hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

ندوة في "الكاثوليكي للاعلام" عن وهب الأعضاء وتوقيع بروتوكول

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 17:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقدت ظهر اليوم، ندوة صحافية في "المركز الكاثوليكي للاعلام"، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، حول "المؤتمر الوطني الثاني لوهب الأعضاء والمسؤولية الدينية"، تخللها توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الصحة العامة ممثلة ب"اللجنة الوطنية لوهب الأعضاء والأنسجةالبشرية" وبين "اللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية في لبنان".

والمؤتمر ينظمه المعهد العالي للعلوم الدينية في جامعة القديس يوسف بالتعاون مع اللجنة الأسقفية لراعوية الخدمات الصحية في لبنان، واللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية" (نوودت - لبنان) ، في 6 و7 الحالي، في مدرج بيار أبو خاطر في حرم العلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف، بيروت - طريق الشام.

وشارك في الندوة النائب البطريركي الماروني على منطقتي الجبة وزغرتا، رئيس اللجنة الأسقفية المطران مارون العمار، مدير المعهد العالي للعلوم الدينية في جامعة القديس يوسف وأمين عام اللجنة الأب إدغار الهيبي، نائب رئيس اللجنة الوطنية لوهب وزرع الاعضاء ممثل رئيس اللجنة وزير الصحة وائل ابو فاعور الدكتور انطوان اسطفان، ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبده أبو كسم، وحضرها من دار الفتوى الشيخ بلال الملا، الاب لويس خوند، محامي اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء ميشال ريشا وعدد من الأعضاء والمهتمين والإعلاميين.

وقدم الندوة الأب أبو كسم فقال: ""نلتقي اليوم في هذه الندوة في المركز الكاثوليكي للاعلام وقد شرفني رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر أن أمثله لأنه خارج لبنان في اسبانيا".

اضاف: "ليس أجمل من أن يهب الإنسان من ذاته من أعضائه إلى إنسان آخر قد يكون يعرفه وقد لا يكون، يهب إليه عينيه أو اي شيء يمكن أن يهبه ليدخل الرجاء والأمل إلى قلبه ليبقى من خلاله شاهدا لللمحبة الكبيرة التي علمانا إياها سيدنا يسوع المسيح والتي أوصانا بها الله لكي ندخل هذا الرجاء وهذا الأمل إلى هذا المريض".

ثم القى العمار كلمة فقال: "إن العطاء أكثر غبطة من الأخذ" (أع 20: 35)، ثقافة العطاء، متجذرة في صميم الديانات السماوية، والعاطي الأول والأكبر هو الله، ومنه نستمد هذه الثقافة الإلهية بامتياز. والديانات السماوية تؤمن بأن حياتنا هي عطية من الله، وعلينا أن نثمر خيرا هذه العطية خلال حياتنا على هذه الأرض لكي نردها يوما مع ربحها الى خالقها، ونتمتع معه بالحياة الأبدية".

اضاف: "يظن البعض أن الديانات السماوية التي نتبع تعاليمها بهذا الشأن تمنع وهب الأعضاء والأنسجة، وهذا ظن ليس في محله، وإن كانت هذه الديانات تضع بعض المبادىء لوهب الأعضاء، والتي سيعالجها مؤتمرنا هذا، ولكن ضمن هذه المبادىء، يبقى هذا الوهب عملا مكرما من الانسان والله في آن"

وتابع: "لا نخاف من بعض الأصوات التي تخبر عن حالة شاذة نادرة، ولا نعلم إذا كانت صحيحة أم لا، كان فيها استغلال مسيء لهذا العمل المبارك. فالأصوات النشاز موجودة ولكنها تؤكد القاعدة التي تباركها الديانات السماوية عموما، والديانة المسيحية بنوع خاص، شرط أن يكون الوهب للأعضاء والأنسجة ضمن الشروط الموافق عليها من قبل الدولة اللبنانية، والطب، والدين. وإننا نثق ثقة كاملة بالآلية القانونية لوهب الأعضاء التي يتوافق عليها كل من الدولة والطب في هذا الخصوص. واللجنة الوطنية تحرص حرصا كاملا على أن يكون عملها في هذا المضمار بعيدا عن الشبهات والاستغلال الرخيص. ونعتبر بأن ما تقوم به اللجنة المذكورة هو رسالة دينية، وانسانية، ووطنية في آن؛ فلذلك هي مشكورة دائما، وعملها مبارك ومقدس".

وختم: "ولا نخاف بأن نزرع شيئا صالحا منا في الآخرين، لأننا بالصلاح نتكامل، ونتعاضد، ونبني الأوطان التي نحلم فيها، ونعتبر أن في وطننا الكثير من الصالحين الأخيار، ودورنا كما نقوم به في هذا المؤتمر، أن ننير طريقا خيرا ليمشي عليه المواطنون على هدي الخير والصلاح".

