hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

كفيفان ودعت والدة زهرا بمأتم رسمي وشعبي

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 19:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ودعت بلدة كفيفان في منطقة البترون، مريم يعقوب بشارة والدة عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا بمأتم رسمي وشعبي حاشد.

وترأس المطران بولس إميل سعاده الصلاة لراحة نفسها في كنيسة مار عبدا، بمشاركة راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، راعي أبرشية اوستراليا ونيوزلندا المارونية المطران أنطوان شربل طربيه، ولفيف من الخوراسقفيين والكهنة والآباء ورؤساء الاديار.

وحضر المأتم ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب سامر سعاده، ممثل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وزير الاقتصاد والتجارة ألان حكيم، ممثل الرئيس أمين الجميل النائب فادي الهبر، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب قاسم عبد العزيز، ممثل وزير الاتصالات النائب بطرس حرب أنطون حرب، ممثل وزير العدل اللواء اشرف ريفي فادي الشامي، ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع النائب جورج عدوان، النائبان ايلي كيروز وشانت جنجيان، رئيس إقليم البترون الكتائبي لحود موسى ممثلا النائب سامي الجميل، الوزيران السابقان طوني كرم وسليم ورده، النائب السابق سايد عقل، ادوار طيون ممثلا رئيس حركة "الاستقلال" ميشال معوض، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون طنوس الفغالي، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون حنا بركات ورؤساء بلديات ومخاتير.

كما حضر الامين العام لحزب "القوات اللبنانية" الدكتور فادي سعد، مستشارو جعجع: وهبه قاطيشا، جوزيف نعمه وأسعد سعيد، مديرة مكتب النائب مروان حمادة روكي حنا، عدد كبير من القيادات القواتية من مختلف المناطق اللبنانية ومحازبين وحشد من أبناء منطقة البترون والاصدقاء وافراد العائلة الذين تقدمهم زهرا وزوجته ديما.

بعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران خيرالله كلمة قال فيها: "إنها لحظة رهبة، وفي مسيرة الصوم نقف اليوم في وداع الفقيدة الغالية الراحلة مريم التي كرست حياتها لخدمة وخدمة عائلتها وخدمة كل من كان حولها من ابناء بلدتها وابناء وطنها. وهي التي كانت دوما تسمع كلام وتعاليم الرب يسوع كما كان يعلم تلاميذه ورسله وشعبه. فهو يعلم اليوم وكل اليوم ويذكرنا أن ملكوت الله جاء مع المسيح الابن الذي صار انسانا وتبنى انسانيتنا الضعيفة الناقصة والخاطئة وحملها معها على دروب هذه الارض التي لا زلنا نعيش عليها اليوم، حملها حتى الصليب وحتى الموت على الصليب لكي بقيامته يعطينا جميعا الحياة الابدية ونعمة ان نصبح ابناء جددا لله، انها نعمة استحققناها بتجسد وموت وقيامة الرب يسوع وهو الذي علمنا وذكرنا دوما ان ملكوت الله لا يكون في مراقبة فلا تنتظروه لا هنا ولا هناك، ملكوت الله مع مجيء المسيح دخل في قلوبكم فعليكم ان تتصرفوا بموجب نعمة الملكوت التي حققها المسيح في كل واحد منكم وفي كل واحد منا وهذا يوجب علينا ان لا نبقى نعيش كما كانوا يعيشون في ايام نوح، يأكلون ويشربون ويتنعمون ويزوجون ويتزوجون وكأن لا رب ولا خالق ولا اله فوقهم يحرسهم ويقودهم الى المراعي الخصبة".

