hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

حزب الخضر كرم لور سليمان... وربيع الهبر عرض لواقع المرأة في لبنان والدول العربية

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٥ - 20:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيا حزب الخضر اللبناني اليوم العالمي للمرأة، في احتفال أقيم، في قصر المؤتمرات في ضبيه، كرم في خلاله مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب وعدد من السيدات الناشطات في الشأن العام لسنة 2014، في حضور راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون، النائبين سيرج طورسركيسيان وجيلبرت زوين، الوزير السابق مروان شربل، النائبين السابقين نهاد سعيد ووجيه البعريني، مديرة المراسم في وزارة الخارجية ميرا ضاهر، رئيسة مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية والملكية الفكرية الرائد سوزان الحاج وشخصيات رسمية، سياسية، روحية، إعلامية، وناشطين بيئيين وحشد من أعضاء الحزب وأصدقائه.

قدم الحفل الإعلامية دينا خياط والدكتور نزار دندش الذي اعتبر "ان لا شيء ينبض إلا إذا نبضت حواء الحبيبة ولا غصن يحن الى غصن إلا إذا حنت حواؤه أم الحياة" وقال: "صحيح ان ليس منكن نبيات، لكن أنتن أمهات الأنبياء، ونبض هذه الحياة، وفيكن من القوة ما يكفي لتغيير العالم، السيء فيكن إنكن تفضلن الشكوى على النضال، والحق لا تعيده الى أصحابه إلا القوة".

ثم ألقت رئيسة الحزب ندى زعرور كلمة فقالت: "نحتفل اليوم بعيد المرأة، عيد لنصف مجتمع يحتفل به مجتمع بأكمله، الثامن من آذار هو عيد عالمي لتكريم المرأة وتسليط الضوء على دورها المميز خلال مسيرتها الإنسانية الطويلة، ومساهمتها الفعالة في تأسيس حضارتنا وبنائها وازدهارها، لكن المؤسف والمذل ان تشريعات مرحلة تقاسم الثروة والنفوذ مازالت تسود حتى يومنا هذا وفي معظم المجتمعات وبشتى المظاهر وفي معظم التشريعات، ومازالت المرأة تصنف في خانة أصحاب الحقوق المغتصبة ومن يعاني القهر والإستبداد، ذلك يذكرنا بوضع البيئة التي تعاني الظلم والإضطهاد، فمن يلوث البيئة يعمل على تهميش دور المرأة، ومن يظلم المرأة يظلم الطبيعة، فالمرأة والأرض توأمان لا ينفصلان.

اضافت زعرور "ولأننا حزب يناضل من أجل حماية البيئة ويدافع عن حقوقها فإننا أيضا نعمل لحماية المرأة ونتبنى الدفاع عن كل حقوقها، حماية البيئة ثقافة من يحب الحياة والدفاع عن حقوق المرأة ثقافة الحق وميزان الرقي والتمدن، ولكي نحمي البيئة وندافع عن حق المرأة في المواطنية لا بد من تغيير الأنظمة المخالفة وإزالة القوانين المنحازة، ولا بد من تحديد أعداء حقوق المرأة هم بطبيعة الحال أعداء المرأة وأعداء السلام".

