hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

باسيل: قانون استعادة الجنسية أولوية وطنية كبرى

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٥ - 20:48

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمراً صحافياً في منزله في البياضة، عرض فيه لنتائج جولته على دول اميركا اللاتينية والتي شملت كوبا، المكسيك، الإكوادور، كولومبيا، فنزويلا، البرازيل، الأرجنتين، تشيلي، الأورغواي والباراغواي. وتضمّنت الجولة ٣٧ لقاءً مع رؤساء جمهورية، ونواب رؤساء، ورؤساء حكومات ومجالس شيوخ وبرلمان، فضلاً عن نواب ووزراء، ورؤساء بلديات كبيرة وحكّام. كما شملت ٣١ لقاءً مع الجاليات اللبنانية، وخمس محاضرات، و١٢ توقيع لإتفاقية أو مذكرة تفاهم، وعقد مؤتمر للديبلوماسية الفاعلة لكلّ السفراء المعتمدين في تلك القارة تمّ خلاله وضع سياسة الوزراة.

وقال الوزير باسيل: "قد يسأل البعض لماذا قارة أميركا اللاتينية، أقول طبعاً إنّ نشاطنا الديبلوماسي ليس محصوراً بهذه القارة، لقد قمنا بزيارة لأفريقيا وإنما بسبب الظروف اللوجستية لم نستطع زيارتها ثانية، وآمل ان نقوم بها خلال العام الجاري. كما زرنا دولاً أوروبية وعربية وآسيوية وأميركية عدة، إذ لمن واجبنا زيارة كل دولة فيها اغتراب لبناني أو لدينا معها إمكانية لتفعيل العلاقات السياسية او الاقتصادية او الثقافية."
أضاف: "اليوم نتحدث عن اميركا اللاتينية وأهميتها لما تشكله، أولاً من حيث عدد اللبنانيين المغتربين فيها الذي هو يصل الى ١٢مليون مغترب تقريباً أي ما يوازي ثلاثة أضعاف عدد سكان لبنان، وهم لهم الأثر الكبير في الحياة العامة والاقتصادية والخاصة وفي قلوب الشعب المضيف. وثانياً، نظراً لأهميتها على الصعيد السياسي لا سيما مع وجود ١٠٧ مسؤول حالي رفيع المستوى من أصل لبناني، إضافة الى ٢٥٠ مسؤول سابق. ثالثاً، لوجود عدد كبير من رجال الاعمال والاقتصاديين الفاعلين في الحياة الاقتصادية وفي كل المجالات من نفط وصناعة وتجارة والاتصالات..فضلاً عن وجود أندية لبنانية جامعة وكبيرة."

ولفت الوزير باسيل الى غياب الدولة الكبير عن هذه القارة التي تضم ٢٦ دولة ويوجد فيها فقط خمس سفراء و١٠ ديبلوماسيين، فضلاً عن الزيارات القليلة لمسؤولين لبنانيين، مشيراً الى "ان المغتربين اللبنانيين، ليس لديهم اي مطلب، سوى ان يشعروا بأن دولتهم تهتم لأمرهم. ليس لديهم خط طيران مباشر، وعلاقاتنا الاقتصادية معهم بأدنى مستوى إذ تبلغ صادرات لبنان نحو ٣٨ مليون دولار بالسنة الى كل أميركا اللاتينية".

وقال:"كل اغترابنا بحاجة الى الاهتمام، إنما نتحدث اليوم عن اميركا اللاتينية، لأنّ الكثير من المغتربين فيها ليس لديهم الجنسية اللبنانية ولا يتكلمون اللغة العربية، ولكن في قلبهم لديهم العاطفة الكبيرة للبنان."

