hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

ريفي: الشهيد الحريري قوة اعتدال قادرة على تظهير صورة الاسلام الصحيح

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 17:17

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقد "تيار المستقبل" في بلجيكا مؤتمرا بعنوان "لبنان بعد عشر سنوات على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، في قاعة المؤتمرات في البرلمان البلجيكي، تخللته محاضرات لوزير العدل اللواء أشرف ريفي، ونائب رئيس "المستقبل" لشؤون الإغتراب أنطوان أندراوس، وعضو البرلمان الأوروبي رامونا مونيسكو والسفير اللبناني رامي مرتضى.

شارك في المؤتمر البرلمانيون البلجيك والأوروبيون: كارين لاليو، وجورج دالماني، ورامونا مانيسكو، وستيفان كروسنيار، وجان مارك غيسالز، ومحمدي شهيد والسفير مرتضى، وكل أركان السفارة، اضافة الى سفير المملكة العربية السعودية عبد الرحمن الأحمد وممثلي الأحزاب السياسية البلجيكية. وحضره وفد من حزب "القوات اللبنانية"، ممثلون عن حزب الكتائب اللبنانية، الحزب التقدمي الإشتراكي، "التيار الوطني الحر"، الحزب "الليبرالي الديموقراطي اللبناني" والحزب الشيوعي اللبناني.

وألقى منسق "المستقبل" في بلجيكا محمد قصاص كلمة شكر فيها النائبة لاليو على مساهمتها الفعالة في إنجاح الذكرى. وقال: "إن الرئيس الشهيد كان يشكل حجر الزاوية للتوازن في لبنان وكان رجل الإنفتاح والإعتدال بامتياز وعندما عمل بموجب شعار لبنان أولا أكد انتماء مجموعته السياسية إلى المؤسسات اللبنانية. ولا يمكن لنا إلا ان نفكر بهذا الرجل العظيم في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، من تهديدات وتحديات وانقسامات وبروز اتجاهات انفصالية ومتطرفة يطاول خطرها العالم بأسره".

وختم: "إننا نعتمد على الرئيس سعد الحريري ليواصل المهمة الصعبة حتى نسترجع لبنان المستقل، الحر، الديموقراطي، مكان الحوار ولقاء الحضارات، لبنان رسالة السلام والعيش الواحد كما قال البابا يوحنا بولس الثاني".

من جهته، شرح ريفي من موقعه خلال المرحلة التي سبقت الإغتيال، كأحد ضباط قوى الأمن الداخلي القريبين من الرئيس الشهيد، الظروف التي سبقت العملية الإرهابية ورافقتها وتلتها وتجاوب المجتمع الدولي مع مطالب اللبنانيين من حيث إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وسير عمل التحقيقات والإغتيالات والمضايقات والإقصاءات التي طاولت العناصر التي كانت مولجة بها.

وقال: "اغتيل الرئيس رفيق الحريري في بيروت، في ظل الامن السوري واللبناني التابع له. لقد اغتيل لأسباب عدة منها ما هو داخلي مرتبط بالمعادلة اللبنانية، ومنها ما يرتبط بموقع الرجل في المنطقة والعالم، وبقدرته على تشكيل حجر عثرة بوجه وصاية النظام السوري على لبنان، وبوجه النفوذ الايراني الساعي للتمدد في المنطقة، والاثنان في حالة تحالف وطيد".

أضاف: "كان رفيق الحريري زعيما عابرا للطوائف بالرغم من انه قال مرة في أحد تصريحاته الصحافية "ان ما من أحد أكبر من بلده"، الا أن حضوره العربي والاسلامي والدولي كان كله مجيرا في خدمة وطنه. كان شخصية استثنائية، بمزاياه القيادية، وعلاقاته العربية والدولية، وقدرته على الجمع بين انتمائه الوطني للبنان، وانتمائه العربي، وحضوره على الساحة الاسلامية، وكلها عوامل قوة جعلت المحور السوري الايراني وحلفائه اللبنانيين، يرتابون منه، لا بل يخشونه، ويرتبون له المؤامرات لاعاقة حركته، وعندما كان هذا المحور يجد أنه لم يخف او يتراجع، كانوا يلجأون الى التهديد المباشر، كما حصل في لقائه برئيس النظام السوري بشار الاسد قبل أسابيع من اغتياله".