وتابعت "ان حزب الخضر الذي ولد من رحم الجمعيات البيئية الناشطة وجمعيات حقوق الإنسان ومن منظمات المجتمع المدني هو حزب مناضل ومكافح ومقاوم، نحن لم نرث حزبا ولا قيادة ولا نفوذا ولا سلطة، ملعبنا كل شبر من أرض لبنان، كل حوض يتعرض للحرق والقطع، كل طير يتعرض للقتل، كل جبل يتعرض للجرف، كل نهر يتعرض للتلوث، كل فضاء يتعرض لدخان الموت وسموم المصانع، كل شاطىء يتعرض للنهب والإحتلال، كل منطقة سكنية تستباح لكي تتحول الى مكبات عشوائية للنفايات، صحيح اننا جزء من الصحوة البيئية في العالم نتعاون مع كل حزب يدافع عن الكون الأخضر خصوصا مع أحزاب الخضر في العالم، لكننا لسنا امتدادا لأحد ولن نكون أداة لأحد، نحن ندافع عن بيئة الإنسان، عن مستقبل كل إنسان لكي نحميها من التلوث القاتل بدءا بجبال النفايات وإنتهاء بطبقة الأوزون في أعالي السماء. وكما عملنا على إقرار مشروع النيابةالعامة البيئة، وكما اننا لا نزال نتابع دعوانا ضد المعتدين على الأملاك البحرية والنهرية، فإننا نعد المرأة بالدفاع عن حقوقها المشروعة والعادلة، ولن نهدأ قبل أن تنال المرأة حقوقها كاملة، والى أن تنال كل إمرأة على أرض لبنان حقها في المعاملة الإنسانية العادلة والمنصفة، ولأن الحقوق المدنية للمواطن لا تؤمنها إلا الدولة المدنية العادلة والبعيدة عن أسلوب المحاصصة الطائفية فإننا سنعمل مع كل لمخلصين للوصول الى هذه الدولة العلم، الى دولة تنصف موظفيها فتقيهم شر الهجرة والتشرد والعذاب، وتحمي حدودها وتؤمن لمواطنيها الأمن والإستقرار والحيارة الكريمة. إننا ننوه ببطولة الجيش اللبناني في الدفاع عن أرض الوطن في محاربتهم الإرهاب وننحني مام بطولة أبنائه وشهدائه. 

تابعت زعرور سنتعاون مع المجتمع المدني ومع كل الأحزاب اللبنانية والمنظمات الأهلية الناشطة للدفاع عن حقوق المرأة والهادفة الى تقييم عمل مؤسسات الدولة. دعونا نستغل هذه الفرصة لتوجيه دعوة الى كل الأحزاب اللبنانية الى طاولة مستديرة لصياغة ورقة عمل مشتركة كي ندفع ببعض التشريعات (ونفرج عن غيرها) دعما للمرأة اللبنانية وتأييدا لها.

وناشدت كل السياسيين للاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية الذي يشكل أولوية بالنسبة لنا وانتخاب مجلس نيابي جديد، على ضوء قانون عصري يؤمن العدالة وينتج طبقة سياسية جديدة.

وفي الختام، قالت زعرور: "لا للذين يلوثون البيئة، لا للذين يغتصبون حقوق المرأة، لا للذين يبيعون الوطن، فالأرض لا طائفة لها، والمرأة ثروة المجتمع والوطن للجميع، عشتم وعاشت المرأة اللبنانية وعاش لبنان".

بعد ذلك عرض المدير العام لـ"ستاتيستكس ليبانون" ربيع الهبر لواقع المرأة في لبنان والدول العربية، ورأى انه "على الرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية للحد من التمييز بين الرجل والمرأة، وبشكل خاص في الدول العربية، إلا ان هذه الجهود لم تؤد الى النتائج المرجوة بحيث لايزال التمييز بين الجنسين يسود في هذه الدول على صعد عدة، وإن بدرجات متفاوتة بين دولة وأخرى.

وانطلق الهبر من "مؤشر عدم المساواة بين الجنسين" (GH) وهو مؤشر أطلقه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) لقياس التفاوت بين الجنسين، ويستخدم ثلاثة أبعاد: الصحة الإنجابية، التمكين وسوق العمل، ليخلص الى ان الأرقام أظهرت ان اللامساواة بين الرجل والمرأة يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى السياسيون، بالدرجة الثانية المجتمع وبالدرجة الثالثة سلوكية لمرأة نفسها.

