hit counter script
شريط الأحداث

قصص الهروب من قره قوش إلى زغرتا... بالأشورية

السبت ١٥ آذار ٢٠١٥ - 07:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا تختلف فرح عن إسراء وكاترين، فالوجع واحد ورواية رحلة الهروب من قره قوش في الموصل العراقية متشابهة، إلا أن الاختلاف هو في ظروف كل واحدة منهن مع العائلات الـ14 النازحة من العراق الى قضاء زغرتا والتي لا يطرق أحد بابها إلا الاهالي الذين تقول العائلات عنهم «إنهم من الطيبين مع راهبات الانطونيات في الخالدية اللواتي أخذن على عاتقهن تعليم الصغار مجاناً في المدرسة المجاورة للبناية التي تقطنها خمس عائلات لم تكن في السابق تعرف بعضها البعض إنما المحنة والأب المرشد الأشوري جمعهم هنا حيث الايجارات ارخص من بيروت، وفق وائل، وهو رب أسرة مؤلفة من خمسة أفراد.
لكل عائلة رواية ووضع خاص، فالنازحة فرح التي لا تكف عن البكاء وضعت توأمها في لبنان بعيداً من أمها وحماتها وشقيقاتها. وتقول إنها تدبرت أمورها مع زوجها، وإن آلام المخاض كانت شاقة لأن نفسيتها كانت متعبة، مشيرة إلى أنها «تشعر ببعض الراحة في زغرتا، إنما عقلها وفكرها عند أهلها الذين نزحوا إلى الأردن كون والدها مريضاً والطبابة هناك أقل كلفة من لبنان».
قصة إسراء التي ولدت طفلتها في مدرسة في دهوك العراقية حيث نزحت من نينوى، تختلف بعض الشيء، فهي وضعت طفلتها في غرفة تقطنها خمس عائلات كانت تسكنها مع زوجها واولادها الثلاثة، وكان الحمام مشتركاً، فيما الأكل غير صحي والامطار كانت تغطي الفراش والحرامات، ما دفع زوجها إلى بيع مصاغها ومجوهرات العائلة والسيارة من أجل تأمين النزوح إلى لبنان، إلا أنها مصممة على العودة إلى العراق إذا هدأت الأحوال لأن الغربة صعبة، «ولأن منطقتنا جميلة جداً، وهي مسورة بثماني كنائس حيث تتألق في مثل هذه الايام من السنة». وتشير إلى أنها كانت تعيش في منزل مساحته تتعدى الـ600 متر، وهي اليوم مشردة بلا منزل وعمل ومال.
وائل وزوجته الدكتورة منال غادرا قسراً بسيارتهما الجديدة تاركين القديمة أمام المنزل عند قرع أجراس الكنائس لانذار الأهالي بان داعش وصلت إلى بلدة قره قوش. ويقول: «هربنا بشكل مفاجئ على أساس أن قوات البشمركة لن تسمح لداعش بالدخول، إلا أنه مع تراجعها شعر كاهن البلدة أننا في خطر فتم إيقاظ العائلات للهروب في اتجاه دهوك لبضعة أيام. والأيام طالت، وها نحن مهجرون منذ أشهر عدة». ويلفت إلى أن عناصر «داعش» صادروا سيارتهم، ما دفعهم إلى السير مسافات طويلة باتجاه منطقة أكثر أمنا. ويقول إنه سجّل عائلته لدى الامم المتحدة وينتظر معرفة إلى أي بلد سيتم ترحيلها، «لان أي مكان بات أفضل من الذل والتعرض للخطر ومصادرة الممتلكات من دون وجه حق».
اما كاترين التي تقول إن عناصر «داعش» وضعوا على منزلها حرف النون، فتؤكد أنها «لن تعود إلى العراق مهما كلف الأمر: «تمكنا من الخروج هذه المرة بخسائر في الممتلكات، أما في المرة الثانية فربما نخسر أولادنا أو أقاربنا». وتقول إن «مرحلة الهروب من داعش لا تفارق خيالها ولا الزحمة عند مدخل دهوك ولا أصوات الرصاص والقذائف المنهمرة على المنطقة، عندما كانوا يشاركون في احتفال خطوبة ابنة عمها، إلا أنه مع قرع الأجراس سارعوا إلى منازلهم ولملموا أشياءهم بسرعة وغادروا إلى منزل خالتها في دهوك حيث كان هناك 80 شخصاً داخل منزل لا تتعدى مساحته مئة متر، وكانت الاوضاع صعبة والايجارات مرتفعة، ما دفعهم إلى الانتقال إلى لبنان.
في ظل هذا، تنشط كاسيا التي لا تترك النازحين، وتعمل لتأمين المؤن والألبسة، فيما تكثّف اميلي اتصالاتها مع الاشخاص الميسورين في زغرتا، ويأخذ رياض على عاتقه عدداً من العائلات. أما سالوما فتطل عليهم يومياً «حاملة ومحملة».

 

حسناء سعادة - السفير

  • شارك الخبر