hit counter script

الحدث - نادر حجاز

بات للسلاحف يوم وطني

السبت ١٥ آذار ٢٠١٥ - 00:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يوماً بعد يوم، يشعر المواطن في هذا البلد أن كل شيء فيه ذو قيمة أكثر منه، حتى السلاحف.

لحظات كثيرة مرّت خلال عهد هذه الحكومة وانتظر اللبنانيون منها وقفة معنوية على الأقل، لكنها كانت منشغلة بانقساماتها وسجالاتها. فلا علي السيد ولا عباس مدلج ولا محمد حمية ولا علي البزّال استحقوا وقفة وطنية ويوماً وطنياً، لكن السلاحف استحقت.

غاب عمالقة في عالم الفن والأدب، ولم تتحرّك الدولة تجاههم سوى ببيانات التعزية والكثير من النثر. حتى أنهم لم يُكرّموا بيوم حداد وطني، أسوة بالأوطان التي تحزن على رحيل كبارها.

التراث العمراني مهدّد بالزوال في بيروت وطرابلس، وبتورّط جهات رسمية، وليس هناك من يتحرّك لحمايته.

البيئة تتناتشها المصالح، وإنجازات كثيرة تُشاد على أنقاضها، وليست آخر الأمثلة معمل الإسمنت في زحلة وسدّ حمانا المزعوم، في حين لا يزال مطمر الناعمة خير دليل على العجز الرسمي. ونسأل ألا يستحق أبناء هذه المناطق المهدّدون بصحة أولادهم يوماً وطنياً؟

 

الشواطئ اللبنانية تُحتضر أمام هجمة حيتان المال، وتذوب في ملكيات كبار الرأسماليين، ومنطقة الروشة آخر الأمثلة، فيما يبحث اللبنانيون عن أبسط حقوقهم بشمسهم وبحرهم، ألا تستحق الشواطئ اللبنانية المهدّدة بالإنقراض يوماً وطنياً؟

وأما الإنسان في هذا البلد، فمذلول على أبواب المستشفيات، مذلول بلقمة عيشه، مذلول ببضع ليترات من المازوت ليدفئ أولاده، مذلول على الطرقات الفاقدة لأدنى شروط السلامة العامة، مذلول براتبه الذي يركض لاهثاّ طوال الشهر ليدفعه إيجارات وغلاء معيشة وأقساط مدارس وكهرباء وهاتف ومصارف.

الحيوان خُلق، ويستحق كل العطف والإهتمام، ولكن على دولتنا المصون أن تدرك أن الإنسان فيها بأمس الحاجة لعنايتها أكثر من السلاحف ... فالمطلوب كثير والأحلام أكثر، وأما الجبل فتمخّض وولد "سلحفاة".

 

 

  • شارك الخبر