hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

بطريرك الكلدان الكاثوليك: السلام والاستقرار لا يتحققان بالحلول العسكرية وحدها

السبت ١٥ آذار ٢٠١٥ - 11:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رأى بطريرك الكلدان الكاثوليك مار لويس روفائيل الاول ساكو ان "السلام والاستقرار لا يتحققان بالحلول العسكرية وحدها فهي غير قادرة على تفكيك هذا الفكر المنغلق الذي يدمر البشر والحجر بل يتطلب الامر من المجتمع الدولي ومن ضمنه جامعة الدول العربية ومؤتمر الدول الاسلامية اتخاذ قرارات قانونية واجراءات حاسمة من خلال تبني حلول سياسية وثقافية وتربوية مناسبة تحافظ على النسيج الوطني المتمثل بالأشخاص والجماعات على اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم وتصون حقوقهم وتوطد العلاقات بينهم".

وقال في جلسة مجلس الامن الدولي في مقر الامم المتحدة في نيويورك: "باسم المسيحيين بمكوناتهم الاثنية والثقافية وباسم الاقليات الاخرى الممتحنة في الشرق الاوسط اتقدم بشكري العميق الى الحكومة الفرنسية على هذه المبادرة الانسانية الرائدة والى معالي وزير خارجيتها السيد لوران فابيوس".

وتابع: "كما تعلمون ان هذه السنة توافق الذكرى المئوية لمذابح المسيحيين سنة 1915. واليوم وبعد 100 عام تماما نعيش وضعا مأسويا مماثلا مما يدفع بآلاف المسيحيين الى الهجرة وهذا يعد خسارة كبيرة للجميع. صراحة ان ما سمي بالربيع العربي انعكس سلبا علينا في حين لو اتيحت لنا فرصة التناغم ضمن النسيج المتنوع في المنطقة لكنا قوة دافعة للسلام والاستقرار والتقدم. إننا من هذا المنبر نطلق هذه الرسالة بوحي من القيم الانسانية والروحية بأن التعايش الايجابي على اسس العدالة والسلام بروح المحبة والمواطنة ينبغي أن يبقى في أعلى سلم اولويات مجلس الأمن والأمم المتحدة. وفيما يخص بلادي أدعو إلى دعم الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان من اجل تحرير كافة المدن العراقية وبالنسبة الينا كمكون مسيحي ومكونات اخرى كالايزيدية والشبك والتركمان خصوصا تحرير مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى وتوفير حماية دولية لسكانها المرحلين قسرا (منطقة آمنة) واصدار قانون يضمن حقوق ملكية اراضيهم فيتمكنوا بالتالي من العودة الى بيوتهم ومواصلة حياتهم الطبيعية. كما يجب على الحكومة المركزية تعويضهم الاضرار التي لحقت بهم".

أضاف: "ان المشكلة الأساسية هي في فهم الدين والدولة والمواطنة والفرد والجماعة ودور المرأة والتربية الوطنية وامكانية العيش معا بسلام واحترام. فالتيارات الاسلامية المتطرفة ترفض العيش مع غير المسلمين وتعمل على اضطهادهم واقتلاعهم من بيوتهم وجذورهم وشطب تاريخهم. انها أزمة فكر واحتكار السلطة وتعطيل المؤسسات وتقييد الحريات. هذا الوضع المخيف يتطلب إرساء ثوابت على مستوى القانون الدولي لمنع حصول هكذا انتهاكات كارثية بحق الانسان والانسانية. في الوقت عينه لا ينبغي تعميم افعال هؤلاء الارهابيين على المسلمين كافة. فهناك أغلبية مسلمة مسالمة وصامتة ترفض تسييس الدين وتقبل العيش المشترك في إطار دولة مدنية دولة القانون والمؤسسات".

وقال: "نلفت النظر الى خطر قد يكون اكبر وهو وجود ملايين الاطفال والاحداث الذين حرموا من متابعة التعليم وملايين اللاجئين في المخيمات من دون عناية واهتمام. فالإحباط والبطالة والفقر قد يدفع بهم ليكونوا بسهولة بيئة جيدة للانتقام والتطرف. لذا ينبغي الاهتمام باللاجئين وتلبية حاجاتهم والتخفيف من معاناتهم".

