hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

محاضرة "طرابلس في شبكة مدن المتوسط" في جامعة بيروت العربية

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٥ - 10:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إستضاف رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور عمرو جلال العدوي البروفسور الدكتور أنطوان قربان في لقاء عن "طرابلس في شبكة مدن المتوسط".
حضر اللقاء، في حرم الجامعة بطرابلس، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا النائب محمد الصفدي، الدكتور سعد الدين فاخوري ممثلا النائب روبير فاضل،الوزير السابق عمر مسقاوي، المهندس عمر الهوز ممثلا رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، عبد الغني كبارة مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال، الدكتورة زهيدة درويش الأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، رئيس ملتقى التضامن الإقتصادي النقيب عامر إرسلان، رئيسة تجمع سيدات الأعمال ليلى سلهب كرامي، رئيس جمعية في وزارة الثقافة والتنمية الدكتور طلال الخوجة، رئيس دائرة الشؤون الإجتماعية ماجد عيد، رئيس جمعية متخرجي جامعة بيروت العربية في الشمال أحمد سنكري وحشد من الأساتذة الجامعيين وممثلي الهيئات والفاعليات ومهتمين.
بداية النشيد الوطني اللبناني، ثم نشيد الجامعة. قدم اللقاء نائب رئيس الجامعة لشؤون فرع الشمال الدكتور خالد بغدادي، ثم تحدث الدكتور قربان "عن مدينة طرابلس كنموذج مميز عن ما أسميه المدينة الكونية في المتوسط وهو تعبير يدل على إطار العيش الواحد في المجتمعات غير المتجانسة دينيا أو عرقيا، فالقول بأن للمتوسط ضفتين يعني تصويره كهوة تفصل بين عالمين أوروبا شمالا والعالم العربي جنوبا، ولكن القول بأن للمتوسط ضفة واحدة تحيط به من جميع الجهات يعيد لبحرنا الصورة التي لطالما كانت له: صالون لقاءاتنا، منزلنا المشترك، الحيز الواحد لعيشنا معا ومهد الكوزموبوليتية التي إبتكرتها امبرطوريات المتوسط، وعندما نتكلم عن المنطقة الأورومتوسطية فيبدو لنا تقليديا أن هذا المفهوم يشمل البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط دون سواها ولكن نظرا للتحولات والتغيرات في عالم اليوم فإن الحد الجغرافي للأورومتوسط هو أوسع بكثير مما كان عليه سابقا إذ اصبح يشمل فضاء جغرافيا شاسعا".
ثم تناول "نموذج المدينة المتوسطية كطرابلس وهي مدينة عائلة والدتي (حي النوري) منذ قرون ومسقط رأسي ولكن أيضا مدينة بيروت مركز إقامتي وعملي ومركز السجل العدلي لعائلة أبي، وبالنسبة لي لم تزل طرابلس هي المدينة الأم التي أسماها أمبرطور بروسيا وليم الثاني صاحب ساعة ساحة التل (لؤلؤة التاج العثماني)".
وأجرى الدكتور قربان مقارنة بين مدن البندقية والقسطنطينية وطرابلس وصور مشيرا إلى "أن الإنتماء المديني المتوسطي قائم على ثلاث ركائز هي نمط الفينيقية ونمط الهيلينية ونمط الرومية وهي الركائز للعيش المشترك والقاعدة التي بني عليها لبنان الذي هو مبدئيا رسالة سلام هذه الرسالة المهمشة اليوم بشكل كبير"،وقال "فما يشكل ركيزة أساسية لبلدي ناتج عن إستمرارية وصمود عنصري العيش المشترك اللذين يتخطيين إطار الزمن أي المسامحة والمصالحة، فلبنان الرسالة هو سلسلة متجددة بإستمرار من المصالحات بين ثقافات وروحانيات المتوسط بين أوروبا والعالم العربي أو بين الشرق والغرب بين الديانات التوحيدية وهذا ما أصر عليه البابا بنيديكتوس السادس عشر في خطاب الشهادة الذي ألقاه في بيروت في أيلول 2012 في القصر الرئاسي بأنه (وحده الصفح الذي يؤخذ ويعطى يضع الاسس الدائمة للمصالحة والسلام للجميع)".
