hit counter script
شريط الأحداث

طفلٌ جديد... ضحية حضانة «غير مُرخّصة»

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 07:00

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 

لم يكن والدا الطفل الرضيع إيليو سلّوم (4 أشهر) يحسبان صباح أمس وهما يصطحبانه إلى حضانة clarinette et zoe في عجلتون، أنها ستكون المرّة الأخيرة التي يريان فيها ملاكهما الصغير بينهما.

خطف الموت إيليو فجأة، وعلى غفلة من والديه، هما اللذان كانا يعتبران أنهما يضعان فلذه كبدهما في مكانٍ يُفترض أن يكون آمناً له، في «حضانة» داخل حرم مدرسة راهبات المحبة - عجلتون. فها هو ينضمّ إلى قافلة الأطفال الذين قضوا في حضانات لا تستوفي شروط الترخيص التي يفرضها القانون، في ظلّ التقاعس في تطبيق المراسيم والرقابة أيضاً، تلك الرقابة التي فاتها أن تكون الحضانة مرخّصة.

أسباب الوفاة لا تزال غامضة في انتظار استكمال التحقيقات بإشراف المراجع المختصّة، وإصدار الطبيب الشرعي تقريره. إلّا أنّ الأكيد أنّ «إيليو وصل ميتاً الى مستشفى السان جورج في عجلتون»، وذلك بحسب تقرير الطبيب المعاين.

وعلى الأثر، فتح وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور تحقيقاً في الملف، وكشف فريق من الوزارة على الحضانة التي تمّ إقفالها بأمر من القضاء. فهل تشمل حملة وزارة الصحة العامة التي أطلقها أبو فاعور لمكافحة الفساد في القطاع الصحي «الحضانات» في لبنان؟.

في هذا الاطار، يقول نقيب أصحاب الحضانات في لبنان شربل أبي نادر لـ»الجمهورية» إنه «إلى جانب الطفل سلّوم، وقبله الطفلة جنى حسين ديب التي توفيت في 20 آذار الماضي، في حضانة «ديما» في حي السلم، هناك ثلاث حالات وفيات في دور الحضانة موثّقة ومُعلن عنها منذ العام 2005، وهي: بيرلا عبّود التي قضت اختناقاً في حضانة بالمنصورية، وقبلها سارة إبراهيم في بتغرين ومجد سويدان في النبطية».

ويلفت أبي نادر إلى «أنّنا اجتمعنا اليوم (أمس) بوزير التربية في الوزارة للتداول في موضوع الحضانات غير المرخّصة في المدارس»، مؤكداً أنّ «الوزير وعد بأنه سيعمّم على كل المدارس في لبنان إقفال الحضانات غير المرخّصة داخل حرمها، استناداً الى القانون اللبناني، فمدرسة «المحبة» «اخترَب بيتها» اليوم بسبب احتضانها حضانة غير مرخّصة».

وإذ يرى أنّ «الحضانة مهنة مقدّسة، والترخيص هو أول خطوة أساسية لتأسيس حضانة سليمة، ما يتطلّب تعاون الدولة في إطار أن تتمّم واجباتها مع الحضانات»، يشدّد أبي نادر على «ضرورة وإلزامية عدم فتح أيّ حضانة إلّا بالترخيص التام، وبالتالي إقفال كل الحضانات غير المرخّصة إقفالاً نهائياً، فضلاً عن إلزامية أن تتمّم الحضانة المرخّصة بدورها، واجباتها بالترخيص.

فقد تبيّن، على سبيل المثال، أنّ هناك الكثير من دور الحضانة في لبنان تستقدم مربيات غير متخصصات للعناية بالأطفال بدلاً من حاضنات مجازات، ما يضاعف من مخاطر تعرّض الأطفال للحوادث. فهناك 80% من دور حضانة الأطفال لا تلتزم شروط الترخيص القانوني أو أنها غير مرخصة أصلاً وفقاً للأصول القانونية».

فاستناداً إلى المادتين 14 و15 من المرسوم رقم 12286/2004، إنّ الجهاز الإداري والطبي المسؤول في دار الحضانة يشمل:

- ممرضة مجازة واحدة لكل دار حضانة تعمل بدوام جزئي، وبدوام كامل في حال كانت دار الحضانة تضمّ أكثر من 20 طفلاً دون السنة من العمر، أو 50 طفلاً يمشون.

- مساعدة ممرضة لكلّ عشرة أطفال لا يمشون.

- حاضنة لكلّ 20 طفلاً يمشون.

- مساعدة حاضنة لكلّ 20 طفلاً يمشون.

- خادمة لكلّ 20 طفلاً يمشون.

- طبيب مجاز بممارسة المهنة على الأراضي اللبنانية حائز اختصاص في طب الأطفال أو طب العائلة، يعاين دورياً وكلما دعت الحاجة.
أمّا بالنسبة الى الشروط التي يجب أن تتوافر في أفراد الجهاز الفني والإداري، فهي:

- أن لا يقلّ العمر عن الثامنة عشرة وأن لا يزيد عن الرابعة والستين.

- أن تكون المديرة من حملة شهادة اختصاص في العلوم الاجتماعية أو النفسية أو التربوية أو الصحة العامة، أو إجازة أو امتياز فني في التمريض أو الإرشاد الصحي الاجتماعي، أو دبلوم في التربية الحضانية، وتعمل بدوام كامل.

- أن تكون الممرضة مجازة في التمريض وحائزة إجازة ممارسة المهنة من وزارة الصحة العامة.

- أن تحمل الممرضة المساعدة شهادة التكميلية الفنية في العناية التمريضية مع إجازة ممارسة المهنة من وزارة الصحة العامة.

- يمكن أن تكون نائبة المديرة، الممرضة المجازة أو إحدى الحاضنات.

- يراعى في تكوين الجهاز العامل تنوّع الاختصاصات، ويخضع المستخدمون قبل دخولهم الخدمة الى معاينة طبية والى فحوصات شعاعية ومخبرية تثبت سلامتهم من السل والأمراض المعدية، ويجري تكرار هذه الفحوصات كل سنة.

ويتوجّب على كل دار حضانة «إيداع وزارة الصحة العامة تقريراً عن سير العمل داخل الدار يُبرز فيه الوضع الصحي وكل ما له علاقة بالصحة والسلامة العامّتين سنوياً».

إنّ ثمن الإهمال يدفعه الأطفال الأبرياء وذووهم. فعديدة هي حالات الوفيات في الحضانات، حتى لو لم تخرج الى العلن ولو حاول أصحاب تلك الحضانات «لَفلفتها» عبر إصدار تقرير من الطبيب الشرعي يؤكد مرض الطفل. ولا شك أنه لو حدثت حالات وفيات مماثلة في بلد آخر لرأينا المجتمع كلّه يتحرك... فهل سيموت مزيد من الأطفال إذا لم تتمكن الجهات المعنية من إغلاق «دكاكين» الحضانات؟

باسكال بطرس- الجمهورية


 

  • شارك الخبر