أضاف: "ينبه المسيح ضمائرنا جميعا اليوم وكل يوم لكي نثمر في مسيرة صومنا، مسيرة التوبة والصلاة والصيام واعمال الرحمة والصدقة والمحبة لكي نثمر ثمارا صالحة تجعلنا نرافق السيد المسيح في مسيرة آلامه، مسيرة جلجلته، ان نرافقه حتى الموت، نعم حتى الموت لأنه علينا ان نموت عن انسانيتنا الضعيفة، لكي نستحق معه القيامة الى حياة جديدة. فكلنا اصبحنا ابناء جددا بالمسيح، واصبحنا بالنعمة نستطيع ان نعيش فيما بيننا المصالحة والمحبة والخدمة والتضحية والعطاء في اخلاص تام. انها قيم عاشتها الكنيسة، قيم تميزت بها كنيستنا المارونية على مدى اجيال واجيال، ونحن على مسافة يومين من عيد ابينا القديس يوحنا مارون، البطريرك الاول ومؤسس كنيستنا المارونية في هذه الارض البترونية بالذات في كفرحي، ومنها انطلقت الكنيسة مع يوحنا مارون وبعد يوحنا مارون، تعيش روحانية الاب والمرشد مار مارون الروحانية النسكية التي جعلت ابناء مارون ينفتحون على العالم في حياة نسك وصلاة وصوم، يعيشون على قمم الجبال أو في قعر الوديان، يعيشون انفتاحا على جميع الناس وعلى جميع الشعوب. هذا ما سمح لهم ان ينتشروا جنوبا وشرقا وغربا حتى اقاصي الارض".

وتابع: "هذه هي الميزة التي حملتها وتميزت بها الفقيدة الغالية مريم، هي ابنة عائلة مسيحية ملتزمة من عائلاتنا اللبنانية والمارونية والبترونية، من عائلاتنا المقدسة التي اعطت قديسين وقديسات. تربت في عائلة نعرفها اعطت كاهنا وراهبتين واعطت امهات وابناء يعيشون دعوتهم الى القداسة. عرفت كيف تحمل اسمها، اسم مريم العذراء امنا جميعا وشفيعتنا، كيف تحمل هذا الاسم وكيف تتشبه بمريم في حياتها فتميزت بالصمت وبالخدمة المجانية المضحية وبالعطاء وبالقلب المفتوح وبالكرم والبيت المفتوح. هكذا عرفنا هذه العائلة وهكذا عرفتها انا شخصيا ومنذ الطفولة إذ تربينا معا، مع اولادها، ابنائها وبناتها ومشينا معا على دروب هذه المنطقة وعلى دروب بلداتنا وضيعنا وفي كنائسنا واديارنا ونحن في ارض قداسة وقديسين، تربينا معا وحملنا معا ثقل الايام بفضل صلوات امهاتنا فكانت مريم، بعد ان ما حل، بشعبنا وبوطننا، وكان التهجير القسري لابناء منطقتنا الى اماكن قريبة او بعيدة. كانت مريم دوما تتابع العائلة وجميع ابناء لبنان والمنطقة، تتابعهم بصلاتها وصمتها وبتضحياتها، طالبة من الرب ومن العذراء مريم فقط ان يحميا الجميع وان يرداهم سالمين الى منطقتهم وعائلاتهم وبيوتهم".

وقال: "ترافقت انا شخصيا مع صديقي الاستاذ النائب انطوان عندما كنا بعيدين عن الوطن، في باريس، نحمل قيمنا البترونية واللبنانية والوطنية، حملها في الدفاع عن كل ما كان يحل في وطننا، وعن قيمنا، في الدفاع عن كل ما يمثل وطننا لبنان من قيم وطنية وحضارية ورسالة تاريخية منفتحة على العالم، لبنان الوطن الرسالة. ثم عدنا الى لبنان، وحملت انا خدمة الرسالة في الكهنوت وهو حمل خدمة الرسالة لبلدته ومنطقته ووطنه لبنان حتى ولو كان بعيدا لكنه حمل تلك القيم في قلبه كما كان الام تطلب منه وله وكما حمل اخوته وشقيقاته، فكان دوما المدافع عن قيم ما تمثل بالنسبة اليه كنيسته ووطنه لبنان. وعندما انتخب نائبا عن منطقتنا بقي محافظا على ما تربى عليه على يد الوالد والوالدة في عائلته وفي بلدته كفيفان بلدة القديسين".

