hit counter script

مقالات مختارة - خالد ممدوح العزي

روسيا وعاصفة الحزم

الإثنين ١٥ آذار ٢٠١٥ - 06:43

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

العربي الجديد

لم يكن رد فعل روسيا طبيعياً على العملية العسكرية التي قامت بها السعودية ودول التحالف المشارك في عاصفة الحزم، بل جاء الرد مباشرة من وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، أثناء جولته في أميركا من غواتيمالا، بأن رد فعل الولايات المتحدة التي تدعم الرئيس اليمني الهارب، ولم يكن لديها أي اهتمام بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش الذي تعرض لعملية انقلاب، ما يدل على ازدواجية المعايير التي تستخدمها في التعاطي مع الأمور.
ورغم المعايير المختلفة في التعاطي مع الأوضاع، فإننا نرفض الانزلاق في المستنقع، لذا تسارع روسيا لإطلاق صرخات التحذير، لكي لا تذهب اليمن في إطار أوكرانيا نفسه، بل حاول التأكيد بأن المصالحة هي الطريق الوحيد لجمع شمل الشعب والدولة، كي لا تتحول اليمن إلى دولة فاشلة، كما حال أفغانستان. طبعاً هذا التوجه الروسي نابع من عدم الرضا الروسي على تنفيذ هذه العملية التي قامت بها السعودية.
وكانت سيطرة الحوثيين على اليمن، وإفساح المجال لسيطرة إيران حليف الروس على باب المندب، ستسمح للروس أكثر باستخدام هذا الممر البحري لتصدير النفط إلى مناطق وأسواق عالمية، تخفف الأعباء الاقتصادية والجمركية عن كاهل الاقتصاد الروسي الذي يعاني من الحصار، بالإضافة إلى منع المنافسة مع نفط الخليج الذي يشكل منافساً فعلياً للبترول الروسي المصدّر إلى الأسواق العالمية الذي سيقع تحت رحمة التهديد الإيراني الذي يبتز العالم من جديد، من خلال أهمية السيطرة على هذا الممر المائي.
وقد ذكرت صحيفة الكومير سانت الروسية، في 27 مارس/آذار الجاري، أن الصدمة كبيرة من تدخل العربية السعودية في عمليتها الواسعة ضد الحركة الحوثية، وأن المشكلة تطورت بعد سيطرة الجماعة المتمردة (الحوثيين) على نصف الأراضي اليمنية، وبدعم مباشر من منافس المملكة الجيو-سياسي الجمهورية الإيرانية.
ويعتبر تدخل المملكة العربية ودول الخليج المباشر في اليمن مدخلاً لإيران لدعم حلفائها. لكن، بعد تصريح أوباما عن تقديم الدعم اللوجستي للتحالف، كما يبدو أن العصا في اليمن تلوح لإيران. وسيجعل هذا التدخل، برأي الخبراء والساسة الروس، من اليمن ساحة مفتوحة للمواجهة بين البلدين في العالم الإسلامي. فيشدّد الروس أن العملية العسكرية الواسعة من الحلفاء العشرة ضد اليمن لم يتم التنسيق بشأنها مع الأمم المتحدة، ولتنفيذ مثل هذا العمل العسكري يجب التشاور مع الأمم المتحدة، وهي التي تنسّق عمليتها، إذا تم التوافق عليها.
وأنذر نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر لوكوشفيتش، أميركا والدول التي شاركت في الحملة بفتح المنطقة على مصراعيها، وبعد أيام. ومن جهة أخرى، أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصالاً مباشراً مع نظيره الإيراني، حسن روحاني، لمعرفة موقف إيران المستجد، ومن ثم كانت الإشارة إلى الإسراع بإنهاء العملية العسكرية، والذهاب نحو حل سلمي يرضي الجميع في إطار الأمم المتحدة.
 

  • شارك الخبر