hit counter script

أخبار محليّة

الامم المتحدة أحيت "يوم المرأة العالمي" باحتفال في الاسكوا

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٥ - 15:57

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أحيت الامم المتحدة ككل عام "يوم المرأة العالمي"، فنظم مركز المرأة في الاسكوا احتفالية بأصوات المرأة العربية، في بيت الامم المتحدة - وسط بيروت، في حضور وزيرة المهجرين أليس شبطيني، نائبة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة لمى سلام، الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة، وكيلة الامين العام للامم المتحدة الامينة التنفيذية للاسكوا ريما خلف، عضو لجنة الحوار الوطني الليبي القاضية نعيمة جبريل، بمشاركة الفنانة والشاعرة جاهدة وهبه، الشاعرة الفلسطينية الاميركية ليزا سهير حجيج، المخرجة والمنتجة كارول منصور وعدد من ممثلي هيئات ومنظمات المجتمع المدني.

قدم للاحتفال الاعلامية رابعة الزيات، واستهل بكلمة متلفزة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

ثم ألقت خلف كلمة استذكرت فيها "ما لا ينسى من التحديات التي تواجهها النساء". وقالت: "ملتزمون بالعمل على إزالة كل اشكال الاجحاف والتمييز ضدهن، إلتزام لا يمليه علينا الواجب تجاه المرأة فحسب، بل تمليه المسؤولية الاخلاقية على كل فرد تجاه نفسه اولا، وتجاه المجتمع ككل".

أضافت: "ليست المرأة العربية، تلك المصورة على أغلفة المجلات اللامعة ولا في نشرات الاخبار القاتمة. ليست تلك المغيبة عن العين المغلوبة على أمرها، ولا تلك المستخدم جسدها في التسويق والاعلان. ليست المنسوجة من خيالات المستشرقين، ولا العورة المخوف عليها من أهلها. انما المرأة العربية تاريخ، وحاضر من الالوان والاصوات والايدي الصناع: من الخنساء وأم البنين تشاركان امهات الشهداء الصبر والشجاعة، الى نساء فلسطين ولبنان وسوريا والعراق يقمن الخيام على ركام البيوت ويواصلن البناء".

وتابعت: "من غزالة تهزم الحجاج في الميدان الى الناشطات السياسيات يملأن الميادين امام اجهزة المستبد حتى يسقط. ومن صانعات الحكايا وروايات الاشعار يتخطين قيود زمانهن، الى الروائيات والشاعرات، والى الطالبات والعالمات في مدارسنا والجامعات يتخطين قيود المجتمع والدولة، ويقطعن الاسلاك الشائكة التي في النفوس، والتي في الطرق. ولكن هذا اليوم يأتي علينا، والكثير من نسائنا ورجالنا ليسوا بخير. فها هو "الدهر الرياب" بخير بعض نساء العرب، بين الحرب الاهلية والاحتلال الاجنبي، بين ان يأخذ الجوع ابناءهن، وان تأخذهم القذائف. بين جدران المعتقلات، وخشبات اسواق النخاسة، بين الزواج القسري المبكر في مخيمات اللجوء، والسبي والاغتصاب في الطريق اليها".

وأردفت: "في احتفاليتنا هذه تسطع في بالنا وجوه مشرقة طيبة تحاول ان تعدل من هذا الدهر ميله، فتنحت طريقا مختلفة عن كل ما يعرض عليها، وقد عرفت، ان الحرية ليست في الاختيار بين المتاح القليل، بل هي في اتاحة ما يبدو مستحيلا".

وثمنت "غاليا دور المرأة العربية في الثورات والحركات المطلبية التي سعت من خلالها لبناء مجتمع افضل والدور الريادي لمؤسسات المجتمع المدني العربية في النهوض بقضية المرأة، وفي حماية مكتسبات ناضلت من اجل تحقيقها عقودا طويلة".

وحيت "نساء لم يستكن حتى فرضن مبدأ المناصفة والمساواة في الدساتير، وأخريات انتزعن قوانين وتشريعات لحماية المرأة من العنف والتحرش والتمييز".

