hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

مؤتمر المرأة والسلام في الكسليك للتأكيد على دورها الفاعل في عملية السلام

الثلاثاء ١٥ آذار ٢٠١٥ - 14:46

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت كلية الحقوق في جامعة الروح القدس - الكسليك، مؤتمرا تحت عنوان "المرأة والسلام، أي دور يمكن أن تضطلع به؟" في حضور ناشطين في مجال حقوق المرأة، وذلك في مركز حقوق الإنسان في حرمها الرئيسي.
وقد أجمع المشاركون على الدور الفاعل للمرأة في المجتمع والقدرات التي تتمتع بها، خصوصا في بناء عملية السلام والتربية، ودانوا ما تتعرض له من عنف وتمييز، مشددين على وجوب إشراكها في صنع القرار وفي الحياة السياسية، إضافة إلى ضرورة تمتعها بالإمكانيات الاقتصادية والعلمية والجسدية والمعنوية.
ودعا المشاركون الى نشر الوعي حول دور المرأة وحقوقها وتعديل القوانين التي لا تحميها، ووضع سياسات عامة وتطبيقها تهدف إلى إرساء ثقافة المساواة والتسامح والاعتراف بالمرأة وبأهمية دورها، مؤكدين على دور الإعلام في دعمها ومناصرتها.
وكان قد استهل المؤتمر بكلمة لعميد كلية الحقوق الأب طلال هاشم الذي رأى في "التمييز على أساس الجنس، وبعض العقليات والممارسات الثقافية قيودا تعرقل التنمية العادلة والمستدامة وإرساء الأمن والسلام في العالم بالرغم من عدد النساء الذي يساوي نصف البشرية ودورها المهم في التقدم العالمي".
وشدد على "أهمية القرار 1325 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وعلى الحاجة لضمان تمثيل أكبر للمرأة في منع النزاعات وحلها كما في عملية بناء السلام. فالسلام والاستقرار هما شرط أساسي للتنمية البشرية في حين أنّ النزاعات المسلّحة تلقي بثقلها على النساء والفتيات".
كما أثنى على "المشاركة الفاعلة للمرأة ودورها الأساسي في جامعة الروح القدس حيث يسود مبدأي المساواة وتكافؤ الفرص"، مستنكرا "العنف ضد المرأة، هذا العنف الذي يحد من قوتها ويشتت العائلات".
ثم تحدثت منسقة الأمم المتحدة الخاصة بلبنان سيغريد كاغ فاعتبرت أن "هذا اللقاء هو إحتفال بالمرأة وإعتراف بحقوقها وتشديد على عملية بناء السلام".
وعرضت في خلال كلمتها للأرقام الإحصائية الخاصة بالمرأة اللبنانية وقالت: "أقل من 2% من نساء لبنان هن داخل سوق العمل، في حين، فقط 8% منهن يشغلن مناصب مهمة كمنصب المديرة العامة على سبيل المثال".
وإزاء هذه الأرقام، دعت الطلاب إلى "تغيير هذا الواقع والعمل على تحسين وضع المرأة في مجتمعنا"، مشددة على ضرورة "إقتراع المرأة، الذي يعتبر الوسيلة المثلى للتعبير عن أفكارها وتطلعاتها، كي تتمكن من إستنهاض المجتمع وعلى ضرورة تمتع المرأة بالاستقلالية المادية وبالمعرفة لأن المعرفة قوة".
وكانت مداخلة لوزيرة المهجرين القاضية أليس شبطيني، تناولت فيها دور المرأة في محاور ثلاث: الأول دور المرأة الإنساني خلال الحروب وعملية السلم، والثاني هل الدين حاجز أمامها؟ والثالث كيف تستطيع المرأة تغيير العقلية ضد العنف.
ففي المحور الأول أشارت الوزيرة شبطيني إلى "أن المرأة تلعب دورها الريادي في شتى المجالات والميادين. رغم كل الصعوبات والمشقات المعترضة لدور المرأة ومكانتها خصوصا ما تعانيه في دول العالم الثالث من عنف وتهميش ونظرة دونية وصل إلى حد تحويل المرأة في أكثر من بلد إلى ما يشبه السلعة مثلما رأينا مؤخرا من ممارسات تقوم بها مجموعات تكفيرية على هذا الصعيد".