واردف: "ان مريم التي سمح الله ان تعيش سنوات طويلة نسبيا بيننا، تبقى بالنسبة لعائلاتنا وامهاتنا قدوة ومثالا في الصمت والمحبة التي لا حدود لها، في الخدمة والعطاء المجاني، في التضحية وفي الكرم فكانت يدها دوما مفتوحة للجميع كما كان قلبها. لم تفه يوما بكلمة تؤذي انسانا في حياتها، انها ابنة صلاة، ابنة اخوية تطلب بصمت دوما شفاعة العذراء مريم سيدة لبنان، شفيعة عائلاتنا وامهاتنا. كانت ملتزمة في حياتها المسيحية في الكنيسة وفي البيت، تربي العائلة والاولاد على الصلاة وكانت تشهد لحضور الله في قلبها وفي بيتها وكانت تطلب دوما من اولادها كما من جميع شبابنا وصبايانا ان يعيشوا بموجب ما يتطلب منهم المسيح في الانجيل، في تعاليمه ووصاياه، ان يعيشوا التطويبات، ان يعيشوا روحانيتهم النسكية، وان يعيشوا قيم كنيستهم وشعبهم وعائلاتهم".

وتابع: "كانت تريد دوما ان تتناول القربان حتى في آخر ايام حياتها، يوم لم تعد تأتي الى الكنيسة وينقل اليها كاهن الرعية القربان كانت دوما تفرح لزيارة الرب يسوع الى بيتها والى قلبها لكي تبقى منارة في عائلتها وفي وطنها. المرحومة مريم تدخل اليوم ملكوت الآب السماوي وتدعونا جميعا من فوق، تدعونا امهات وآباء، وتدعونا نحن ايضا كهنة ورهبان وراهبات واساقفة، تدعونا نحن جميعا مسؤولين سياسيين وحزبيين ومدنيين الى العودة الى ضمائرنا في زمن الصوم، الى العودة الى الله كي لا نقع في تجربة العيش كما في ايام نوح، فنتوب جميعا ومن منا لا يحتاج الى توبة، فنتوب جميعا ونعود الى عيش الوحدة والتضامن، الى عيش المحبة والمصالحة والسلام، فنعود جميعا موحدين متماسكين كما ارادنا آباؤنا واجدادنا، نعود جميعا مسلمين ومسيحيين، الى المساهمة في اعادة بناء وطننا لبنان، وطنا رسالة للعالم كله لأن لبنان سيبقى كذلك، لا تخافوا فالعاصفة التي تهب علينا اليوم، عاصفة الحرب والحقد والانتقام، عاصفة التعصب والتطرف الاعمى، عاصفة ستعبر أما نحن فسنبقى لأننا رأينا وشاهدنا في تاريخ شعبنا وكنيستنا محنا اكبر منها".

وقال: "نحن باقون، لا تخافوا طالما ان في قلوبنا وفي شراييننا دم تاريخنا العريق ودم قديسينا وشهادتهم يعملون فينا لكي نبقى نحن بدورنا شهودا للمحبة والسلام، شهودا لاحترام الانسان وخدمته، ايا كان هذا الانسان. هذه هي دعوتنا وهذه هي رسالتنا، سنحملهما معا الى ان يعود لبنان الى ما كان عليه فيبقى رسالة للجميع. لا تخافوا اذا فمن يحمل تلك القيم هم كثر بيننا. الشر ربما له ضجة كبيرة لكن الخير والكثيرون هم من الارادات الطيبة لا يهمه الضجة والاعلام، بل يهمه فقط ان يفعل ما يجب ان يفعل في سبيل الخير وفي سبيل الخدمة المجانية وفي سبيل الاخلاص للمجتمع والوطن".

وختم متوجها بالتعازي "باسم الاساقفة وباسم القيادات السياسية الحاضرة والممثلة بيننا وباسمكم جميعا، من ابناء الفقيدة وخصوصا ابنها العزيز انطوان وشقيقاته وكل افراد العائلة خاصة الاخت سلوى، ومن راهبات القلبين الاقدسين ومن الراهبات اللبنانيات في دير مار يوسف جربتا، طالبين من رب الحياة ان يدخلها اليوم في ملكوته السماوي، وان يقوينا جميعا لكي نبقى حاملين رسالة وشهودا للمحبة وشهودا للوطن الرسالة".

وكان زهرا تلقى اتصالات تعزية ابرزها من بري والجميل، حرب، ريفي، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النواب: ستريدا جعجع، فادي كرم وجوزيف معلوف، الوزيرة السابقة نايله معوض، جعجع، المدير العام هشام ناصر، ماري فريد حبيب والسفيرين أنطونيو عنداري وجورج خوري.

كما استقبل زهرا فاعليات وشخصيات ووفودا شعبية زارته معزية.
 

  • شارك الخبر