hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

مركز التراث اللبناني أحيا ذكرى الأديبة مي زيادة

الأربعاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 08:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عدنا قرناً إلى الوراء، لا نساء حيّين من البعيد صوت امرأة من ذاك الزمن هتفت لحرية المرأة وحقوقها وتجرّأت على كسر الحصار المفروض عليها، بل للتمتّع بقلمها الجريح والحر في آن، للمقارنة بين النبوغ والمأساة، المرأة والأديبة، المتأمّلة في الوجود تغازل القمر ومياه النهر وترثي عصفورها السجين كما الثائرة على الظلم، الداعية إلى نبذ الطائفية واعتناق الروح الوطنية المخلصة، والمساواة بين الناس.
في الذكرى المئوية لولادتها، شاء الشاعر هنري زغيب مديرمركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية - الأميركية، أن تكون الأديبة مي زيادة، الحدث في هذا الشهر، آذار تحت عنوان "مي زيادة في ذاكرة وطنها".
تضمنت الحلقة قراءات من أدبها المديد، بصوت جهاد الأطرش وجهاد الأندري، مختارات وجدت في خامة هذين الصوتين ما كانت الموسيقى ترنو في نفس مي زيادة. فبرهافة الإلقاء والنبرة المنبرية، المتحسّسة مشاعر الأديبة في وصفها الجمال والحب، كما في تمرّدها على آفات المجتمع وكسوره، تناوب جهاد الأندري وجهاد الأطرش في إنارة ذاكرتنا على أهميّة هذه الأديبة وما أعطته للأدب والنهضة العربية الحديثة، كما ورد في كتاب الأديبة سلمى حفّار الكزبري كاتبة سيرتها "من النبوغ إلى المأساة".
بين قراءة وأخرى كان الكلام لشاعر حين تلتقي قافيته بالمرأة، يتوّهج الحب ويتألٌق العالم جمالا. سهيل مطر أخذ من هذه الذكرى "مسيرة مي... من الألم إلى التمرّد"، فأضفى عليها من حسن قوله ومشاعره.
في بداية كلمـته تذكّر قولاً لأنطون سعادة عنها، "لم تنجب سوريا في القرون الأخيرة أديبة كبيرة كما مي زيادة"، ويأتي بعده أحمد حسن الزيات ليقول: "إن مي هي الأديبة الكاملة في تاريخ الأدب العربي كلّه".
وبعدما استعرض سيرة مي منذ الولادة حتى الرحيل فإنه في خطوة ثانية تكلّم عن مسيرتها، من الألم إلى التمرّد: "مشكلة مي هي مشكلتها مع الزمن. لا مشكلة لديها، لا مالية ولا عاطفية ولا إنسانية، إنه العمر. هي الحسّاسة، البلّورية، فجأة إنكسر زجاج الرحلة وكانت الماساة. رفضت مي، حاولت أن تتمرّد، من هو البطل القادر على مقاومة الزمن؟ قيل أنها مجنونة، هذا هو قدر بعض الشعراء والقديسين، يا ليت لنا بعض هذا الجنون لعلّنا إن متنا نحيا...".
والكلام الأخير عن مي كان لغاريوس زيادة إبن ضيعتها شحتول فقال: "متنسّكة، ناضلت من اجل تحرير الانسان من الجهل، لا سيما تحرير المرأة الشرقية. ولم تكافأ تلك المتصوّفة، المتمرّدة إلاّ بالحقد واتهامها بالهلوسة وسجنها. مي التي تفتّحت على الحياة زهرة ندية حوّلها الحقد إلى زهرة لا شمس ولا ماء ينعشانها، فذبلت وتساقطت أوراقها، أما شذاها فظل متوهجا ينهل منه المفكّرون للخلود".
(منى منسى – النهار)
 

  • شارك الخبر