hit counter script

أخبار محليّة

أبو فاعور: على الدولة الانتقال من الزبائنية إلى الرعاية المجانية للمواطن

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 17:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى وزير الصحة وائل أبو فاعور افتتاح المركز الصحي في نقابة المحامين في بيروت، في حضور وزراء الشؤون الاجتماعية رشيد درباس والإعلام رمزي جريج والثقافة روني عريجي، ووزيري العدل السابقين ابراهيم نجار وشكيب قرطباوي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى جان فهد، والمدعي العام التمييزي سمير حمود ورئيس مجلس شورى الدولة شكري صادر ورئيس هيئة التفتيش القضائي أكرم بعاصيري ونقيب المحامين في بيروت جورج جريج، ونقيب المحامين في الشمال فهد المقدم، ونقيب الأطباء في بيروت أنطوان البستاني وحشد من القضاة والنقباء السابقين والمحامين.

وسيؤمن المركز الصحي الدواء للأمراض المستعصية والمزمنة وسواها للمحامين وعائلاتهم. وبات جاهزا لاستقبال المعنيين أيام الثلثاء والأربعاء والخميس من كل أسبوع، على أن تقوم النقابة يوم الثلثاء المقبل بإطلاق صندوق التعاضد، لتكتمل بذلك شبكة الأمان الصحي للمحامي.

بداية النشيد الوطني، ثم كلمة مديرة المركز الصحي في النقابة أماني ميتا، وقالت: "لأن الصحة لا تمهل، فلا يصح أن نهمل، فكانت المبادرة، وكان الحوار الصحي مع الوزير الصح الأستاذ وائل أبو فاعور من أجل إنشاء مركز صحي، يضمن توفير جملة من الأدوية للأمراض المزمنة وغير المزمنة وكانت ولادات الخير. توأم نقابي، مولود اسمه المركز الصحي، ومولود اسمه صندوق التعاضد، وتوأم للحياة، مولود اسمه أدهم وائل أبو فاعور، ومولود اسمه وليد وائل أبو فاعور، توأم عسى أن ينعم كما نحن بوزير يضمن الغذاء الصحي دون ملوثات وموبوءات".

أضافت ميتا: "ما أن اطلع معالي الوزير النقيب رشيد درباس على ما تخطط له نقابة المحامين في بيروت وعلى مسعى سعادة النقيب، حتى رأى نفسه نقيبا - مجددا- أسيرا لعشق المحاماة. وهل يترك العشق للعاشق سبيلا للرفض؟ فكان أن مد يد العون في إستكمال ملامح هذا المشروع، بدعم من وزارة الشؤون الإجتماعية، لإنجاحه ووضعه على السبيل المستقيم. وما كان لضلعي المثلث أن يكتملا دون قاعدة تسندهما. فتقدمت جمعية الشبان المسيحية YMCA لتؤمن الأدوية اللازمة بهبات تعهدت أن تجعلها متتالية منتظمة، فأثبتت أنها للخير عنوان، وللعطاء كفان ممدودتان، فللجمعية كذلك الشكر والإمتنان".

كما شكرت ميتا لجنة التنسيق والشؤون الصحية في النقابة على ما قامت به من جهود، موجهة التحية إلى النقيب جريج وأعضاء مجلس النقابة "على ما أولوه للجنة من دعم، وما بذلوه في سبيل تحقيق مشروع هذا المركز الصحي من مؤازرة وتأييد ومساندة".

ثم تحدث درباس، فأبدى اعتزازه بأن يكون شريكا لأبو فاعور والنقيب جريج في إنجاز مشروع المركز الصحي، منوها بأنه لم ير النقيب جريج إلا في حالة قيادة خلايا النحل بهدف الإنتاج. وخاطب الحضور: "أتحدث إليكم بصفتي معلق القيد وليس مكتومه، فأنا منتم إليكم بالولادة والوفاة. يكفي أن نقابتي المحامين في لبنان قدمتا لكل منا وثيقة أمان وبطاقة لحفظ الكرامة. ويكفي أن أقول إن بيننا نقباء كبارا يعملون لإبقاء المحامي معززا مكرما إذا غدرته الصحة أو أصيب بنكسة".

