hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

المفتي دريان: ممنوع على حوار المستقبل وحزب الله أن يتوقف

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٥ - 17:45

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حفل افتتاح مسجد الامير الراحل الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، الذي أقامته "الجمعية الاجتماعية" في شحيم ظهر اليوم، بمساهمة من كريمة الراحل الشيخة جمايل الصباح.

حضر الحفل النواب: عماد الحوت، محمد الحجار، علاء الدين ترو، ممثل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط وكيل داخلية الحزب "التقدمي الاشتراكي" في اقليم الخروب الدكتور سليم السيد، منير السيد ممثلا النائب نعمة طعمة، صياح فواز ممثلا النائب ايلي عون، ممثل السفير الكويتي في لبنان قنصل الكويت عبد الكريم الأصقه.

كما حضر: مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، المدير العام لوزارة المهجرين احمد محمود، العميد معين شحادة ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، أمين النبهان ممثلا الشيخة جمايل سعد العبد الله الصباح، الشيخ نجيب البعيني ممثلا مؤسسة "العرفان التوحيدية"، نائب الامين العام "للجماعة الاسلامية" مصطفى خير، محافظ جبل لبنان في "الجماعة الاسلامية" في جبل لبنان المهندس محمد قداح والمسؤول السياسي عمر سراج، عضو المكتب العام للجماعة الشيخ احمد عثمان، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي محمد منصور وقضاة ورؤساء بلديات ومخاتير ومشايخ وشخصيات.

الحاج شحادة

بعد النشيدين الللبناني والكويتي وآيات من الذكر الحكيم، وترحيب من طلال القشوع، ألقى رئيس "الجمعية الاجتماعية" الشيخ احمد الحاج شحادة كلمة شكر فيها المفتي دريان على "رعايته ودولة الكويت والشيخة جمايل الصباح"، واكد "ان الجمعية تسعى لنهضة وتنمية المنطقة وخدمة المجتمع المحلي".

وقال: "نجتمع لنفتتح مسجدا مباركا باذن الله، يحمل معاني سامية لروح الآخاء والمحبة بين الشعبين اللبناني والكويتي، هذه الروح التضامنية والانسانية التي تنبع من قلوب المؤمنين في كلا البلدين الشقيقين تتوج الان مسجدا مباركا يعبد فيه الله دون سواه".

النبهان

ثم تحدث النبهان، فأعرب عن "سروره لافتتاح مسجد الأمير الشيخ سعد العبد الله الصباح في بلدة شحيم"، ناقلا "تحيات الشيخة جمايل الصباح"، مشيرا الى "انها كانت حريصة على دعم هذا المشروع في منطقة شحيم في جبل لبنان، لكن الظروف حالت دون حضورها"، مؤكدا "حرصها على دعم الجمعية الاجتماعية في شحيم لإنجاز المشروع"، معتبرا "انه مشروع استراتيجي في المنطقة نظرا لسمعة وشفافية الجمعية من خلال التعاون معها في مشاريع سابقة تنموية وثقافية"، مثنيا على "الجهود في تحقيق المشروع"، خاتما بقول الرسول: "من بنى مسجدا يستقي به وجه الله، بنى الله له بيتا في الجنة".

دريان

وألقى دريان كلمة قال فيها: "اهديكم تحياتي وخالص تقديري على هذا اللقاء الجامع الذي يعكس صورة الاقليم، صورة الجبل الاشم، جبل لبنان، ويعكس ايضا صورة العيش الواحد والمحبة والتآلف في هذا الاقليم. من دواعي سروري وفرحتي واعتزازي ان اكون اليوم بينكم لمشاركتكم في افتتاح بيت من بيوت الله ودار من دور العبادة التي توصل الى الله. بيت الله هو بيت الايمان والتقوى والاجتماع والمحبة والالفة، هو البيت الذي يصدح من جنباته تكبيرات "الله اكبر" مدوية من هذا المسجد الذي نفتتحه اليوم ليكون هذا الصوت مدويا في كل الاقليم".

ورأى أن "دور المسجد في الاسلام هو دور كبير وعظيم لاهميته، كان اول عمل قام به النبي، ان اقام هذا البيت في المدينة المنورة ليكون رمزا ومكانا للعبادة الخالصة لله. قبل ان ياتينا النبي مجتمعه العادل القائم على وثيقة العيش الواحد في مجتمع المدينة المنورة، مهد لهذا كله ببناء المسجد. الانطلاقة الاولى لاي عمل اسلامي واجتماعي ولأي انطلاقة معنوية للمسلمين وللمجتمع الاسلامي يجب ان تكون انطلاقتها من المسجد. هذا هو دور المسجد امساك المبادرة في كل الامور العائدة للمسلمين وتجميع الناس عليها والانطلاق فيها الى المجتمع الكبير. هذا هو مجتمع المسجد وهذه هي رسالة ودور المسجد، انها تربية قرآنية نبوية اسلامية".

