hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

الراعي خلال تولية معوض: لنعبر بوطننا الى حالة استقرار بانتخاب رئيس يحيي المؤسسات

السبت ١٥ آذار ٢٠١٥ - 20:38

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 احتفلت أبرشية زحلة المارونية، بقداس تولية راعي الأبرشية الجديد المطران جوزف معوض، في كاتدرائية مار مارون في كسارة، في حضور مطران الأبرشية الأسبق جورج اسكندر ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومكلفا منه تسليم المطران الجديد عصا رعاية الأبرشية وتجليسه على عرشها، إضافة إلى أساقفة الكنيسة المارونية ومجلس اساقفة زحلة والبقاع، وممثل السفير الباباوي في لبنان، وكوكبة من الكهنة والرهبان والراهبات.

كما حضر القداس: منى الياس الهراوي، النواب: روبير غانم، ايلي ماروني، زياد قادري، عاصم عراجي، جمال الجراح، انطوان سعد، أمين وهبة، وممثل النائب نقولا فتوش بيار فتوش، الوزراء السابقون: رئيس "الكتلة الشعبية" ايلي سكاف، خليل الهراوي، سليم وردة، غابي ليون وشكيب قرطباوي، النائبان السابقان: سليم عون وهنري شديد، ممثل محافظ البقاع القاضي انطوان سليمان رئيس بلدية المريجات فيليب مشعلاني، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس جوزف دياب المعلوف، الى جانب فاعليات قضائية وأمنية وعسكرية وبلدية واختيارية وهيئات إجتماعية واقتصادية.

بدأ القداس بكلمة الراعي، القاها النائب العام المونسنيور جورج معوشي، وقدم من خلالها المطران الجديد "الذي اختاره اساقفة الكنيسة المقدسة والروح القدس، خلفا للمثلث الرحمة المطران منصور حبيقة، الذي ترك بغيابه المبكر جرحا بالغا في القلوب".

وجاء في كلمة الراعي: "لقد سبق وعرفتم عن قرب سيادة المطران جوزف معوض في مدة الأشهر الأربعة، التي تولى فيها خدمة الأبرشية، بصفته مدبرا بطريركيا، أثناء شغورها. فاكتشفتم خصاله الروحية والأخلاقية ومحبته وعلمه وأحببتموه وأحبكم".

وبارك المطران الجديد "الذي يدخل مدينة زحلة في ذكرى دخول الرب يسوع مدينة أورشليم بحب وتواضع وروح سلامي"، معربا للأبرشية عن تمنياته الحارة "لأسبوع آلام مقدس ولبلوغ الاحتفال بالسر الفصحي، سر موت المسيح لفدائنا من خطايانا وقيامته لتقديسنا"، راجيا أن "يكون فصح كل واحد وواحدة منا، نعبر فيه الى حياة جديدة بالمسيح، ويعبر وطننا لبنان الى حالة استقرار بانتخاب رئيس للجمهورية يحيي مؤسساتها الدستورية والعامة، ويعيد الكرامة للوطن ويصون الدستور ووحدة الشعب، وكذلك أن تعبر بلدان منطقة الشرق الأوسط من حالة الحرب والنزاع، إلى حال السلام والمصالحة".

وألقى المطران معوض عظة جاء فيها: "يشرفني أن أتسلم في هذا الاحتفال، بدون استحقاق، بل بعطية من الله، رعاية أبرشية زحلة المارونية، بانتخاب سينودوس أساقفة الكنيسة المارونية، برئاسة غبطة أبينا السيد البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى".

وقال: "يأتي هذا الاحتفال عشية عيد الشعانين، عيد دخول السيد المسيح الى أورشليم، حيث استقبلته الجموع بالفرح والهتافات، حاملة سعف النخل، ومعلنة انه الملك. والسيد المسيح هو حقا ملك بالمعنى الروحي للكلمة. وقد ظهرت ملوكيته على الصليب، الذي احتمله، بعد دخوله المبهج والمحتفى به الى اورشليم، والذي به وهب ذاته في سبيل البشر ليحررهم من الخطيئة والموت، ويقودهم الى المجد الأبدي، وهذا ما لا يستطيع أن يحققه أي ملك او سلطة بشرية".

أضاف "واليوم، أسأل السيد المسيح، في دخولي راعيا الى أبرشية زحلة، أن يقدرني على هبة الذات في سبيلها على مثاله. هذه الأبرشية التي كان اول من رعاها منذ ان استقلت سنة 1977، صاحب السيادة المطران جورج اسكندر السامي الاحترام. رعاها لربع قرن، بتفان، وبث فيها روحا راعويا ورسوليا، متعاونا مع العلمانيين، ولا سيما الشبيبة، بروح المجمع الفاتيكاني الثاني. وباشر فيها مسيرة البناء والانماء، فأرسى اساسات المطرانية وأعلاها"، متوجها إلى المعوشي "ولا شك يا صاحب السيادة، أنكم تتابعون رعايتكم للأبرشية، بصلاتكم، ومشورتكم العزيزة علينا، وبما تقدمون على نيتها من صبر على آلام الحياة. حفظكم الله، وأمدكم بالصحة والقوة".

وتابع "بين سنة 2002 و2014 تولى رعاية الأبرشية المثلث الرحمة المطران منصور حبيقة، الذي غادرنا باكرا الى بيت الآب، ولا تزال ذكراه حية في الأبرشية، وقد ترك أثرا بشخصيته الرزينة والهادئة، وحكمه الصائب، وادارته الرشيدة. وأكمل مسيرة البناء في الأبرشية، فكانت هذه الكاتدرائية بإسهام خاص من المغفور له الرئيس الياس الهراوي".