واعتبر ان مسؤولية السياسيين تكمن: في القوانين اللبنانية التي كرست مبدأ اللامساواة بين الجنسين، والتي باتت بحاجة الى تعديل والأمثلة كثيرة. وفي عدم لجوء الأحزاب الى ترشيح نساء للانتخابات النيابية، علما ان هناك العديد من النساء الكفؤات المنضويات في صفوف الكثير من الأحزاب اللبنانية، خصوصا وان خيارات اللبنانيين الإنتخابية تتأثر كثيرا بالإنتماءات السياسية وبالإعتبارات المذهبية والمناطقية والعائلية. بحيث بينت نتائج استطلاعات الرأي ان اللبنانيين وبالرغم من اعتبارهم ان الرجال أفضل في تولي القيادة السياسية من النساء، إلا انهم من المحتمل أن يصوتوا لإمرأة في الإنتخابات النيابية، ويوافقون على تولي النساء العديد من المناصب العامة مثل الوزارة، القضاء، رئاسة البلدية والمخترة.

اما مسؤولية المجتمع فتكمن في العقلية وفي العادات والتقاليد والتي أظهرتها جليا بعض الأرقام والتي حان الوقت لتخطيها، في حين ان مسؤولية المرأة تكمن في ترددها.

بعدها كانت مداخلات عن وضع المرأة في لبنان، فتناولت الدكتورة وديعة الأميوني "المرأة والعلاقات الإجتماعية"، فاعتبرت ان مشاركة المرأة في السياسة والنقابات والجمعيات المدنية، ودورها المعاصر داخل الأسرة وفي العمل، وتطور واقعها التعليمي والإقتصادي والصحي والإجتماعي والفني وغيره، ليس سوى صورة خارجية تتماشى مع نسق التطورات المالية في عالمنا المادي المتغير، ولا تعكس الجوهر الأولي والأساس الذي يضبط كل تلك العلاقات والأحوال. فالثقافة بين الشكل والجوهر يجب أن تكون لها أبعاد ثلاثية متكاملة، تتماشى مع القواعد الكونية وهندستها وتتحول بفعل قوة موازية ومضادة، لا تأتي سوى عن طريق التكاتف بين مختلف العناصر والأطراف، بدءا من أهل السياسة وصولا الى المجتمع المدني ومؤسساته والحركات النسوية، ومشاركة الرجل وقناعته في احترام حقوق المرأة كعنصر شريك وأساسي في العائلة والتربية والعمل واتخاذ القرار. لا بل أن تقتنع المرأة بطاقاتها الإنسانية فكرا وروحا لأجل البدء بمسيرة النهوض وبخطوة الطريق نحو مجتمع متمدن يتأسس بناؤه الإجتماعي على المعرفة والعدل والحق بعيدا عن جنسوية الكائن والإعتبارات التقليدية المتجذرة في أصول ثقافتنا وسلوكياتنا اليومية، فهل لنا أن نعبر الى ذلك العالم؟ ومتى؟".

وتحدثت الدكتور ناتالي خوري عن "المرأة الأديبة الناقدة والمفكرة"، فرأت ان "لا معوقات أمام المرأة لتكون أديبة أو روائية، ويبقى التفرد في إمكانية تثقيف نفسها أكثر بالإضافة الى الموهبة لتكتب بمستوى أعلى تطمح إليه، ففي الكتابة عادة، نتكلم في ما يتجاوز الذكورة والأنوثة، فالمشاعر هي هي، التحدي يكون في التطوير الدائم، وهذا الكلام ينسحب على الرجال والنساء".

وقالت: "عوض أن نردد دوما بأن الزمن زمن انحطاط في كثرة الادباء، فلنعتبرها نعمه، ولندع التاريخ يحكم في استمرارية من يكتب. ولتكسر النساء قوارير الطيب، ولتنثرن عطرهن في هذا الفضاء الذي نحتاج فيه الى الكثير من الأدب والحياة ولتملأن العمر ألفا وفرحا".