وقال: "ان افتتاحنا لهذا المسجد في شحيم في قلب الاقليم، سيكون منارة لاشعاع المحبة والنور والهداية واخراج الناس من التوترات التي قد تحدث بين الحين والاخر، وسيكون بيئة حاضنة للتسامح الاسلامي وللاخوة الاسلامية ولوسطية الاسلام واعتداله وتسامحه وانفتاحه على الاخرين والقبول بهم ايضا، لاننا جميعا ينبغي ان نكون في هدي الاوامر الالهية التي تدعونا لان نكون مبلغين لدعوة الاسلام. هذه الدعوة العالمية التي ينبغي علينا جميعا ان نوصل صوت عدلها واعتدالها الى العالم اجمع".

وإذ سأل "اين هي الرحمة اليوم ممن يقوم باسم الاسلام بذبح واحراق المسلمين وغير المسلمين؟، قال: "انهم يفعلون ذلك بادعاء كاذب. انهم باسم السلام والاسلام بريء منهم ومن افعالهم وممارساتهم".

أضاف "منذ 15 ايلول الماضي توجهت الى المسؤولية، وهذه لا اعتبرها مصدر شرف او تكريم لي، انها مسؤولية وامانة وضعت بين يدي وفي عنقي، وقلت في اليوم الاول اني لن اخالف تعاليم الدين الاسلامي في اداء هذه الامانة. انا مطالب بالحفاظ على وحدة المسلمين، ومن اراد ان يفرق المسلمين فليتنحَّ جانبا، لا مكان بيننا للفرقة والتشرذم والتفرقة والانقسام. نحن رمز الاعتدال، ونحن الذين نحافظ على الوحدة الاسلامية ليس فقط بالشعارات، انما ايضا بالممارسات. منذ اليوم الاول لاستلامي منصب الافتاء، قلت تعالوا لنتصارح ونتصالح، لقد كان منا في بعض الاحيان والفترات غلو، وكان من الاخرين في فترات كثيرة ايضا غلو، تعالوا نتصارح في ترك الغلو ونكون معا في خطاب معتدل يجمع ولا يفرق ويضع مصلحة المسلمين على اختلاف مذاهبهم فوق اي اعتبار".

وتابع "تمر منطقتنا العربية في ظروف صعبة وحرجة ودقيقة، ولا مجال في اطار هذه الظروف ان يستعر الخطاب المذهبي، علينا جميعا ان نمنع حدة الخطاب المذهبي المقيت، الذي يؤسس لفتنة مذهبية لا تبقي ولا تذر لا يستطيع احد في لبنان وفي الوطن العربي وان يتحمل مسؤوليتها. نحن مأمورون بالحافظ على كرامتنا. من هنا اقول تعالوا في هذه الظروف الصعبة نلتئم ونتوحد ونكون بالفعل مسلمين لا بالشعار بل بالفعل والممارسة، هذا الكلام اقوله من منطلق ايماني اسلامي وجداني، لا اتكلم به عن طريق المصالح الانية، انه خيار لنا ان نتوحد ونتماسك".

وتوجه الى العرب بالقول: "من قلب اقليم جبل لبنان، اقول لكم باسم اللبنانيين جميعا، وباسم المسلمين على وجه الخصوص، نعم نحن مع الوحدة العربية ومع التضامن العربي، نحن مع اتفاق العرب بانشاء قوة عربية مشتركة للدفاع عن الامن القومي العربي، نحن مع المحافظة على سيادة الدول العربية، وعلى حل لخلافات في ما بينها بالحكمة والموعظة والوسيلة السلمية، التي يمكن ان تجنب اراقة الدماء، لكننا ايضا مع الحزم ليس عاصفة واحدة العواصف لحماية مقدرات العرب والامن العربي، نحن العرب مددنا ايدينا كثيرا للتصالح والتفاوض والدعوة الى العيش الواحد بين مكونات العيش العربي. في اليمن رفضوا المبادرة السلمية فكان القرار الحازم، ونحن سبق وايدنا هذا القرار الحازم الشجاع الصائب من اجل وحدة اليمن واستقراره وسيادته".