وأردف "تستمر رعاية الأبرشية عبر الخدمة الأسقفية، وهي خدمة في طبيعتها راعوية، تشمل التعليم والتقديس والتدبير، ويطل الأسقف من خلالها على مختلف قضايا المجتمع"، مشيرا إلى أن "خدمة الأسقف الراعوية في لبنان، وفي عصرنا، تستمد منهجيتها وروحانيتها من محطات ووثائق طبعت الكنيسة الجامعة والمحلية، وهي المجمع الفاتيكاني الثاني، والمجمع البطريركي الماروني (المنعقد سنة 2006)، والارشادان الرسوليان "رجاء جديد للبنان" (الصادر سنة 1997)، "والكنيسة في الشرق الأوسط" (الصادر سنة 2012)، والوثائق الأخرى، ولا سيما الارشاد الرسولي "فرح الانجيل"(الصادر سنة 2013)، واللاحق لسينودوس الأساقفة حول الاعلان الجديد للانجيل. كل هذا يوجه الخدمة الراعوية في أبرشية زحلة الى عيش هوية الكنيسة الشركة، والالتزام بالاعلان الجديد للانجيل، والتعاون مع الكنائس الكاثوليكية والارثوذكسية، والحوار مع الأخوة المسلمين".

وأشار إلى ان "الكنيسة هي شركة بين جميع ابنائها اكليروسا ورهبانا وعلمانيين. وفي هذه الكنيسة الشركة يؤلف الأسقف مع الكهنة جسما كهنوتيا واحدا، ليتعاون معهم في الخدمة الراعوية على صعيد الرعايا والأبرشية"، وأحيي الكهنة على خدمتهم وأمانتهم للكنيسة. وفي الكنيسة الشركة، تؤدي الرهبانيات والجمعيات والرهبانيات في زحلة رسالة روحية وراعوية وثقافية مثمرة. وفي المناسبة أحيي الرهبان والراهبات مثمنا شهادتهم".

وقال: "والمؤمنون العلمانيون بدورهم يساهمون، بفضل معموديتهم، ببناء الكنيسة، ويشاركون في رسالتها في حياتهم الاجتماعية والسياسية، وفي المنظمات والهيئات الكنسية. ويلتزم الأسقف في خدمته الراعوية بالاعلان الجديد للانجيل الذي يتوجه، بحسب الارشاد الرسولي، فرح الانجيل(عدد 14 )، الى فئة المؤمنين الملتزمين لتنمية ايمانهم، والى فئة المعمدين الذين لا يعيشون مقتضيات المعمودية، لدعوتهم الى التوبة والالتزام بالايمان المسيحي، والى فئة الذين يجهلون المسيح لدعوتهم لقبول الانجيل. ان اعلان الانجيل الموجه الى الجميع يتطلب راعوية الخروج والرسالة وفق ما قاله السيد المسيح للرسل: "انا اخترتم وأقمتكم لتمضوا وتثمروا ويدوم ثمركم"(يو 15/16)"، معتبرا أن "هذا الاعلان هو ثابت بجوهره، لأنه يعلن على مدى الدهور، محبة الله المتجلية بابنه يسوع المسيح، ولكنه جديد بالتعابير والطرق الخاصة التي يخاطب بها الله كل انسان".

أضاف "يقوم الأسقف بخدمته الراعوية في زحلة، بالتعاون مع الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية. إني أحيي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك بشخص أسقفها المطران عصام درويش، والتي ننتمي واياها الى كنيسة واحدة تجعلنا في شركة تامة، دعانا الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" الى العيش بمقتضاياتها (عدد 8)، وأحيي الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة، كنيسة الروم الملكيين الأرثوذكس بشخص أسقفها المتربوليت اسبيريدون خوري، وكنيسة السريان الأرثوذكس بشخص أسقفها المطران بولس سفر. معا نتابع العمل بروح مسكونية وأخوية خبرتها في مجلس أساقفة زحلة، بصورة خاصة على الصعيد المسكونية الروحية والمسكونية الخدمية، على أمل الوصول الى الشركة الكاملة".

وتابع "تقود الخدمة الراعوية الى الحوار مع الاخوة المسلمين، فأبرشية زحلة هي نموذج مصغر للنموذج اللبناني المتعدد الطوائف المسيحية والاسلامية. يتعزز هذا الحوار بفضل ما يجمعنا من مواطنة واحدة، مصير واحد،وحياة اجتماعية، وقيم دينية وأدبية كالصلاة والصوم والصدقة، واكرام للسيدة العذراء مريم".

وختم "مع بداية هذه المسيرة الراعوية في زحلة، التي زدت معرفة بها في فترة التدبير، والتي أعطت وجوها مشرقة في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية، أتوجه بالشكر الى جميع المشاركين في هذا الاحتفال، أصحاب السيادة، والآباء، والرهبان والراهبات، والمسؤولين، وأبناء الأبرشية، والأهل، وكل الحاضرين، الآتين من قريب أو بعيد، والى جميع الذين عبروا عن محبتهم بطرق مختلفة، ومعكم أضع خدمتي الأسقفية تحت شفاعة القديسة مريم، سلطانة الرسل، ومار مارون، وأسأل السيد المسيح في عيد دخوله الى أورشليم، أن يشرف خدمتي بدخوله عبرها الى أبرشية زحلة ليمنحها الفرح والخلاص. آمين".
 

  • شارك الخبر