وحيا جمعية WMCA على ما قامت به من "عمل رائع"، مضيفا أن "المجتمع اللبناني الذي يتمتع بحيوية استثنائية هو هيكل ذو أسس متينة جدا. فإذا شوهد فيه تصدع ما، أو ضربه مدفع في رأسه، فهذا ليس سببا للذعر والقلق لأن الأسس متينة وتتمثل بالجمعيات والنقابات والعمل الإجتماعي، وكل يقوم بواجبه".

ورأى أنه "مهما كانت الظروف صعبة وقاسية، يكفي أن يقوم كل منا بما عليه أن يقوم به، على غرار ما يفعله وزير الصحة الحالي وائل أبو فاعور من خلال ملاحقته الأغذية الفاسدة في كل مكان".

وتابع: "إن هذه مناسبة لا يمكن إلا أن أقول فيها إن البنية الدستورية مصابة بخلل جوهري، وهو أن الدولة لا رأس لها. ولكن المناسبة تقتضيني أن أضيف أنه إذا كانت الدولة أصيبت برأسها فلا ينبغي لنا احتجاجا على هذا أن نجعل الأعضاء جميعا مصابة، ولا أن نجعل الدولة مشلولة كليا".

ولفت إلى وجود "قاعدتين نتفق فيهما مع رئيس الحكومة الذي نحيي صبره وجلده وحكمته. أما القاعدة الأولى فتؤكد أن هذه الحكومة لا ترعى آلية تجعلنا نتكيف مع الفراغ الرئاسي، ولن نرعى آلية تجعلنا نتطبع ونتكيف مع الشلل الحكومي، فلا هذا يجوز ولا ذاك".

ورأى أن "الحكومة تقوم بعملها بصورة موقتة وترجو أن تنهي عملها في أقصر وقت ممكن حتى يكون للبلاد رئيس جديد وتكتمل البنية الدستورية كما هو منصوص عليها في الدستور. وأراد المشرع في الدستور أن تكون الوكالة المنصوص عليها في الدستور قصيرة جدا، لساعات أو أيام ولكن ليس لأشهر".

وأسف "للتفنن في تفسير النصوص على غير ما هي عليه. إن الحياة تستمر وعلينا أن نبقي على الكيان كما هو ونبحث عن مشاريعنا فوق الأرض وتحتها، وليس فوق السحاب والسراب، فما زالت الأرض في حاجة الى جهد كل منا لكي تبقى الدولة قوية.
وإذا كان بعضنا يراهن على أن حلولا ستأتي من الخارج، أقول منذ الآن إن الحل الذي يأتي من الخارج سيجعلنا ثمنا له. فلتكن لدينا الجرأة لننجز حلنا الداخلي فنستفيد من حلول الخارج".

بعد ذلك ألقى نقيب المحامين في بيروت جورج جريج كلمة، وقال: "هو يوم مختلف تجمعنا الصحة رغم كل الأمراض التي تلف المدينة، والوهن الذي يتفشى في جسم الدولة، الخافي منها والبادي. ولا ينفع النحات اللغوي وعباراته المصقولة في تجميل المشهد والتخفيف من حدة المصاب. لكن لن يرفع المجتمع الرايات البيضاء، لن يستسلم المجتمع المدني بكل اطيافه النقابية، وفي مقدمها نقابة المحامين والهيئات والجمعيات. واسمحوا لي هنا ان اتوجه إلى الطلاب والشباب: نحن الآسفون: الزعامات، والقيادات، والأحزاب، والتيارات، فشلنا جميعا في بناء الدولة، من أصغر موظف إلى أعلى منصب، من الحاجب الواقف على باب الإدارة، إلى كل السلطات التي نأبى أن تنتظر أن يفتح لها باب الرئاسة من الخارج، ليرسم الرئيس في الخارج، ليعين الرئيس في الخارج، فلا يبقى للداخل سوى إسقاط الورقة في الصندوق. هذا هو الفرق يا شابات وشباب لبنان بين البصم والتوقيع، بين الكتابة والإستكتاب، بين الإباء والإملاء. لكن مهما كانت المخاطر، سننهض معا لينهض لبنان".

