hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - اوكتافيا نصر

نتنياهو مدين بفوزه للورقة العنصرية

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 06:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

النهار

لقد أدرك الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والناخبين الذين اقترعوا له لا يكترثون لإحلال السلام مع الفلسطينيين. فما اعتبرته الولايات المتحدة على الأرجح خطاباً انتخابياً في السابق، تنتقده الآن بحدّة لأنها ترى فيه انقلاباً في السياسات التي تهدف إلى إرساء السلام والتعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وغالب الظن أن هذا الموقف سيُترجَم بتراجع الدعم الأعمى الذي دأبت الولايات المتحدة على تقديمه لإسرائيل في الأمم المتحدة وسواها من المحافل.

الرئيس أوباما محق في انتقاداته إذ إن الخلاف بينه وبين نتنياهو أظهر بوضوح أن الديموقراطية التي تدّعيها إسرائيل بعيدة كل البعد عن الواقع، وأن استعداد نتنياهو لتوقيع السلام هو تماماً مثل موافقته على وقف بناء المستوطنات، أي بعبارة أخرى، لا وجود له. كما أن نتنياهو لا يأبه لرأي الإدارة الأميركية فيه أو في آرائه العنصرية.
صحيح أن العنصرية الشديدة التي ظهرت في حملة نتنياهو الانتخابية ألحقت أذى هائلاً بالمسار نحو السلام إلى درجة أنه لا يكفي أن يتراجع نتنياهو عن موقفه كي يصلح الضرر أو يحجبه في هذه المرحلة. وصحيح أيضاً أن نتنياهو لم يساهم قط في تقدّم هذا المسار أو يدعمه بالأفعال أو الأقوال في الماضي.
الواقع أن المحاولة الجدّية الوحيدة للتوصّل إلى سلامٍ مع الفلسطينيين انهارت مع اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي سابقاً اسحق رابين، الأمر الذي حرم الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء فرصة تاريخية. المفارقة هي أن قاتِل الجنرال والبطل الإسرائيلي لم يكن فلسطينياً، بل هو يهودي متطرّف لم يكن يريد أن يعقد رابين سلاماً مع الفلسطينيين، كما ولم يكن يرغب في التعايش مع الفلسطينيين. وهذا الموقف يلتقي إلى حد كبير مع تصريحات نتنياهو العلنية في الآونة الأخيرة.
لا يزال هذا الموقف يطرح مشكلة في إسرائيل اليوم، حيث يعتبر كثرٌ أن السلام مع العرب في شكل عام ومع الفلسطينيين في شكل خاص سيشكّل تهديداً لأمن إسرائيل. وليس مفاجئاً أن نتنياهو استخدم التكتيكات العنصرية، فهو كان يعرف جيداً أنها ستنجح. فمن خلال الدعوة التي وجّهها إلى الإسرائيليين كي يصوّتوا له نظراً إلى أن "العرب يتحركون بأعداد هائلة نحو صناديق الاقتراع" على حد قوله، أكّد ببساطة ما نعرفه أصلاً وما كانت الولايات المتحدة غافلة عنه، وهو أن الفلسطينيين في إسرائيل يُعتبَرون مواطنين من الدرجة الثالثة وأن إسرائيل ليست ديموقراطية كما تدّعي.
لقد تمكّن نتنياهو من قلْب العملية الانتخابية لمصلحته عبر استخدام الورقة العنصرية. لكن أصداء خطابه ستظل تتردّد لوقت طويل مع ما تثيره من مشاعر الريبة وعدم الثقة لدى اليسار في إسرائيل ولدى الولايات المتحدة.
 

  • شارك الخبر