hit counter script

مقالات مختارة - الياس الديري

14 آذار ودوره الرئاسي

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 06:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

حين تهتدي المحادثات النووية بين واشنطن وطهران إلى نهاية سعيدة أو نهاية ما، ويُغلق هذا الملف بعجره وبجره، يكون الاستحقاق الرئاسي في لبنان قد حطّ أخيراً في الأفق، مودِّعاً إقامته الطويلة في كنف الغيب وضيافة المجهول... أي كما هي حاله اليوم.

ويكون الوضع السياسي قد انتقل من مرحلة تمرير الوقت وتضييع الأشهر والأيام إلى مرحلة تمرير انتخاب رئيس للجمهورية بعد طول انتظار وطول فراغ، ووضع الأمور اللبنانية الدستورية المؤسساتية في نصابها.
إنما ليس كل الاستحقاق، وكل العراقيل، وكل العصي في الدواليب من صنع "النووي" وإيحاءاته.
فالقرار السياسي الداخلي، الغائص في سبات عميق لا يختلف عن نومة أهل الكهف، مسؤول بدوره. ومقصِّر. ويتحمّل قسطاً من عبء هذا الفراغ.
المتابعون لمراحل التعطيل الرئاسي وفصوله يجدون أن في خانة المسؤوليّة فريقين لا فريقاً واحداً: فريق الثامن من آذار كما فريق الرابع عشر من هذا الشهر الذي أدخلته الأحداث والمتغيّرات في فصل طويل من فصول تاريخ لبنان ما بعد الاستقلال، وما بعد حروب الآخرين، وما بعد اتفاق الطائف ونزول الوصاية السورية في ضيافة الجغرافيا اللبنانية لسنوات لا تُذكر بالخير.
موضوع أهل القاطع والثامن من آذار نال حصّته من التشريح، وتحميله المسؤوليّة بالنسبة إلى الفراغ والتعطيل. إلا أن أهل ضيعة جبال المجد والرابع عشر من آذار، والقوى المنتمية إلى تياراتها والمنضوية تحت راياتها، يتحمّلون بدورهم قسطاً وافراً من ذيول الإهمال واللامبالاة أحياناً، كما يرى المحلّلون والمتابعون لقصة ابريق الزيت الرئاسيّة عن كثب.
لا يختلف لبنانيّان على القول والتأكيد إن لقوى 14 آذار، بكل فروعها وتلاوينها، مصلحة مباشرة في إتمام الاستحقاق وإجراء الانتخابات الرئاسيّة اليوم قبل غد. وبكل وضوح. وبعد أن تبذل كل الجهود التي لم تصدر عنها بعد "في سبيل التاج"، وفي سبيل ملء الفراغ. وملء المنصب الرئاسي. وملء القصر الجمهوري الذي ملّ الوحدة. وملء البلد بدورة حياة اقتصادية اجتماعية سياحية طبيعية...
إنقاذ لبنان يحتاج إلى منقذين لبنانيّين. وإذا كان 14 آذار هو هذا المنقذ، كما يعتقد الناس، وكما يتوقّعون، وكما يقولون، فعلى هذا الفريق السياسي الذي يضم كل الفئات والانتماءات، والذي يعلّق عليه اللبنانيّون آمالاً كباراً، أن يُقدم الآن، ويفتح هذا الباب. ويأخذ المبادرة بكل جديّة ومثابرة. وبكل صدق وحسم وحزم:
نحن مع هذا، أو ضد ذاك. وكيف. وكفى.
وليكفّ بعضهم عن المصانعة، وليكن الكلام في الموضوع الرئاسي صريحاً، ومتقدماً على كل ما عداه.
هكذا يكون 14 آذار قد حافظ على الدور والوطن.

  • شارك الخبر