استهجن الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل ما ورد على لسان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من ردّ على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ، معتبراً أنّ هذا الكلام لا يُقال لدولةٍ عُظمى مثل روسيا، ولا يمكن أن يخرج عن لسان وزير خارجية المملكة العربية السعودية إلا من باب المزاح السياسي أو من باب قلة الخبرة وليس أكثر، وتوجّه إليه بالقول: "كلامُك لا يُصرَف في روسيا.
واعتبر أبو فاضل، في حديث تلفزيوني، أنّ الحرب على اليمن قد اصطدمت بحائطٍ مسدود اسمه الهدوء الإيراني والنَفَس الطويل للجمهورية الإسلامية في إيران، وكذلك بالمقاتلين الحوثيين من جماعة "أنصار الله"، والألوية التي لا تزال تأتمر بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقال: "من الظاهر يبدو أنّ الحرب كأنها حرب مذهبية وطائفية بشكلٍ كامل، لكن من الداخل اليمني، فإنّ النظرة تبدو مختلفة تمامًا، وعلى التحالف العربي – السنّي أن يعيد حساباته لأنّ الحرب طويلة طالما ترفض باكستان ومصر الدخول البرّي، في حين يبدو أنّ السودان مستعدّة لإرسال جيوش بعد تحريضٍ من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو في النتيجة فخٌ كبيرٌ للمملكة العربية السعودية ودول الخليج".
وأشار أبو فاضل إلى أنّ باكستان خرجت أمس من التحالف عندما أعلنت أنّها هي ترسل جيوشًا في حال تعرّضت السعودية إلى هجوم، ومصر العروبة ملتهية في الداخل مع الإخوان المسلمين الذين خسروا السلطة ولم يبقَ أمامهم إلا قتال الدولة المصرية برئاسة الفريق عبد الفتاح السيسي.
ورداً على سؤال، قال أبو فاضل: "قد يظنّ بعض الدول العربية وغيرها أنه باستطاعته أن يرفع العصا ويهزّها بوجه روسيا لكنّ العمر له حق، وقد نسوا أنّ روسيا العظمة وروسيا القوة والقوية لم ولن تترك سوريا كرمى لعيون أحد أو لدولارٍ أو لريال، فلسوريا موقعٌ ودورٌ ريادي في العالم وفي روسيا تحديدًا، لذلك على المراهنين على إسقاط الدور الروسي بإسقاط سوريا أن يفتّشوا عن عملٍ جدّي يفيد دول المنطقة واستطرادًا الدول العربية".