وتابع: "نقترح خطة عملية للخروج من هذه الحلقة المفرغة كالمطالبة من منطلق الامم المتحدة بتغيير نافذ للدساتير والقوانين واصلاحها بحيث تحقق العدالة والمساواة والكرامة للجميع على اساس المواطنة الواحدة من دون اعطاء امتياز للبعض على حساب البعض. وهنا اشير الى ضرورة قيام مشروع دولة مدنية تقف على مساحة واحدة من الجميع وتعتبر نفسها مسؤولة عن حماية الجميع والحفاظ على حقوقهم كاملة. نقترح أيضا تشجيع المرجعيات الدينية على تبني خطاب ديني معتدل يعمق الشعور بالمواطنة اي ثقافة انتماء الناس الى وطنهم وليس الى طوائفهم أو عشائرهم كذلك اصلاح برامج التربية في المدارس بحيث ترسخ مفاهيم الاحترام بين المواطنين وتعزز قيم التسامح والحوار بين الديانات والمذاهب وتنبذ الفرقة والكراهية وروح الانتقام وتحصنهم من عواقب التطرف والعنف والارهاب من خلال تقديم فهم صحيح للنصوص الدينية وعدم السماح باجتزائها من سياقها".

وختم: "نقترح أيضا إصدار قانون بتجريم ومحاسبة الدول والافراد ممن يمولون هذه الجماعات الارهابية بالفكر والمال والسلاح باعتبارها جرائم تهدد السلم الاجتماعي، وتطوير منظمات حقوق الانسان والمجتمع المدني ودعمها بحيث يكون دورها ليس استشاريا فحسب بل تنفيذيا مسؤولا على النطاق الاقليمي والدولي. نشكركم ونتمنى لكم النجاح في رسالتكم الانسانية".

وكان افتتح الجلسة وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الذي يترأس الدورة مرحبا بالحضور وفي مقدمهم الامين العام لمنظمة الامم المتحدة بان كي مون وساكو رافقه المطرانان فرنسيس قلابات وباسيليوس يلدو والوفود المشاركة من مختلف الدول.

وتحدث الامين العام للامم المتحدة عن "وضع الاقليات وما تتعرض له من انتهاكات وحشية وأهمية الوقوف مع هذه المكونات الاصلية ومساندتهم من خلال تقديم بعض الحلول والمقترحات لانهاء العنف في المنطقة".

تلاه المفوض السامي لحقوق الانسان في مقر الامم المتحدة في جنيف - سويسرا الامير زيد رعد الحسين الذي استنكر الارهاب والعنف في مناطق عديدة من العالم، وطلب ان تتخذ اجراءات حاسمة.

وذكر وزير خارجية فرنسا ب "الدور التاريخي لفرنسا تجاه الاقليات في الشرق الاوسط والتي تجدد تعهدها بالدفاع عنهم امام هجمات المتطرفين الوحشية التي تريد ازالتهم وشطب تاريخهم"، وقال: "تعبر فرنسا من هذا المنبر عن تضامنها مع الاقليات المسيحية والاخرى ووقوفها معهم وعزمها على القضاء على "داعش" والارهابيين مع التحالف الدولي"، واقترح "تبني مساعدة الاقليات والوقوف في وجه "داعش" وضمان عودة العائلات الى بيوتها وتقديم المساعدة لها وبعد تحرير مناطقهم اعادة اعمار بيوتهم ومدنهم وملاحقة مرتكبي هذه الجرائم التي تعتبر جرائم حرب، وتشكيل فريق عمل متخصص لمناقشة ما يطرح في هذه الجلسة الخاصة"، وطلب من الامين العام للامم المتحدة "إصدار قوانين تحمي الاقليات اينما كانوا".

وكانت كلمة للنائبة العراقية فيان دخيل ذكرت بالتفصيل جرائم "داعش" وخصوصا ضد اليزيديين والمسيحيين، وطلبت العمل على تحرير مناطقهم وفك أسراهم.
وتناوب على الحديث وزراء خارجية الاعضاء الدائمين في المجلس وهم اسبانيا وبريطانيا وشيلي وانغولا ونيجيريا والصين ولبنان وممثلة الاردن التي أعربت عن "الالم" ما سمعته وتكلمت عن دور الاردن في حوار الديانات واستقبال المهجرين. وتكلم ايضا ممثل روسيا والولايات المتحدة الاميركية والعديد من الممثلين نوهوا بغالبيتهم بكلمة ساكو واقتراحاته العملية.
 

  • شارك الخبر