hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - نادر حجاز

هل يصمد النأي بالنفس اللبناني أمام الحرب السعودية في اليمن؟

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٥ - 05:25

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

طال انتظار اللبنانيين للتقارب السعودي – الإيراني لإعادة إطلاق عجلة الحياة السياسية في البلد بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية، واستبشروا خيراً من بدء الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" في عين التينة، وتشكيل حكومة المساكنة، والتجارب الأمنية التي سُمِّيت خططاً أمنية في الشمال والبقاع.

كل ذلك كان في زمن انتظار هذا التقارب الذي لم يحصل، رغم التقدّم في المفاوضات الإيرانية – الأميركية، وانطلاق التحالف الدولي العريض لمواجهة "داعش". ولكن ماذا عن زمن التباعد السعودي – الإيراني، إن لم تكن المواجهة، بعد العبور السعودي إلى ضفة الهجوم معلنة الحرب على التمرّد الحوثي في اليمن؟

فلبنان جزء لا يتجزأ من اللعبة الإقليمية، لا سيما منذ تحوّله إلى ورقة وساحة، وصندوق بريد بين طهران والرياض. وبعد التحوّل الخطير في اليمن سيكون لبنان أمام مرحلة جديدة بالكامل، فما بعد هذه العملية ليس كما قبله، بانتظار تطوّر سياق الحرب والوقوف على المدى الذي ستتركه تداعياتها في بيروت.

الطابة الآن في الملعب الإيراني، فبعد المبادرة السعودية بشن الحرب، تتّجه الأنظار إلى طهران وإلى الدخان الذي سيعمي السعودية، على حدّ قول وزير الدفاع الإيراني. ومن الطبيعي أن يكون الردّ في الساحات المشتركة بين الفريقين، فإن لم يأتِ من أرض المعركة في اليمن، تبقى الساحات الأربعة في البحرين والعراق وسوريا ولبنان. وفي ظل الدوامة السورية والعراقية وتعقيداتها، قد تأتي الضربة الموجعة من لبنان نظراً لهشاشة الوضع فيه وحساسية الفراغ السياسي الذي يعيشه، والمعلّق على وجود الحكومة التي جاءت أصلاً كترجمة لتفاهم بين "حزب الله" وتيار "المستقبل"، وبالتالي بين السعودية وإيران. في حين تكمن الخطورة بأن أي مساس بالحكومة في هذه الظروف، وفي ظل غياب رئيس للجمهورية، تعني توقّف الدورة السياسية الطبيعية في البلد وفرض مؤتمر تأسيسي جديد غير واضح معالم الربح والخسارة لكل فريق.

فهل يكون لبنان صندوق بريد في هذا المنعطف الخطير من تاريخ المنطقة؟ أم أن سياسة "النأي بالنفس" قادرة على الصمود واستنساخ طبعة يمنية منها؟

تجنّب مجلس الوزراء أمس التطرّق إلى التطوّرات اليمنية، وجاء بيان المقرّرات خالياً من أي ذكر لها متجنباً هذا القطوع، في حين كانت مواقف الفرقاء السياسيين تصدر بسقوفها العالية، لا سيما موقفي الرئيس سعد الحريري ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط المؤيدين للعملية، وموقف "حزب الله" الذي يدينها.

مشهد الإنقسام حول الأزمة السورية عاد ليتكرّر بنسخته اليمنية وبالحدّة نفسها، فهل سينجح عرابو اللعبة اللبنانية الداخلية بتسويق فكرة "تنظيم الخلافات" والحفاظ على استقرار البلد، ولكن بعد هذا التطوّر الخطير هل من مكان بعد في هذه المنطقة للنأي بالنفس؟

أجواء مجلس الوزراء أمس أشارت إلى أنه لا مصلحة لأي فريق بتعريض البلد لهزّات سياسية وأمنية جديدة، خصوصاً وأن التهديد الحدودي أصبح مرتفعاً في ظل حشد المسلّحين في منطقة القلمون السورية.
كيف سيترجم هذا الحرص؟ العين على عين التينة ومدى صمود الحوار برعاية الرئيس نبيه بري، وعلى السرايا الحكومي ومدى صمود المساكنة الحكومية الهشّة؟

 

 




 

  • شارك الخبر