hit counter script
شريط الأحداث

أخبار اقتصادية ومالية

الأسواق تستقبل الشعانين بإقفال عشرات المحال

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٥ - 08:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

للسنة الخامسة على التوالي تعيش الحركة التجارية في الأسواق اللبنانية أسوأ أيامها، مع استمرار تدهور الأوضاع السياسية والمعيشية، وغياب السياح والمغتربين حتى في فترات الأعياد والعطل الفصلية.
فاليوم وعلى أبواب عيدَي الشعانين والفصح، يتلقى التجار خيبة أملٍ جديدة في ظل حركة خفيفة، لا يمكن أن تعوّض خسائرهم المتراكمة منذ العام 2011 وحتى اليوم. ومَن يمرّ في الأسواق قبل أيام قليلة من العيد، يلحظ أن الحركة ليست أكثر من عادية، بحيث تغيب أجواء العيد عن وجوه المتسوّقين القلائل. وقد اختار عشرات التجار في الآونة الأخيرة الاستسلام للواقع الأليم وإقفال محالهم للحدّ من الخسائر على الأقل.
ويقدّر تجار التقتهم «السفير» نسبة التراجع هذا العام مقارنةً مع العام الماضي بين 15 و20 في المئة، علماً أن الحركة التجارية في العام الماضي كانت بدورها سيئة جداً.
الزلقا والجديدة
الشوارع أكثر من هادئة، حتى حركة السيارات عادية وأحياناً خافتة، فسوقَي الجديدة والزلقا هذا العام يستقبلان الشعانين وسط خيبة التجار، والمواطنين الذين يبحثون عن البضاعة الأرخص سعراً والاكتفاء بالحاجيات الضرورية، والسياح والمغتربين الذين قرروا هذا العام أيضاً أن يقاطعوا لبنان.
في هذا السياق، يوضح رئيس «جمعية تجار الزلقا وعمارة شلهوب» فيليب سمراني لـ «السفير» أن «الناس لا يشعرون بالعيد، ويكتفون بشراء ما هو ضروري ويبحثون عن التنزيلات والبضاعة الأرخص سعراً»، مشيراً الى أن «عيد الأم مرّ مرور الكرام على الاسواق التجارية، والمشهد ذاته يتكرر في الأيام الأخيرة قبيل عيدَي الشعانين والفصح، ما يضعُ التجار مرّة جديدة أمام وضع صعب، علماً بأن التجار يعتمدون على هذه الفترة لبيع بضاعتهم وتحقيق الأرباح، علماً أنّ الايام العادية لا يكاد يمرّ الى المحال سوى زبائن يُعَدون على أصابع اليد». ويلفت الانتباه الى ان «الفترة الاخيرة شهدت إقفال أكثر من 12 محلاً تجارياً في منطقة الزلقا؛ وهذا أمر خطيرٌ جداً، فاصحاب المحال باتوا فعلاً غير قادرين على دفع الإيجارات والفواتير، في ظل حركة تجارية ضعيفة الى حدٍ كبير». ويفيد السمراني بأن «التجار الذين يذهبون الى خيار الإقفال هم الذين إيجارات محالهم تتخطّى الـ25 ألف دولار سنوياً، لكون ما يجنونه لا يغطي الإيجارات، وبذلك يبدو أنّ خيار الإقفال هو الأفضل». ويدعو السمراني المعنيين «الى النظر لحال التجار الذين لم يعدْ بمقدورهم التحمّل أكثر»، مشيراً الى أن «المطلوب بسط بعض الاستقرار الأمني والاقتصادي، وتخفيف الضغط الإعلامي الذي ينشر الهلع في نفوس المواطنين الذين بدورهم يعانون الأمرّين».
الأشرفية وفرن الشباك
المشهد المؤلم نفسه ينتقل إلى الأشرفية، حيث لا شيء في الأسواق يشي بأن العيد قريب، سوى الواجهات التي تعرض ملابس صيفية، بانتظار مَن يشتريها ولا يكتفي بالنظر. ويوضح رئيس «جمعية تجار الأشرفية» انطوان عيد لـ«السفير» أن «الحركة هذا الشهر تحسّنت بشكل طفيف مقارنة مع شباط الماضي الذي كان شبه معدوم، إلا أن هذا التحسّن بطبيعة الحال ليس كافياً، مقارنةً مع السنوات العادية في هذه الفترة من السنة».
ويوافق عيد مع السمراني محذّراً من «ظاهرة إقفال المحال التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة، وهذا ما كنا نخشاه بشكلٍ كبير»، مضيفاً: «هناك من يتخذ قراراً بإقفال باب رزقه؛ وهذا أمر بغاية الخطورة». ويشير الى ان «البعض الآخر من التجار لجأ الى تصغير حجم أعماله أو صرف موظّفين لتخفيف المصاريف»، لافتاً الانتباه الى ان «هذه النتيجة طبيعية في ظل غياب السياح والمغتربين، وتدهور القدرة الشرائية لدى المواطنين أكثر وأكثر، وتراجع الثقة لدى المستثمر».
ويرى سليم الخوري (صاحب متجر لألبسة الأطفال في فرن الشباك) أن «التاجر بات غير قادر على التحمل، فهذه السنة الخامسة التي تمرّ على هذا النحو، لا بل هناك تراجع بين عام وآخر وهذه مسألة اكثر من خطيرة، وليس في الدولة أو في الوزارات المعنية من يشعر بحال التجار الذين يدفعون الفواتير والرواتب، مقابل حركة ضعيفة حتى في مواسم السياحة والأعياد».
ويسأل جاد مراد (صاحب محل للأحذية في فرن الشباك): «كم على التاجر أن يتحمّل بعد من تبعات الاوضاع السياسية والامنية؟ ومن يعوّض علينا خسائرنا المتراكمة منذ العام 2011، فنحن بالكاد نغطي المصاريف، وفي بعض الأشهر نغرق في الديون، لاسيما مع حصول أحداث أمنية، تؤثر سلباً على الحركة وتحجز الناس في بيوتهم بسبب الخوف والقلة المادية؟».

باسكال صوما - "السفير"

  • شارك الخبر