وتابع: "كان رفيق الحريري يمثل أحد أبرز وجوه الاعتدال في العالم الاسلامي. كان يشكل قوة اعتدال قادرة على تظهير صورة الاسلام الصحيح، الذي يرفض العنف باسم الدين ويجسد حرية المعتقد، وتآلف الحضارات. كان مؤمنا بلبنان، وطنا قادرا على أن يكون بتعدد طوائفه، وبالصيغة الفريدة التي يتحلى بها، بلدا عربيا مميزا على الشاطىء الشرقي للمتوسط، قادرا على أن يكون جسر عبور وتواصل بين الشرق والغرب، قادرا على ان يكون بلدا للفرص والكفاءات، قادرا أن يكون بلدا ليبراليا ديموقراطيا. أراد رفيق الحريري لبنان أن يكون مستشفى المنطقة وجامعتها، أراده أن يكون بلدا متطورا للسياحة والخدمات، ومراكز الابحاث. لقد خطط الحريري لتخليص بلده من الوصاية السورية، ومن السلاح غير الشرعي المتحالف معها. كان يعرف خطورة هذه المهمة على حياته، وعلى استقرار الوضع الأمني، لم يعلن أهدافه لكنه كان يعمل لتحقيقها بصمت وصبر، فقام على الصعيد الداخلي بنسج تحالف اسلامي مسيحي متين، واستمر على الصعيد الخارجي بحشد صداقاته وعلاقاته الدولية، لتحقيق استقلال لبنان".

وقال: "من مفارقات القدر أن يستطيع الرئيس رفيق الحريري تحرير لبنان من الوصاية السورية، بعد اغتياله. لقد كان اغتياله توحيديا للبنانيين. نفذت اغتيالات سابقة لزعماء لبنانيين، فاستطاع من نفذوها أن يحققوا الاهداف من ورائها المتمثلة بإبقاء السيطرة على لبنان، وتعميق الخلاف الطائفي الاسلامي المسيحي. أما اغتيال الحريري فقد وحد فئة كبيرة من اللبنانيين، الذين أطلقوا في 14 آذار 2005 ، اول ثورة شعبية سلمية في العالم العربي، سبقت الثورة الخضراء في ايران، والربيع العربي بسنوات، وكانت تأسيسا ديموقراطيا لكل المنطقة، وتعبيرا عن قدرة الشعوب على الانتفاض لكرامتها، ولقيم العدالة والحرية".

ووضع ريفي اغتيال الحريري في إطار "مشروع إيران للسيطرة على المنطقة"، وقال: "بعد عشر سنوات على هذا الاغتيال، يمكن لأي مراقب أن يلاحظ ان من قاموا باغتيال الحريري، لم يهدفوا فقط الى ازاحة شخصية لبنانية مؤثرة في المعادلة الداخلية. تشير تطورات الاحداث في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين، الى وجود مشروع نفوذ ايراني، مستعد لأن يزيح من طريقه كل من لديه مقومات مواجهة هذا المشروع. سبق لأحد المسؤولين الايرانيين أن تباهى بأن بلاده أصبحت تسيطر على اربعة عواصم عربية هي بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، فهل ما حصل في بيروت في 14 شباط 2005 كان البداية؟ الارجح أن هذه الهزة الارضية كانت مقدمة للزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة".

أضاف: "إننا الآن أحوج ما نكون الى شخصيات تاريخية كالرئيس الحريري، قادرة على المساهمة في انقاذ المنطقة من مخاطر الارهاب والاحتلال والاستبداد، فقد شكلت منطقتنا قلب العالم القديم، منها تبدأ الاحداث، ومنها يؤسس للسلم العالمي".

وعن أهمية الإعتدال والمسؤولية العربية والدولية في حمايته وتعزيزه، قال: "إن مسؤولية تقوية الاعتدال الذي مثله اشخاص كالرئيس الحريري، ليست مسؤولية عربية واسلامية فقط، بل مسؤولية المجتمع الدولي، الذي يفترض أن يحشد طاقاته، لمساعدة المنطقة في العبور الى الديموقراطية، والخروج من نفق الظلامية والعنف والاستبداد والارهاب".

وختم: "نحن نعلم أننا نعيش مخاضا كبيرا في منطقتنا، لكننا على ثقة أننا سنعبر في النهاية الى بر الأمان حيث تتحاور الحضارات، وتتفاعل الاديان، وتسود قيم الحرية والعدالة وحقوق الانسان".

