hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

حرب من برشلونة: أي جهد لتسيير أمور الدولة من دون رئيس لن يثمر

الجمعة ١٥ آذار ٢٠١٥ - 17:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

التقى وزير الاتصالات بطرس حرب خلال مشاركته في مؤتمر برشلونة الدولي حول الاتصالات، مجموعة من اللبنانيين الشباب أصحاب الكفاءات، العاملين في قطاع الاتصالات في مختلف بلدان المنطقة. وحضر اللقاء المدير العام للالنشاء والتجهيز المهندس ناجي اندراوس، ورئيس هيئة مالكي الخليوي جيلبير نجار والمدير العام لشركة "تاتش" وسيم منصور ومستشارو الوزير آلان باسيل وسيمون حرب ويوسف الحويك.

واستهل حرب كلامه مرحبا بأكثر من مئتي مهندس وخبير اتصالات، وقال: "ان تبوؤ كل واحد منكم أعلى وأهم الوظائف والمراكز حيث انتم هو خير دليل على كفاءات الشباب اللبناني ونجاحه في الخارج، وهذا يشكل مفخرة لبلدكم الذي يفتقد طاقاتكم، رغم الظروف البشعة التي نعيش في لبنان. الا اننا اذا جمعنا قوانا وامكاناتنا وكفاءاتنا بامكاننا ان نصنع العجائب. والسؤال هو ان الذي يحصل عمليا هو عكس ذلك، وحين نعمل منفردين نشعر اننا أقوى، وحبذا لو يمكننا ان نعكس الامر كي نجعل لبنان يكبر فينا ومعنا ويستعيد مكانته في العالم العربي على صعيد الاتصالات".

وأضاف: "لم أقصد شركة في العالم الا وجدت فيها لبنانيا يتبوأ أعلى المناصب، انتم بلا شك تدركون الصعوبات التي يمر فيها البلد والتي تعرقل امكان تطويره. غير أن ذلك يجب ألا يدفعنا للاستسلام. ان العبرة هي في من حولنا، ومن سبقنا من أجدادانا، الذين حولوا الوعر والصخر الى سهول، فيما نحن اليوم نتمتع بظروف أفضل، وبالتكنولوجيا المتطورة باستمرار، والتي نجيد استخدامها، فلماذا يجب ان ندع لبنان يتراجع رغم كل هذه الامكانات والطاقات".

ورأى حرب ان "من بين الاسباب ابتعادنا عن القيم التي سمحت بخلخلة الأخلاق، وفي كيفية ادارة الشأن العام. لذلك، فإن معظم الشباب اصحاب الكفاءات العالية سلكوا طريق الهجرة للعمل في الخارج والعيش بكرامة وحرية. ما اريد قوله كوزير للاتصالات، باسم ما تبقى من السلطة اللبنانية في هذه الظروف الصعبة، هو انني متشبث بمشروع الدولة المستقلة الواحدة التي تجمع كل ابنائها، والتي يشعر فيها كل لبناني ويمارس حرياته ويعيش بكرامة وبحبوحة. وهذا مشروعنا القادر على جمعنا اينما كنا".

وتابع: "ليس المطلوب من الجميع أن يكونوا من رأي سياسي واحد، اذا ان من حق كل منا ان يكون له رأي سياسي، انما عندما نعمل في الشأن العام يجب ان نعمل لكل لبنان. فإذا كان الموطف ينتمي الى حزب معين فعليه ان يخدم كل اللبنانيين لا حزبه او طائفته، او يجند الدولة لخدمة حزبه او طائفته ويحرم بقية المواطنين. وهذا يا للأسف ما يخرب لبنان، وللأسف ايضا، ان المنحى كبير ونشعر به في معظم الادارات".

وقال: "حين توليت وزارة الاتصالات تركت السياسة خارجا، رغم ان هويتي السياسية واضحة ومعروفة وافتخر بها. لكنني في الوزارة اعمل لكل لبنان ولكل اللبنانيين واتمنى لو يتصرف كل المسؤولين بهده الطريقة والذهنية، لأن قسما كبيرا من مشاكلنا يحل هكذا.
لقد كان لبنان الأول على صعيد الاتصالات، الا انه لم يعد كذلك، ليس لأن غيرنا أبرع منا، وانما من تقدم علينا تقدم بواسطتكم انتم الذين وضعتم علمكم وكفاءتكم في خدمته. ما أعنيه هو ان لبنان قادر على ان يبقى في الطليعة، الا انه يحتاج الى جهد وتعاون، واذا تعاونا نجعله جنة. طموحي كوزير اتصالات، ان يعود معظم الشباب الذين يعملون في الخارج والبارعين والمتفوقين في هذا المجال ان يعودوا ليستفيد لبنان منهم لتطوير قدراته. عندما اقصد بلدا معينا وألمس مدى التطور التكنولوجي فيه، اشعر بغصة لأن أصحاب هذه النهضة هم لبنانيون ومن الطبيعي ان يكونوا في لبنان. علينا ان نبذل جهدا وطنيا، وليس سياسيا، كي لا يفقد لبنان صحته. ان السياسة وبعض اهلها قد ساهموا في دفعكم للبحث عن عمل كريم في الخارج. وعلينا السعي لتحسين وضع اللبنانيين، لا التنازع لتقسيمهم طوائف ومذاهب واحزاب وعائلات، بل علينا جمعهم حول المصلحة الوطنية المبنية على التعددية التي تغني لبنان بصيغته الفريدة".

