أخبار محليّة
الشعار استقبل كاردينال ليون وعميد مسجدها: من تربى على القيم لا يتسع قلبه للحقد
الخميس ١٥ آذار ٢٠١٥ - 19:30
استقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في دارته في طرابلس، كاردينال مدينة ليون الفرنسية فيليب بربران وعميد مسجد ليون كمال قبطان ومسؤول التعليم في جامع ليون حسان طيبي، بحضور راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوسن، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، رئيس أساقفة طرابلس للروم الملكيين المطران إدوار ضاهر.
كما استقبل الشعار مدير المركز الإقليمي لإتحاد الجامعات الفرنكوفونية في الشرق الأوسط هارفي سابوران، والملحق الثقافي في السفارة الفرنسية ماتيو وارفا، في حضور رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية بطرابلس الدكتور الشيخ حسام سباط ومدير مكتب المفتي الشعار الدكتور الشيخ ماجد الدرويش ومدراء وممثلي عدد من الجامعات الخاصة في طرابلس.
وقال الشعار خلال اللقاء: "أرحب بصاحب النيافة الكاردينال الذي ملأ إسمه سائر أنحاء فرنسا وسعدنا جدا بمشاركته بيوم لبناني وطني أطلق عليه مجلس الوزراء عيد البشارة. كما أرحب بأصحاب السيادة المطارنة الذين هم من اصحاب البيت وهم مرجعيات المدينة الذين أشاركهم ويشاركوني في كل مناسبة وفي كل إحتفال. وأرحب بضيفي العزيز عميد مسجد ليون الكبير الشيخ كامل قبطان وسعدت بتشريف رجالات السفارة الفرنسية واساتذة الجامعات ومشاركتهم في مؤتمر فرنكوفوني في جامعة الجنان. وأرحب بمندوبي بكركي ورسل صاحب النيافة الكاردينال البطريرك الراعي أمد الله بعمره وارحب بالإعلاميين الذين يوصلون للعالم صوتنا الحر".
أضاف: "الجامع بيننا اليوم هو اكبر بكثير من ان يكون يوما أطلقنا عليه عيد البشارة لأنه يعود إلى وحدة النشأة الإنسانية فكلنا أبناء آدم وحواء ونحن أبناء الأسرة الإنسانية، أما إختلافنا في إنتماءاتنا الدينية والمذهبية فهو إختلاف تنوع وكل منا يسعى في إكمال مسيرة القيم، فكما أن رسالة السيد المسيح عليه صلاة الله أكملت رسالة الله كذلك رسالة النبي محمد أكملت رسالة الله أيضا وفي شريعتنا الإسلامية ان الأنبياء أخوة امهاتهم شتى ودينهم واحد".
وتابع: "محمد وموسى وعيسى وابراهيم ونوح وآدم كلهم أخوة، فإذا كان انبياؤنا اخوة وديننا واحدا فنحن نحمل رسالة واحدة هي رسالة الإيمان بالله وإيصال الخير إلى الانسانية كلها. وأرحب بكم اخواني بالإنسانية وفي حمل رسالة الخير والقيم واخواني في إطار الإيمان بالله الواحد الأحد. نحن في شريعتنا الإسلامية يقول محمد الخلق كلهم عيال الله واحبهم إلى الله أنفعهم لعياله. ونحن عندما تلقينا أحكام الشريعة الإسلامية وعلمناها لأبنائنا علمناهم أمرا اساسيا أن الشريعة الإسلامية عدل كلها وحكمة كلها وأن الشرائع السماوية جاءت لتحقيق الخير ولتحقيق المصلحة والمنفعة للعباد. ومن يعتبر ان البشر أخوة له في الإنسانية والإيمان وان الشريعة هي لتحقيق الخير للناس، لا يتسع قلبه للحقد والبغضاء والكراهية ولا يحمل قلبه ذرة من السوء نحو الآخرين".
وقال: "من اهم وسائل القضاء على الإرهاب تعليم الناس القيم السماوية، ومن تربى عليها لا يحمل في قلبه إلا الحب والسلام. وأنا اعلم أنكم جميعا تحملون هذه القيم والمفاهيم والمعتقدات وعسى ان يكون هذا اللقاء نورا يضيء ظلمة الضالين الذين إبتعدوا عن القيم السماوية".
أضاف: "اليوم نستقبل نيافة الكاردينال بربران وقبل ذلك إستقبلنا رئيس أساقفة نيس جان لوي بابان، فنحن مؤمنون بأن الدين إنما جاء لمصلحة العباد".