من جهته، قال أندراوس: "في 14 شباط 2005 لقي رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري حتفه في عملية إرهابية ضخمة عبر سيارة مفخخة في قلب بيروت. هذا الإعتداء ذهب ضحيته قرابة عشرين شخصا آخرين من بينهم وزير الإقتصاد الأسبق باسل فليحان الذي وافته المنية بعد احتضار لا يحتمل من جراء الحروق الرهيبة التي أصيب بها بينما كان مع الموكب".

أضاف: "لم تكن تلك المرة الأولى التي يضرب فيها الإرهاب بيروت. إن المدينة كانت طوال الحرب الأهلية مسرحا لكل أنواع العنف، ولكن كان هناك اختلاف جذري في هذا الإعتداء فرفيق الحريري كان مختلفا. لم يكن جزءا من الحرب، لم يكن هناك من دم على يديه بل كان على عكس ذلك، كان رمزا لإعادة بناء لبنان بعد انتهاء الحرب وكان يكره العنف بشدة".

وتابع: "في الشرق الأوسط الذي كان الذي كان يرزح تحت أنظمة عسكرية استبدادية كنظام بشار الأسد في سوريا والنظام الإيراني والبروز التدريجي لإسلام راديكالي متطرف تمثل ببن لادن والظواهري والزرقاوي وامثالهم، بينما كان رفيق الحريري يمثل صورة مختلفة في العالم العربي والإسلامي. كان يمثل صورة القائد الليبرالي، العصري، المعتدل والمسالم".

وقال: "بعد الحرب، قام نظام الأسد الأب ثم الإبن بتوطيد نفوذه في لبنان عبر انشاء المنظومة السورية اللبنانية المشتركة ووضع قانون عفو عام عن كل القادة الذين شاركوا بالحرب ممن أبدوا الولاء له وذلك قبل إيلائهم مناصب أساسية وعليا في السلطة اللبنانية. أما الذين كانوا يجرؤون على تحدي النظام السوري فإما أبعدوا أو سجنوا أو جرى إقصاؤهم من المنظومة السياسية".

واردف: "كانت دمشق بشكل خاص تمنع بروز معارضة قومية مناهضة لسياسة السيطرة العسكرية والسياسية والإقتصادية على بلد الأرز، غير أن النتيجة الحتمية لحكم الرئيس رفيق الحريري كانت تتمثل، ولو مع الكثير من الحذر، في توسيع فضاءات الحوار والمصالحات بين اللبنانيين. غير أنه وبالرغم من هذا الحذر واللجوء إلى الإعتدال وتجنب القطيعة مع النظام السوري لحفظ الإستقرار السياسي والإقتصادي، كان ذلك أمرا لا يمكن احتماله من قبل دمشق، بل كان يمثل بالنسبة لنظام الأسد تهديدا كبيرا لا يمكن القبول به".

وتابع: "في هذا الإطار وقع اغتيال رفيق الحريري. إن إرادته في إعادة توحيد لبنان من خلال خوض انتخابات على كامل الأرض اللبنانية في العام 2005 لتكوين جبهة معارضة موحدة ضد النظام السوري بأحزاب ممثلة لثلاث من الطوائف الأربع الأساسية ألا وهم السنة والمسيحيون والدروز، كانت تصطدم بمشروع الهيمنة الفارسية على المنطقة وتشكل متراسا أمام النظام السوري".

ثم تطرق اندراوس إلى "العزلة الدولية التي عاشها النظام السوري بعيد اغتيال الرئيس الشهيد، وتكشف الحقائق في هذا الصدد من قبل المحكمة الدولة وتزايد هذه العزلة بعد اندلاع الثورة السورية وكيفية محاولة نظام الأسد تعويم نفسه عبر تقديم نفسه أمام المجتمع الدولي، على أنه حام للتعددية والأقليات واتخاذه من محاربة الإرهاب ذريعة لتبرير وجوده".

ولفت إلى أن "النظامين السوري والإيراني لطالما استعملا ورقة الطوائف"، مشيرا الى ان "الحيلة السورية الإيرانية في التسرب إلى الأوساط السنية والتلاعب بها ليست أمرا جديدا".