وفي المحور الثاني شددت على "أن الدين لا يجب أن يشكل مانعا أو حاجزا أمام تقدم المرأة لأن المشكلة تكمن من خلال متاجرة البعض بالدين. والحل لا يكون إلا من خلال التأسيس لمجتمعات مدنية حضارية تقوم على مبادئ العدالة والحرية والمساواة واعتماد قوانين عصرية صارمة في هذا المجال تحمي المرأة ".
أما المحور الثالث كيف تستطيع المرأة تغيير العقلية السائدة ضد العنف؟ فقالت: "ان العنف الذي تشهده الكثير من الدول والمجتمعات يستلزم مضاعفة الجهود لتغيير العقلية السائدة والقائمة على التعصب ومحاربة الآخر، وذلك لا يتم إلا من خلال مساهمة المرأة في حركة التغيير هذه، عبر تفعيل دورها داخل تلك المجتمعات".
بعد الكلمات أدار مدير مركز حقوق الإنسان في جامعة الروح القدس الأستاذ ألان عياش الجلسة الأولى من المؤتمر فعرض القضايا الدولية التي تمت مناقشتها: أهمية المرأة في مسألة السلام والأمن، حاجة تحريرالمرأة في البلدان النامية، آلية إشراك المرأة في صنع القرارات الدولية، وأهمية القرار 1325. كما قدم نبذة عن سيرة حياة المشاركتين في هذه الجلسة سفيرة هولندا في لبنان هاستر سومسن وسفيرة الهند في لبنان أنيتا نيار.
واعتبرت سومسن أن "توقيت انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع مرور 15 عاما على إصدار القرار 1325"، وقالت: "كي تنجح عملية السلام لا بد أن تكون المرأة جزءا لا يتجزأ منها".
وشرحت في خلال مداخلتها عن "مفهوم الرجولة الذي يعني صفات الرجل الحقيقي كحمايته العنصر الضعيف في المجتمع في ظل ما تتعرض له المرأة من عنف وقمع"، فيما شددت نيار على "وجوب الحديث عن مشاكل الإنسان وليس عن مشاكل المرأة، فلا ينبغي النظر بعد الآن إلى أي إنسان حسب عرقه وجنسه". وإعتبرت أن "القرار 1325 يعترف بحقوق المرأة ولكنه يشجعها على الإنخراط في الجيش الأمر الذي يتعارض مع مبدأ السلام". وتطرقت إلى "دور المرأة الفاعل في عملية السلام بما أنها تفكر بطريقة مختلفة عن الرجال"، ولفتت إلى ضرورة تغيير مفهومي "الرجولة و"الأنوثة"، داعية الى "إشراك المرأة في تغيير العالم لما تتمتع به من إمكانات".
ثم انعقدت الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد حول قضايا محلية وإقليمية، شاركت فيها كل من السيدة حياة أرسلان، مؤسِّسة "هيئة تفعيل دور المرأة في الحياة السياسية"، السيدة زويا جريديني روحانا، مديرة جمعية "كفى"، والسيدة زينة دكاش، ممثلة كوميدية ومؤسِّسة جمعية "Catharsis NGO"، وقد تركزت مداخلاتهن حول مدى مشاركة المرأة في مجتمعها في تعزيز السلام والأمن، المرأة اللبنانية وما يعيق تطلعاتها، وميل النساء إلى السلام أكثر منه إلى الحرب لحل النزاعات مقارنة مع الرجال.
وتناولت الجلسة الثالثة قضايا عامة، ترأسها القاضي جاد الهاشم، وشاركت فيها كل من الوزيرة شبطيني، والسيدة صونيا إبراهيم عطية(عضو سابق في مجلس نقابة المحامين في بيروت، محامية ومدافعة عن حقوق الإنسان)، والسيدة نادين موسى، مرشحة لرئاسة الجمهورية اللبنانية. وطرحت فيها مواضيع: دور المرأة في تغيير تفكير المجتمع الدولي حول السلام والأمن، وهل يشكل الدين عائقا أمام تقدم المرأة في دول العالم الثالث؟ وكيف نتغلب على تلك الصعوبات؟
واختتم المؤتمر بتكريم الناشطة الحقوقية أنيسة نجار، حيث عرض وثائقي يختصر حياتها. وقد تسلمت ابنتها السيدة منى الحلبي درعا تكريمية من الأب هاشم، ثم ألقت كلمة شكرت فيها الجامعة على مبادرة تكريم والدتها وإلقاء الضوء على مسيرتها وأعمالها ونضالها في مجال حقوق المرأة.
 

  • شارك الخبر