hit counter script

مقالات مختارة - هيام عيد

حراك بكركي والفاتيكان "الرئاسي" يصطدم بالانقسام المسيحي ورياح الحرب الإقليمية تهدد الحوار بين المستقبل وحزب الله

الأحد ١٥ آذار ٢٠١٥ - 07:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

في غياب المعطيات الواضحة حول ارتدادات التطورات العسكرية في اليمن على ساحات المنطقة المأزومة وبالدرجة الاولى الساحة السورية والمرتبطة بشكل وثيق بالساحة اللبنانية التي تواصل تلقي التقلبات في المواقف الدولية والاقليمية من دون ان تكون قادرة على الامساك بزمام المبادرة السياسية بشكل خاص بينما لا تزال تحتفظ بالتماسك الامني. وتقول مصادر نيابية مسيحية وغير محسوبة على فريقي 8 و14 اذار، ان هاجس الاستحقاق الرئاسي يبقى في مركز الصدارة وعلى رأس الازمات السياسية الداخلية، وان هذا الاستحقاق معرّض اليوم واكثر من اي وقت لتعقيدات تفوق قدرة القادة المسيحيين من جهة والحوارات الدائرة على اكثر من مستوى من جهة اخرى. وأوضحت ان المخاوف لم تعد مسيحية بل امتدت الى كل الطوائف في ظل ما شهدته الساعات الـ 24 الماضية على الجبهة السعودية - اليمنية حيث بدأت طبول الحرب تقرع بقوة، معلنة بدء مرحلة جديدة من العلاقات الاقليمية، ستلقي بثقلها على كل الدول العربية وعلى علاقاتها الداخلية.
وفي هذا المجال فان الاستقرار الداخلي اللبناني قد يشهد تحولات مع تزايد وتيرة المخاطر الامنية من وراء الحدود واقتراب الربيع وذوبان الثلج على الحدود الشرقية مع سوريا. كما كشفت المصادر النيابية التي اعتبرت ان الملفات الداخلية المصيرية كما الاستحقاق الرئاسي، باتت معلقة على اكثر من حبل خارجي او حرب اقليمية لن تتبلور اتجاهاتها قبل بضعة ايام. وبالتالي فقد أبدت هذه المصادر خشيتها من ان تجمد الحرب المقبلة في المنطقة كل فرص نجاح اي مبادرة عربية او غربية او حتى لبنانية على مستوى بكركي كما هو مقرر الاسبوع المقبل، وان يؤدي الامر الواقع المستجد الى تأجيل البحث بالاستحقاق الرئاسي حتى اشعار آخر. وأوضحت ان المرحلة اليوم تتركز على حماية الاستقرار وتحصين مسيرة الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، والحد من الانزلاق الداخلي نحو التصعيد خاصة بعدما باتت ظروف الفتنة الداخلية متوافرة داخلياً واقليميا.
من جهة اخرى فالمشهد الاقليمي المشتعل ينذر بتوسيع دائرة المواجهات المذهبية وبالتأثير على الحرب الدولية الجارية ضد تنظيم «داعش» كما تقول المصادر النيابية ذاتها، وسيحل ملفا وبندا رئيسيين على جامعة الدول العربية ويقضي على اي آمال لبنانية بدور عربي توحيدي او توفيقي في ازمات المنطقة. واضافت ان ما من ملامح فعلية على احتمال حصول اي عمليات تموضع سياسية على جبهة الاستحقاق الرئاسي، مما يشير الى ان الترشيحات باقية على حالها وكذلك المساعي التوفيقية، لافتة الى ان التحركات التي تزمع بكركي اطلاقها خلال الاعياد المقبلة قد اصطدمت وقبل ان تبدأ بجدار الافق المسدود محليا واقليميا. واذ كشفت عن اتجاه لدى الفاتيكان لدعم حراك بكركي «الرئاسي»، وجدت ان معادلة الانقسام المسيحي حول الاستحقاق الرئاسي ثابتة في الفترة الراهنة ولن تتأثر باي مبادرات باستثناء التطورات الاقليمية التي تبدو العنصر الوحيد المؤثر بالساحة الداخلية وذلك سلبا او ايجابا على حد سواء.
وخلصت المصادر النيابية المسيحية الى رسم مشهد مقلق عموما على الساحة الداخلية وذلك بالنسبة للتأثير المباشر للاشتباك السعودي والايراني غير المباشر كما وصفته، معتبرة ان الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» الذي صمد بقوة امام كل محاولات تفخيخه من الداخل او من الخارج، قد يكون ضعيفا اليوم امام رياح الحرب الاقليمية التي تهب من اليمن.
 

  • شارك الخبر