وتابع: "منذ العام 1975 تحاول مدينتا طرابلس وبيروت الصمود من خلال صد التأثيرات المدمرة، حيث كان غسان تويني، على غرار ماكيافيللي في الحقيقة، مدرك لهشاشة الجسد المديني وأن المدينة قابلى للمرض فالموت، وكان مدركا لرهان هيمنة الشمولية التي قد تقضي على العيش المشترك والتي أسماها جاك بوشار بمعركة الإقليم.
وقال: "هذا الرهان ينطوي على أزمة عميقة يواجهها العالم العربي اليوم، فالصراع بين المدينة والإقليم هو طريقة أخرى لتصوير التناقض بين الفرد والمجموعة، بين المواطنية والهوية"، معتبرا إن "أي شكل من أشكال الهيمنة يفترض تحويل المدينة إلى أقاليم وبالتالي تفكيكها، فالعصبية محرك الحروب الإنتمائية ولا تتوافق بالتالي مع الإنتماء المديني، والجماعة هي ام الولد غير الناطق، أما المدينة فهي والدة الفرد الذي يتمتع بنهائية محددة مما يمنحه كرامة غير قابلة للاختزال".
وقال "لقد شهدنا منذ العام 1975 على إستشهاد بيروت وطرابلس قتلا، وقد شهدنا على قتل المدينة في ساراييفو ودول البلقان، وها نحن نشهد اليوم على قتل المدينة الذي يتم تنفيذه في سوريا على صعيد مروع، ويترافق قتل المدينة دائما مع التطهير الأتني والإبادة الإتنية والقتل الجماعي، ولطالما كان قتل المدينة تعبير عن (أنا) جماعية متضخمة هي من حيث الأساس معادية للآخر وبالتالي للعيش معا".
ورأى أن لبنان "تتنازعه رؤيتان على غرار العالم العربي بمجمله، لا يمكن التوفيق بينهما: المنحى الإنتمائي بشكل مشروع تحالف للأقليات ،والمنحى المواطني الذي يرتكز على الثقافة الإنسانية الشاملة، وللوهلة الأولى يبدو أن المنحى الإنتمائي هو الأقوى، فهو يتسبب بتشويه تقليد العالمية بمجمله الذي تتسم به منطقة المتوسط، وهو ليس مجرد كابوس جيوسياسي، إنه كابوس قضائي لأنه في الفكر الإنتمائي لا وجود للمنحى الإنساني وللانسان، ولا شك أن الإقليمية والإنتمائية هما أكبر المخاطر المعاصرة التي تواجهها العولمة.
وختم: "عند قراءتنا لوسائل الإعلام يظن البعض ان الوضع في الشرق الأوسط يقتصر على المحافظة على وجود الأقليات الديموغرافية الدينية، فالجميع قلق إيزاء مصير المذاهب المسيحية الشرقية ويكاد يتناسى المجموعات الأخرى الدينية أو الإتنية أو اللغوية وطبعا هناك مكونات جماعية عديدة ومتعددة في العالم العربي، ولكن هنالك ايضا إنسان عالمي في العالم العربي، وهنالك أقلية واحدة في كل من دول العالم العربي هي التي يجب مساعدتها وليس لهذه الأقلية لون طائفي ،لأنه لون جميع هؤلاء الرجال والنساء الحريصين على كرامة كل شخص، إنها أقلية الرجال الأحرار أهل مدينتي طرابلس الطيبين الذين يفترض عليهم أن يتشرفوا بمواطنية ترتكز على القانون وليس على الهوية ،وهذه هي الثقافة الإنسانوية أو الإنسانية الشاملة التي تشكل حجر الزاوية لنظام الغد السياسي في منطقة المتوسط".
أعقب ذلك حوار ونقاش حول موضوع اللقاء ومضمونه.

  • شارك الخبر