أضاف: "قررنا كمجلس نقابة، أن نؤمن النقلة من جيل إلى جيل، من الزمن الورقي إلى العصر الإلكتروني، من مركزية بيت المحامي الذي يبقى الحضن والحصن، الحضن الوديع للمحامين، والحصن المنيع للبنانيين، إلى لامركزية المناطق، في تواصل صحي غير قابل للإنتكاس أو الإحتباس، ومن ارتهان الصحة على أبواب المستشفيات، إلى الرهان على الباب العالي الذي تجسده هذه النقابة وقدراتها، ومن التعاقد الصحي إلى التعاضد الصحي، هكذا فلننتقل بالدولة من التعاقد السياسي الباطل بسبب الجرائم المرتكبة بحق الدستور، إلى العقد الوطني الذي يطرد من الهيكل اللبناني كل مخل بأمن لبنان الدستوري. السادة النواب انتخبوا، أمن لبنان السياسي، السادة الزعماء اتفقوا، أمن لبنان الأمني، يا جيشنا وقوانا إحفظوا بلدنا".

وتابع: "قرار نقابة المحامين واضح، نريد العيش في بيئة نظيفة، وهذا الوزير الشاب، راعي هذا الإحتفال، يكافح التلوث ولن يصاب. نحن معك في سياسة الأيدي النظيفة، نحن معك في قمع الفساد من فوق إلى تحت، فلا فساد فوقيا مصونا، ولا فساد دونيا مدانا، هذه هي وجهة السير الطبيعية لبناء دولة خالية من الفساد. والوزير، النقيب الفائق البلاغة، العاقل، تاريخه الشخصي والنقابي يشهد له، والوزارة استعارت منه قيم الحياة. محظوظة وزارة الشؤون الإجتماعية أن يتعاقب عليها وزير نظيف اسمه وائل ابو فاعور، ووزير ناصع إسمه رشيد درباس. هو تكامل لا تنازع أجيال وثقافات وأخلاقيات وسلوكيات، ويبقى الوضع ناقصا دون إعلام صحي، ودون ثقافة تنقذ المواطنة من فئة الزبائنية. أرحب هنا بمعالي الوزير النقيب رمزي جريج، وبمعالي الوزير الزميل روني عريجي".

أضاف: "لم أتعود في حياتي طمس الحقائق، بل جلاءها كما هي، لك أو عليك، معك أو ضدك. الحقيقة أن لولا حسه بوجع الغير، لما قام هذا المركز الصحي. شكرا لمعالي الوزير ابو فاعور الذي ثار على كل الروتين والبيروقراطية وثقافة الإحالة من هالك إلى مالك، فأنقذ الروح قبل أن يقبض عليها. والحقيقة أن لولا ايمانه بالمجتمع، وبوظيفة الدولة الراعية، لما كان هذا المركز. فشكرا لمعالي الوزير رشيد درباس الذي إنحاز إلى الحق، وإلى الإنسان، فلم ينس وزيرا ما سعى إليه نقيبا ومحاميا وإنسانا".

وأعلن بدء العمل بالمركز الصحي اعتبارا من نهار غد، شاكرا وزيري الصحة والشؤون على مساندتهما، وقال: "إن كان صحيحا أننا في زمن المرض، مرض في الجسد وفي الروح، مرض في السياسة وفي الأمن، مرض في الدولة وفي الوطن. فليس صحيحا اننا مستسلمون ولو اننا مسالمون، أو منهزمون أمام وجع الذات، ومنكوبون بأوجاع الغير، من نازحين ولاجئين، وبإرهاب الغير من تكفيريين وظلاميين، ناشطين ونائمين، مقيمين وسائحين، وبأطماع الغير من جرود السلسلة الشرقية إلى مزارع شبعا والحدود الجنوبية. لست طبيبا ولا معالجا، أنا فقط مؤمن بلبنان، لكن أؤكد وعلى مسؤوليتي ان مرض الوطن من الفئة القابلة للشفاء، نشفى بوحدتنا، نشفى بلبننة انتمائنا، نشفى بتوحيد أولوياتنا: الوطن قبل الطائفة، والدولة قبل الحزب، والجماعة قبل الذات. هكذا تكون الإصطفافات، خط مستقيم يبدأ بلبنان وينتهي بلبنان، لا خطا متعرجا يلغي لبنان من خارطة الوجود السياسي، ومن منظومة الدول المحترمة والكيانات النهائية".

