hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

نقيب المحامين: لنذهب الى قيادة مفتوحة يسودها تكافؤ الفرص والكفاءة

الخميس ١٥ آذار ٢٠١٥ - 12:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت نقابة المحامين، ندوة بعنوان "المرأة في الواقع اللبناني"، في بيت المحامي، لمناسبة يوم المرأة العالمي، شاركت فيها شخصيات سياسية وقضائية واجتماعية.

النشيد الوطني، فكلمة تقديم من أسمى حمادة التي اعلنت ان "ندوتنا تؤكد اننا نستطيع أن نحقق بعض الآمال والأحلام للمرأة اللبنانية".

ولفتت الى تحفظ معظم البلدان العربية على اتفاقية "سيداو"، وتساءلت عن مصير الزواج المدني وقانون الجنسية وقانون الأحوال الشخصية وغيرها من المواضيع.

ودعت حمادة المجلس النسائي والجمعيات النسائية الى تنظيم مؤتمر وطني لتوحيد جهودهم وتحديد المطالب لرفع شأن المرأة.

وعرضت رئيسة محكمة الجنايات القاضية هيلانة اسكندر "المسيرة الشاقة التي اجتازتها المرأة اللبنانية بكثير من التضحية الى أن وصلت الى سلم المسؤولية، ولكنها ما تزال منقوصة".

وتحدثت عن واقع المرأة في القضاء، فأشارت الى النقاش الدائر في الإسلام حول تولي المرأة القضاء، فهي لم تتول في مصر مناصب في القضاء إلا في العام 2003، وقد نالته الدكتورة تهاني الجبالي بمرسوم رئاسي وموافقة من شيخ الازهر، وفي تونس كان ذلك في العام 1961، أما في الأردن فلم يتم تعيين إمرأة في القضاء إلا العام 1996، وفي السودان نافست المرأة الرجل في القضاء بدءا من العام 1965، أما في سوريا فكان في العام 1975 وفي الكويت 2014.

وعن لبنان، قالت اسكندر: "ان المرأة اللبنانية لم تتول القضاء إلا في العام 1966 رغم التزام لبنان إعلام الأمم المتحدة وإقرار المساواة بين المرأة والرجل".

وذكرت ان الخلل لم يكن في النص، إنما في الذهنية السائدة. وأعلنت ان مباراة الدخول الى معهد القضاء أصبحت تشهد تعادلا في الفائزين بين الجنسين وأحيانا تميل الكفة الى عدد النساء. وذكرت ان 213 قاضية في المجلس العدلي حاليا من أصل 430 قاض.

وأشارت الى استبعاد المرأة عن المحاكم الجنائية، واقتصر تعيين القاضيات لفترة طويلة في محاكم بيروت، إلا انني كسرت هذا العرف وتم تعييني في صيدا في المحكمة الجنائية ولم نكن نعرف الخوف".

وذكرت انها "أول إمرأة تتولى رئاسة محكمة الجنايات في بيروت أي في لبنان"، مؤكدة "ان المرأة حاليا أصبحت في واجهة العمل القضائي، كما انها تبوأت مراكز عالية كما حصل مع الوزيرة الحالية اليس شبطيني التي تولت منصب مديرة المحكمة العسكرية".

وكشفت ان 27 في المئة من النساء قاضيات في البقاع، وفي جبل لبنان 52 بالمئة وتفوق نسبة الرجال، وهناك 17 رئيسة استئناف من بين 45 حاليا، مؤكدة ان المرأة اللبنانية أثبتت جدارتها في القضاء من أجل تحقيق العدالة.

وعددت المعطيات السلبية، ومنها بعض الأصوات التي تحذر من تأنيث القضاء، أو في الحديث عن الخصوصة البيولوجية للمرأة مما يؤثر على توليها المناصب. وتمنت أن تصل المرأة الى أعلى المراتب السياسية أسوة بما حققته في القضاء.

من جهتها، اطلقت المديرة الفخرية لمعهد العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية الدكتورة فادية كيوان جردة حساب وقدمت لمحة سريعة عن واقع المرأة.

ولفتت الى منعطفين في حياة المرأة اللبنانية، الأول مطلع الخمسينات عندما خرجت المرأة الى الشارع للاحتجاج ضد التمييز في حق المرأة في قانون الإنتخاب.

