hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

فنيش: لا يمكن إعادتنا إلى مرحلة الإستعباد والخضوع لأنها مضت بعد الثورة الإسلامية

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٥ - 18:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كرم "حزب الله" كبار السن في عائلات مدينة صور باحتفال في قاعة ثانوية صور الرسمية المختلطة، برعاية وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، في حضور رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق وفاعليات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وتربوية.

افتتح الحفل الذي كرم فيه زهاء ثلاثين شخصا، بالنشيد الوطني ونشيد "حزب الله"، ثم عرض فيلم عن مدينة صور وما قدمه المكرمون لها في مسيرة تطورها وازدهارها.

وألقى فنيش كلمة قال فيها: "هذا الجيل من الآباء والأمهات يختزل في سيرته كل حكايات الوطن منذ أن كان وطننا عرضة للعدوان، وكانت أرضه وسماؤه وأمنه مستباحا، وكان مسرحا لحروب يبغي من ورائها الذين أعلنوها تحطيم إرادة الإنسان، ومنذ أن كان وطننا يعيش صيرورة تاريخية لأمة واجهت الغزاة والمستعمرين، فهذا الجيل من الآباء وقف بإباء وصمود وشموخ، وأحيانا عاش القهر والمرارة والإنكسار، ولكنه بقي في نفسه يعيش العنفوان والشموخ، ولم تنكسر إرادته، ولم تهن كرامته، ولم تلن عزيمته، بل حول كل هذه التحديات والمرارات إلى تجربة وعصارة عمر، واستفاد منها كي يربي الأبناء على ثقافة فيها من التسامح والحب للآخر، كما فيها من العنفوان والإستعداد للعطاء وبذل الأنفس دفاعا عن الحق وصونا للحرية والكرامة".

أضاف: "في مسيرة طويلة مرت في تاريخ هذا الوطن كنا نفتقد للأمن ونعيش الخوف ولم نشعر بالطمأنينة لا في بيوتنا ولا في قرانا، وكنا نجد في عيون آبائنا كل ألوان الغضب والشعور بالقهر، ولكن كنا نتعلم منهم كيف نصبر على الإبتلاء، ونواجه التحدي ونقتدي بسيرة أئمتنا التي هي سيرة الرسالة والنبي، وسيرة علي في عدالته وانحيازه الدائم للحق دون مساومة وتهاون وتراجع، ونقتضي بالحسين رافضا لبيعة الحاكم الظالم الجائر حيث قال "فمثلي لا يبايع مثله"، ولا نرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما. ان هذا التعلق برسالة النبي والإرتباط بسيرة أهل البيت، وبكل أئمة أهل البيت في كل مسارهم الجهادي والثقافي والتربوي والأخلاقي المجسد لرسالة نبينا، إنما نهلناها وتعلمناها من هؤلاء الكبار، حتى نشأ جيل من المجاهدين صنع لأمتنا العزة، وسجل لهذا الوطن مكانة ودورا وانتصارا على أعتى قوة في الشرق الأوسط، وهزمت إسرائيل التي كادت أن تصبح أسطورة، وكدنا أن نصدق أننا أمة لا نعرف إلا الهزيمة، وأن الهزيمة قدرنا، وأننا لا نملك إرادة المواجهة ولا الإستعداد للاستفادة من التجربة، ولا إمكانية التضحية والصبر، فكل هذه المقولات تحطمت بالثقافة والتربية وبإرادة هؤلاء المجاهدين الذين تربوا في مدرسة الإسلام على يد هؤلاء الكبار من الآباء والأمهات".

وتابع: "ان ما تحقق هنا في لبنان من انتصار المقاومة على العدو الإسرائيلي ليس أمرا بسيطا، بل هو بداية تحول في مستقبل لبنان الذي بات يعيش أبناؤه حالا من الطمأنينة والثقة بقدرة المقاومة بعد طول اختبار، وبعدما أثبتت المقاومة وقادتها وقائدها صدقية في إدارة الصراع، وفهم معادلاته والإعداد والإستعداد لمواجهة التحديات والمخاطر، فبات العدو الإسرائيلي يشعر بمعادلة الردع، وبات يضيق بقدرة المقاومة على محاصرة دوره، بل بات يشعر ويستشعر مع الذين دعموه بخطورة انتشار هذا النهج. ان ما يشهده عالمنا العربي والإسلامي اليوم بعدما تكشفت الحقائق كنا نستبشر به خيرا منذ البداية، لأنه تعبير عن صحوة شعوب، بل عن صحوة أمة وعن يقظتها، وتعبير عن اقتداء بنهج أرسته المقاومة ببطولات مقاوميها ودماء شهدائها، وهو نهج كسر حواجز الخوف والثقة بالذات والعودة إلى الأصالة والهوية، وامتلاك الإرادة والإلتزام بمشروع ونهج، وفهم الحياة على أساس رؤية واضحة لأناس يعيشون الحياة عيش الكرامة والحرية والعزة".

وقال فنيش: "لا يمكن لأحد أن يعيد شعوبنا إلى مرحلة الإستعباد والخضوع، فهذه مرحلة مضت بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران التي هي شوكة في عيونهم، ومع تجربة المقاومة في لبنان ومع الصمود الرائع في سوريا، ومع هزيمة المشروع الأميركي في العراق لا يمكن لأحد أن يعيد عجلة الزمن إلى الوراء، فهذه الشعوب عرفت معنى الحرية، وأدركت قيمة نهج المقاومة، وهي اليوم منخرطة في هذا المشروع، مهما طال الزمن".

وفي الختام وزعت الدروع التقديرية على المكرمين.
 

  • شارك الخبر