وفصّل الوزير باسيل المجالات التي يمكن للبنان الاستفادة منها من خلال تقوية علاقته بدول أميركا اللاتينية: على الصعيد السياسي، إن دول اميركا اللاتينية، بالإجمال ، مواقفها مؤيدة للبنان في صراعه مع اسرائيل، وبعض الدول قطعت علاقتها معها بعد حرب تموز ٢٠٠٦، وفي حرب غزة. وبالرغم من بعد المسافات هناك تعاطف طبيعي وتأييد للبنان في المواضيع المهمة في المحافل الدولية. فضلاً عن ان فلسطين ما زالت تعتبر القضية الأهم، كما ان هذه الدول عاشت الارهاب وهي بإمكانها ان تكون سنداً لنا في هذا الموضوع.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار الى أنّه "بعد التوقيع على مذكرة اتفاقية الميركوسور، نحن بصدد التوقيع على اتفاقيات أخرى تتيح لنا التبادل التجاري الحرّ، مما يسمح للبضائع اللبنانية الدخول الى أسواق تلك الدول معفاة من الضرائب الجمركية. فضلاً عن تشجيع السياحة، بدعوة هؤلاء المغتربين الى زيارة وطنهم الام".
أمّا على الصعيد الثقافي، فقال وزير الخارجية:" لدينا إمكانيات كبيرة من خلال نشر اللغة العربية بين المغتربين، وإنشاء مدارس لبنانية وهذا ما نطرحه حاليا مع وزارة التربية، وذلك بالتعاون مع أبناء الجاليات اللبنانية في دول الاغتراب. والهدف الاستراتيجي الذي نسعى عليه ايضاً، هو تعليم اللغة الإسبانية في لبنان وفي مدارسنا، لأننا نأمل بذلك ان يكون لبنان بوابة اميركا اللاتينية الى المنطقة العربية والشرق الاوسط وأفريقيا".
وشدد الوزير باسيل على أنّ "القضية الأهم هي قضية تسجيل المغتربين الذين سلخوا عن وطنهم في ظروف صعبة، ولم يغادروا طوعاً وطنهم، انما تحت وطأة الظلم والجوع والتهجير، وهم لم يستطيعوا العودة الى ديارهم، وهم يحافظون على محبة وطنهم بقلبهم، لذلك علينا الا نتخلى عنهم، ونستقبل أبناء اخرين، ان كانوا أشقاء او جيران"..
وأكّد "ان قانون استعادة الجنسية، هو أولوية وطنية، وقضية كبرى لا تعلو عليها قضية، خاصة في ظل الظروف الحالية التي يشهدها اليوم لبنان، من تهجير لأبنائه بالآلاف، وهو مشهد يشبه ما حصل منذ مئة عام، إذ يتم استبدال مواطنيه بأشقاء واعزاء انما ليسوا بلبنانيين، ويتم تجنيس غير اللبنانيين بمراسيم".

ورأى الوزير باسيل "ان لبنان يقدّم النموذج اللبناني الذي يرتكز على التعايش والتسامح وقبول الاخر، وهو يشكل النموذج المضاد للحركات والجماعات التكفيرية الإرهابية والتي هي من لون واحد وتقتل من كان من غير لونها. وهذا النموذج قابل للحياة والدعم والمساندة من هذه الدول."
وشدد على أننا" في بداية عملنا، لذلك يجب علينا المتابعة الجدية والقيام بزيارات لدول ومدن اخرى، كما علينا تكثيف العمل والحضور الديبلوماسي، وإنشاء المدارس، وفتح خطوط طيران مباشرة، ونشجع على الاستثمار في لبنان، وعلى تعلم اللغة الاسبانية او البرتغالية."
ودعا الوزير باسيل الى حضور المؤتمر الاغترابي الثاني الذي سيُعقد من 21 الى 23 من شهر أيار المقبل، والذي سيشمل كل قطاعات العمل، ويهدف الى اقامة شبكة من العلاقات بين اللبنانيين المقيمين والمغتربين. إنّ رسالتنا في وزارة الخارجية والمغتربين هي الحفاظ على الصورة الجميلة التي يمثلها المغتربون، لذلك علينا الحفاظ عليهم ونّدعم الروابط بينهم وبين وطنهم الام في كل المجالات."
 

  • شارك الخبر