وذكرت ان كوكبة من الأدباء والشعراء دعموا تلك المسيرة، مما ادى الى تسليط الضوء على حقوق المرأة. أما المنعطف الثاني فكان مطلع التسعينات عندما شارك وفد نسائي لبناني في مؤتمر بكين، تبع ذلك تشكيل اللجنة الوطنية لمتابعة شؤون المرأة.

وسألت :"ماذا تحقق بعد عشرين سنة على مؤتمر بكين؟ وقالت: "رغم تحقيق بعض الإنجازات فإن هناك 3 قضايا ما تزال مرفوضة وهي: مكافحة العنف الأسري وتحفظنا على بعض بنوده كما صدر، وقضية المساواة في الأسرة، ومنها قضية منح المرأة الجنسية الى أولادها، إضافة الى قضية المشاركة الفعلية للمرأة في المجالس المنتجة.

كما سألت :"أين هي الحركة النسائية في لبنان؟ أين التراكم؟ أين القيادات النسائية التي لا يمكن للرجال تجاوزهن؟ ما هي أولويات المرأة في لبنان؟ وهل ان قضايا المرأة محمولة سياسيا من الأحزاب أو الطوائف أو 8 و14 آذار؟.

ورأت ان قوى المجتمع المدني في لبنان منقسمة، متسائلة "كيف ستتقدم المرأة طالما كل جهة تحتفل لوحدها".

ووجه الوزير السابق المحامي زياد بارود تحية الى المرأة، وقال: "يوم المرآة العالمي، ليس ثمة خطأ مطبعي في العنوان، بل مجرد استبدال للهمزة بالمدة فقط، ونحن على مرمى أيام من يوم المرأة العالمي في 8 آذار (و14 منه أيضا إذا شئتم، فالزمن زمن حوار). أما التصرف بما فوق الألف في العنوان، فللخروج من المألوف إلى المأمول، بل لمحاولة وضع النقاط على الحروف، عل المكتوب يقرأ من عنوانه، وبمرآة عاكسة لواقع مأزوم وكذب موصوف".

اضاف: "صغارا، سمعنا وقرأنا كلاما منسوبا إلى نابليون، وفيه أن "المرأة التي تهز السرير بيسارها، تهز العالم بيمينها". جميل. ثم كبر من في السرير، وإذا به رجل. جميل. ثم تكبر وبطش واستحال سلطانا. غير جميل. وأما الهز، فاقتصر على البدن... ونكر صاحبنا الجميل. جميل أم ربت أطفالها صغارا فاستمروا أحيانا كثيرة صغارا في عقولهم وقلوبهم وعواطفهم ونبلهم وربما أيضا في سياساتهم... هذه العظيمة التي هزت السرير يوما، ماذا تراها تقول في سياسيين وقادة رأي يصرون على حرمان أمهاتهم من حقوقهن؟ ماذا تراها تستطيع إزاء عنف جبان؟ كيف تراها تنظر إلى أبنائها وقد تحولوا إلى أشباه رجال ينكرون لها ولزوجاتهم ولشقيقاتهم ولبناتهم ولعشيقاتهم أيضا، ينكرون لهن جميعا حقهن في المدى الإنساني، حقهن في الحياة وحرياتها وفي الزواج ومفاعيله وفي الجنسية ورابطة الدم وفي العمل وحظوظه السوية وفي المساواة عنوانا مرفوعا وواقعا مدفوعا؟".

وتابع: "في يومها العالمي، تعالوا نذهب مع المرأة إلى المرآة. فالأخيرة لا تكذب. وإذا ما ظهر فيها عيب، فهو عاكس لما فينا. تعالوا ننظر إلى وجوهنا الصفراء المخجلة عندما الرجولة تعني عنفا. تعالوا ننظر إلى وجوهنا الغبية عندما التمييز يعني خيارا. تعالوا ننظر إلى وجوهنا العاجزة عندما التشريع يعني ظلما. وتعالوا ننظر إلى وجوههن وقد تغيرت ملامحها. كيف للنعامة فينا ألا ترى، ولو رأسها في الرمل تهربا وخجلا، كيف لها ألا ترى نساء رائدات وكفاءات عاليات وقلوبا تخفق طموحا وتطويرا وحلما برسم الأيام الآتية؟ لماذا نصف البشر عندنا بنصف حقوق؟ وحتى متى تستمر حواء تسدد فاتورة التفاحة اللعينة؟".