بدوره الأب إدغار الهيبي تحدث عن وهب الأعضاء والمسؤولية الدينية فقال: "لا تكن محبتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق" (1 يوحنا 3، 18)، رغبة الحياة والتوق إلى صحة جيدة وجسد متعاف يشكلان أفقا طبيعيا لكل إنسان وحاجة ملحة لكل مريض ومعوق". في الماضي القريب، كانت الأحداث والمصائب تقرر بشكل شبه نهائي حالة المصابين والمحرومين من الصحة ومن العافية. وكانت الإنسانية، على تنوع مشاربها، تحاول زرع الأمل حيث اليأس، وفتح الآفاق المسدودة ببعث الرجاء وتجديد الإيمان. لذلك انكب العلماء على تطوير الإمكانيات الطبية والتقنية وناضلت الأديان كي تعكس رحمة الخالق على كل مصاب ومريض، داعية إياهم تخطي آلامهم ومحدوديتهم بالصلاة والمواساة والتعزية".

وتابع: "يتناول المؤتمرون، في مرحلة أولى، مسألة حرجة في موضوع وهب الأعضاء وهي تختص بتحديد تشخيص الموت، من نواح ثلاث: الناحية العلمية والناحية القانونية والناحية التطبيقية. ومن ثم ينتقلون، في مرحلة ثانية، إلى عرض التعاليم والمواقف الدينية المتعلقة، ليس فقط بالمسألة المبدئية من وهب الأعضاء وتشخيص الموت، بل أيضا بمسألة مراسم الدفن ومحاكاة التقاليد والطقوس، كي تتضح المساحات الممكنة، نفسيا وتقنيا، لاستئصال الأعضاء ونقلها وزرعها. وتتم عبر مقاربات ست : السنية والشيعية والدرزية والأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية." ويختتم المؤتمر باستنباط بعض التوصيات الرامية إلى تفعيل التعاون بين الأطراف المشاركة من أجل قيام ثقافة التضامن العضوي في وطننا".

وختم: "أود أن أعلن عن اهتمام الكنيسة بهذه المسؤولية الإنسانية المشتركة. إهتمام يتجسد اليوم، ليس فقط بالتعاليم الراعوية والمواقف العامة، بل بإطلاق ورشة عمل كنسية ووطنية يؤسس له بروتوكول تعاون رسمي بين اللجنة الوطنية واللجنة الأسقفية".

ثم تحدث الدكتور انطوان اسطفان فقال: "أثني على مواكبة "اللجنة الأسقفية لراعوية الصحة في لبنان" برئاسة المطران مارون العمار والدعم الدائم للاب إدغار الهيبي لبرنامجنا في تعميم إدخال مفهوم وهب الأعضاء، ضمن كل المؤسسات التابعة لها من مدارس ومستشفيات، ويمكننا القول أن مستقبل البرنامج الوطني لوهب الأعضاء الرائد في لبنان والذي اطلقناه إعلاميا في 13 كانون الثاني الماضي وجاءت نتائجه كبيرة ومشجعة جدا، هذا البرنامج بات يعتمد على كل واحد منا وعلينا معا. ولا بد من أن أنوه بدور الإعلام وأهميته في نشر هذه الثقافة ففي الفترة من 13 كانون الثاني حتى يومنا تم توقيع أكثر من 1300 بطاقة وهب بما يوازي عدد البطاقات التي تلقيناها خلال سنة 2014".

ورأى "أن نسبة الوهب في لبنان مع البرنامج الوطني ثابتة ولكنها لا تزال متدنية، ونحن هنا لنؤكد مجددا أن هذه القضية لا يمكن بعد اليوم إلا ان نكون مسؤولين معا عن نجاحها أو تعثرها. ولما كان التبرع بالأعضاء ينقذ حياة العديد من المرضى، فإن التبرع بعد الموت هو الطريقة الأسلم لوهب الأعضاء".

وسأل: "لماذا يتهرب الناس والمؤسسات عموما من التبرع بالإعضاء؟ هناك العديد من الأعذار، لكن بين الأسباب الواقعية التي باتت معروفة، هناك سبب واحد مشترك هو ضغوط الحياة "الحديثة"، التي جعلت المعادلات و "الحسابات" تأخذ تدريجيا مكان المشاعر الإنسانية. أما نحن فسنظل ننادي بأن نتذكر دوما إنسانيتنا وحاجتنا لبعضنا بعضا، وأن نحافظ على ماهية المريض الإنسان حيث أصبح في وقتنا الحاضر، ولسوء الحظ، وكأنه مجرد رقم".

وقال: "منطقة الشرق التي نحن في قلبها، هي مهد الديانات الموحدة المؤمنة بالله والتي تبشر بإحترام الإنسان. وهذا ما تنطلق منه وتهدف إليه "اللجنة الأسقفية لراعوية الصحة في لبنان".

وختم: "نأمل من تعاونكم كلجنة أسقفية في تعميم هذه الثقافة على رجال الدين الذين هم مسؤولون عن مواكبة العائلات من الناحية الروحية والإجتماعية، شاكرا لكل من ساهم للوصول إلى هذا اليوم الخير، وهذه الإتفاقية النوعية".

وفي الختام وقع اسطفان باسم وزراة الصحة العامة و"اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية" والعمار، "بروتوكول التعاون"
 

  • شارك الخبر