية الدستورية والعامة فعالة وتعمل لنفع المواطنين، ولا يمكن لنا ان نحارب ما هو قادم الينا بصورة الإرهاب الا بلبنان موحد، ولبنان الموحد لا يكون الا برئيس لجمهوريتنا يكون رمزا لوحدة لبنان واستقراره وامنه وسلامته".

اضاف دريان: "بالأمس كان لدينا قمة روحية إسلامية مسيحية، واتفقنا بعد ان طرحت عليهم ان تكون القمة الروحية مؤسسة بكل معنى الكلمة، فلا تكون اجتماعاتها عندما نريد او لا تكون عندما لا نريد. يجب أن تتحول القمة إلى مؤسسة للطوائف الجامعة الحريصة على وحدة لبنان وعلى العيش الواحد بين اللبنانيين. نريد رؤساء الطوائف ان يكون قلبهم مع كل لبنان، مع جميع اللبنانيين، مع قضايا اللبنانيين وحل أزماتهم، وهذا الأمر لا يتم إلا بـ "مؤسسة القمة الروحية"، وقد اتفقنا على ان تكون اجتماعات القمة دورية". 

وتابع: "طرحت ايضا، لماذا لا يكون هناك "بيت للعائلة اللبنانية"، يجتمع فيه كل رؤساء الطوائف، ويتداور على رئاسته كل سنة او كل ستة اشهر رئيس طائفة، كما أنشئ في الازهر الشريف في مصر "بيت العائلة المصرية" الذي يجمع علماء الازهر ورجال الدين الاقباط ضمن مؤسسة واحدة يعملون على تقريب المسافات بين أتباع الديانات، ويعملون أيضا على حل مشاكلهم بالكلمة السواء، وبالتي هي احسن، هكذا نريد ان تكون العلاقة بين الطوائف اللبنانية".

وتوجه دريان الى رؤساء وملوك العرب بالقول: "انتم في قمتكم التي عقدتموها في جمهورية مصر العربية، في شرم الشيخ، أثلجتم قلوبنا بتباشير الوحدة العربية، والتضامن العربي، الوحدة. فالتضامن العربي هو مطلبنا منذ زمن طويل، لقد أثبتم انكم أهل للوحدة والتضامن، علينا جميعا نحن العرب ان نتكاتف في ما بيننا، علينا جميعا ان نقف في مواجهة التحديات الكبيرة التي تخطط سوءا لمجتمعاتنا العربية، لن يكون ذلك إلا بوقفة تضامنية وحدوية واحدة نقول فيها للجميع "كفى تلاعبا بالأمن القومي العربي".

وختم مؤكدا "اننا مع استقرار الدول العربية وأمنها وسيادتها، نحن أيضا مع الموقف الجريء الذي اتخذه الملك سلمان بن عبد العزيز لحفظ أمن اليمن الشقيق واستقراره وسيادته".
 

  • شارك الخبر