وتناول الوضع في لبنان فقال: "نحن في لبنان خيارنا جميعا ان يكون التوافق ليس ضرورة بل هو خيار، نحن مع الحوارات التي تؤدي الى نتائج ايجابية تحفظ بنتائجها استقرار هذا البلد ووحدته وامنه وطمأنينة مواطنيه. نحن في لبنان بلد منذ اكثر من تسعة اشهر بلا رئيس، لقد عانينا هذه المدة الطويلة غير المقبولة بدون رئيس للجمهورية، لذا من قلب الاقليم ومن شحيم، ندعو الجميع الى التوافق لانجاز الاستحقاق الرئاسي صونا للبنان، لأن استمرار الشغور في موقع الرئاسة الأولى يهدد أمن لبنان واستقراره والدولة في قيامها في لبنان".

أضاف "نعم فليتحاور تيار المستقبل مع حزب الله، وممنوع على هذا الحوار ان يتوقف، نحن نعول كثيرا على هذا الحوار، ولكن في الوقت عينه ننتظر سريعا من هذا الحوار الكثير من التفاهمات التي تريح لبنان من أزماته، صحيح الى الآن، كانت هناك نتائج ايجابية، لم يعد هناك تشنج مذهبي، ولكن علينا ان نحصن هذا الواقع بمزيد من التقدم في هذا الحوار".

وتابع "أحيي مبادرات الجميع التي صدرت في الآونة الأخيرة، لأن الحوار سيبقى مستمرا، ويجب ان يستكمل هذا الحوار بحوار آخر مسيحي - مسيحي، وبحوار آخر جامع بين الفرقاء السياسيين، لأن هذا الحوارات ان حسنت النوايا فيها، سيكون لبنان بإذن الله بلدا آمنا ومستقرا وسيدا وحرا، يعيش فيه اللبنانيون بجميع طوائفهم وانتماءاتهم بتفاهم وتوازنات يتفقون عليها".

وتقدم ب"الشكر الجزيل لآل الصباح الكرام، لعائلة الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح على اهدائه للبنان هذا المسجد"، مؤكدا أنه "سيبقى هذا المسجد في صحيفته يوم القيامة، لأنه من الصدقات الجارية، وأقول لكريمته شكرا على هذا العمل القيم الخير، وأسأله تعالى ان يكون لكم الأجر العظيم يوم القيامة، ليس بيتا، بل قصور في جنات الخلد، فشكرا لدولة الكويت الشقيقة الصديقة، وأنقل عبر ممثليها في هذا اللقاء سعادة القنصل، فالكويت لها أفضال كبيرة على لبنان، فهي وقفت الى جانب كل اللبنانيين ولم تتوان ابدا في مساعدتهم والتخفيف من وقائع الأزمات التي عانوا منها، فبإسم الجميع نقول شكرا لدولة الكويت".

كذلك قدم الشكر ل"كل الدول العربية التي ساندت وتساند لبنان"، فشكر "المملكة العربية السعودية، مملكة الخير والبركة، التي ما قصرت يوما في الدفاع عن قضايا العرب، وقضايا المسلمين وبالأخص قضية المسلمين والعرب الأولى، قضية فلسطين. وان الكلمات التي سمعناها عبرت عن فرحتنا جميعا في افتتاح هذا المسجد، الذي سيكون له دور بارز في هذه البلدة"، مهنئا قرى وبلدات اقليم الخروب ب"هذا التعايش والتآلف بين جميع مكونات هذا الاقليم"، شاكرا "القيادات السياسية، ونواب الشوف، وليد بك جنبلاط والأب والصديق والمربي مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو"، مخاطبا الجوزو بالقول: "كل المساجد في جبل لبنان وبلداته وقراه هي تحت اشرافك وبتوجيهاتك، وانت خير من يمثل الافتاء في لبنان".
بعدها، قدمت الدروع للمفتي دريان والمفتي الجوزو، وممثل السفير الكويتي وممثل الشيخة جمايل الصباح. ثم توجه الجميع الى المسجد، حيث ازاح دريان والحضور الستارة عن لوحة تذكارية باسم الشيخ سعد العبد الله الصباح. ثم ام دريان المصلين في صلاة الظهر، وبعدها اقيمت مأدبة غداء تكريمية على شرف الحضور، في قاعة الشيخ ميمون زرزور في مركز الجمعية الاجتماعية.
 

  • شارك الخبر