وقالت: "نحن فخورون بنضال المرأة العربية وحضورها القوي في الثقافة والشعر والفن، في العمل السياسي والمهني، في الطب والاقتصاد والادارة، في اوقات السلم، كما في الحروب وتحت وطأة الاحتلال، في الوطن كما في المهجر، نضال يسير بنا نحو وطن عربي ملتزم بعدالة ومساواة وعيش كريم لكل امرأة ولكل رجل".

وختمت: "في هذا اليوم ننحني للمرأة الواقفة، مجازا، وحقيقة، في الصفوف الطويلة، امام باب المصنع، امام باب المدرسة، امام اجهزة القمع، تحت الشمس الصعبة، او تحت غيوم الغاز المسيل للدموع، وعلى مداخل تاريخ جديد".

من جهتها، اعربت شبطيني عن سعادتها "للمشاركة في هذا اليوم الذي تقف البشرية جمعاء إجلالا واحتراما لتلك الشعلة المضيئة على مر الاجيال أختا، أما وزوجة ورائدة اصلاحية اجتماعية ومتنوعة في الكثير من الميادين لا سيما منها الانسانية والثقافية والعلمية".

وقالت: "يؤسفنا ونحن في عز القرن الواحد والعشرين ان المرأة وخصوصا في دول العالم الثالث ومن ضمنها عالمنا العربي لا زالت عرضة للقهر والتمييز والارهاب ومصادرة الحق ما يؤثر سلبا على مسيرة التقدم في اكثر المجتمعات تخلفا. لقد نالت المرأة حقا وغابت عنها حقوق والعدالة الاجتماعية لا تتحقق على هذا الصعيد الا من خلال الوصول الى ارقى درجات المساواة. والمقصود هنا ليس العمل على دعم وتمكين المرأة بشكل عام انما في زيادة نسبة الوعي الاجتماعي الذي يحقق للمرأة حقوقها دون منة من احد ويؤمن لها فرص الانطلاق بحرية وتحرر نحو الابداع والمشاركة الفعلية في بناء المجتمعات".

أضافت: "إذا كان البعض من الانجازات قد تحقق بالنسبة للمرأة فإن الطريق لا يزال طويلا ولا تزال تحتاج للمزيد من الكفاح في سبيل تحقيق الاحلام الكبيرة ورفع الظلم والاجحاف والانتقال من الخضوع لمنطق القوانين المجحفة الى تلك القوانين المدنية العصرية التي تنشدها المرأة في غالبية الدول، مع يقيننا أنه مهما طال الزمن فإن الغلبة ستكون لمفاهيم العدالة والحق وبأن التمييز والاجحاف الى انخفاض، معتبرين ان هذه الاحتفالية بأصوات المرأة العربية التي تطلقونها اليوم ما هي الا تعبير وصرخة بوجه الظلم والقهر متضامنين بالعمل لتحرير المرأة من هذه الاعباء". 

وتابعت: "إليك أيتها المرأة اللبنانية والمرأة العربية أسمى آيات التقدير والاعتزاز في يومك العالمي، وكوني على ثقة بأن لبنان سيسعى على الدوام لان يكون وطن العدالة والمساواة رغم العراقيل والمعوقات، وستبقى المرأة اللبنانية والعربية نموذجا حيا للمرأة العالمية المكافحة والمناضلة من اجل مجتمع راق ومتجدد على الدوام".

وختمت: "لا يسعني بهذه المناسبة الا ان أحيي وأتعاطف مع امهات واخوات وزوجات العسكريين المخطوفين من الجيش اللبناني وقوى الامن واهالي المفقودين بالحرب اللبنانية الذين يعتصمون امام هذا المبنى منذ شهور متحملين احوال الطقس وعذابات الفراق والاشاعات، متمنية الخلاص لابنائهم بأسرع وقت وعودتهم سالمين غانمين مع التأكيد بأن الحكومة لم ولن تألو جهدا بهذا الخصوص".