واردف: "أنا حريص على التعدد السياسي والطائفي، الا انني اعرف انني اتوجه اليكم وانتم أبرز وجوه المجتمع القادرين على التأثير في محيطه، للتعاون في تطوير البلد. واتمنى عليكم ان تكونوا رسلا للحقيقة في هذا الاتجاه. كثر يتسابقون على ما يمكنهم من الاستفادة من لبنان، لكني ادعوكم لأن نكون معا من فئة الذين يعملون لافادة الدولة من كفاءاتهم، وتعزيز الدولة لأنها الضمانة الوحيدة لحقوقكم وحرياتكم ومستقبلكم ومستقبل ابنائكم. ومن يفكر ان بامكانه الاستغناء عن الدولة فهو كمن يلحس المبرد، اي يلحس دمه".

ورأى "أننا مقبلون على مرحلة جديدة في لبنان، ورغم تعطيل مجلس الوزراء وعدم انعقاد جلساته، والدولة بلا رأس. فتصوروا جسما بلا رأس، فكيف بامكان اعضائه ان يعملوا من دون اي ضامن او منسق لعملهم؟". ومن يعتقد انه "ماشي الحال" هو بالتأكيد مخطئ، ففي الدول الديموقراطية هناك اكثريات تأخذ القرارات، واذا اعتمدنا نظام الاجماع فاننا لن ننجح. نود طبعا الحفاظ على اجواء التوافق من جهة، ومن جهة أخرى التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية، لأن أي جهد لتسيير أمور الدولة بدون رئيس الجمهورية لا ولن يثمر".

وأشار الى "أننا كنا نختلف حول صلاحيات رئيس الجمهورية ونتهكم على ما تبقى له من صلاحيات، وها نحن اليوم في خضم المشكلة ندرك اهمية الرئيس ودوره، فهو الذي يوجه الحياة السياسية وينظمها، هو الحكم بين اللبنانيين. وحين غاب الرئيس انظروا ما حل بنا".

أضاف: "بالنسبة الى موضوع الاتصالات وبمشاريعنا، بعد ايام قليلة، وفي ضوء بعض التوصيات التي وردتني، ومنها منكم أنتم بالذات، اخذنا في الاعتبار الحاجات والتوصيات ونحاول صياغة سياسة مستقبلية لل 2020 على الأقل. وقسم كبير من هذه السياسة يحتاج فقط الى موافقة وزير الاتصالات، وها هو وزير الاتصالات أمامكم يقول انه سيطلق مشروع ليعمم خدمة 4G في كل لبنان وكذلك FTTX في مهلة زمنية لا تتعدى الخمس سنوات في كل لبنان. وهذا من شأنه ان يغير وجه لبنان في عالم الاتصالات وان يؤهله لاستعادة دوره، وطموحنا ان نعود السباقين في منطقتنا وهذا ما لا يمكنني تحقيقه لوحدي، بل بالتعاون معكم لاعادة لبنان الى موقعه الذي يحلمون به، ونعيد لعائلات لبنان فرحها بعدما اصبح شباب لبنان في الخارج وقرانا تقتصر على المسنين".

وقال: "لقد اطلقنا مشروعي قانون في مجلس النواب، أولهما اتفاقية قرض مع البنك الدولي من أجلmobile Eco system الذي يؤهل الشباب اللبناني لتأسيس شركات جديدة، ومدة هذا القرض أربع سنوت قابلة للتجديد. وهذا يطلق ثقافة جديدة للشباب تغنيه عن البحث عن تحقيق طموحه في الخارج. وهذا ما يؤهل لبنان كي يتحول مجتمع مستهلك لما ينتجه الغير الى مجتمع منتج يصدر انتاجه الى الخارج. أما الثاني فهو انشاء منطقة اقتصادية خاصة في الشمال، في قضاء البترون تحديدا، وهذا ما تم التوافق عليه في اللجنة الفرعية في مجلس النواب، وهو نوع من Silicon valley وهذا ينشىء منطقة ذات خصوصية من الناحية الضريبية ما يشجع المستثمرين والشركات على فتح مشاريع وتوفير فرص عمل وتوظيف، وتأهيل اللبنانيين على الدخول في هذا العالم كي يصبح جزءا من حياتهم. وهذا مشروع بطبيعة الحال لا يلوث البيئة ويحافظ على الطبيعة".

وختم:"لي ملء الثقة بقدراتكم، وأراهن على اراداتكم الطيبة وعلى استعدادكم لخدمة بلدكم، واعدكم ان اقوم بكل ما في وسعي، وبكل ما لدي من قدرات لتحسين قطاع الاتصالات في لبنان".
 

  • شارك الخبر