hit counter script

أخبار إقليمية ودولية

المؤرخ الخالدي: أميركا وإيران ترغبان بالتوصل الى اتفاق ونتنياهو لا يستطيع أن يعرقل

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 12:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

استضافت مؤسسة الدراسات الفلسطينية الأستاذ في جامعة كولومبيا ورئيس قسم التاريخ فيها المؤرخ الدكتور رشيد الخالدي، الذي حاضر عن التفاوض الأميركي - الإيراني والعقبات التي تواجهها، اضافة الى زيارة رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الكونغرس الأميركي وتأثير ذلك على العلاقات مع الدول الكبرى والمنطقة.
بالنسبة الى التفاوض الأميركي - الإيراني، أشار الخالدي الى عقبات داخلية اميركية تجاه رفع العقوبات عن إيران، موضحا ان تأثير الإتفاق، إذا حصل، سيكون على العراق وليس على كل المنطقة.
ولفت الى "عقبات دستورية وسياسية داخلية أميركية، باعتبار الولايات المتحدة الاميركية المفاوض الرئيسي على الرغم من وجود الدول الكبرى الأخرى في التفاوض ضمن مجموعة 5 +1".
وقال: "من الواضح ان أميركا وإيران ترغبان بمثل هذا الإتفاق، وخصوصا اوباما الذي كان لديه الاستعداد لذلك قبل انتخابه رئيسا أي منذ 7 سنوات، فهو اعتقد ان الإتفاقية هي لمصلحة أميركا. وكذلك فان الإدارة الإيرانية مقتنعة بأن حصول الإتفاق سيكون لمصلحتها".
وعن خطاب نتنياهو في الكونغرس، قال الخالدي: "ليس هدفه إحباط الإتفاق الأميركي - الإيراني لأن تأييد إسرائيل حاصل عند غالبية أعضاء الكونغرس لإسرائيل، ولكن يريد أن يعرقل ذلك، لكنه يعرف، أي نتنياهو، انه غير قادر على منع أي اتفاق إيراني-اميركي".
وأشار الى ان نتنياهو عاش في الولايات المتحدة الأميركية ما بين عامي 1956 و1967، لذلك يتقن الإنكليزية جيدا ويعرف عن النظام الأميركي لأنه درس في مدارسها، لذا فهو يعرف جيدا الدستور الأميركي، كما يعرف ان من أهم صلاحيات مجلس الشيوخ هو المصادقة على الإتفاقيات الدولية". وقال: "نتنياهو يعرف جيدا أمور التشريع في هذا المجلس، وإذا أراد اوباما تمرير مثل هذه الإتفاقية في مجلس الشيوخ فلا يستطيع، كما إذا حاول تمريرها بشكل انها اتفاق تنفيذي، أي تخطي مجلس الشيوخ، فإن بإمكان مجلس النواب الوقوف ضده".

وذكر ان نتنياهو وأصدقاءه "على علم بكل هذه المعطيات وهذه التفاصيل في الدستور الأميركي، ويعرفون جيدا ان العقوبات المفروضة على إيران مفروضة عبر الكونغرس، ولا يمكن بالتالي رفع هذه العقوبات من دون موافقة الكونغرس، وهذا هو مغزى وجود نتنياهو في الكونغرس والقاء خطابه"، معتبرا ان "نتنياهو يعرف انه لا يستطيع أن يعرقل، لكنه يراهن على تعطيل تنفيذ الإتفاق".
ورأى الخالدي "ان طريقة دعوة نتنياهو الى إلقاء خطاب في الكونغرس بمثابة خرق لكل أعراف الدول ولا مثيل لها في التاريخ الديبلوماسي"، معتبرا انها "مبادرة غريبة عجيبة أراد نتنياهو من خلالها القول ان الدعم للحزب الديموقراطي لإسرائيل يتقلص، وان الدعم هو من الحزب الجمهوري، وهذا رهان خطير جدا في تأثيره على إسرائيل".
وأشار الى بداية انفصام في الجالية اليهودية في اميركا بين الجيل الجديد والقديم، بين الذين يتبعون النهج الإصلاحي واولئك المتزمتين، وأيضا بين المتعلمين وغيرهم، مكررا ان هذا الإنفصام بات يكبر، مشيرا الى "ان الإصلاحيين بينهم يرفضون سياسة إسرائيل".
وتوقف أمام معيار فرض ازدواجية الولاء التي تسبب بها نتنياهو عند اليهود الأميركيين في ما يتعلق بولائهم لأميركا أم لإسرائيل. وقال:"ان الولاء المزدوج مسألة خطيرة عند اليهود، خصوصا وان نتنياهو لا يتوانى عن خربطة علاقات الجاليات اليهودية مع مجتمعاتها في الغرب لقاء الحصول على مجيئهم الى إسرائيل".
وعن انعكاسات اي اتفاق إيراني-اميركي، قال: "ربما ستكون عميقة وذات تحولات جذرية في المنطقة، وقد نكون قد بدأنا نرى مثل هذه الإنعكاسات، مع انني لست ميالا للخوض في انعكاساته الشاملة لاتساعه ولأنني لست خبيرا في بعض النواحي".

