hit counter script
شريط الأحداث

الخيانة الزوجية... «المتعة» المدمّرة

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٥ - 07:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الخيانة، سواء أكانت من الزوج أو الزوجة، غير مقبولة إطلاقاً على الصعد الاجتماعية والأخلاقية والحقوقية. ولا يشعر الخائن بالرضى عن تصرّفاته، لأنه يعلم في قرارة ذاته أنّ ما يقوم به لا يبني عائلته بل يهدمها شيئاً فشيئاً. وبسبب الخيانة ينتهي أمر الكثير من الزيجات بطريقة مأسوية. ولكن ما هي الخيانة؟ لماذا يخون الشريك شريكه؟ وهل صحيحٌ أنّ الملل يسبّب الخيانة، أم أنّها تنتج عن البحث عن إثارة جديدة، أم هي فقط نزوة عابرة؟ ...وهل تكون أسبابها نفسية بحتة؟

• ما هي الخيانة؟

من الأسئلة الشائعة التي تطرح على الأزواج هي: «ما هو أصعب ما تواجهه الحياة الزوجية»؟ وإجمالاً يُجمعون على أنّ «الخيانة الزوجية هي من أصعب الأمور التي تمرّ بها الحياة الزوجية».

فالخيانة لا تكتفي بتدمير الزواج وحسب بل أيضاً تسبب الكثير من الآلام النفسية ناهيك عن الجروح التي يمكن أن تبقى «حجر عثرة» في طريق المصالحات. وبالتالي هي فعل مسيء وعادة سلبية لا إيجابيات فيها أبداً ويمكن أن تؤدي إلى تفكك العائلة والطلاق.

لا فرق بين الخيانتين

وغالباً ما يتساءل الناس أيّ خيانة هي الأصعب: أهي خيانة الزوج للزوجة أو بالعكس خيانة المرأة لزوجها؟ بالنسبة إليّ، كمحلل نفسي ومتخصص في الأمراض النفسية، أعتبر أنْ «لا فرق بين هاتين الخيانتين، فالخيانة خيانة لو مهما كان مصدرها». وهناك عدد من الدراسات والتفسيرات الذي يقلص الخيانات ويعتبر أن وتيرة خيانة الزوج للزوجة هي أكثر بكثير من وتيرة الخيانة النسائية.

والسبب، أنّ الرجل لا يحتاج إلى مشاعر وحب عند ممارسته الجنس مع امرأة أخرى، في حين أنّ المرأة بطبيعتها، تحتاج إلى الحب والأمان. ولكن لا يمكننا تعميم تلك التفسيرات، لأنّ الرجال يحتاجون بدورهم إلى العطف والحب عند ممارستهم الجنس.

أسباب الخيانة

وبعد تحديدنا مفهوم الخيانة والتفريق بين الخيانة الذكورية والأنثوية، نتساءل: ما هي أسباب الخيانة؟ ونلخّصها بالنقاط التالية:

- العلاقة المتوترة بين الزوجين وعدم توفر جوٍّ هادئ وممتع في البيت، وهذا ما يدفع أحدهما أو كلاهما إلى الخيانة إما انتقاماً أو ببساطة للتعويض عن نقص الحب والحنان.

- المتعة في ممارسة الجنس مع شخص آخر. وهنا نلاحظ أنّ الخائن يمارس الجنس بطريقة مختلفة عن كيفية ممارسته مع الزوج / الزوجة، لأسباب كثيرة غالبيتها تصب في خانة التنويع والتعديد.

- وجدت بعض الدراسات أنّ الخيانة تنبثق من شخص ترعرع في جوّ كثرت فيه الخيانة الزوجية، مؤكّدةً أنّ «الوالدين هما المثال الأعلى للطفل، فإذا خان أحدهما قد يخون الطفل لاحقاً».

- يعتبر بعض المعتقدات الاجتماعية أنّ المتعة هي من حقّ الزوج، فهذا التفكير الذكوري خاطئ ويؤدي إلى تدمير العلاقة الزوجية.

- شعور الخائن بأنه لا يزال شاباً ويمكنه «اصطياد» ما يريد، بغضّ النظر عن تبعات تصرفاته «الصبيانية» وغير الناضجة.

- تزداد نسبة الأنانية عند الخائن خصوصاً بعد تقدّمه في السنّ إذ يحتاج في هذه المرحلة إلى الإطراء والكلام الجميل، وإذا لم يحصل عليهما في منزله فإنّه سيبحث عن ذلك في مكان آخر.

- عدم وجود المحبة بين الزوجين وهذا ما يدفعهما إلى الخيانة أيضاً.

- عدم الشعور بالرضى عن الذات وعدم وجود اهتمام من الطرف الآخر، وهذا ما يسبب الخيانة والبحث عن المتعة خارجاً.

• كيف يمكن تقليص الخيانة الزوجية؟

في هذا السياق، وقبل حدوث أيّ خيانة ننصح الزوج والزوجة بالتفكير أكثر في تصرفاتهما ضمن العائلة ومع أولادهما ومع بعضهما بعضاً. ومن تلك النصائح نذكر:

- نطلب من الزوجة الاهتمام بزوجها كما تهتم بأولادها. إذ نلاحظ أنّه بعد مرور بعض الوقت على الزواج، «تنسى» الزوجة زوجها وتصبّ كل اهتمامها على الأولاد. وإنّ هذا التصرف غير مقبول إطلاقاً لانّ الزوج كالأولاد فرد من هذه العائلة وهو بحاجة إلى الاهتمام والرعاية مثلهم.

- على الزوج والزوجة الاهتمام ببعضهما بعضاً على الصعيد الجنسي. فالحياة الجنسية لا تنتهي عندما تتكوّن العائلة، بل يجب الاستمرار فيها وتأمين الجوّ الرومانسي للطرف الآخر.

- الملل يقتل الحياة الزوجية، لذا على الزوجين تأمين جوٍّ ممتع ومفرح ليس فقط للأطفال من خلال تنظيم حفل عيد ميلادهم أو سهرة صغيرة لهم مع أصدقائهم، بل تأمين جوّ ممتع لكل منهما بعيداً من الهموم اليومية ومشاغل الحياة وشؤون البيت وتربية الأطفال. في هذا الصدد، يمكنهما التخطيط لمشروع شهري أو أسبوعي يشاهدان خلاله فيلماً سينمائياً أو يحصلان على عشاء رومنسي. بهذه الطريقة البسيطة، سيشعران بأنّ حياتهما وحبّهما ما زالا موجودين.

- تكون الشخصيات أو المكوّنات الشخصية «مزعجة» للطرف الآخر، فيبحث هذا الأخير عن شخص آخر يشعره بالأمان والراحة. في هذا الصدد يمكن الطلب من الطرف «المزعج» والمتذمّر ذات الصوت العالي وصاحب الأوامر التي لا تنتهي، تغيير تصرّفاته. وبما أنّ هذا الأمر ليس سهلاً، يمكن طلب مساعدة طرف متخصّص بالمشكلات العائلية لمساعدة الزوجين على تخطّي الخلافات بينهما.

- بالنسبة إلى الزوج أو الزوجة المهملَين لمظهرهما الخارجي أو ملابسهما، فعليهما إيلاء اهتمام أكبر بالنظافة والمظهر لأنّ إغفالهما يؤدّي إلى الخيانة.

الجمهورية-د. أنطوان الشرتوني
 

  • شارك الخبر