بدوره، رد بربران بالقول: "إننا إخوة ربنا واحد من ذرية اب وأم واحدين. وقد تحدثتم يا صاحب السماحة عن القيم التي تجمعنا وفي المجمع الفاتيكاني الثاني حرص المجتمعون ان يقولوا إن هناك عائلة إنسانية واحدة وأن ننظر لبعضنا كأخوة وأن ما يجمعنا جميعا هو المحبة وهي أقوى من العنف".
وأشاد بالعلاقات الإسلامية المسيحية، وقال: "رجاؤنا ألا نكتفي بتبادل الأفكار بل أن نعمل سويا بشكل ملموس وأن نلتزم برفع الآلام التي تعاني منها البشرية وأن نؤسس لعمل يجمعنا في إطار واحد. وأعتقد أننا مع الحاضرين سنقف بين يدي الله ويسألنا عما فعلناه في الحياة".
أضاف: "أنا الآن ومنذ ثلاثة أيام في لبنان واليوم أنا في طرابلس وأرى انكم كنتم السباقين في الحوار وانتم نموذج يجب أن يحتذى في إطار التأكيد على العلاقات الأخوية والتشديد على المحبة التي لا أتصور انها قد تفارقنا، للقيام بعمل ملموس يدخل الفرح والإيمان إلى قلوب الآخرين".
من جهته، قال قبطان: "يوم أمس كان يوما مميزا فقد إحتفلنا مع اخواننا المسيحيين ببشارة السيدة مريم العذراء، واتمنى أن نعيش في فرنسا ما عشتموه في لبنان من أجواء توافقية بين المسلمين والمسيحيين وخاصة بعد حادثة شارل ايبدو".
أضاف: "لقد أتيت خصيصا للقاء مفتي طرابلس لأطلب منه المساعدة لأن المسلمين في فرنسا بحاجة إلى التلاقي الثقافي وإلى الحوار بين المسلمين والمسيحيين على غرار ما هو حاصل في لبنان، وان تساعدونا في إعداد وتدريس الأئمة لأن المسلمين في فرنسا بحاجة لكي يتعلموا دينهم وأنتم المعين لنا في هذا الإطار".
وقال كرياكوس: "أنا سعيد ان نكون اليوم في هذا اللقاء، صحيح اننا متعددون ولكننا واحد في آن وهذه معجزة في لبنان وفي المنطقة وفي الشرق الأوسط، فالإيمان اقوى من اي شر يحاول تحطيم هذه الحقيقة".
أما بو جودة فقال: "لقاؤنا اليوم وكل اللقاءات المماثلة تؤكد قدرة المسيحي والمسلم على العيش معا وعلى مواجهة اليد الغريبة التي تعمل للايقاع بين بعضنا البعض وتفتيت المنطقة إلى دويلات. لقد مررنا بأزمات ولكننا تغلبنا عليها ما يشكل درسا يجب ان يحتذى من الآخرين".
أضاف: "صحيح ان لبنان موزاييك ويتألف من طوائف عدة ولكنها تعيش بمحبة وعلينا ان نحافظ على هذا البلد الذي يقول عنه قداسة البابا بأنه أكبر من بلد بل هو رسالة. ونحن في طرابلس نجسد هذه المعاني في لقاءاتنا مع سماحة المفتي وأصحاب السيادة وعلاقاتنا ليست رسمية بل هي علاقات اخوة وصداقة".
وقال ضاهر: "أنا سعيد بأن اكون في هذه المدينة التي احسست اني إبنها منذ اليوم الأول لوجودي فيها، وقد مضى علي في مهمتي الرعوية سنة ونصف سنة لهذا اليوم وقد سعدت بما سمعته وخاصة من نيافة الكاردينال وإمام المسجد في ليون بأنهم يطلبون المساعدة في تثبيت العيش الواحد في فرنسا على غرار ما هو حاصل في لبنان. وهنا اذكر قداسة البابا القديس جان بول الثاني الذي قال ان لبنان أكثر من بلد أنه رسالة. وهذه الرسالة في الوقت الحالي نحن بحاجة اليها ليس في فرنسا فقط بل للدول المحيطة بنا لأن تاريخنا يشهد على عيشنا الواحد والتنوع والتعدد. وأشدد على أنه طالما عندنا اشخاص مؤمنون برب العالمين وأشخاص عندهم ثقافة القبول بالآخر فنحن نعيش حياة سعيدة وهنيئة وهذه رسالتنا".