hit counter script

الحدث - فادي عيد

جنبلاط يستوضح موقف باريس بعد استدارة واشنطن

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٥ - 05:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لا ينفك رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط من إبداء اشمئزازه من المواقف الأميركية، الأمر الذي كان موضع تداول بينه وبين زوّاره وأصدقائه، شارحاً لهم المحطات التاريخية التي صبّت وتناغمت مع الموقف الحالي للإدارة الأميركية منذ العام 1976 إلى اليوم، وهو الموقف عينه للإدارات الأميركية المتعاقبة. ولهذه الغاية، لم يكن جنبلاط متفاجئاً من الكلام الذي أطلقه وزير الخارجية الأميركي جون كيري. إلا أن اللافت جاء من خلال الزيارة المفاجئة لسيد المختارة إلى باريس. وهنا تشير المعلومات من الدائرة الضيقة لرئيس الإشتراكي، إلى أنه، ومن خلال الصداقة التي تربطه بالرئيس فرانسوا هولاند، أجرى اتصالاً سريعاً مع دوائر الإيليزيه، حيث تم تحديد موعد سريع له. أما الهدف من هذه الزيارة السريعة، فهو يتمحور حول اطلاع جنبلاط على الوضع السوري وتفاؤله عن خلفيات مواقف الوزير كيري، وبالتالي، فهو يسعى، ومن خلال علاقاته، إلى التعبير عن استياء جزء كبير من اللبنانيين والعرب أجمعين من هذا الإنقلاب، كما أنه يريد استيضاح القيادة الفرنسية حقيقة ما يحصل، خصوصاً وأن اللقاء هو مع الرئيس هولاند الذي يعطي صديقه الإشتراكي الردّ الشافي، لا سيما وأنهما صديقان منذ أيام الإشتراكية الدولية عندما كان زعيم المختارة نائباً لرئيس هذه الإشتراكية.
 وتكشف المعلومات نفسها، عن حراك جنبلاطي واسع النطاق ردّاً على المواقف الدولية المتراجعة، والتي أعطت نَفَساً عميقاً للنظام السوري، ولهذه الغاية، فإنه استبق لقاءاته الباريسية باجتماع مطوّل مع رئيس المعارضة السورية خالد خوجة، وذلك للبحث في ما يمكن القيام به ردّاً على الإستدارة الأميركية، لا سيما وأنها بدأت تسليح المعارضة السورية لفترة تمتد لثلاث سنوات، في ظل تنسيق مع تركيا والأردن لتدريب ضباط وعناصر من هذه المعارضة. وفي هذا السياق استغربت المعلومات تبدّل موقف واشنطن، والذي يتعارض مع الأجواء التي نُقلت لجنبلاط من خوجة عن لسان مسؤولين أميركيين، وتؤكد استمرار الإدارة الأميركية بدعم المعارضة وتسليحها وتدريبها والتزامها بمؤتمر "جنيف 1". ولكن ما قاله كيري فُسّر، وبحسب هذه المعلومات على غير حقيقته، أي أنه يريد التنسيق مع النظام لوقف الحرب السورية، ومن ثم التوصّل إلى اتفاق سياسي وعلى قيادة جديدة لسوريا.
ومن هذا المنطلق، يأتي التحرّك الجنبلاطي باتجاه العاصمة الفرنسية في سياق عرض المستجدات السورية والإستحقاق الرئاسي اللبناني، في ظل شعور النائب جنبلاط أن التوسّع الإيراني من اليمن إلى سوريا والعراق بدأ يشمل لبنان ويفرض أجندته السياسية، وأحد أبرز أهدافها تنصيب رئيس للجمهورية يدور في فلك طهران ويسوّقه "حزب الله"، وصولاً إلى خشية كبيرة لديه من ضرب اتفاق الطائف ووضع نظام سياسي جديد. وأضافت المعلومات ذاتها، أن باريس أبلغت زعيم المختارة أن باريس لم تغيّر مواقفها من النظام السوري، وكذلك بالنسبة للإتحاد الأوروبي، إضافة إلى استمرار التواصل بين باريس وواشنطن، وذلك في إطار التأكيد على مقرّرات مؤتمر "جنيف 1".
وأخيراً، وبصرف النظر عن حراك النائب جنبلاط الباريسي واتصالاته مع أطراف أوروبية، فإن موقفه على المستوى الداخلي ثابت، وهو مستمر في أداء دوره الوسطي، وفي التواصل مع "حزب الله"، وبالتالي إبقاء القنوات مفتوحة بين حارة حريك والمختارة مفتوحة على الرغم من كل التطوّرات الإقليمية.
 

  • شارك الخبر