بدورها، سألت جبريل: "أية اطلالة لليوم العالمي للمرأة وآلاف النساء العربيات يرزحن تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي، مئات النساء العربيات مهجرات، مشردات، نازحات، معنفات، ضائعات، والعشرات اغتالتهن يد الغدر. وكانت النساء العربيات سبايا تباع وتشترى من سوق النخاسة. أية اطلالة هذه والمرأة العربية تشهد تحديات عديدة ابرزها التعصب الديني والارهاب الذكوري الاكثر تسييجا وتطويقا لحقوق المرأة الدستورية كمواطنة تتمتع بشراكة متساوية من دون تمييز بين الرجل والمرأة. أية اطلالة والمرأة العربية تعاني الاضطهاد والمحاصرة من المؤسسة الرسمية ومساوماتها المعلنة وغير المعلنة مع المؤسسة الدينية بهدف تحاشي الصدام مع تلك القوى الظلامية فيغدق التنازل والمساومة على حقوق وحريات النساء. أية اطلالة هذه والمرأة العربية تنخرط من ثقافة الموت والانتحار والمفخخات، مؤكدة على تغلغل الارهاب في صفوف النساء اما قاتلة او مقتولة".

أضافت: "أية اطلالة هذه والمرأة العربية التي تنعم بالعلم والامن والامان ليست بأفضل حال فحين نستعرض نجاحاتها نمر من جانبها بحياء تحاشيا من الحقيقة التي تجسدها الارقام المخيفة عن قلة مشاركة النساء في صنع القرار السياسي وتحجيم حركتهن تحت مسميات وذرائع كثيرة لا يقبلها العقل المعاصر وشروط التنمية المستدامة ولا التطور السريع والملح. أية اطلالة هذه والمرأة العربية صانعة ومفجرة الثورات من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن من اجل القضاء على الاستبداد والاضطهاد وتحقيق قيم الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، وقد أضحت معاناة النساء اضعافا مضاعفة من مسار الحرب فهن الاكثر عرضة للتمييز والعنف والاذى والاقصاء والتهميش، بالرغم من التداعيات الهامة المترتبة على مشاركة النساء في هذه الثورات والمتمثلة في تغيير الصورة النمطية للمرأة العربية لم تعد الخاضعة والمطيعة والتابعة التي لا يعول عليها من الحياة السياسية والعامة".

وتابعت: "تلك هي مقاربة السلم والحرب، فالنساء عرفن طريقهن ولا عودة الى الوراء وعليهن بقرع طبولهن من القاعدة وحتى القمة من اجل تحقيق مكاسب حقيقية على اساس المواطنة وتكافؤ الفرص، واستشراف مستقبل افضل من خلال كتلة فعالة في صنع القرار، للدفع نحو التغيير وإعادة توزيع الادوار ومراجعة اقتسام الفضاءات، مع الزام الدول بضمان جميع الحقوق المكتسبة للنساء والعمل على دعمها وتطويرها واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بالقضاء على العنف ضد المرأة. ولا يغيب عنا خصوصية ومسؤولية النساء في صنع واحلال السلام وسماع اصوات النساء اللاتي شهدن صراعات مسلحة واشراكهن في عمليات المصالحة الوطنية والحوار والعدالة الانتقالية لتكن المرأة جزءا من صنع القرار وتحقيق السلام والتخطيط لاعادة الاعمار والتأهيل والادماج بعد الصراع".

وختمت كلمتها بأبيات للشاعرة فدوى طوقان.

بعد ذلك، قدمت وهبة اغاني من شعر الحلاج ومحمود درويش ولميعة عباس عمارة. كما تلت الشاعرة حجيج قراءات شعرية باللغة الانكليزية.

وعرض فيلم وثائقي للمخرجة منصور بعنوان "قضايا المرأة تحت المجهر"، يختصر معاناة المرأة ويعرض لحالات نساء تختصرن اولويات المرأة العربية.

وفي الختام رحبت مديرة شعبة مركز المرأة في الاسكوا سميرة عطالله بكل من ساهم في الاحتفالية والمشاركين والحضور.
 

  • شارك الخبر