ورأى ان "مجتمعنا مضروب بمرض انفصام الشخصية على مدى واسع، وهو مضروب أيضا ببعض ممن يتولون حكمنا، بل الحكم علينا، بأفكارهم الموروثة وقرونهم الوسطى، ولو نظر هؤلاء إلى المرآة، لرأوا فظاعة استمرارهم في إقصاء النساء عن الصورة. المرآة لا تكذب...".

وقال: "تعالوا نقرأ في تقرير منظمة الشفافية الدولية كيف أن الدول الأقل فسادا هي تلك التي تشارك فيها المرأة في الحكم أو هي تتولاه. تعالوا نعبر في مطار رفيق الحريري الدولي أكشاك تدقيق الجوازات، حيث سيدات الأمن العام يعطين أبهى أشكال الرصانة وحسن التدبير. تعالوا نذهب إلى تجمع "رجال الأعمال"، حيث نساء يحسن الأعمال وبجدارة (وهنا دعوة لتعديل تسمية التجمع). تعالوا إلى بيوتنا المتواضعة المتربعة قصورا على روابينا، حيث أمهات الفقر يغنين الفلذات تربية وتحصينا وعطفا وبركة. تعالوا إلى خيمة الإسكوا، حيث "أمهات الانتظار" وقد جفت الدموع الحارقة ولا جواب! تعالوا نشعر بغضب لبنانيات يمنع القانون عنهن رابطة الدم فيبقى أولاد الدم اللبناني أجانب! تعالوا إلى اعتصام أهالي العسكريين الأبطال حيث الأم والزوجة والشقيقة والإبنة في صلاة ممزوجة بالخوف والاعتزاز! وتعالوا إلى محطات ومحطات يستحيل تعدادها هنا، وكلها تسقط التمييز وترفع المساواة...".

واضاف: "تعالوا نلغي يوم المرأة العالمي ونحوله يوما عالميا للمرآة، نتجرأ فيه وننظر إلى عاكسة واقعنا المخجل المخزي، ونحول أيام المرأة، لا يومها، إلى أيام السنة على مدارها، نقر فيها بأن الإنسان هو الغاية وجنسه مجرد تفصيل بيولوجي لا يذكر. وحتى ذلك الحين، فلننظر إلى المرآة... ولنخجل!".

وأخيرا، كانت كلمة نقيب المحامين جورج جريج الذي قال :"الثامن من اذار، يوم في سنة، عدد في لائحة تطول أرقامها. لكنه قبل كل شيء، هو يوم المرأة العالمي. فالمرأة وأقول السيدة ليست ورقة في روزنامة الأيام، بل هي اليوم، وكل يوم. هي العام وكل عام. المرأة ليست كما، بل هي النوع والنبع. المرأة ليست رقما في لائحة انتخابية أو وظيفية، بل هي ثقافة ذاتية، وقدرات ذاتية، واكتفاء ذاتي. المرأة ليست بديلا أو زيادة عدد يستعان بها لملء الكراسي الفارغة، والمراكز الشاغرة".

اضاف :"هكذا أفهم هذا الإحتفال، بعيدا من رتابة التقليد السنوي، فالمرأة ليست "زوروني كل سنة مرة"، وبعيدا من تراتبية الأعياد، والعيد هذا عابر لكل المناسبات، وجامع كل الاطياف، وناطق بكل الحق".

وتابع :"في يوم المرأة العالمي السنة الماضية، تحدثت عن واقع المرأة اللبنانية، ولأن لا شيء تغير، سأتحدث هذا العام عن واقع المرأة في العالم مستعينا ببعض الإحصائيات الرقمية، بدءا بمؤشر الاتحاد البرلماني الدولي للمشاركة السياسية للمرأة الذي يجعل لبنان في المركز 136 من أصل 189 دولة.

اضاف: "أما دراسة البنك الدولي فتشير الى ان المرأة في العالم تمثل 50% ??? من السكان، وتقوم بــ 66% من الأعمال، ولا تجني سوى 10% من الدخل، وليس بحوزتها سوى 2% من الممتلكات. ويذكر البنك الدولي ان مساهمة المرأة العربية في سوق العمل لا تتجاوز نسبة 23 في المئة، وهذا يجعلها الادنى في العالم، مقارنة بـ65 في المئة في شرق اسيا التي تعتبر الاعلى، و59 في المئة في دول منظمة التعاون الاقتصادي".

وأعلن انه "خلال السنوات الثلاثين الماضية زادت مشاركة النساء في قوة العمل بمعدلات لا تتجاوز واحدا في المئة. واذا استمر النمو على هذه الوتيرة الهزيلة، يتوقع البنك الدولي ان يستغرق لحاق المرأة العربية بالمستوى الذي تتمتع به المرأة في الغرب نحو 150 عاما".