وأكد أن "لبنان قادر على النهوض، فلماذا نريده طريح الفراش؟ لبنان قادر على السير بل على التحليق، فلماذا نفتعل كسر الجناحين، وبدل الوقوف على رجليه، نستعين بعكازين؟"

وختم متوجها الى المحامين قائلا: "لا اتمنى حضوركم إلى المركز الصحي، لكن المركز جاهز للاستقبال والخدمة ولكل طارىء".

ثم ألقى راعي الإحتفال الوزير أبو فاعور كلمته التي استهلها بتعبيره عن اعتزازه "بالوقوف خطيبا من على منبر العدالة والقضاء والحرية والديمقراطية والإصلاح". وقال "إن ما تقوم به وزارة الصحة يبتغي الإصلاح ومحاربة الفساد".

وإذ أكد "أن لنا في الوطن شركاء"، أقر بالشعور "ببعض الخيبة، حيث كان من المتوقع أن يقف المجتمع المدني في لبنان وقفة الشخص الواحد في حملة مكافحة الفساد، إلا أننا خذلنا".

وأبدى ارتياحه "لكون القضاء ونقابة المحامين في بيروت شريكين قويين، وان صوت نقابة المحامين صوت مدو تحتاج إليه حملة سلامة الغذاء"، معتبرا أن "لا فضل لوزارة الصحة في إنشاء المركز الصحي في نقابة المحامين، إلا بتلقف المبادرة التي أتت من النقابة. وهذا جزء من مسؤولية الدولة الإجتماعية تجاه مواطنيها. إنما للأسف لا تورث الدولة إلا الأمور المتعثرة".

ومازح الحضور مشيرا إلى أنه أورث الوزير درباس الفقر في وزارة الشؤون الإجتماعية، وورث المرض عن سلفه الوزير حسن خليل الذي ورث بدوره ضيق الحال في وزارة المال، "لذا إن أقصى ما يمكن القيام به هو تلقف المبادرات".

أضاف: "لا يمكن التحدث عن الدولة إلا إذا انتقلت من دور الدولة البائعة الزبائنية إلى الدولة الراعية، وانتقد ما تقوم به الدولة حاليا من بيع للخدمة عبر أهل السياسة والنفوذ، فيما المطلوب أن تعطى الخدمة للمواطن من دون وسيط أو مقابل".

وتمنى أبو فاعور "أن تتكرر المبادرة التي تقدمت بها نقابة المحامين في نقابات وقطاعات أخرى"، موجها التحية للنقابة والحضور القضائي الذي يعول عليه الرهان الكبير "لأن سلامة القضاء هي استفاقة للعدل، واستقامة العدل هي قيام الدولة وقيامة الدولة هي قيامة لبنان الذي يحتاج إلى أبنائه جميعا، كما يحتاج إلى تواضع الجميع، فلا ينتظر أحد الإيعاز أو الإيحاء أو كلمة السر من الخارج ليقوم بما يجب القيام به".

وأكد أن "المركز الصحي مفتوح، وجزء من علاجات المحامين الذين لا نتمنى لهم الصحة مؤمن، إنما ما يبقى غير مؤمن هو علاج السياسة وأهل السياسة في اكتشاف اللقاح الذي يخرج أهل السياسة من مرض الإنتظار".

وختم قائلا: "في انتظار هذا الشفاء، نقول لأهل السياسة وأنا منهم، إجتمعوا واتفقوا وانتخبوا وابنوا وطنا لهذا المواطن اللبناني الذي يستحق الكثير".

ختاما قدم نقيب المحامين لأبو فاعور كتاب "la Table et le Droit" حول الأمن الغذائي وحقوق المستهلك واجتهادات المحاكم الفرنسية.

ثم تحدث طبيب النقابة حكمت الحسيني مقدما شروحات عن المركز الصحي.  

  • شارك الخبر