وتطرقت الإعلامية فاطمة بري الى "واقع المرأة اللبنانية في الإعلام" وقالت: "نحن أمام نموذجين من المرأة: إمرأة تقدم إعلاما وإمرأة يقدمها الإعلام والإعلان ايضا، الأولى تعمل على نفسها مثقفة تملك مؤهلات معينة من حضور وثقافة وإلمام، اما الثانية فوضعها بحسب الكثير من الأوراق المكتوبة في صحف أو مجلات أو تعليقات فإن وضعها غير مرضى عنه".

وقدمت بري اقتراحات لنهوض المرأة وتقدمها وهي:
1- أن تعمل المرأة بنفسها على بناء شخصيتها وثقافتها ولا تنتظر طرفا آخر ليكون لها وعيها وتجربتها.
2- أن تؤمن بنفسها وبقدراتها قبل أن يؤمن الآخرون بها.
3- أن تخفف من العمل على موضوع المظهر والإغواء والبرستيج فقد صاروا موضة لبنانية بحت!
4- أن تكون متعلمة ومثقفة ومتمكنة وليست واجهة فقط!! أن تهتم بتزيين عقلها وليس أي شيء آخر.

وطرحت بري مشروعا جديدا على نساء العصر الحالي "جربوا وفكروا بالإغواء بالعقل والفكر". واخيرا أن تمسك وتطلق زمام مبادرة.

وتناولت الإعلامية عبير شرارة موضوع "المرأة والقوانين التمييزية" فشددت على ان السلطة ومعارضتها الرسمية على حد سواء تظلم وتتعسف وتسيء استخدام القوانين وتواصل ثقافة الحرمان، ونحن لم ندخل بعد مرحلة الدولة وأدوارها وهذا لن يتحقق الا بمشاركة المرأة والشباب الكاملة في كل ما يصنع حياة المجتمع والدولة، أي المشاركة الكاملة في الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية".

ورأت ان المعركة تتطلب إحلال ثقافة بديلة عن تلك التي تحكم مجتمعاتنا منذ قرون بل آلاف السنين وهي ليست سلطة غاشمة، قاتلة ممتوارثة ثقافيا وليس مجرد سلاليا فقط، وهي تحكم الرجل والمرأة وبالتالي البدء بتأسيس بناء نظري للمواطنية المتساوية.

وعرضت مهى سكرية لمشاكل اللاجئات في لبنان وأشارت الى ان اللاجئات عموما سواء كن سوريات أو فلسطينيات أو من جنسيات أخرى، تجمعهن إضافة الى صفة لاجئة مشاكل متشابهة الى حد ما.

واعتبرت ان الوضع المزري المخزي للاجئات السوريات في لبنان لهو وصمة عار في صميم الإنسانية لا جبينها فقط، هن يدفعن أثمانا باهظة جدا لأوضاع أجبرن ان يكن فيها، ولم تكن أبدا من اختيارهن، وهن ضحايا مرة أخرى لحرب يقودها الرجال.

وأملت سكرية أن تشرق شمس مستقبل أفضل في سمائهن وأن يكون مثل هذا اليوم من العام المقبل ذكرى نحتفل بها برفع الظلم والمعاناة عن هؤلاء النسوة وأن تكون كلمة لاجئة قدأصبحت ماضيا لهن ولنا على حد سواء.

وفي الختام، تسلمت المكرمات الشهادات التقديرية وابرزهن الى مديرة الوكالة الوطنية لور سليمان صعب، رئيسة هيئة تفعيل دور المرأة الاميرة حياة ارسلان، رئيسة جمعية "كن هادي" لينا جبران، العميدة المتقاعدة في الامن العام دلال رحباني، العقيد المتعاقدة تريز رزق الله، الاعلامية مي عبود ابي عقل، السيدة ريجينا قنطرة، رئيسة تجمع سيدات الاعمال اللبنانيات ليلى سلهب كرامي ورئيسة مجلس الفكر كلوديا ابي نادر ، اﻻعلامية كلود صوما، وسيدات من جمعية نساء رائدات،السيدة راغدة يشوعي ،اضافة الى عدد من السيدات المرشحات للانتخابات النيابية.  

  • شارك الخبر