وأشار الى "ان البطالة تطال دوما المرأة بأضعاف ما تصيب الرجل. حتى في الولايات المتحدة الاميركية، ورغم ان المرأة تحتل نسبة 41% من حملة الدكتوراه في العلوم والهندسة، الا انها تشكل أقل من ربع القوة العاملة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات". وقال: "لكن يبقى الاساس الاستثمار في التعليم الذي هو بمثابة مهمة حاسمة في البلدان النامية. فالمكاسب هنا كبيرة، وتفيد دراسة بان زيادة سنة اضافية في التعليم الأساسي للفتيات تعزز من امكانات الكسب بنسبة تتراوح بين 10 و 20% ، وبنسبة 25% في حالة زيادة سنة ا?ضافية في التعليم الثانوي".

وقال :"في دراسة شملت 60 بلدا ناميا، توقعت التقديرات ان تصل الخسارة الاقتصادية جراء عدم تعليم البنات بذات مستوى تعليم البنين الى 11 مليار دولار سنويا". وقال: "ولا ننسى أنه في جميع انحاء العالم، تمضي المرأة ضعف الوقت الذي يمضيه الرجل في الأعمال المنزلية، واربعة اضعاف في رعاية الأطفال، مقابل عمل تقوم به خارج المنزل دون تكافؤ فرص مع الجنس الآخر ودون مساواة في الأجر".

اضاف: "القاعدة في مختلف مجالات العمل، فكلما ارتقينا في السلم الوظيفي، كلما قل عدد النساء. والأدلة كثيرة في لبنان والعالم. ففي السياسة، لا تشغل المرأة سوى خمس المقاعد البرلمانية في جميع انحاء العالم. وهناك اقل من 10% من بلدان العالم تقودها النساء. وفي عالم الاعمال، تشغل المرأة 4% فقط من مناصب الرؤساء التنفيذيين في قائمة الشركات المسجلة في مؤشر ستاندرد اند بوور 500 . في المقابل، تشير الدراسات وبينها تقرير وارد في مجلة fortune 500 الى ان الشركات الافضل في العالم والتي حققت زيادة في الارباح عن مثيلاتها تراوحت بين 18 و 69% هي الشركات التي اعتمدت تكافؤ الفرص بين الجنسين وأتاحت ترقية النساء الى المواقع القيادية".

وأعلن ان "بين الحوافز التمكينية ايضا اعتماد المزيد من السياسات الداعمة للمرأة والأسرة، مثل برامج اجازات الأمومة الممولة من الحكومة، واعتماد نظام ضريبة الدخل الفردي بدلا من ضريبة دخل الأسر، وتقديم الحسومات والحوافز الضريبية للعمالة المنخفضة الأجر. فلنأخذ السويد مثلا، التي تتمتع بواحد من اعلى معدلات مشاركة المرا?ة في العالم، وهذا يعود في معظمه الى تعليم المرأة والى ترتيبات العمل المرنة وسياسات اجازات الأمومة والأبوة التي تتبعها الحكومة السويدية".

وقال :"أعتقد بل أجزم أننا واصلون الى الفصل الأخير، وهو عنوان تحليل وضعته الكاتبة الاقتصادية "كلوديا غولدن" التي تقدر ان العالم يعيش هذا الفصل الاخير في التقارب بين الجنسين، وفي المساواة في الاجر بين الرجال والنساء، وهي تطرح شرطا أساسيا لذلك: عدم تشغيل المرأة ساعات طويلة، واعتماد الوقت الإبداعي في العمل بدلا من وقت التواجد في العمل. وكم نحن في لبنان بحاجة الى هذا المفهوم خاصة في الادارات الرسمية حيث يكفي باب المكتب المفتوح واللمبة المضاءة والسترة المعلقة كدليل على حضور الموظف".

وختم جريج :"انتهى مفعول الثقافة الذكورية، فالهورمونات والجينات الذكورية ليست مصدرا للحزم في شخصية الانسان، هذا مفهوم خاطىء لتبرير القيادة الرجالية للمجتمع. فلنذهب الى قيادة مفتوحة يسودها تكافؤ الفرص والكفاءة. ولنحتكم الى القول الإفريقي القديم" "اذا علمت صبيا، فانك تؤهل رجلا. اما اذا علمت فتاة، فانك تؤهل قرية".
 

  • شارك الخبر