hit counter script
شريط الأحداث

- روبير فرنجية

من منكم بلا خطيئة؟

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 06:39

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ليس دفاعاً عنهما بقدر ما استفزتني محاكمتهما. لم تبقَ زميلة على وجه الأرض والهواء إلا وشتمتهما، ولم تبقَ شاشة زميلة إلا وهزأت منهما. حتى أعضاء رابطة مقدّمي الطقس ومقدّماته سخروا من غلطة شباط التي يقابلها مئات الأخطاء اللغوية واللفظية كل ليلة.
لم نسمع لليوم لوماً تخفيفياً، ولا "غلطة الشاطر بألف"، ولا "من منكن بلا خطيئة فليرجمها بصخرة بدل الحجر". حتى ذاك المطرب السابق الذي هدّد وتوعّد واعتزل، أُعطيت له فسحة من المرافعة والتعاطف، بينما أليز فرح وفاديا دقماق كأنهما أدرجا في نشرة طقس إسرائيل معاذ الله.
ما أزعجني انه حتى زميلات إليز وفاديا على شاشات زميلة ضحكن وسخرن واعتبرن خطيئتهما لا تُغتفر، فيما هنّ كل ليلة يغيّرن بالخطأ والثقافة السطحية أسماء قرى وبلدات لبنان، فتتحوّل جغرافيتنا إلى نكتة الموسم. أليس الخطأ بلفظ أسماء المناطق التي ستتلج وتمطر فيها الدنيا خطيئة توازي خطيئة إليز وفاديا؟؟
لم يشبع النقّاد من الطارئين والشامتين والشاتمين بقرار الإستغناء عنهما بعقاب مهني على غلطة 29 ولا 30 شباط، وبما طالهما من موجة السخرية على مواقع التواصل الإجتماعي، وفي عدد كبير من البرامج ونشرات الأقنية الزميلة، بل كان يفترض زيادة العقاب وتضمينه الخطوات التالية:
تغريم إليز وفاديا كل سنة بعدد أيام شهر شباط .
كتابة أيام شهر شباط كل يوم بلون مختلف، وذلك بعدد أيام السنة 365 يوم.
حسم شهر شباط من تعويضهما.
منعهما من الإستفادة من التقديمات الصحية (ضمان – تعاونية – شركات تأمين ) كل سنة في شهر شباط.
إضافة بعض الرسوم الإضافية من وزارة المال على فواتيرهما في هذا الشهر.
كل هذا لا يكفي لتنتقم من فاديا وإليز، بل علينا كمواطنين لا نخطئ ولا نرتكب الهفوات من كل مستقلة من بيع الروزنامات على الطرقات، وعندئذ نفكر بالغفران والمسامحة.
السياسي في المقابلة الذي لا يحفظ نشيده، والنائب الذي يجهل دستوره، والشاعر الذي يخفق في بحور الشعر الوافرة والطويلة، وأستاذ الجغرافيا الذي نسي حدود بلاده، والمذيعات والمذيعين الذين يقترفون الأخطاء والخطايا لا نعاقبهم ولا نحاسبهم، بينما إليز وفاديا لم نتوقّف عن جلدهما في كل جلسة واسكتش ونشرة طقس.
ولنعود إلى الذاكرة الطريّة، ونضيء على بعض هفوات مذيعات الطقس المسجّلة والمؤرّخة والموثّقة فنرصد الآتي :
تلك المذيعة التي قدمت لنا المعايدة ليلة عيد الميلاد قائلة joyeuses noel هل كان يجب أن نغفر لها ذنبها لأنها تعلّمت في مدرسة إنكليزية .
ماذا عن مذيعة الطقس التي جعلت بلدة " كفرحزير" في الكورة كفراً ولفظتها : الطقس في بلدة كفرحزير؟
وماذا عن المذيعة في نشرة الطقس التي لفظت إسم " الصرفند" ، " صُرفُند"؟
هذه أخطاء محدودة لا تقدّم ولا تؤخّر، أما إليز وفاديا فهما من طقس آخر وعاصفتهما لا تشبه باقي العواصف.
كل ما أسلفناه وأدرجناه، لا يعني أن إليز وفاديا ذنبهما مغفوراً، أو هما من" بيت الفرفور"
لكن كفانا باسم الزمالة شتماً وشماتة، وتصويرهما أنهما المجرمة المزدوجة، فيما باقي أعضاء رابطة مقدّمي الطقس أبرياء ...
فإذا كان الغلط في هذا البلد يحاسب عليه بالطرد والعقاب، هل كان على حزب الكتائب وحزب التقدمي الإشتراكي طرد الرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط من صفوفهما حين قالا : ميشال عون بدل ميشال سليمان ؟
هل كان الرئيس نبيه بري سيرفع الحصانة عن كل نائب جعل الكسرة فتحة والضمّة كسرة في خطابه أثناء الجلسات العامة لمجلس النواب ؟
ولماذا إليز وفاديا تُطردان، فيما إحدى مقدّمات البرامج السياسية الصباحية ، ورغم تلعثمها الدائم، يُحتفل بعيدها على الهواء في برنامج سياسي، فيتم إدخال قالب الحلوى إلى الأستديو، ولو أن للبرنامج موازنة أكبر كان تم توزيع "الكوتيون" على المصوّرين، وأطلقت الأسهم النارية في أدما ابتهاجاً.
يبدو أن العاصفة الثلجية التي قُدمت في 29 و 30 شباط ،أقتلعت رياحها إليز وفاديا من فقرة الطقس وروح الزمالة.

  • شارك الخبر