وركز الخالدي على انعكاس الإتفاق النووي الإيراني-الأميركي على الوضع في العراق، لافتا الى ان ذلك سيتماشى مع المصالح الشخصية والسياسية لدى قادة الطرفين. وقال: "هناك اجماع سياسي من خارج الإدارة الأميركية على ضرورة التعاون مع إيران في
الشأن العراقي، نافيا وجود مثل هذا الإجماع داخل الإدارة الأميركية أو داخل اميركا على الساحات اللبنانية و"حزب الله" والساحة الفلسطينية وحركة حماس.
وأشار الى التصلب الأميركي تجاه حماس و"حزب الله" باعتبارهما على لائحة الإرهاب في الكونغرس، لافتا الى الصعوبة لدى اوباما في شطب اسم كوبا من لائحة الإرهاب رغم العلاقات التي أقامها مؤخرا معها.
ورأى ان الشعب الأميركي يرفض أي مواجهة عسكرية مع إيران، لكنه يترك الساحات اللبنانية والفلسطينية لإسرائيل، في حين ان الساحة العراقية تبدو للأميركي باعتبارها ساحة أمن قومي، وهناك رغبة لدى الأميركيين بعدم مواجهة إيران.
وقال: "انه إذا حصل اتفاق ولو ضمني بين إيران وأميركا فإنه من الصعب على اميركا تمريره من دون حصول تغير جذري في الوضع الداخلي في العراق، لأنه من المستحيل التغلب على داعش من دون وقف الإنحياز من طرف على آخر"، مشيرا الى "ان الخبراء العسكريين الأميركيين لا يرون تصحيح الوضع في العراق من دون تصحيح هذا الوضع الشاذ، وإلا، لا يمكن استرجاع الموصل مثلا".
وأكد الخالدي "ان أميركا لا يمكنها التخلص من داعش من دون مساعدة إيران، لكنهم يعرفون في نفس الوقت ان النظام الطائفي في العراق لا يمكنه أن ينتصر على داعش من دون إصلاحات".
وتطرق الى الإتفاق السعودي-الأميركي في العام 1933، معتبرا انه "أهم وأمتن وأقدم تحالف اميركي في المنطقة، لذا لا يمكن أن تتجاهل الولايات المتحدة حليفها السعودي، وهو ما سيبحثه كيري في السعودية بعد فترة من خلال ملفي النووي الإيراني والعراق".
وقال: "ستتغير الخارطة في المنطقة في حال تنفيذ الاتفاق، وعلينا توقع الكثير من التحولات، ومنها هل ستكون إيران القوة الوحيدة في المنطقة، مؤكدا انه لا يتوقع ذلك.
ورأى انه "إذا تم إبرام وتنفيذ الإتفاق ورفع القيود الأوروبية والدولية والقيود الإدارية التي هي من مصلحة اوباما الإبقاء عليها في الكونغرس، فمن المؤكد ان هامش مناورة إسرائيل بالنسبة للخيار العسكري في لبنان وغزة وسوريا محدود لغاية نهاية رئاسة اوباماآخر 2017"، مشددا على "الفتور في العلاقة بين اوباما وإسرائيل، وانه في حال قيام نتنياهو بعمل عسكري فلن يحصل على تأييد اوباما كما في السابق".
وعن انعكاس ابرام الإتفاق الإيراني-الأميركي والتعاون الضمني بينهما في العراق، وتأثير ذلك على السعودية، وهل ستتغير سياسة السعودية أو أميركا، قال: "لا أتوقع أي تغير، في حين ان السعودية غير قادرة على الدفاع عن النفس، أما أميركا التي تعتمد على السعودية منذ الحرب العالمية الثانية فإن قطاعات الطيران والدفاع والنفط في اميركا مصممون على إبقاء العلاقة كما هي مع السعودية لأن أرباحهم تأتي منها".
واستبعد حصول تغير في الموقف الأميركي تجاه السعودية للأسباب المذكورة. 

  • شارك الخبر