وقال: "إن تسلسل الأحداث في لبنان يفيد بأنه كلما شعر النظام السوري بأن هيمنته طرحت للنقاش تحت الضغط السياسي اللبناني، كان يلعب على وتر التطرف السني وما من أحد قد نسي تلاعب النظام السوري بالمجموعات التكفيرية في لبنان كله فقد نشأت حروب عدة في مختلف المناطق اللبنانية ما بين الجيش اللبناني والجماعات المتطرفة".

واشار الى ان "إيران وحلفاءها والجهاديين السنة في الدول الإسلامية، يتغذون من بعضهم البعض ويدعمون بعضهم البعض، لهذا يجب نبذهم ككتلة واحدة وحل المشكلة من جذورها عبر تنحية الأسد والتضييق على قدرة إيران في إحداث الضرر لكونهما العاملين الأساسيين في إحداث طوفان العنف الذي صنع الوحش الجهادي".

وختم: "لا بد لأوروبا أن تكون واعية في هذه المرحلة والذي يجب أن يعني لها ولباقي العالم ألا تتمكن إيران من تحقيق مشروعها المتمثل في نشر هيمنتها على الضفة الشرقية من البحر المتوسط. أما رفيق الحريري فقد دفع الثمن ومعه لبنان بأسره الذي يواصل دفع الثمن. إننا مخلصون لذكراه ورؤيته ولثقافة الحياة والسلم والعصرية والحرية التي آمن بها ونحن من جهتنا لن نترك لبلاد فارس حرية التصرف في لبنان".

بدورها، قالت مونيسكو: "لقد ترك رفيق الحريري إرثا مهما لبلده وهو رؤيته، إصراره وتركيزه على تعزيز قوة لبنان وكان بالنسبة للكثير من اللبنانببن رمزا للوحدة، أما بالنسبة للمراقبين الأجانب فقد أثبت بأن الدول العربية تستطيع تبني الديمقراطية والتعددية".

أضافت: "لبنان اليوم يحتاج الى قائد مثل رفيق الحريري ليرمي السلاح ويحمل القلم كما أن العالم بأسره بحاجة إلى الإعتدال لا إلى التطرف. لقد رأينا لبنان على حقيقته تحت قيادة رئيس الوزراء رفيق الحريري ونتمنى لللبنانيين أن يحققوا قريبا أملهم في العيش بسلام ووحدة مجددا".

وتحدثت عن ثلاث سيناريوهات تقدمت بها دراسة جديدة بشأن ما سيكون عليه الوضع العربي في العام 2025 وهي: "إما أن تتم إدارة وليس حل المشاكل الإقتصادية والسياسية ما يؤدي إلى تزايد حالة اللاإستقرار، وإما أن يتم التركيز على الأمن فقط على حساب الإقتصاد ما يفاقم الوضع ويزيده سوءا، وإما ان تقوم البلاد العربية بقفزة نوعية تجري فيها إصلاحات واسعة النطاق ما يؤدي إلى انتعاش الإقتصاد وتحقيق مستقبل مزدهر للجميع".

ورأت ان "من المفترض أن تؤدي سياسات الإتحاد الأوروبي إلى تحقيق السيناريو الثالث، وهذا يعني الإهتمام البالغ بالنزاعات في العراق وسوريا من دون إهمال تعزيز المقدرات الإقتصادية التي تضمن السلام في المستقبل".

وأكدت أن "الإتحاد الأوروبي يريد أن يرى مستقبل لبنان في يد اللبنانيين وليس في يد قوى إقليمية".

وختمت بالقول: "إن بذور مستقبل لبنان هنا في الحاضر، فلنساعد هذه البذور على النمو والتفتح على شكل مستقبل جميل يستحقه اللبنانيون".

أما مرتضى، فنوه بمزايا الرئيس الشهيد "كرجل دولة واقتصاد وإعمار واعتدال كان يلقى التقدير من قبل جميع اللبنانيين"، لافتا الى أن الرئيس الشهيد "بدأ بمساعدة اللبنانيين قبل توليه الحكم بفترة طويلة وخاصة إثر الإجتياح الإسرائيلي في العام 1982".

ورأى أن "كشف حقيقة من قام بالإغتيال رغبة تجمع كل أطياف اللبنانيين، لا سيما وأن سياسات الرئيس الشهيد جمعتهم ووحدتهم".

واختتم المؤتمر بحفل استقبال أقامته منسقية "المستقبل" في بلجيكا على شرف المشاركين والضيوف.
 

  • شارك الخبر